Current Dictionary: All Dictionaries

Search results for: حقق

ف

ف: الفاء من الحروف الـمَهْمُوسةِ ومن الحروف الشَّفَوِية.

[ف] ز: "ف"- بالكسر، أمر من وفى يفي.
باب الفاء

قال الخليل بن أحمد: قد مَضَتِ العربيةُ مع سائر الحروف الّتي تقدّمت، فلم يبق للفاء إلاّ شيء من المعتل واللّفيف.
(وَهُوَ من الْحُرُوف المهموسة والشفوية. قَالَ شَيخنَا: وَقد أبدلت من الثَّاء الْمُثَلَّثَة فِي ثمَّ العاطفة، قَالُوا: جَاءَ زيد فَم عَمْرو، كَمَا قَالُوا: ثمَّ، وَمن الثوم، البقلة الْمَعْرُوفَة، قَالُوا: فوم، وَمن الجدث نبمعنى الْقَبْر، قَالُوا: فوم، وَمن الجدث بِمَعْنى الْقَبْر، قَالُوا: جذف، وجمعوا فَقَالُوا: أجداث، وَلم يَقُولُوا: أجداف، فَدلَّ على أَن الثَّاء هِيَ الأَصْل، كَمَا صرح بِهِ ابْن جنى، وَغَيره. قلت: وَهَذَا الْبَحْث أوردهُ الإِمَام أَبُو الْقَاسِم السُّهيْلي فِي الرَّوْض، وسنورده فِي " ج د ف " إِن شَاءَ الله تَعَالَى،)

ف


ف (a. a particle which is prefixed to a word ) And; then;
by, after; in order that. ( It is often used in a conditional sentence: in the place of
حَتَّى
as complementary particle after أمَّا : commonly
in the place of
وَ (and) as a connecting link
between two members of a sentence. It may be said to
frequently fulfil the function of the comma &
semicolon &c. in English punctuation. )
جَآءَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو
a. Zaid came and after 'Amr.

ضَرَبْتُ زَدًا فَعَمْرًا
a. I struck Zaid & next 'Amr.

ضَرَبُ فَأَوْجَعَهُ
a. He beat him & consequently pained him.

إِن تَزُرْنِي فَأَنْتَ
مُحْسِنٌ
a. If thou visitest me, thou wilt be a well-doer.

زُرْنِي فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ
a. Visit thou me in order that I may do good to
thee.

يَوْمًا فَيُوْمًا
a. Day by day.

أَمَّا المَوْتَى
فَيَقُوْمُوْن
a. As to the dead, they will rise again.
(الْفَاءُ) مِنْ حُرُوفِ الْعَطْفِ. وَلَهَا ثَلَاثَةُ مَوَاضِعَ يُعْطَفُ بِهَا وَتَدُلُّ عَلَى التَّرْتِيبِ وَالتَّعْقِيبِ مَعَ الِاشْتِرَاكِ تَقُولُ: ضَرَبْتُ زَيْدًا فَعَمْرًا. وَالْمَوْضِعُ الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ مَا قَبْلَهَا عِلَّةً لِمَا بَعْدَهَا وَتَجْرِي عَلَى الْعَطْفِ وَالتَّعْقِيبِ دُونَ الِاشْتِرَاكِ تَقُولُ: ضَرَبَهُ فَبَكَى وَضَرَبَهُ فَأَوْجَعَهُ إِذَا كَانَ الضَّرْبُ عِلَّةً لِلْبُكَاءِ وَالْوَجَعِ.
وَالْمَوْضِعُ الثَّالِثُ: هُوَ الَّذِي يَكُونُ لِلِابْتِدَاءِ وَذَلِكَ فِي جَوَابِ الشَّرْطِ كَقَوْلِكَ: إِنْ تَزُرْنِي فَأَنْتَ مُحْسِنٌ. فَمَا بَعْدَ الْفَاءِ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ يَعْمَلُ بَعْضُهُ فِي بَعْضٍ، لِأَنَّ قَوْلَكَ: أَنْتَ مُبْتَدَأٌ وَمُحْسِنٌ خَبَرُهُ وَالْجُمْلَةُ صَارَتْ جَوَابًا بِالْفَاءِ. وَكَذَا الْقَوْلُ إِذَا جِئْتَ بِهَا بَعْدَ الْأَمْرِ وَالنَّهْيِ وَالِاسْتِفْهَامِ وَالنَّفْيِ وَالتَّمَنِّي وَالْعَرْضِ. إِلَّا أَنَّكَ تَنْصِبُ مَا بَعْدَ الْفَاءِ فِي هَذِهِ الْأَشْيَاءِ السِّتَّةِ بِإِضْمَارِ أَنْ. تَقُولُ: زُرْنِي فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ لَمْ تَجْعَلِ الزِّيَارَةَ عِلَّةَ الْإِحْسَانِ وَلَكِنَّكَ قُلْتَ ذَاكَ مِنْ شَأْنِي أَبَدًا أَنْ أُحْسِنَ إِلَيْكَ عَلَى كُلِّ حَالٍ. 
ف
1 [كلمة وظيفيَّة]: الحرف العشرون من حروف الهجاء، وهو صوتٌ شفويّ أسنانيّ، مهموس، ساكن احتكاكيّ (رخو)، مُرقَّق. 

ف2 [كلمة وظيفيَّة]:
1 - حرف عطف يفيد الترتيب "قام زيد فعمرو- {الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ} ".
2 - حرف عطف يفيد التعقيب "درسَ فنجح- {ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا} ".
3 - حرف عطف يفيد السببيَّة "ضربه فخاصمه- {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} ".
4 - حرف لربط الجواب بالشرط ويدخل على جواب الشرط وجوبًا إذا كان جملة اسميّة أو جملة فعليّة فعلُها طلبيّ أو جامد أو مقترن بـ (قد) أو (ما) أو (لن) أو (السّين) أو (سوف) "إن أردتَ النجاح فاجتهد- {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُم اللهُ} - {وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} ".
5 - حرف يدخل على خبر المبتدأ بعد أمّا "أما الكذب فمذموم- {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً} ".
6 - حرف يدخل على الخبر المسبوق بمبتدأ متضمِّن معنى الشرط "من ينجح فله جائزة".
7 - حرف زائد يفيد التوكيد، ومنه الفاء الواقعة قبل القسم " {فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} ".
8 - حرف نصب، يُنصب بعده الفعل المضارع بشرط أن يتقدَّم عليه نفي أو طلب، ويسمى فاء السببيَّة "ذاكِر فتنجح- {يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} - {لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا} ".
9 - حرف استئناف يقطع المعنى السابق ويبتدئ بغيره "لقد أدَّى واجبَه، فالذِّكرُ الحسنُ نصيبُه- {يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}: فهو يكون عندئذٍ".
10 - حرف مهمل يزاد لتحسين اللفظ، وهو الذي يتّصل بـ (قَطْ) "رأيت خمس طائرات فقط: لاغير".
11 - حرف عطف على مقدّر، وهو المسمّى الفاء الفصيحة، وذلك لأنه دلّ على المحذوف، وأفصح عنه " {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا}: ضرَب فانفجرت". 
الْفَاء
(الْفَاء:) حَرْفٌ مِن حُروفِ التَّهجي مَهْموسٌ، يكونُ أَصْلاً وَلَا يكونُ زائِداً مَصُوغاً فِي الكَلامِ. وفَيَّيْتُ فَاء: عَمِلْتُها.
والفاءُ (المُفْرَدَةُ: حَرْفٌ مُهْمَلٌ) ، أَي ليسَتْ مِن الحُروفِ العامِلَةِ.
وَقَالَ شيْخُنا: لَا يُرادُ إهْمالُها فِي أَي حالةٍ مِن أَحْوالِها (أَو تَنْصِبُ، نحوُ: مَا تأْتِينا فتُحَدِّثَنا) .
قَالَ شيْخُنا: الناصِبُ هُوَ أَنْ مُقدَّرَة بَعْدَها على مَا عُرِفَ فِي العَربيَّةِ.
قُلْت: وَهَذَا قد صَرَّحَ بِهِ الجَوْهرِي كَمَا سَيَأتي.
(أَو تَخْفِضُ، نحوُ) قَول الشَّاعرِ:
فمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
فأَلْهَيْتها عَن ذِي تَمَائِمَ مُحْوِلِ (بجَرِّ مثلِ) ؛ قَالَ شيْخُنا: الخافِضُ هُوَ رُبَّ المُقدَّرَة بَعْدَها لَا هِيَ على مَا عُرِفَ فِي العربيَّةِ.
قُلْت: وَهَذَا قد صَرَّحَ بِهِ صاحِبُ اللُّبابِ، قالَ فِي بابِ رُبَّ: وتُضْمَرُ بَعْد الواوِ كثيرا والعَمَل لَهَا دُونَ الواوِ خِلافاً للكُوفِيِّين، وَقد يَجِيءُ الإضْمارُ بعْدَ الفاءِ نحوُ: فمِثْلِكِ حُبْلَى، فتأَمَّل.
(وتَرِدُ الفاءُ عاطِفَةً) ، وَلها مَواضِعُ يُعْطَفُ بهَا:
(وتُفِيدُ) ؛ وَفِي الصِّحاح: وتدلُّ على (التَّرْتِيب، وَهُوَ نَوْعان: مَعْنَوِيٌّ: كقامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌ و، وذِكْرِيٌّ: وَهُوَ عَطْفٌ مُفَصَّلٌ على مُجْمَلٍ، نحوُ) قَوْله تَعَالَى: {فأَزَلَّهما الشَّيْطانُ عَنْهَا فأَخْرَجَهُما ممَّا كانَا فِيهِ} . وَقَالَ الفرَّاء: إنَّها لَا تُفِيدُالتَّرْتِيبَ واستدلَّ بقوله تَعَالَى: {وكَمْ مِن قَرْيةٍ أَهْلَكْناها فجاءَها بأْسُنا بياتاً} ؛ وأُجِيبَ بأَنَّ المَعْنى أَرَدْنا إهْلاكَها؛ أَو للتَّرْتيب الذكري؛ قالَهُ الْقَرَافِيّ.
(و) تُفِيدُ (التَّعْقِيبَ؛ وَهُوَ فِي كلِّ شيءٍ بحَسَبِه كتَزَوَّجَ فوُلِدَ لَهُ ولَدٌ وَبَينهمَا مُدَّةُ الحَمْلِ) .
وَفِي الصِّحاح: للفاءِ العاطِفَةِ ثلاثَةُ مَواضِع: الأوَّل: تعطفُ بهَا وتدلُّ على التّرْتيبِ والتَّعْقِيبِ مَعَ الإشْرَاكِ، تقولُ: ضَرَبْتُ زَيْداً فعَمْراً، ويأْتي ذِكْرُ المَوْضِعَيْن الآخرين.
(و) تَأْتي (بمعْنَى ثمَّ) ، وتُفِيدُ الجَمْعَ المُطْلَق مَعَ التَّراخِي، (نحُو) قَوْله تَعَالَى: {ثمَّ خَلَقْنا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً فخَلَقْنا المُضْغَة عِظاماً فكَسَوْنا العِظامَ لَحْمًا} ؛ والفرْقُ بينَ ثمَّ وَالْفَاء: أنَّ الفاءَ لمُطْلَق الجَمْعِ مَعَ التَّعْقيبِ، وَثمّ لَهُ مَعَ التَّراخِي، وَلذَا قيلَ إنَّ المُرورَ فِي نَحْو: مَرَرْتُ برَجُلٍ ثمَّ امْرأَةٍ مُرُورانِ بخِلافِه مَعَ الْفَاء.
(و) تأْتي (بمعْنَى الْوَاو) : وتفِيدُ الجمْعَ المُطْلقَ مِن غيرِ تَرْتيبٍ؛ وَمِنْه قولُ امرىءِ القَيْس:
قِفَا نَبْكِ مِن ذِكْرَى حَبيبٍ ومَنْزلِ
بسقْطِ اللِّوَى (بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ) قَالَ شيْخُنا: هَكَذَا ذَكَرُوه واسْتَدلّوا بقولِ امْرىءِ القَيْسِ، وقالَ أَرْبابُ التَّحْقِيقِ: الصَّوابُ أنَّ هناكَ مُقَدَّراً يُناسِبُ البَيِّنيةَ والتَّقْدِير بينَ مَواضِع الدَّخُولِ فمَواضِع حَوْمَلٍ، فالفاءُ على بابِها كَمَا مالَ إِلَيْهِ سِيبَوَيْهٍ وجماعَةُ وبَسطَه ابنُ هِشامٍ فِي المُغْني، انتَهَى.
قُلْتُ: وذَكَر السّهيلي فِي الرَّوْض أَنَّ الفاءَ فِي قولِه هَذَا وأَشْباهِه تُعْطِي الاتِّصالَ؛ يقالُ: مُطِرْنا بينَ مكَّةَ فالمدِينَةِ إِذا اتَّصَلَ المَطَرُ مِن هَذِه إِلَى هَذِه، وَلَو كانتِ الواوُ لم تُعْطِ هَذَا المَعْنى، انتَهَى.
وَقَالَ صاحِبُ اللّبابِ: وقولهُ بينَ الدَّخُولِ فحَوْمَلِ على وَسَطِ الدَّخُول فوَسَط حَوْمَلِ، وَلَو قُلْتَ بينَ الفَرَسِ فالثّوْرِ لم يجز.
(وتَجيءُ للسَّبَبِيَّةِ) ؛ وَهَذَا هُوَ الموضِعُ الثَّانِي الَّذِي ذَكَرَه الجَوْهرِي فقالَ: هُوَ أنْ يكونَ مَا قَبْلها علَّةً لمَا بَعْدَها ويجْرِي على العَطْفِ والتَّعْقيبِ دُونَ الإشَرْاكِ كَقَوْلِك: ضَرَبَه فبَكَى وضَرَبَه فأَوْجَعَه إِذا كانَ الضَّرْبُ علَّةً للبُكاءِ والوَجَعِ، انْتهى. وَفِي اللُّباب: ولإفادَتِها التَّرْتيبِ مِن غَيْرِ مُهْلَةٍ اسْتَعْملُوها للسَّبَبِيَّةِ. (وذلكَ غالِبٌ فِي العاطِفَةِ جُملةً) كَقَوْلِه تَعَالَى: {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضى عَلَيْهِ} ؛ (أَو صِفَةً) نَحْو قَوْله تَعَالَى: {لآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِن زَقُّومٍ فَمالِئُونَ مِنْهَا البُطُونَ فشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِن الحَمِيمِ) فشَارِبُونَ شُرْبَ الهيمِ} (وتكونُ رابِطةً للجَوابِ، والجوابُ جُمْلَةٌ اسْميَّةٌ) . وَفِي اللّبابِ: رابِطةٌ للجَزاءِ بالشَّرْطِ حيثُ لم يَكُنْ مُرْتَبِطاً بذاتِه؛ (نَحْو) قَوْله تَعَالَى: {وَإِن يَمْسَسْكَ بخَيْرٍ، فَهُوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {وإنْ تُعَذِّبْهُمْ فإنَّهم عِبادُكَ، وإنْ تَغْفِرْ لَهُم، فإِنَّكَ أنْتَ العزيزُ الحكيمُ} .
وَهَذَا هُوَ الموضِعُ الثالثُ الَّذِي ذكَرَه الجَوْهرِي فقالَ: هُوَ الَّذِي يكونُ للابْتِداءِ، وَذَلِكَ فِي جوابِ الشَّرْطِ، كَقَوْلِك: إنْ تَزُرْني فأنْتَ مُحْسِنٌ، يكونُ مَا بَعْدَ الفاءِ كَلاماً مُسْتَأْنفاً يَعْمَل بعضُه فِي بعضٍ، لأنَّ قولَكَ أَنْتَ ابْتداءٌ، ومُحْسِنٌ خَبَرُه، وَقد صارَتِ الجُملَةُ جَوَابا بالفاءِ.
(أَو تكونُ جُمْلةً فِعْليَّةً كالاسْمِيَّةِ وَهِي الَّتِي فِعْلُها جامِدٌ، نَحْو) قَوْله تَعَالَى: {إنْ تَرَنِي أَنا أَقَلُ مِنْكَ مَالا ووَلَداً} ؛ وَقَوله تَعَالَى: {فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَني} ؛ وقولهُ تَعَالَى: {إِن تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فنِعِمَّا هِيَ} ؛ أَو يكونُ فَعْلُها إنْشائيّاً) ، كَقَوْلِه تَعَالَى: {إِن كُنْتُمْ تُحِبُّونَ ااَ فاتَّبِعُوني) يُحْبِبْكُم ااُ} ؛ (أَو يكونُ فِعْلاً ماضِياً لَفْظاً ومَعْنًى، إمَّا حَقِيقَةً) نَحْو قَوْله تَعَالَى: {إنْ يَسْرِقْ فقد سَرَقَ أَخٌ لَهُ من قبْلُ} ؛ (أَو مجَازًا) نَحْو قَوْله تَعَالَى: {ومَنْ جاءَ بالسَّيئَةِ فكُبَّتْ وُجُوهُهُم فِي النَّارِ} ؛ نُزِّلَ الفِعْلُ لتَــحَقُّقِــه مَنْزِلَةَ الوَاقِعِ) . قالَ البَدْرُ الْقَرَافِيّ: ذَكَرَ المصنِّفُ من مثْلِ الفاءِ الرَّابِطَة للجَوابِ أَرْبَعَة وبَقِيَتْ خامِسَة: وَهِي أَن تَقْتَرِنَ بحَرْفِ اسْتِقْبالٍ نَحْو قَوْله تَعَالَى: {مَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُم عَن دينِه فسَوْفَ يأْتي ااُ بقَوْمٍ} ، الْآيَة: {وَمَا تَفْعلُوا مِن خَيْرٍ فلَنْ تكفروه} وسادِسَة: وَهِي أنْ تَقْتَرِنَ بحَرْفٍ لَهُ الصَّدْر نَحْو:
فَإِن أَهْلكَ فذُو لهبٍ لظَاهُ انتَهَى.
قُلْتُ: والضابِطُ فِي ذلكَ أنَّ الجَزاءَ إِذا كانَ ماضِياً لَفْظاً وقُصِدَ بِهِ الاسْتِقْبالُ امْتَنَعَ دُخولُ الفاءِ عَلَيْهِ تَــحَقُّقِ تَأْثيرِ حَرْف الشَّرْط فِي الجزاءِ قَطْعاً نَحْو: إنْ أَكْرَمْتَنِي أَكْرَمْتُكَ؛ وكَذلكَ إِذا كانَ مَعْنًى وقُصِدَ بِهِ مَعْنى الاسْتِقْبالِ نَحْو: إِن أَسْلَمْتَ لم تَدْخُل النارَ؛ وَإِن كانَ مُضارِعاً مُثْبتاً أَو مَنْفِيّاً بِلا جازَ دُخولُها وتَرْكُها نَحْو: إِن تُكْرِمْني فأُكْرِمْك تَقْديرُه فأَنا أُكْرِمُك، ويجوزُ أَنْ تقولَ إنْ تُكْرِمْني أُكْرِمْك إِذْ لم تَجْعَلْه خَبَر مُبْتدأٍ مَحْذوفٍ. ومِثالُ المَنْفي بِلا إنْ جُعِلَت لنَفْي الاسْتِقْبالِ: كإنْ تُكْرِمْني فَلَا أُهِينك، لعَدَمِ تأْثِيرِ حَرْف الشَّرْطِ فِي الجَزاءِ، وإنْ جُعِلَتْ لمُجَرَّدِ النَّفْي جازَ دُخولُها: كإنْ تُكْرمْني لَا أُهِنْك، ويجبُ دُخولُها فِي غيرِ مَا ذَكَرْنا، كأَنْ يكونَ الجَزَاءُ جُملةً اسْمِيَّةً نَحْو: إنْ جِئْتَني فأنْتَ مُكْرَمٌ، وكما إِذا كانَ الجَزاءُ ماضِياً مُــحقَّقــاً بدُخولِ قَدْ نَحْو: إنْ أَكْرَمْتَني فقَدْ أَكْرَمْتُك أَمْس، وَمِنْه قَوْله تَعَالَى فِي قصّة سيِّدنا يوسفَ {مِن قُبُل فصَدقتْ} أَي فقَدْ صَدَّقْت زليخا فِي قوْلِها، أَو كَمَا إِذا كانَ الجَزاءُ أَمْراً نَحْو: إنْ أَكْرَمَكَ زَيْدٌ فأَكْرِمْه، أَو نَهْياً كإنْ يُكْرِمْك زَيْدٌ فَلَا تُهِنْه، أَو فِعْلاً غَيْر مُتَصرِّف نَحْو: إِن أَكْرَمْتَ زيْداً فعَسَى أَنْ يُكْرِمَكَ، أَو مَنْفِيّاً بغَيْر لَا سَوَاء كَانَ بلن نَحْو: إِنْ أَكْرَمْتَ زيدا فلَنْ يُهِينك، أَو بِمَا نَحْو: إنْ أَكْرَمْتَ زَيْداً فَمَا يُهِينك، فإنَّه يجِبُ دُخولُ الْفَاء فِي هَذِه الأمْثِلَة المَذْكُورَةِ، فتأَمَّل ذلكَ.
(وَقد تُحْذَفُ) الفاءُ (ضَرُورةً) نَحْو قولِ الشَّاعرِ:
(مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللهاُ يشْكُرُها (أَي فاللهاُ) يَشْكُرُها (أَو لَا يَجوزُ مُطْلقاً، والرِّوايَةُ) الصَّحِيحةُ: (مَنْ يَفْعَل الخَيْرَ فالرَّحْمانْ يَشْكُرُهُ (أَو) الحَذْفُ (لُغَةٌ فَصِيحةٌ، وَمِنْه) قَوْله تَعَالَى: {إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَيْنِ والأَقْرَبِينَ} ، أَي فالوَصِيَّةُ؛ (و) مِنْهُ أَيْضاً (حديثُ اللُّقَطَةِ: (فَإِن جاءَ صاحِبُها وإلاّ اسْتَمْتَعَ بهَا)) ، أَي فاسْتَمْتَعَ بهَا.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ:
الفاءُ فِي اللُّغَةِ: زَبَدُ البَحْرِ؛ عَن الخليلِ وأَنْشَدَ:
لما مُزْبِد طامٍ يَجِيشُ بفَائِه
بأَجْود مِنْهُ يَوْم يأْتِيه سائِلُهوقد تُزادُ الفاءُ لإصْلاحِ الكَلامِ كَقَوْلِه تَعَالَى: {هَذَا فليَذُوقُوه حَمِيم} .
وتكونُ اسْتئِنْافيَّةً، كَقَوْلِه تَعَالَى: {كنُ فيَكونُ} ، على بَحْثٍ فِيهِ.
وتأْتي للتَّأْكِيدِ: ويكونُ فِي القَسَم نَحْو: {فبِعِزَّتِك} ، {فوَ رَبّك} .
وتكونُ زائِدَةً وتَدْخلُ على الماضِي نَحْو {فقُلْنا اذْهَبَا} ؛ على المُسْتَقْبل: {فيقولُ رَبّ} ؛ وعَلى الحَرْف: {فَلم يَكُ يَنْفَعهم إيمانُهم} .
وَقَالَ الجَوْهرِي. وكَذلكَ القَوْل إِذا أَجَبْتَ بهَا بَعْدَ الأمْرِ والنَّهْي والاسْتِفْهامِ والنَّفْي والتَّمنِّي والعَرْض، إلاَّ أَنَّك تَنْصبُ مَا بَعْدَ الفاءِ فِي هَذِه الأشْياءِ السِّتَّة بإضْمارِ أَن تَقول: زُرْني فأُحْسِنُ إِلَيْك، لَم تجْعلِ الزِّيارَةَ عِلَّةً للإحْسانِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي: فَإِن رَفَعْتُ أُحْسن فقلْتَ فأُحْسِنُ إِلَيْك، لم تَجْعَل الزِّيارَة عِلَّة للإحْسان.
ثمَّ قالَ الجَوْهرِي: ولكنَّك قَلْتَ ذاكَ مِن شأْني أَبداً أنْ أَفْعَل وَأَن أُحْسِنَ إِلَيْك على كلِّ حالٍ؛ قلْتُ: هَذَا الَّذِي ذَكَرَه مِثَال الأمْر. وأَمَّا مِثْالُ النَّفْي: فكقوله تَعَالَى: {مَا مِن حِسَابك عَلَيْهِم مِن شيءٍ فتَطْردهم} ؛ وَهَذَا هُوَ الَّذِي مَرَّ فِي أَوَّلِ التَّرْكيبِ، وجَعَلَ المصنِّفُ فِيهَا الفاءَ ناصبَةً، وإنَّما النَّصْبُ بإضْمار أَنْ. ومِثَالُ النَّهْي: قولهُ تَعَالَى: {لَا تَمَسُّوها بسُوءٍ فيَأْخُذُكُم} . ومِثَالُ الاسْتِفهامِ: قَوْله تَعَالَى: {هَل لنا مِن شُفَعاء فيَشْفعُوا لنا} ومِثَالُ التَّمنِّي: {يَا لَيْتَنِي كُنْت مَعَهم فأَفوزَ فَوْزاً عَظِيماً} . ومِثَالُ العَرْض: قَوْله تَعَالَى: {لَوْلا أَخَّرْتَني إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فأصدَّق} .
وفاتَ الجَوْهرِي مَا إِذا أُجِيبَ بهَا بَعْدَ الدُّعاء كَقَوْلِهِم: اللَّهُمَّ وَفِّقْني فأَشْكُرك، فَهِيَ مَواضِعُ سَبْعَة. ذكَرَ المصنِّفُ مِنْهَا واحِداً.
وقولُه تَعَالَى: {ورَبّك فكَبِّر} على تَقْدِيرِ ومَهْما يَكُنْ مِن شيءٍ فكَبِّر ربَّك، وإلاَّ مَا جامَعَتِ الواوَ؛ وكُرِّرَتْ فِي قَوْله:
وَإِذا هَلَكت فعِنْدَ ذلكَ فاجْزعي لبُعْدِ العَهْد.
الفاءُ المُفْرَدَةُ: حَرْفٌ مُهْمَلٌ، أو تَنْصِبُ، نحوُ: ما تأتينا فَتُحَدِّثنا، أو تَخْفِضُ، نحوُ:
فَمِثْلِكِ حُبْلَى قد طَرَقْتُ ومُرْضِعٍ
بِجَرِّ مثلِ، وتَرِدُ الفاءُ عاطِفَةً، وتُفيدُ التَّرْتِيبَ، وهو نَوْعانِ: مَعْنَوِيٌّ: كقامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو، وذِكْرِيٌّ: وهو عَطْفُ مُفَصَّلٍ على مُجْمَلٍ: نحوُ: {فأزَلَّهما الشيطانُ عنها فأخْرَجَهُما ممَّا كانا فيه} ، والتَّعْقِيبَ: وهو في كلِّ شيءٍ بِحَسَبِه: كَتَزَوَّجَ فوُلِدَ له وَلَدٌ، وبينهما مُدَّةُ الحَمْل، وبمعنى ثم، نحو {ثم خَلَقْنا النُطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنا المُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنا العِظامَ لَحْماً} ، وبمعنى الواو:
بين الدَّخولِ فَحَوْمَلِ، وتَجِيءُ للسَّبَبِيَّةِ: وذلك غالِبٌ في العاطِفةِ جُمْلَةً: {فَوَكَزَهُ مُوسى، فَقَضى عليه} ، أو صِفَةً: {لآَكِلُونَ من شَجَرٍ من زَقُّومٍ، فَمَالِئُونَ منها البُطونَ، فَشارِبُونَ عليه من الحَميمِ} ، وتكونُ رابِطَةً للجوابِ، والجوابُ جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ، نحوُ:
{وإن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ، فهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ} ، و {إنْ تُعَذِّبْهُمْ، فإنَّهُمْ عِبادُكَ، وإن تَغْفِرْ لهم، فإنَّكَ أنْتَ العزيزُ الحكيمُ} ، أو تكونُ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً كالاسْمِيَّةِ، وهي التي فِعْلُها جامِدٌ، نحوُ: {إنْ تَرَنِي أنا أقَلَّ مِنْكَ مالاً ووَلَداً فَعَسَى رَبِّي أنْ يُؤْتِيَنِي} ، و {إنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هي} ، أو يكونُ فِعْلُها إنْشائِيًّا: {إن كُنْتُم تُحِبُّونَ اللهَ، فاتَّبِعونِي} ، أو يكونُ فِعْلاً ماضياً لَفْظاً ومعنًى، إمَّا حقيقةً: {إن يَسْرِقْ، فقد سَرَقَ أخٌ له من قبلُ} ، أو مَجازاً: {ومَنْ جَاءَ بالسَّيِّئَة فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ في النارِ} نُزِّلَ الفِعْلُ لِتَــحَقُّقــهِ مَنْزِلَةَ الواقِعِ، وقد تُحْذَفُ ضَرورةً، نحوُ:
مَنْ يَفْعَلِ الحَسَناتِ اللهُ يَشْكُرُها.
أي: فاللهُ، أو لا يجوزُ مُطْلَقاً، والروايَةُ: مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ فالرَّحْمنُ يَشْكُرُهُ، أو لُغَةٌ فَصِيحَةٌ، ومنه: {إنْ تَرَكَ خَيْراً الوَصِيَّةُ للوالِدَيْنِ والأقْربِينَ} ، وحديثُ اللُّقَطَةِ: "فإِن جاءَ صاحِبُها، وإلاَّ اسْتَمْتِعْ بها" 
ف alphabetical letter ف

The twentieth letter of the alphabet: called فَآءٌ

[and فَا]. (TA.) It is one of the letters termed مَهْمُوسَة [or non-vocal, i. e. pronounced with the breath only, without the voice], and of those termed شَفَوِيَّة [or labial]: (TA:) it is a radical letter, and not augmentative: (TA in باب الالف الليّنة:) sometimes it is substituted for ث; thus

in the conjunction ثُمَّ, as in the saying جَآءَ زَيْدٌ فُمَّ

عَمْرٌو [“ Zeyd came, then 'Amr ”]; and in الثُّومُ, “ the well-known herb so called [?],” for which they say الفُومُ; and in الجَدَثُ, “the grave,” or “ sepulchre,” for which they say الجَدَفُ, but using for the pl. أَجْدَاثٌ, and not أَجْدَافٌ, accord. to IJ, (MF, TA,) [unless, app., by poetic license, for] the latter pl. is used by Ru-beh. (R and TA in art. جدف.)

A2: فَ is a particle having no government: (Mughnee, * K, * TA:) or it governs a mansoob aor. ; as in the saying, مَا

تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنَا [Thou dost not come to us, that thou mayest talk to us]; (Mughnee, K, TA;) accord. to some of the Koofees; (Mughnee;) but the truth is, that the aor. is here mansoob by أَنْ, meant to be understood, (Mughnee, TA,) as is said by MF, and the like is said by J, (TA,) though the أَنْ in this case is necessarily suppressed: (I'Ak p. 295:) and it is said (Mughnee, K, TA) by Mbr (Mughnee) to govern the gen. case in the saying [of Imra-el-Keys], فَمِثْلِكِ حُبْلَى قَدْ طَرَقْتُ وَمُرْضِعٍ

[Many a one like thee, even such as was pregnant, have I visited by night, and such as was suckling]; but the truth is, that what here governs the gen. case is رُبَّ, meant to be understood; (Mughnee, TA;) like as it often is in the case of وَ, as is said in the Lubáb. (TA.)

b2: It occurs used in three manners; in one whereof it is an adjunctive to an antecedent, and denotes three things:

b3: one of these is order; and this is of two sorts; relating to the meaning, as in قَامَ زَيْدٌ فَعَمْرٌو [Zeyd came, and after him 'Amr]; and relating to a verbal statement, which is an adjoining of an explicit clause to an implicit antecedent, as in the saying [in the Kur ii. 34]

فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ [and the Devil caused them both to slip, or fall, from it (i. e. from Paradise), and ejected them from that state of enjoyment in which they were]: (Mughnee, K: *)

b4: the second thing that it denotes when used as an adjunctive to an antecedent is proximate sequence, and this is in everything [i. e. in every case] according to the estimate thereof; (Mughnee, K; *) [meaning, according to the relative, or comparative, estimate of the time implied; for, as is said in an explanation of the words thus rendered, in a marginal note in my copy of the Mughnee, “the long period is sometimes esteemed short by comparison; ” or it may be defined as a particle denoting sequence in a case in which is an uninterrupted connection between two events;] one says تَزَوَّجَ فُلَانٌ فَوُلِدَ لَهُ [Such a one took a wife, and, in uninterrupted connection with his doing so, a child was born to him,] when there did not intervene between the two events aught save the period of gestation, (Mughnee, K, *) and so if it were a period protracted [beyond the usual length]; and you say دَخَلْتُ البَصْرَةَ فَبَغْدَادَ [I entered El-Basrah, and, in uninterrupted connection with my doing so, Baghdád,] when you did not stay in El-Basrah nor between the two towns: and this sequence is not necessarily implied by the ف that denotes causality; as is shown by the correctness of one's saying إِنْ

يُسْلِمْ فَهُوَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ [If he become a Muslim, he will consequently enter Paradise]; the delay between the two events [by death &c.] being well known: (Mughnee:)

b5: [or, accord. to J,] the adjunctive ف occurs in three cases, in the first of which it denotes order and proximate sequence with association; you say, ضَرَبْتُ زَيْدًا فَعَمْرًا [I beat Zeyd, and next 'Amr]: (S: [the second and third of these cases will be mentioned in the course of this art:])

b6: and it is said to occur sometimes in the sense of ثُمَّ, (Mughnee, K, * TA, *) denoting conjunction in an absolute manner, with delay; (TA;) as in the saying [in the Kur xxiii. 14] ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً

فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا [Then we made the sperm a lump of clotted blood, then we made the lump of clotted blood a bit of flesh, then we made the bit of flesh bones, then we clothed the bones with flesh]: (Mughnee, K, TA:)

b7: and sometimes in the sense of وَ, (Mughnee, K, * TA, *) denoting conjunction in an absolute manner, without order; (TA;) as in the saying (of Imra-el-Keys, TA), بَيْنَ الدَّخُولِ

فَحَوْمَلِ [as though meaning Between Ed-Dakhool and Howmal]; (Mughnee, K, TA;) the right reading of which is asserted by As to be with وَ; but it is replied that the implied meaning is بَيْنَ مَوَاضِعِ الدَّخُولِ فَمَوَاضِعِ حَوْمَلِ [amidst the places of, or pertaining to, Ed-Dakhool, and the places of, or pertaining to, Howmal; the former places and the latter being contiguous; and we may therefore understand these words as relating to an antecedent command to pause]; this phrase being allowable like the saying جَلَسْتُ بَيْنَ العُلَمَآءِ فَالزُّهَّادِ [I sat amidst the learned men and the devotees]: it has been said that مَا is here suppressed before بَيْنَ, and that فَ is used in the place of إِلَى; but this usage of فَ is strange: (Mughnee:)

b8: the third thing that it denotes when used as an adjunctive to an antecedent is relation to a cause: (Mughnee, K, * TA: *) this is the second of the three cases mentioned by J, who says, (TA,) it is when what precedes it is a cause of what follows it; and it denotes adjunction and proximate sequence without association; as in the sayings ضَرَبَهُ فَبَكَى [He beat him, and he consequently wept,] and ضَرَبَهُ فَأَوْجَعَهُ [He beat him, and consequently pained him,] when the beating is the cause of the weeping and of the pain: (S, TA:) used in this manner, i. e. to denote relation to a cause, it is generally such as adjoins a proposition, as in [the saying in the Kur xxviii. 14]

فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ [And Moses struck him with his fist, and consequently killed him]; or a qualificative, as in [the saying in the Kur lvi.

52-54] لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ فَمَالِئُونَ مِنْهَا

الْبُطُونَ فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ [Shall surely be eating from trees of Zakkoom, and consequently filling therefrom the bellies, and drinking thereon of hot water]. (Mughnee, K.)

b9: Another manner in which it is used [the second of the three manners before mentioned (Mughnee)] is as a connective of an apodosis, i. e., of the complement of a conditional clause, (Mughnee, * K, * TA,) when this is of a kind not fit to be itself conditional, i. e., to be a protasis. (Mughnee.)

It is thus used when the complement is a nominal proposition; as in [the saying in the Kur vi. 17] وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ

قَدِيرٌ [And if He cause good to betide thee, He is able to do everything]: (Mughnee, K, TA:) this is the third of the three cases mentioned by J, who says, (TA,) this is when it is used for the purpose of inception, in the complement of a conditional clause; as in the saying إِنْ تَزُرْنِى

فَأَنْتَ مُحْسِنٌ [If thou visit me, thou wilt be a welldoer]; in which what follows فَ is a new proposition, grammatically independent of what precedes it, one part thereof governing another; for أَنْتَ is an inchoative, and مُحْسِنٌ is its enunciative; and the proposition has become a complement by means of the ف: (S, TA:)

b10: or, (K,) secondly, (Mughnee,) the complement may be a verbal proposition, like the nominal, and it is one of which the verb is aplastic; as in [the saying in the Kur xviii. 37 and 38] إِنْ تَرَنِ أَنَا

أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا فَعَسَى رَبِّى أَنْ يُؤْتِيَنِ [If thou seest me to be possessing less than thou in respect of wealth and children, it may be that my Lord may give me]; and [the saying in the Kur ii.

273] إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ [If ye make apparent the alms, very good, as a thing, is it, i. e. the doing so]: (Mughnee, K:)

b11: or, (K,) thirdly, (Mughnee,) the verb of the complement may be one belonging to a new proposition, grammatically independent of what precedes it, as in [the saying in the Kur iii. 29] إِنْ كُنْتُمْ

تُحِبُّونَ اللّٰهَ فَاتَّبِعُونِى [If ye love God, follow ye me]: (Mughnee, K:)

b12: or, (K,) fourthly, (Mughnee,) the verb of the complement may be a pret., as to the letter and as to the meaning; either properly, as in [the saying in the Kur xii. 77] إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ [If he steal, a brother of his hath stolen before]: or tropically, as in [the saying in the Kur xxvii. 92] وَمَنْ جَآءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُمُمْ فِى النَّارِ [and whoever shall have done that which is evil, their faces are inverted in the fire of Hell], this [latter]

verb being used as though signifying what has already happened to denote the certain assurance of the event's happening: (Mughnee, K: *)

b13: fifthly, when the ف is coupled with a particle relating to futurity; as in [the saying in the Kur v. 59] مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِى اللّٰهُ

بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ [Whoever of you revolteth from his religion, God will bring a people whom He loveth]; and in [the saying in the Kur iii. 111]

وًمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ تُكْفَرُوهُ [And what ye do of good, ye shall not be denied the reward of it]: (Mughnee: omitted in the K; as is also what here next follows:)

b14: sixthly, when the ف is coupled with a particle to which is peculiarly assigned the first place in a proposition, as in the saying, فَإِنْ أَهْلِكْ فَذِى حَنَقٍ لَظَاهُ

عَلَىَّ يَكَادُ يَلْتَهِبُ الْتِهَابَا

[a verse similar in itself, and probably in its sequel (which is not quoted), to one by Rabee'ah

Ibn-Makroom (in Ham p. 29), app. meaning And if I perish, many a one having rage in his bosom, whose fire kindled against me almost flames with a vehement flaming; فَذِى حَنَقٍ being for فَرُبَّ ذِى حَنَقٍ]; for رُبَّ is meant to be understood, and to it peculiarly belongs the first place in the proposition: (Mughnee:)

b15: the ف must also be used when the complement of a conditional clause is imperative; as in the saying إِنْ أَكْرَمَكَ زَيْدٌ فَأَكْرِمْهُ [If Zeyd treat thee with honour, treat thou him with honour]: or prohibitive; as in the saying إِنْ يُكْرِمْكَ زَيْدٌ فَلَا تُهِنْهُ [If Zeyd treat thee with honour, treat not thou him with contempt]: or negative, either by means of لَنْ [as in an ex. above] or by means of مَا; as in the saying إِنْ أَكْرَمْتَ زَيْدًا فَمَا يَهِينُكَ [If thou treat Zeyd with honour, he does not treat thee with contempt]: (TA:)

b16: when the verb of that complement is an aor. , affirmative, or negative by means of لَا, the ف may be introduced or omitted: in the former case you may say إِنْ

تُكْرِمْنِى فَأُكْرِمُكَ meaning فَأَنَا أُكْرِمُكَ [i. e. If thou treat me with honour, I will treat thee with honour]; and you may say إِنْ تُكْرِمْنِى أُكْرِمْكَ

[which is the more usual] if you do not make it [i. e. اكرمك] the enunciative of a suppressed inchoative [i. e. of أَنَا]: and in the case of the negative by means of لا you may say إِنْ تُكْرِمْنِى

فَلَا أُهِينُكَ [If thou treat me with honour, I will not treat thee with contempt; and you may omit the ف as is more usual]: (TA:)

b17: and sometimes the ف is suppressed in the case of necessity in verse [on account of the metre]; as in the saying, مَنْ يَفْعَلِ الْحَسَنَاتِ اللّٰهُ يَشْكُرُهَا

[Whoso doth those deeds that are good, God will recompense them, i. e., the deeds], (Mughnee, K,) meaning فَاللّٰهُ: (K:) or, (Mughnee, K,) accord. to Mbr, who disallows this even in verse, (Mughnee,) the right reading is مَنْ يَفْعَلِ الخَيْرَ فَالرَّحْمٰنُ يَشْكُرُهُ

[Whoso doth that which is good, the Compassionate will recompense it]; (Mughnee, K;) and it is absolutely disallowable: (K:) or it occurs in chaste prose, (Mughnee, K, *) accord. to Akh; (Mughnee;) and hence the saying [in the Kur ii. 176] إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ

[If he leave wealth, the legacy shall be to the two parents and the nearer of other relations]; and the trad. respecting that which one has picked up, or taken, of property that has been dropped, فَإِنْ جَآءَ صَاحِبُهَا وَإِلَّا اسْتَمْتِعْ بِهَا [And if the owner thereof come, restore thou it to him; and if not, or otherwise, benefit thyself by it]: (Mughnee, K:)

b18: when the verb of the complement of a conditional clause is a pret. as to the letter but future as to the meaning intended [yet not importing certainty, so that it is not like the saying in the Kur xxvii. 92, cited above], the ف may not be prefixed to it; as in the saying إِنْ أَكْرَمْتَنِى

أَكْرَمْتُكَ [If thou treat me with honour, I will treat thee with honour]: and likewise when it is pret. as to the [proper] signification but [an aor. as to the letter and] future as to the meaning intended; as in the saying إِنْ أَسْلَمْتَ لَمْ تَدْخُلِ النَّارَ

[If thou become a Muslim, thou wilt not enter the fire of Hell]. (TA.)

b19: And as the ف thus connects the apodosis with its protasis, so it connects the like of the apodosis with the like of the protasis; as in the saying اَلَّذِى يَأْتِينِى فَلَهُ دِرْهَمٌ

[Who comes, or shall come, to me, for him is, or shall be, a dirhem]: by its being introduced in this case, one understands what the speaker means, that the obligation to give the dirhem is a consequence of the coming: otherwise the saying would be ambiguous. (Mughnee.) Thus also it occurs after a clause commencing with the conditional particle أَمَّا, q. v. (Mughnee in art. أَمَّا; &c.)

b20: It also occurs in the cases here following, prefixed to an aor. , which is mansoob by means of أَنْ, meant to be understood, (S, TA, and I'Ak

p. 295,) but necessarily suppressed: (I'Ak ibid.:)

b21: thus in the complement of a command; (S, TA, and I'Ak p. 296;) as in اِئْتَنِى فَأُكْرِمَكَ

[Come thou to me, that I may treat thee with honour]: (I'Ak ibid.:) [and] you say زُرْنِى

فَأُحْسِنَ إِلَيْكَ [Visit thou me, that I may do good to thee]; (S, TA;) to which J adds, you do not make the visiting to be the cause of the doing good; what you [would] say being, it is of my way to do good always; but [there seems be an omission here in the copies of the S, for, as] IB

says, if you make أُحْسِن to be marfooa, [not mansoob,] saying فَأُحْسِنُ إِلَيْكَ, [the meaning is, for I will do good to thee, for] you do not make the visiting to be the cause of the doing good: (TA:) the demand, however, in this and similar cases, must not be indicated by a verbal noun, nor by an enunciative; for when it is so indicated, the aor. must be marfooa; as in صَهْ

فَأُحْسِنُ إِلَيْكَ [Be silent, then I will do thee good]; and in حَسْبُكَ الحَدِيثُ فَيَنَامُ النَّاسُ [The discourse is sufficient for thee, so the people shall sleep]: (I'Ak p. 296:)

b22: also in the complement of a prohibition; (S, and I'Ak p. 296;) as in لَا تَضْرِبْ

زَيْدًا فَيَضْرِبَكَ [Beat not thou Zeyd, for he may beat thee, or lest he beat thee]: (I'Ak ibid.:)

b23: and in the complement of a prayer; as in رَبِّ

انْصُرْنِى فَلَا أُخْذَلَ [My Lord aid me, so that I may not be left helpless]: (I'Ak ibid.:)

b24: and in the complement of an interrogation; (S, and I'Ak p. 296;) as in هَلْ تُكْرِمُ زَيْدًا فَيُكْرِمَكَ [Wilt thou treat Zeyd with honour, that he may treat thee with honour?]: (I'Ak ibid.:)

b25: and in the complement of a petition with gentleness; (S, and I'Ak p. 296;) as in أَلَا تَنْزِلُ عِنْدَنَا فَتُصِيبَ

خَيْرًا [Wilt thou not alight at our place of abode, that thou mayest obtain good?]: (I'Ak ibid.:)

b26: and in the complement of a demanding with urgency the performance of an action; as in لَوْلَا

تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنَا [Wherefore dost thou not come to us, that thou mayest talk to us?]: (I'Ak p. 296:)

b27: and in the complement of an expression of wish; as in لَيْتَ لِى مَالًا فَأَتَصَدَّقَ مِنْهُ [Would that I had wealth, that I might give alms thereof]: (I'Ak ibid.:)

b28: and in the complement of an expression of hope, in like manner as in the case next before mentioned, accord. to the Koofees universally; as in the saying in the Kur [xl. 38 and 39] لَعَلِّى أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ أَسْبَابَ السَّمٰوَاتِ فَأَطَّلِعَ

[May-be I shall reach the tracts, or the gates, the tracts, or the gates, of the heavens, so that I may look], accord. to one reading: (I'Ak p.

298:)

b29: and in the complement of a negation, (S, and I'Ak p. 295,) i. e., of a simple negation; as in مَا تَأْتِينَا فَتُحَدِّثَنَا [Thou dost not come to us, that thou mayest talk to us; a saying mentioned before, in the first of the remarks on this particle]. (I'Ak ibid.)

b30: It is also prefixed as a corroborative to an oath; as in فَبِعِزَّتِكَ [which may be rendered Now by thy might, or nobility, &c.], and فَوَرَبِّكَ [Now by thy Lord]. (TA.)

b31: The third manner in which it is [said to be]

used is when it is redundant, so that its being included in a saying is like its being excluded: but this usage is not affirmed by Sb: Akh allows its being redundant in the enchoative, absolutely; mentioning the phrase أَخُوكَ فَوُجِدَ [as though meaning Thy brother, he has been found; but هٰذَا is app. meant to be understood, so that the phrase should be rendered, fully, this is thy brother, and he has been found]: Fr and ElAalam and a number of others restrict its being allowable to the cases in which the enunciative is a command, as in the saying, وَقَائِلَةٍ خَوْلَانُ فَانْكِحْ فَتَاتَهُمْ and in the saying, أَنْتَ فَانْظُرْ لِأَىِّ ذَاكَ تَصِيرُ or a prohibition, as in the saying زَيْدٌ فَلَا تَضْرِبْةُ; but those who disallow its being so explain the first of these three exs. by saying that the implied meaning is هٰذِهِ خَوْلَانُ, [so that the saying should be rendered, fully, Many a woman is there saying, This is Khowlán (the tribe so named), therefore marry thou their young woman; and in like manner the implied meaning of the third ex. is هٰذَا زَيْدٌ فَلَا تَضْرِبْهُ This is Zeyd, therefore do not thou beat him;] and the implied meaning of the second ex. is اُنْظُرْ فَانْظُرْ, [so that the saying should be rendered, fully, Look thou, and look to what result thereof thou wilt eventually come,] the former انظر being suppressed, and its implied pronoun, أَنْتَ, expressed: the saying وَإِذَا هَلَكْتُ فَعِنْدَ ذٰلِكَ فَاجْزَعِى

[meaning And when I perish, on the occasion thereof manifest thou impatience, or grief, &c., the second ف being redundant,] is an instance of poetic license. (Mughnee.)

A3: [As a numeral, ف denotes Eighty.]

فرق

(فرق) : فَرَسٌ فَرُوقٌ، أي أَفْرَقُ.
فرق: {فرقنا}: شققنا. {فريق}: طائفة. 
(فرق) بَين الْقَوْم أحدث بَينهم فرقة وَبَين المتشابهين ميز بعضهما من بعض وَيُقَال فرق القَاضِي بَين الزَّوْجَيْنِ حكم بالفرقة بَينهمَا وَالشَّيْء جعله فرقا وَالله الْقُرْآن أنزلهُ منجما مفرقا والأشياء قسمهَا وَالصَّبِيّ أفزعه
(فرق) : أَفَرَقَت الناقَةُ: إذا رَجَع إِليها بعضُ لَبَنِها. 
فيما تَفَرّد به أبو حاتم سَهلُ بن محمد السِّجِسْتانِي في كتاب "تَقويم المُفْسَدِ المُزالِ عن جهَتِه من كَلامِ العَرَب": (مول) : رجلٌ مالٌ، ومالِ: أَي ذُو مالِ، وامرأَةٌ مالَةٌ، ومالِيَةٌ.
الفرق الأول: هو الاحتجاب بالخلق عن الحق، وبقاء رسوم الخلقية بحالها.

الفرق الثاني: هو شهود قيام الخلق بالحق، ورؤية الوحدة في الكثرة، والكثرة في الوحدة، من غير احتجاب بأحدهما عن الآخر.

فرق الوصف: ظهور الذات الأحدية بأوصافها في الحضرة الواحدية.

فرق الجمع: هو تكثر الواحد بظهوره في المراتب التي هي ظهور شئون الذات الأحدية، وتلك الشئون في الحقيقة اعتبارات محضة لا تــحقق لها إلا عند بروز الواحد بصورها.
فرق لثث وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث عُمَر [رَضِيَ الله عَنْهُ -] فَرَّقوا عَن المَنِيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثّوا بدار مَعجزة وَأَصْلحُوا مثاويَكم وَأَخِيفُوا الهوامّ قبل أَن تُخيفكم وَقَالَ: اخشَوشِنوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا. قَوْله: فرّقوا عَن المنيّة وَاجْعَلُوا الرَّأْس رَأْسَيْنِ يَقُول: إِذا أَرَادَ أحدكُم أَن يَشْتَرِي شَيْئا من الْحَيَوَان من مَمْلُوك أَو غَيره من الدوابّ فَلَا يغالين بِهِ فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا يحدث بِهِ وَلَكِن ليجعل ثمنه فِي رَأْسَيْنِ وَإِن كَانَا دون الأول فَإِن مَاتَ أَحدهمَا بَقِي الآخر. وَقَوله: ولاَ تُلِثّوا بدار معْجزَة فالإلثاث الْإِقَامَة يَقُول: لَا تُقِيمُوا بِبَلَد قد أعجزكم فِيهِ الرزق وَلَكِن اضْطَرَبُوا فِي الْبِلَاد وَهَذَا شَبيه بحَديثه الآخر: إِذا اتّجر أحدكُم فِي شَيْء ثَلَاث مَرَّات فَلم يرْزق مِنْهُ فليدعه.
ف ر ق

بدا المشيب في مفرقه وفرقه، ورأيت وبيص الطّيب في مفارقهم. وفرقت الماشطة رأسها كذا فرقاً. ورأس مفروق. وديك أفرق: انفرقت رعثته. وجمل أفرق: ذو سنامين. ورجل أفرق الأسنان: أفلجها. وناقة فارق: ماخض فارقت الإبل نادّة من وجع المخاض، ونوق فرّق وفوارق ومفاريق، وقد فرقت فروقاً وتشبّه بها السحاب. قال ذو الرمة:

أو مزنة فارق يجلو غواربها ... تبوّج البرق والظلماء علجوم

وفرق لي الطريق فروقاً وانفرق انفراقاً إذا اتجه لك طريقان فاستبان ما يجب سلوكه منهما، وطريق أفرق: بيّن. وضمّ تفاريق متاعه أي ما تفرّق منه. وضرب الله بالحق على لسان الفاروق. وسطع الفرقان أي الصبح. وهذا أبين من فلق الصبح وفرق الصبح. وتقول: سبيل أفرق كأنه الفرق. وهو أسرع من فريق الخيل وهو سابقها فعيل بمعنى مفاعل لأنه إذا سبقها فارقها. وبانت في قذاله فروق من الشّيب أي أوضاحٌ منه. وماله إلا فرق من الغنم وفريقة أي يسير. ورآى أعرابيّ صبياناً فقال: هؤلاء فرق سوء. وما أنت إلا فروقةٌ. وفرقٌ خير من حب أي أن تهاب خير من أن تحبّ. وأفرق المحموم والمجنون، وهو في أفراق من حمّاه.

ومن المجاز: وقفته على مفارق الحديث أي على وجوهه الواضحة.

فرق


فَرَقَ(n. ac.
فَرْق
فُرْقَاْن)
a. Divided; separated; severed.
b. [Bain], Made a distinction between; discriminated
discerned.
c. Decided, decreed.
d.(n. ac. فَرْق), Parted (hair).
e. Dunged.
f.(n. ac. فُرُوْق), Divided, branched (road).
g. [La], Appeared to; was manifest to; occurred, happened
to, befell.
h. see II (c)
فَرِقَ(n. ac. فَرَق)
a. Feared.
b. Dived.

فَرَّقَa. Scattered, dispersed, distributed amongst
between.
b. see I (b)c. Frightened, terrified.

فَاْرَقَa. Departed from, quitted; became separated from.
b. [ coll. ], Died; departed this
life.
أَفْرَقَ
a. [Min], Recovered from (sickness).
b. see I (g)
& II (c).
تَفَرَّقَ
(a. n. ac. reg. & تِفِرَّاق ), Became dispersed, disunited
separated, scattered.
إِنْفَرَقَ
a. ['An], Quitted.
إِفْتَرَقَa. see V
فَرْقa. Difference; distinction.
b. Separation.
c. Parting ( of the hair ); comb, crest (
of a cock ).
d. Flax; linen.
e. A certain bird.
f. (pl.
فُرْقَاْن), Measure ( about I6 pints ).
فِرْقa. Flock; herd.
b. Form, set ( of boys ).
c. Portion, part.
d. Mountain.
e. Wave.

فِرْقَة
(pl.
فِرَق)
a. Party; sect; company.
b. [ coll. ], Detachment, brigade (
of soldiers ).
فُرْقa. Sacred doctrine.

فُرْقَةa. Separation; disunion; abandonment.

فَرَق
(pl.
أَفْرَاْق)
a. Dawn.
b. Comb ( of a cock ).
c. see I (f)
فَرِقa. Fearful; afraid, frightened; timorous;
cowardly.

فَرُقa. see 5
أَفْرَقُa. Forked, branching; with space between.
b. White cock.

مَفْرَق
(pl.
مَفَاْرِقُ)
a. parting ( of the hair ).
b. Cross-road; bifurcation.

مَفْرِقa. see 17
فَاْرِق
(pl.
فُرُق
فُرَّق
فُرَّاْق فَوَاْرِقُ)
a. Separating, dividing, distinguishing.
b. [art.], Isolated (cloud).
فَاْرِقَة
( pl.
reg. &
فَوَاْرِقُ)
a. fem. of
فَاْرِق
فَرَاْق
فِرَاْق
23a. see 3t
فَرِيْق
(pl.
أَفْرِقَة
15t
فُرُوْق
أَفْرِقَآءُ)
a. Party, company; herd.
b. [ coll. ], Brigadier.

فَرِيْقَةa. see 2 (a)b. Cooked dates.
c. Stray (sheep).
فَرُوْقa. see 5
فَرُوْقَةa. see 5b. Honour, reputation.
c. Fat of the kidneys.
d. Armful.

فَرُّوْق
فَرُّوْقَةa. see 5
فُرْقَاْنa. see 3
. (b) [art.], The Kurān.
فَاْرُوْق
فَاْرُوْقَةa. see 5
تَفَاْرِيْقa. Sundry, scattered things.

N. P.
فَرڤقَa. Separated, divided.

N. Ac.
فَرَّقَa. Separation, dispersion.
b. Distribution, apportionment.

N. Ac.
إِفْتَرَقَa. see 3t
تَفْرِقَة
a. see N. Ac.
II
بِالتَّفْرِيْق
a. Fragmentarily, in parts.

أَفْرِيْقِيَة
a. Africa.

فَرْقَدَ
فَرْقَ4
(pl.
فَرَاْقِ4ُ)
a. Calf.
b. [art.], The stars [ β
& γ ] in Ursa Minor
situated near the pole-star.
اَلفَرْقَدَانِ
a. see supra
(b)
فُرْقُوْد
a. see 51 (a)
فِرْقَاطَه
a. [ coll. ], Frigate.
ف ر ق: (فَرَقَ) بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ مِنْ بَابِ نَصَرَ وَفُرْقَانًا أَيْضًا. وَفَرَّقَ الشَّيْءَ (تَفْرِيقًا) وَ (تَفْرِقَةً فَانْفَرَقَ) وَ (افْتَرَقَ) وَ (تَفَرَّقَ) . وَأَخَذَ حَقَّهُ مِنْهُ (بِالتَّفَارِيقِ) . وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ} [الإسراء: 106] : مَنْ خَفَّفَ قَالَ: بَيَّنَاهُ مِنْ (فَرَقَ) يَفْرُقُ. وَمَنْ شَدَّدَ قَالَ: أَنْزَلْنَاهُ (مُفَرَّقًا) فِي أَيَّامٍ. وَ (الْفَرْقُ) مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَقَدْ يُحَرَّكُ وَالْجَمْعُ (فُرْقَانٌ) . وَهَذَا الْجَمْعُ يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمَلٍ وَحُمْلَانٍ. وَ (الْفُرْقَانُ) الْقُرْآنُ. وَكُلُّ مَا فُرِّقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَهُوَ فُرْقَانٌ. فَلِهَذَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} [الأنبياء: 48] . وَ (الْفُرْقَةُ) الِاسْمُ مِنْ قَوْلِكَ: (فَارَقَهُ مُفَارَقَةً) وَ (فِرَاقًا) . وَ (الْفَارُوقُ) اسْمٌ سُمِّيَ بِهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ. وَ (الْمَفْرِقُ) بِكَسْرِ الرَّاءِ وَفَتْحِهَا وَسَطُ الرَّأْسِ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ. وَكَذَا (مَفْرِقُ) الطَّرِيقِ وَ (مَفْرَقُهُ) وَلَا جَمْعَ لَهُ وَهُوَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَنْشَعِبُ مِنْهُ طَرِيقٌ آخَرُ. وَقَوْلُهُمْ لِلْمَفْرِقِ (مَفَارِقُ) كَأَنَّهُمْ جَعَلُوا كُلَّ مَوْضِعٍ مِنْهُ مَفْرِقًا فَجَمَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ. وَ (الْفَرَقُ) الْخَوْفُ وَقَدْ (فَرِقَ) مِنْهُ مِنْ بَابِ طَرِبَ. وَلَا يُقَالُ: فَرِقَهُ. وَامْرَأَةٌ (فَرُوقَةٌ) وَرَجُلٌ فَرُوقَةٌ أَيْضًا وَلَا جَمْعَ لَهُ. وَدِيكٌ (أَفْرَقُ) بَيِّنُ (الْفَرَقِ) وَهُوَ الَّذِي عُرْفُهُ (مَفْرُوقٌ) . وَرَجُلٌ (أَفْرَقُ) وَهُوَ الَّذِي نَاصِيَتُهُ أَوْ لِحْيَتُهُ كَأَنَّهَا مَفْرُوقَةٌ. وَيُقَالُ: هُوَ أَبْيَنُ مِنْ (فَرَقِ) الصُّبْحِ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُّبْحِ. وَ (الْفِرْقُ) الْفِلْقُ مِنَ الشَّيْءِ إِذَا انْفَلَقَ. وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] . وَ (الْفِرْقَةُ) الطَّائِفَةُ مِنَ النَّاسِ. وَ (الْفَرِيقُ) أَكْثَرُ مِنْهُمْ. وَفِي الْحَدِيثِ: «أَفَارِيقُ الْعَرَبِ» وَهُوَ جَمْعُ (أَفْرَاقٍ) ، وَ (أَفْرَاقٌ) جَمْعُ فِرْقَةٍ. وَ (أَفْرَقَ) الْمَرِيضُ مِنْ مَرَضِهِ وَالْمَحْمُومُ مِنْ حُمَّاهُ أَيْ أَقْبَلَ. وَ (إِفْرِيقِيَّةُ) اسْمُ بِلَادٍ. 
(فرق) - في الحديث: "المُتَبَايِعَانِ بالخِيارِ ما لَم يَتفرَّقَا"
حكى أبو عُمَر الزَّاهد: أَنَّ أَبَا موسى النَّحوىَّ سأَل أَبَا العباس أحمَد بن يَحْيى: هَلْ بَيْن يَفْتَرِقَان ويتفَرَّقان من فَرْق؟
فقال: نعم. أخبَرنا ابنُ الأعرابِيِّ: عن المُفَضَّل، قال: يَفْتَرقَان بالكَلام، ويَتَفَرَّقَان بالأَبْدانِ. - في الحديث: " فَجُئِثْتُ منه فَرَقًا"
الفَرَق: الخوف؛ وقد فَرِق يَفْرَقُ فَرَقًا فهو فروق؛ وفي المبالغة فَرُوقَة: أي شَديدُ الخَوْف. ورجلٌ وامرأةٌ فَرُوقَة.
- في حديث [أبي مِجْلَز ]: "عُدُّوا مَنْ أَفرَق من الحَيِّ"
: أي بَرأَ منَ الطّاعون. وقيل: إن ذلك لا يُقال إلَّا من عِلَّة تُصِيبُ الإنسانَ مَرَّةً كالجُدَريِّ والحَصبَة ونحوهما.
- في الحديث: "في كلّ عَشرة أَفرُقِ عَسَلٍ فَرَقٌ "
- وفي حديث آخر: "ما أَسكَر الفَرَق منه فالحُسْوَة منه حَرامَ"
رُوِى عن الشافعي - رحمه الله - أن الفرَق ستَّة عَشَرَ رِطْلاً، وهو ثَلاثَةُ أَصْوُع . والفَرْق - بسكون الراء - مائَةٌ وعِشْرون رِطلاً. والمُدُّ: رِطلٌ وثُلُث. وقيل: رِطْلان، والأَولُ أَثبَتُ.
- وقال الزُّهْرِي: في حديث عائِشةَ - رضي الله عنها -: "كان يَغْتَسِل من إناء يُقالُ له: الفَرَق"
أَظنُّ الفَرَقَ خَمسةَ أَقْسَاط. وقيل: القِسْط: نِصْف صاعٍ.
وقال غيره: الفَرَق: القَدَح، والإناء لأَربَعةِ أَرْطال. والجمع فُرِقَان. والفَرَق جمعه أفْراق، ثم فُرقَان، وقيل: الفَرَق: مكيال ضَخْم بالعِراق غير الفَرْق ، والفُرْق والفُرقَان، كالشُّكْر للشُّكران.
- في حديث الزَّكاة: "لا يُفَرَّق بين مُجْتَمِع، ولا يُجمَع بين مُتَفَرِّقٍ خَشْيَة الصَّدَقَة"
ذهب أحمد إلى أن معناه: أنه لو كان لرجل بالكوفة أربعون شاة، وبالبصرة أربعون شاة كان عليه شاتان؛ لقوله عليه الصّلاة والسّلام: "لا يُجْمَع بين مُتَفَرِّق". ولو كان ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شَيءَ عليه لذلك، ولو كانت له إبلٌ في بُلْدان شَتَّى إن جُمعَت وَجَبت فيها الزَّكاةُ، وإن لم تُجمَع لم تَجِب في كل بلد لا يجب علَيه
- وفي الحديث: "كأنّهما فِرقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ "
الفِرْقُ: القَطِيع من الغَنَم.
- في حديثِ ابنِ عبَّاس - رضي الله عنهما -: "فَرَق لي رَأْىٌ "
: أي بَدَا وظَهَر. - وفي حَدِيثِه لِسَعْد: "وَصفَ له الفَريقَةَ "
وهي تَمْر يُطبَخ بحُلبَة، وفَرَقْتُ النُّفَسَاء وأَفرَقْتُها.
- في صفته : "فارِقَ لِيَطا"
: أي يُفرِّق بين الحَقِّ والبَاطِل.
- في حديث أبي بكر - رضي الله عنه -: "أبِالله تُفَرِّقُني؟ "
: أي تُخَوِّفُني، وقد فَرِقَ فَرَقًا.
فرق
الفَرْقُ: مَوضِعُ المَفْرِقِ من الرَّأْس. وتَفْرِيْقُ ما بَيْنَ الشَّيْئيْنِ حتّى يَفْتَرِقا ويَنْفَرِقَا. والضَّرْبُ من الشَّيْءِ، يَقُول: تَمَشَّطَتِ الماشِطَةُ كذا فَرْقاً: أي ضَرْباً ولَوْناً. والقَدَحُ والإناءُ. وقيل: أرْبَعَةُ أرْطالٍ، وجَمْعُه فِرْقَان.
وتَفَارَقَ الصُّحْبَةُ. والفَرِيْقُ: الطائفَةُ من الناس.
والفُرْقَةُ: مَصْدَرُ الافْتِراق.
والفُرْقانُ: كلُّ كِتابٍ أنْزَلَه الله تعالى، وفَرَقَ به بَيْنَ الحَق والباطِل.
وسُمِّيَ عُمَرُ: الفارُوْقَ. والفُرْقانُ: الحُجَّةُ الظاهِرَةُ.
وفي القُرْآنِ المجيد: " وقُرْآناً فَرَقْناهُ لتَقْرَأه " أي أحْكَمْنَاه، كقَوْله عَزَّ وجلَّ: " فيها يُفْرَقُ كلُّ أمْرٍ حَكِيم " أي يُفْصَل.
ويُقال للفُرْقانِ: فُرْق، كَعُمْيَانٍ وعُمْيٍ.
والفِرْقُ: الطائفة من الناس؛ ومن الماءِ إذا تَفَرِّقَ بعضُه عن بعضٍ.
وبَدَتْ في قَذَالِه فُرُوْقٌ من الشَّيْب: أي أوْضاح وطَوائفُ.
والفَرِقُ: الدَقِيْقُ الشَّعرِ الرَّقِيْقُ.
وأرْضٌ فَرِقَةٌ، وفي نَبْتِها فَرَقٌ، ونَبْتٌ فَرِقٌ.
والأفْرَقُ: الدِّيْكُ الأبْيَضُ ذو العُرْفَيْنِ. وشِبْهُ الأفْلَج.
ومَفْرِقُ الطَّرِيقِ ومَفْرَقُه: مَعْروفٌ. وطَرِيْقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ واضِحٌ.
وفَرَقَ ليَ الطَرِيقُ فُرُوْقاً وانْفَرَقَ: إذا اتَّجَهَ لكَ طَرِيقانِ منه.
والفَرْقاءُ من الشّاءِ: البَعِيْدَةُ ما بين الطُّبْيَيْنِ.
والأفْرَقُ من ذُكُورِ الشاء: البَعِيْدُ ما بين خُصيَيْه، ومن الخَيْل: الذي إحدى حَرْقَفَتَيْه شاخِصَة والأخرى مُطْمَئنَةٌ.
والبَعِيرُ ذو السنَامَيْنِ: أفْرَقُ. والماخِض من الناقَةِ: تَفْر
ُقُ فُرُوْقاً، وذلك نِفَارُها وذَهابُها في الأرضِ نادَّةً من الوَجَع، فهيَ فارِقٌ، والجميع فَوَارِقُ وفُرَّقٌ. وتُشَبَّه السَّحابةُ المُنْفَرِدَةُ لا تُخْلِفُ بها، ورُبما كانَ قبلها رَعْدٌ وبَرْق.
والمُفْرِقُ من الإِبل: التي تكونُ عُشَرَاءَ فَتُنْتَجُ ثمَّ يموتُ وَلَدُها قبل أنْ يَرْضَعَها ثمَّ يَضْرِبُها الفَحْلُ من سَنَتِها فَتَلْقَح. وأفْرَقَتِ الناقَةُ: أي ماتَ وَلدُها. وقيل الإفْرَاقُ: أنْ لا تَحْمِلَ الناقَةُ عامَيْنِ أو ثلاثةً. ونُوْق مَفَارِقُ ومَفَارِيْقُ.
والفَرَقُ: كالفَلَقِ، انْفَرَقَ الصبْحً، وفي المَثَل: " أبْيَنُ من فَرَقِ الصُّبْح ".
والفَرَقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالعِراق. والخَوْفُ، رَجُل فَرُوْقٌ وامْرَأةٌ فَرُوْقَةٌ، وقد فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، ورَجُلٌ فَرُوْقَةٌ وفارُوْقَة؛ أي فَرِقٌ.
والمَطْعُونُ إذا بَرأ قيل: أفْرَق يُفْرِقُ إفْرَاقاً.
والفَرِيْقَة: تَمْرٌ يُطْبَخُ بالحُلْبَةِ وبأشْيَاءَ؛ يُتَداوى بها. وأفْرَقْتُ للنُّفَسَاءِ فَرِيْقَةً، وفَرَقْت أيضاً.
وإنَّه لَمُفْرِقُ الجِسْم: أي قَليلُ اللَّحْم، وقيل: السَّمِيْنُ، وكأنَّه من الأضداد.
وطَعَنَه طَعْنَةً مُفْرِقَةً: وهي التي لا تَقْتُلُ.
وأفْرَقْتُه: بمعنى أذْرَقْتُه. وفَرَقَ وذَرَقَ: إذا سَلَحَ.
وأفْرَقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلَّها، وهي الفَرِيْقَة.
وأفْرَقَتْ إبِلُه: كَثُرَتْ حتّى صارَتْ فِرْقَتَيْنِ فاحْتَاجَتْ إلى راعِيَيْنِ.
والسَقَاء إِذا مُلِىءَ لَبَناً لا يُسْتَطاع أنْ يُمْخَضَ حتِّى يُفْرَقَ؛ فهو فَرِق.
والأفَارِقُ: جَمْعُ الفِرْقِ من الغَنَم.
ويقولون في المَثَل: " هو أسْرَعُ من فَرِيْقِ الخَيْل " وهو السابقُ لأنَّه يَنْفَرِدُ منها فَيُفارِقُها.
وفارِقِيْنُ: اسْمُ مَدِينةٍ، ويُقال: هذه فارِقُوْنَ ودَخَلتُ فارِقِيْنَ؛ على هِجَاءَيْنِ.
ف ر ق : فَرَقْتُ بَيْنَ الشَّيْءِ فَرْقًا مِنْ بَابِ قَتَلَ فَصَلْتُ أَبْعَاضَهُ وَفَرَقْتُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ فَصَلْتُ أَيْضًا هَذِهِ هِيَ اللُّغَةُ الْعَالِيَةُ وَبِهَا قَرَأَ السَّبْعَةُ فِي قَوْله تَعَالَى {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} [المائدة: 25] .
وَفِي لُغَةٍ مِنْ بَابِ ضَرَبَ وَقَرَأَ بِهَا بَعْضُ التَّابِعِينَ وَقَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَامَيْنِ فَافْتَرَقَا مُخَفَّفٌ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْعَبْدَيْنِ فَتَفَرَّقَا مُثَقَّلٌ فَجُعِلَ الْمُخَفَّفُ فِي الْمَعَانِي وَالْمُثَقَّلُ فِي الْأَعْيَانِ وَاَلَّذِي حَكَاهُ غَيْرُهُ أَنَّهُمَا بِمَعْنًى وَالتَّثْقِيلُ مُبَالَغَةٌ قَالَ الشَّافِعِيُّ إذَا عَقَدَ الْمُتَبَايِعَانِ فَافْتَرَقَا عَنْ تَرَاضٍ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِهِمَا رَدٌّ إلَّا بِعَيْبٍ أَوْ شَرْطٍ فَاسْتُعْمِلَ الِافْتِرَاقُ فِي الْأَبْدَانِ وَهُوَ مُخَفَّفٌ.
وَفِي الْحَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا» يُحْمَلُ عَلَى تَفَرُّقِ الْأَبْدَانِ وَالْأَصْلُ مَا لَمْ تَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا لِأَنَّهُ الْحَقِيقَةُ فِي وَضْعِ التَّفَرُّقِ وَأَيْضًا فَالْبَائِعُ قَبْلَ وُجُودِ الْعَقْدِ لَا يَكُونُ بَائِعًا حَقِيقَةً.
وَفِي حَدِيثِ «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ حَتَّى يَتَفَرَّقَا عَنْ مَكَانِهِمَا» وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ مَعْنَاهُ حَتَّى تَفْتَرِقَ أَقْوَالُهُمَا وَأَلْغَى خِيَارَ الْمَجْلِسِ وَهَذَا التَّأْوِيلُ ضَعِيفٌ لِمُصَادَمَةِ النَّصِّ وَلِأَنَّ الْحَدِيثَ يَخْلُو حِينَئِذٍ عَنْ الْفَائِدَةِ إذْ الْمُتَبَايِعَانِ بِالْخِيَارِ فِي مَالِهِمَا قَبْلَ الْعَقْدِ فَلَا بُدَّ مِنْ حَمْلِهِ عَلَى فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ تَحْصُلُ بِالْعَقْدِ وَهِيَ خِيَارُ الْمَجْلِسِ عَلَى أَنَّ نِسْبَةَ التَّفَرُّقِ إلَى الْأَقْوَالِ مَجَازٌ وَهُوَ خِلَافُ الْأَصْلِ وَأَيْضًا فَهُمَا إذَا تَبَايَعَا وَلَمْ يَنْتَقِلْ أَحَدُهُمَا مِنْ مَكَانِهِ يَصْدُقُ أَنَّهُمَا لَمْ يَتَفَرَّقَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ تَفَرُّقُ الْأَبْدَانِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ ارْتَكَبَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ مَجَازَ الْإِسْنَادِ وَمَجَازَ تَسْمِيَتِهِمَا بَائِعَيْنِ قَبْلَ الْعَقْدِ وَأَخْلَى الْحَدِيثَ عَنْ فَائِدَةٍ شَرْعِيَّةٍ بَعْدَ الْعَقْدِ وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْحَمْلَ عَلَى الْحَقِيقَةِ أَوْلَى مِنْ تَرْكِهَا إلَى الْمَجَازِ
وَافْتَرَقَ الْقَوْمُ وَالِاسْمُ الْفُرْقَةُ بِالضَّمِّ وَفَارَقْتُهُ مُفَارَقَةً وَفِرَاقًا

وَالْفِرْقَةُ بِالْكَسْرِ مِنْ النَّاسِ وَغَيْرِهِمْ وَالْجَمْعُ فِرَقٌ مِثْلُ سِدْرَةٍ وَسِدَرٍ وَالْفِرْقُ بِحَذْفِ الْهَاءِ مِثْلُ الْفِرْقَةِ.
وَفِي التَّنْزِيلِ {فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} [الشعراء: 63] وَالْجَمْعُ أَفْرَاقٌ مِثْلُ حِمْلٍ وَأَحْمَالٍ وَالْفَرِيقُ كَذَلِكَ.

وَالْفَرَقُ بِفَتْحَتَيْنِ مِكْيَالٌ يُقَالُ إنَّهُ يَسَعُ سِتَّةَ عَشَرَ رِطْلًا وَفَرِقَ فَرَقًا مِنْ بَابِ تَعِبَ خَافَ وَيَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ فَيُقَالُ أَفْرَقْتُهُ.

وَالْفُرْقَانُ الْقُرْآنُ وَهُوَ مَصْدَرٌ فِي الْأَصْلِ.

وَمَفْرِقُ الرَّأْسِ مِثَالُ مَسْجِدٍ حَيْثُ يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعْرُ.

وَالْفَارُوقُ الرَّجُلُ الَّذِي يَفْرُقُ بَيْنَ الْأُمُورِ أَيْ يَفْصِلُهَا. 
(ف ر ق) : (الْفَرَقُ) بِفَتْحَتَيْنِ إنَاءٌ يَأْخُذُ سِتَّةَ عَشَرَ رَطْلًا وَذَلِكَ ثَلَاثَةُ أَصْوُعٍ هَكَذَا فِي التَّهْذِيب عَنْ ثَعْلَبٍ وَخَالِدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ الْأَزْهَرِيُّ وَالْمُحَدِّثُونَ عَلَى السُّكُونِ وَكَلَامُ الْعَرَبِ عَلَى التَّحْرِيك (وَفِي الصِّحَاح) الْفَرْقُ مِكْيَالٌ مَعْرُوفٌ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ سِتَّةُ عَشَرَ رَطْلًا قَالَ وَقَدْ يُحَرَّكُ وَأَنْشَدَ لِخِدَاشِ بْنِ زُهَيْرٍ
يَأْخُذُونَ الْأَرْشَ فِي إخْوَتِهِمْ ... فَرَقَ السَّمْنِ وَشَاةً فِي الْغَنَمْ
(وَالْجَمْع) فُرْقَان وَهَذَا يَكُونُ لَهُمَا جَمِيعًا كَبَطْنٍ وَبُطْنَانٍ وَحَمْلٍ وَحُمْلَانٍ وَفِي التَّكْمِلَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا الْقُتَبِيُّ فَقَالَ (الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء) مِنْ الْأَوَانِي وَالْمَقَادِير سِتَّةَ عَشْرَ رَطْلًا وَالصَّاعُ ثُلُثُ الْفَرْقِ (وَبِالْفَتْحِ) مِكْيَال ثَمَانُونَ رَطْلًا قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ الْفَرْقُ بِسُكُونِ الرَّاء أَرْبَعَةُ أَرْطَالٍ (قُلْت) وَفِي نَوَادِرِ هِشَامٍ عَنْ مُحَمَّدٍ - رَحِمَهُ اللَّهُ - الْفَرْقُ سِتَّةٌ وَثَلَاثُونَ رَطْلًا وَلَمْ أَجِد هَذَا فِيمَا عِنْدِي مِنْ أُصُول اللُّغَة وَكَذَا فِي الْمُحِيط أَنَّهُ سِتُّونَ رَطْلًا (وَيُقَالُ) فَرَقَ لِي هَذَا الْأَمْرُ فُرُوقًا مِنْ بَابِ طَلَبَ إذَا تَبَيَّنَ وَوَضَح (وَمِنْهُ) فَإِنْ لَمْ يَفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْيٌ وَفَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ وَفَرَّقَ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ (وَذَكَر) الْأَزْهَرِيُّ فَرَقْتُ بَيْنَ الْكَلَام أَفْرُقُ بِالضَّمِّ وَفَرَّقْتُ بَيْنَ الْأَجْسَام تَفْرِيقًا قَالَ وَقَوْلُ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا بِالْأَبْدَانِ» لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَّقْتُ بَيْنَهُمَا فَتَفَرَّقَا قُلْت وَمِنْ هَذَا ذَكَرَ الْخَطَّابِيُّ أَنَّ (الِافْتِرَاقَ) بِالْكَلَامِ (وَالتَّفَرُّقَ) بِالْأَجْسَامِ لِأَنَّهُ يُقَالُ فَرَقْتُهُ فَافْتَرَقَ وَفَرَّقْتُهُ فَتَفَرَّقَ (وَفِي حَدِيثِ) عُمَرَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - فَرِّقُوا عَنْ الْمَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ وَلَا تُلِثُّوا بِدَارٍ مُعْجِزَةٍ وَأَصْلِحُوا مَثَاوِيَكُمْ وَأَخِيفُوا الْهَوَامَّ قَبْلَ أَنْ تُخِيفَكُمْ وَاخْشَوْشِنُوا وَاخْشَوْشِبُوا وَتَمَعْدَدُوا أَيْ فَرِّقُوا أَمْوَالَكُمْ عَنْ الْمَنِيَّةِ بِأَنْ تَشْتَرُوا بِثَمَنِ الْوَاحِدِ مِنْ الْحَيَوَانِ اثْنَيْنِ حَتَّى إذَا مَاتَ أَحَدُهُمَا بَقِيَ الثَّانِي وَقَوْلُهُ (وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ) بَيَانٌ لِهَذَا الْمُجْمَلِ (وَالْإِلْثَاثُ) الْإِقَامَةُ (وَالْمُعْجِزَةُ) بِفَتْحِ الْجِيم وَكَسْرِهَا الْعَجْزُ يَعْنِي سِيحُوا فِي الْأَرْضِ وَلَا تُقِيمُوا بِدَارٍ تَعْجِزُونَ فِيهَا عَنْ الْكَسْبِ أَوْ عَنْ إقَامَةِ أَسْبَابِ الدِّينِ (وَالْمَثَاوِي) جَمْعُ مَثْوًى وَهُوَ الْمَنْزِلُ (وَالْهَوَامُّ) الْعَقَارِبُ وَالْحَيَّاتُ أَيْ اُقْتُلُوهَا قَبْل أَنْ تَقْتُلَكُمْ (وَالِاخْشِيشَانُ) (وَالِاخْشِيشَابُ) اسْتِعْمَالُ الْخُشُونَةِ فِي الْمَطْعَمِ وَالْمَشْرَبِ وَالْمَلْبَسِ (وَالتَّمَعْدُدُ) التَّشَبُّهُ بِمَعْدٍ وَهِيَ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ يَقُولُ تَشَبَّهُوا بِهِمْ فِي خُشُونَةِ عَيْشِهِمْ وَاطِّرَاحِ زِيِّ الْعَجَمِ وَتَنَعُّمِهِمْ (وَإِفْرِيقِيَّةُ) بِتَخْفِيفِ الْيَاء وَتَشْدِيدِهَا مِنْ بِلَادِ الْمَغْرِبِ وَفِي الْوَاقِعَات وَسَط الصُّفُوف فَجْوَةٌ أَيْ سَعَةٌ مِقْدَارُ حَوْضٍ أَوْ فَارَقَيْنٍ وَهُوَ تَعْرِيبُ بَارَكَيْنِ وَهُوَ شَيْءٌ يَضْرِبُ إلَى السَّعَةِ كَالْحَوْضِ الْوَاسِعِ الْكَبِيرِ يُجْمَعُ فِيهِ الْمَاءُ لِلشِّتَاءِ وَأَكْثَرُ مَا يَكُونُ هَذَا بِمَا وَرَاء النَّهْر الْمَفَارِقُ فِي وب.
فرق: فرق (بالتشديد): قطع، جزأ، بذر (بوشر).
فرق العساكر: سرح الجند (بوشر).
فارق. فارق الدنيا: تقال عن الصوفي إذا جذب وفقد الوعي. ابن جبير ص286).
فارق: معناها الأصلي: انفصل وباين وباعد. غير أن قولهم: فارق فلانا على كذا أصيح يدل على معنى هادنه أو صالحه على شروط معينة. (معجم البلاذري) وفي حيان - بسام (1: 46 ق): وذكر ما فارق والينا عليه من المحالفة معه. وغالبا ما يلتزم الذي طلب المهادنة وحصل عليها بدفع ضريبة. ففي كتاب ابن البيطار (ص121): والتزم حمل قطيع من المال فورق عليه عما في يده (ص187، 200) وفي حيان (ص97 ق): وفارقه التجيبي على ضريبة من المال يحملها إلى الأمير من جباية البلد كل سنة (مباحث 1: 160، الطبعة الأولى).
ومن هذا أصبح قولهم: مال المفارقة، ومال مفارقة، ومفارقة فلان يدل على معنى الضريبة.
ففي حيان (ص62 ق): منع مال المفارقة. وفيه (ص63 و): وإلى حمل مال المفارقة وفي ابن الابار (ص187): أرسل إليهما مفارقته عما في يده. (صحح بهذا المعنى المادة في معجم لين).
أفرق: أراق، صب، سكب للمرة الثانية. (الكالا).
أفرق: أخاف، أرعب. (المقري 2: 331). وانظر فرق في معجم لين وفرق في آخر المادة.
نفرق القوم: اقتسموا الشيء فيما بينهم، أخذ كل منهم نصيبه. (فوك، المقري 2: 331).
تفرق عن: ترك المكان وغادره (معجم البلاذري).
تفارقوا: افترقوا، انفصلوا. (بوشر) وكما تفارقنا: كما اتفقنا عليه عندما افترقنا. (بوشر).
افترق: انفصل، فارق. (رتجرز ص155 في نصوص عربية).
افتراق: طلاق. (الكالا).
استفرق: في ألف ليلة (1: 83) أتيت يوما على عادتي إلى البرية واستفرقت فيها. وكذلك (برسل 1: 213) وقد ترجمها تورنس إلى الإنجليزية بما معناه: وجلت وحيدا فيها.
فرق، والجمع فروق: فارق، اختلاف، تباين (فوك، بوشر).
فرق: فاصل بين صنفين من الشعر. ومن قيل: من فرقه إلى قدمه أي من رأسه إلى قدمه. (ألف ليلة 4: 214).
فرق: نقد. نقود. (دوماس حياة العرب ص356).
فرق: خشرم، جماعة النحل، طائفة من النحل (هلو).
فرق: جماعة الحجل، سرب الحجل (دلأبورت ص140).
فرق: طائفة من الناس. (ياقوت 3: 886). فرق: متمرد، عاص، مفارق للجماعة (أخبار ص124).
فرقة: ملة، نحلة، طائفة، (بوشر، معجم الإدريسي).
فرقة: بطن من بطون القبيلة. (دوماس قبيل ص47، دسكرياك ص336، 349، سندوفال ص266، كرتاس ص75).
فرقة: زمرة، جماعة من الكشافة أو الجند (بوشر).
فرقة: قطيع. ففي ابن بدرون (ص100): افاريق الغنم فرقة: شعبة من النهر، ساعد النهر. (معجم الإدريسي).
فراق: يقال: فراقه لفلان، وفراقه من فلان: مفارقته والافتراق عنه وهجره (معجم الإدريسي).
فراق القبر: آخر زيارة لمقبرة. (دوماس حياة العرب ص143).
فريق: تستعمل مفردا وأسم جمع. وتطلق على كل فرد اجتمع مع آخر ويمكن أن يفارقه ويتركه. أو بالأحرى: كل فرد اجتمع مع آخر ثم فرق بينهما. (فليشر بريشت ص108 في تعليقه على المقري 2: 582).
فريق: قسم من قافلة. (دسكرياك ص579).
فريق: فصيلة، طائفة، صنف. (زيشر 18: 552).
فريق: قائد جيش وهو فوق قائد الألف وله لقب باشا. 0محيط المحيط).
فريقة: حلبة (في الشام).
فريقة: نقاعة. نقوع، (شراب) يتخذ من الحلبة والتمر وغيره. ففي المستعيني حلبة: ذكر إن عرب الشام يسمونها الفريقة، قال أبو حنيفة اخبرني بعض الشيوخ إن عرب الشام يسمونها الفريقة وبذلك يسمى النقوع الذي يتخذ منها ومن التمر أخلاط آخر فيسمى المرض بالفريقة.
فريقة طعما لها. (جويون ص221).
فارق: نوع من أنواع التين، يقال تين فارق. (ابن العوام 1: 95).
فارقين. (باركين أو باركين (فارسية) حوض ماء في وسط المدينة أو القرية. أو خندق يحيط بسور المدينة. (معجم البلاذري).
ترياق فازوق: ترياق يدخل في الجسم بكميات متزايدة تدريجيا من المواد السامة، لكي يكسبه مناعة ضد السموم وهو نوع من الترياق (بوشر).
شراب الفاروق: يطلق الآن على كل ما يتناوله المريض للفرق بين برئه وعدمه (محيط المحيط).
فاريقون (باليونانية هيورفايقون واوفاريقون): هيوفاريقيون، داذي رومي، داذي. (بوشر).
تفريق. تفريق الصيام: فطور، طعام الصباح ترويقة، ما يؤكل على الريق. (الكالا).
تفريق، والجمع تفاريق: متفرق، متنوع. شتى. ففي لطائف الثعالبي (ص37): تفاريق الألقاب. وفيها (ص97): تفاريق البلدان. (ياقوت 1: 8).
تفريق: عند الحسابين نقص عدد من عدد ليس بأقل منه ويسمى بالطرح أيضا. (محيط المحيط).
مفرق: كرنب. ملفوف، منشور، وهو نوع من القنبيط رأسه متفرع إلى عدة فروع. (ابن العوام 2: 167).
متفرق: في مراكب الحمل الرجال المفرق. (أماري ص333) وقد صححها فليشر بالرجال المتفرقة. ولا أدري ما معناها.
المتفرقة: كانت تطلق على الفرسان ذوي الاقطاعات. (وايلد ص223، شويجر ص 168، فانسليب ص31) ونقرأ عند كوبان (ص206). (والمتفرقة والشياؤوكسي ضباط صغار يستخدمهم الباشا). وفي المعجم التركي تصنيف كيفر وبياشي: (هم فرسان يصحبون السلطان في رحلاته ويكلفهم بمهمات خاصة).
باش متفرقة: محاسب التجهيزات، رائد الجيش، وهو نائب ضابط يتولى البحث عن منازل للجنود ويوزع عليهم الأرزاق. (بوشر).
فرق
الفَرْقُ يقارب الفلق لكن الفلق يقال اعتبارا بالانشقاق، والفرق يقال اعتبارا بالانفصال. قال تعالى: وَإِذْ فَرَقْنا بِكُمُ الْبَحْرَ
[البقرة/ 50] ، والفِرْقُ: القطعة المنفصلة، ومنه: الفِرْقَةُ للجماعة المتفرّدة من النّاس، وقيل: فَرَقُ الصّبح، وفلق الصّبح. قال: فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ
[الشعراء/ 63] ، والفَرِيقُ: الجماعة المتفرّقة عن آخرين، قال:
وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ
[آل عمران/ 78] ، فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ [البقرة/ 87] ، فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ [الشورى/ 7] ، إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي [المؤمنون/ 109] ، أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ [مريم/ 73] ، وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ [البقرة/ 85] ، وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ [البقرة/ 146] ، وفَرَقْتُ بين الشّيئين: فصلت بينهما سواء كان ذلك بفصل يدركه البصر، أو بفصل تدركه البصيرة. قال تعالى: فَافْرُقْ بَيْنَنا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفاسِقِينَ
[المائدة/ 25] ، وقوله تعالى:
فَالْفارِقاتِ فَرْقاً
[المرسلات/ 4] ، يعني:
الملائكة الّذين يفصلون بين الأشياء حسبما أمرهم الله، وعلى هذا قوله: فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [الدخان/ 4] ، وقيل: عمر الفَارُوقُ رضي الله عنه لكونه فارقا بين الحقّ والباطل، وقوله: وَقُرْآناً فَرَقْناهُ
[الإسراء/ 106] ، أي: بيّنا فيه الأحكام وفصّلناه. وقيل: (فَرَقْنَاهُ) أي: أنزلناه مُفَرَّقاً، والتَّفْرِيقُ أصله للتّكثير، ويقال ذلك في تشتيت الشّمل والكلمة. نحو:
يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [البقرة/ 102] ، رَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرائِيلَ
[طه/ 94] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة/ 285] ، وقوله: لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [البقرة/ 136] ، إنما جاز أن يجعل التّفريق منسوبا إلى (أحد) من حيث إنّ لفظ (أحد) يفيد في النّفي، وقال: إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ [الأنعام/ 159] ، وقرئ:
فَارَقُوا والفِراقُ والْمُفَارَقَةُ تكون بالأبدان أكثر. قال: هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ [الكهف/ 78] ، وقوله: وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِراقُ [القيامة/ 28] ، أي: غلب على قلبه أنه حين مفارقته الدّنيا بالموت، وقوله: وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ [النساء/ 150] ، أي:
يظهرون الإيمان بالله ويكفرون بالرّسل خلاف ما أمرهم الله به. وقوله: وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [النساء/ 152] ، أي: آمنوا برسل الله جميعا، والفُرْقَانُ أبلغ من الفرق، لأنه يستعمل في الفرق بين الحقّ والباطل، وتقديره كتقدير: رجل قنعان: يقنع به في الحكم، وهو اسم لا مصدر فيما قيل، والفرق يستعمل في ذلك وفي غيره، وقوله: يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، أي: اليوم الذي يفرق فيه بين الحقّ والباطل، والحجّة والشّبهة، وقوله: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً
[الأنفال/ 29] ، أي: نورا وتوفيقا على قلوبكم يفرق به بين الحق والباطل ، فكان الفرقان هاهنا كالسّكينة والرّوح في غيره، وقوله: وَما أَنْزَلْنا عَلى عَبْدِنا يَوْمَ الْفُرْقانِ [الأنفال/ 41] ، قيل:
أريد به يوم بدر ، فإنّه أوّل يوم فُرِقَ فيه بين الحقّ والباطل، والفُرْقَانُ: كلام الله تعالى، لفرقه بين الحقّ والباطل في الاعتقاد، والصّدق والكذب في المقال، والصالح والطّالح في الأعمال، وذلك في القرآن والتوراة والإنجيل، قال: وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ وَالْفُرْقانَ [البقرة/ 53] ، وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسى وَهارُونَ الْفُرْقانَ [الأنبياء/ 48] ، تَبارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقانَ [الفرقان/ 1] ، شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَالْفُرْقانِ [البقرة/ 185] .
والفَرَقُ: تَفَرُّقُ القلب من الخوف، واستعمال الفرق فيه كاستعمال الصّدع والشّقّ فيه. قال تعالى: وَلكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ
[التوبة/ 56] ، ويقال: رجل فَرُوقٌ وفَرُوقَةٌ، وامرأة كذلك، ومنه قيل للناقة التي تذهب في الأرض نادّة من وجع المخاض: فَارِقٌ وفَارِقَةٌ ، وبها شبّه السّحابة المنفردة فقيل: فَارِقٌ، والْأَفْرَقُ من الدّيك: ما عُرْفُهُ مَفْرُوقٌ، ومن الخيل: ما أحد وركيه أرفع من الآخر، والفَرِيقَةُ: تمر يطبخ بحلبة، والفَرُوقَةُ: شحم الكليتين.
[فرق] فَرَقْتُ بين الشيئين أفْرُقُ فرقا وفرقانا. وفرقت الشئ تفريقا وتَفْرِقَةً، فانْفَرَقَ وافْتَرَقَ وتَفَرَّقَ. وأخذت حقى منه بالتفاريق. وقول الشاعر: أشهد بالمروة يوما والصفا أنك خير من تفاريق العصا قال ابن الاعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجور، فإذا كسر الساجور اتخذت منه الاوتاد، فإذا كسر الوتد اتخذ منه عران البخاتى، فإذا فرض رأسه اتخذت منه التوادى تصر بها الاخلاف. وقول تعالى: {وقرآناً فَرَقْناهُ} من خفَّفَ قال: بيَّنَّاهُ، من فَرَقَ يَفْرُقُ، ومن شدَّد قال: أنزلناه مُفَرَّقاً في أيام. والفَرْقُ: مكيالٌ معروفٌ بالمدينة، وهو ستة عشر رطلا، وقذ يحرك. قال خداش ابن زهير: يأخذون الارش في إخوتهم فرق السمن وشاة في الغنم والجمع فرقان. وهذا الجمع قد يكون لهما جميعا، مثل بطن وبطنان، وحمل وحملان. وأنشد أبو زيد: * ترفد بعد الصف في فرقان * قال: والصف أن تحلب في محلبين أو ثلاثة تصف بينها. والفرقان: القرآن، وكل ما فُرِّقَ به بين الحق والباطل فهو فُرْقانٌ، فلهذا قال تعالى: {ولقد آتينا موسى وهارونَ الفُرْقانَ} . والفُرْقُ أيضاً: الفُرْقانُ، ونظيره الخسر والخسران. قال الراجز:

ومشركى كافر بالفرق * والفُرْقَةُ: الاسم من فارقْتُهُ مُفارقَةً وفراقا. والفاروق: اسم سمى به عمر بن الخطاب رضى الله عنه. والمفرق والمفرق: وسط الرأس، وهو الذى بفرق فيه الشعر. وكذلك مَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقَهُ، للموضع الذي يتشعب منه طريقٌ آخر. وقولهم للمفرِقِ مفارِقٌ، كأنَّهم جعلوا كلَّ موضع منه مَفْرِقاً، فجمعوه على ذلك. وفَرَقَ له الطريق، أي اتَّجه له طريقان. وفَرَقَتِ الناقة أيضاً تَفْرُقُ فُروقاً، إذا أخذها المخاض فندّتْ في الأرض، وكذلك الاتان. وأنشد الاصمعي :

ومنجنون كالاتان الفارق * والجمع فوارق وفرق. وربَّما شبَّهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة، فيقال فارق. قال عبد بنى الحسحاس يصف سحابا: له فرق منه ينتجن حوله يفقئن بالميث الدماث السوابيا وقال ذو الرمة: أو مزنة فارق يجلو غواربها تبوج البرءق والظلماء علجوم فجعل له سوابى كسوابى الابل، اتساعا في الكلام. والفرق بالتحريك: الخوف، وقد فَرِقَ بالكسر. تقول فَرِقْتُ منك، ولا تقل فَرِقْتُكَ. وامرأةٌ فَروقَةٌ ورجل فروقة أيضا، ولاجمع له. وفي المثل: " رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثاً، ورُبَّ فَروقَةٍ يُدعى ليثا ". والفرق أيضا: تباعد ما بين الثَنِيَّتَيْنِ وما بين المَنْسِمينِ، عن يعقوب. والفَرَقُ أيضاً في الخيل: إشراف إحدى الوركين على الأخرى، وهو يُكره. والفرسُ أفْرَقُ. ويقال ديكٌ أفْرَقُ بيِّن الفَرَقِ، للذي عُرفُهُ مَفْروقٌ. ورجلٌ أفْرَقُ للذي ناصيته كأنها مَفْروقَةٌ بيِّن الفَرَقِ. وكذلك اللحية. وجمع الرق أفراق. قال الراجز: ينفض عثنونا كثير الافراق تنتح ذفراه بمثل الدرياق قال: والفَرَقُ أيضاً من قولهم: هذه أرضٌ فَرِقَةٌ، وفي نبتها فَرَقٌ، إذا كان متفرِّقاً ولم يكن منصلا. ويقال: هو أبين من فَرَقِ الصُبح، لغة في فَلَقِ الصبح. والفرق بالكسر: القطيع من الغنم العظيم. قال الراعى: ولكنما أجدى وأمتع جده بفرق يخشيه بهجهج ناعقه يهجو بهذا البيت رجلا من بنى نمير يلقب بالحلال، وكان عيره بإبله، فهجاه الراعى وعيره بأنه صاحب غنم، ومدح إبله. يقول: أمتعه جده، أي حظه بالغنم، وليس له سواها. ألا ترى إلى قوله قبل هذا البيت: وعيرني الابل الحلال ولم يكن ليجعلها لا بن الخبيثة خالقه والفرق: الفلق من الشئ إذا انفلق، ومنه قول تعالى: {فانْفَلَقَ فكان كلُّ فِرْقٍ كالطودِ العظيم} . وذات فرقين، التى في شعر عبيد بن الابرص : هضبة بين البصرة والكوفة. والفرقة: طائفة من الناس، والفَريقُ أكثر منهم. وفي الحديث " أفاريقُ العرب "، وهو جمع أفْراقٍ جمع فرقة. قال الاصمعي: أفْرَقَ المريض من مرضه، والمحمومُ من حماه، أي أقبل. قال أعرابي لآخر: ما أمار إفراق المورود؟ فقال الرحضاء. يقول: ما علامة برء المحموم؟ فقال: العرق. وناقة مفرق، أي فارتها ولدها بموت. والفَريقَةُ: تمرٌ يُطبخ بحُلْبةٍ للنُفَساء. قال أبو كَبير: ولقد وَرَدْتَ الماَء لونُ جِمامِهِ لونُ الفَريقَةِ صفيت للمدنف والفريقة من الغنم: أن تتفرَّقَ منها قطعة شاة أو شاتان أو ثلاث شياهٍ فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم. قال الشاعر : وذفرى ككاهل ذيخ الخليف أصاب فريقة ليل فعاثا ومفرق النعم هو الظَرِبانُ، لأنَّه إذا فسا بينها وهى مجتمعة تفرقت. والفرانق: البريد، وهو الذى يُنذر قدّامَ الأسد، وهو مُعَرَّبٌ " پروانك " بالفارسية. قال امرؤ القيس: وإنِّي أذينٌ إن رَجَعْتُ مُمَلَّكاً بسَيْرٍ ترى منه الفُرانِقَ أزْوَرا وربَّما سمُّوا دليل الجيش فُرانِقاً. وإفريقية: اسم بلاد.
[فرق] فيه: كان يغتسل من "الفرق"، هو بالحركة مكيال يسع ستة عشر رطلًا وهو اثنا عشر مدًا، وثلاثة آصع في الحجاز، وقيل: الفرق خمسة أقساط، والقسط نصف صاع، وهو بالسكون: مائة وعشرون رطلًا. ك: هذا لا ينافي ح غسله من صاع لاختلاف الأحوال. ن: لا يريد أن اغتساله من ملئه بل يريد أنه إناء يغتسل منه، وهو بفتح راء وسكونها: ثلاثة آصع. نه: ومنه ح: ما أسكر منه "الفرق" فالحسوة منه حرام. وح: في كل عشرة "أفرق" عسل "فرق"، هو جمع فرق كجبل وأجبل. ط: وذكره في ح المزابنة ليس بطريق قيد وشرط بل تمثيل. نه: وفي ح الوحي: فجئت منه "فرقًا"، هو بالحركة: الخوف والفزع. ومنه ح: أبا لله "تفرقني"، أي تخوفني. ج: ومنه ح: "فرقًا" منك، أي خوفًا وفزعًا. وح: و"فرقًا" من أن أصيب. وح: أرعدت من "الفرق". وح: إما "تفرق" مني. وح: حتى "فرقت". ك: أو قال: "فرق" منك، بفتح راء أي خوف، وهو شك من الراوي. ش: ومنه: و"يفرق" لرؤيته من لم يره صلى الله عليه وسلم، أي يفزع، من باب علم. نه: وفي صفته صلى الله عليه وسلم: إن "انفرقت" عقيقتة "فرق"، أي إن صار شعره فرقين بنفسه في مفرقه تركه وإن لم ينفرق لم يفرقه. ن: "مفرق" الرأس، بفتح ميم وكسر راء: وسطه. وح: ثمعد، أي فرق الشعر بعضه من بعض. ط: وقد مر في سدل. وح: فإذا "فرقت" له رأسه صدعت- مر في ص. وح: في "مفارق" رسول الله صلى الله عليه وسلم، هي جمع مفرق بكسر راء وفتحها. ش: وكذا "مفرق" صدري، ويريد موضع الشق. ك: وجمع نظرًا إلى أن كل جزء منه كأنه مفرق. و"يفرقون"- بكسر راء وضمها، أي يفرقون بعض الشعر عن بعض، وموافقة أهل الكتاب لأنهم أقرب إلى الحق من عبدة الأوثان. نه: لا "يفرق" بينإلا بحقه، ويمكن أن يكون سمعه واستظهر به أو أن يكون ظن عمر أن المقاتلة لكفرهم فاحتج بالحديث، وأجاب الصديق بأنها لمنع الزكاة لا لكفرهم. وح: لا بأس أن "يفرق" لقوله تعالى "فعدة من أيام أخر" أي فعدد من أيام أخر أعم من أن يكون متفرقة أو متتابعة. ك: حين "فرقة" من الناس، أي زمان افتراق الناس، وروى: خير فرقة- أي أفضل طائفة في عصره أي علي وأصحابه، أو خير القرون- ومر في خير.، وفي ح شق القمر: فذهب "فرقة" نحو الجبل، أي نزلت قطعة ناحية جبل حراء، وبقيت قطعة فوقه في مكانه، وكان الحراء بينهما، والحديث من مراسيل الصحابة إذ لم يكن أنس وابن عباس عاقلين في مكة، قوله: فرقة دونه، أي تحته. مد: ((إن الذين "فرقوا" دينهم)) اختلفوا فيه وصاروا فرقًا، كل فرقة تشيع إمامًا لها. غ: ((يوم "الفرقان")) يوم بدر، فارق بين الحق والباطل. "فالفارقات فرقًا" أي الملائكة تفرق بين الحق والباطل. و ((موسى الكتاب و"الفرقان")) أي انفلاق البحر. و"فرقناه"، فصلناه، وبالتشديد: فرقه في التنزيل ليفهم الناس. و ((يجعل لكم "فرقانًا")) أي فتحًا، ويقال للصبح: فرقان. قس: أما إني لم "أفارقه"، أي مفارقة عرفية بأغلب الأحوال وإلا فقد هاجر إلى الحبشة، و"أما" بفتح همزة. وح: "ستفرق" أمتي على ثلاث وسبعين؛ الخطابي: فيه دلالة على أن هذه الفرق غير خارجة عن الملة والدين إذ جعلهم من أمته.
(ف ر ق)

الْفرق: خلاف الْجمع.

فرقه يفرقه فرقا، وفرقه.

وَقيل: فرق للصلاح فرقا، وَفرق للإفساد، تفريقا.

وانفرق الشَّيْء، وتفرق، وافترق.

وَقَوله تَعَالَى: (وإِذْ فرقنا بكم الْبَحْر) مَعْنَاهُ: شققناه.

وَالْفرق: الْقسم، وَالْجمع: أفراق، ابْن جني وَقِرَاءَة من قَرَأَ: (فرقنا بكم الْبَحْر) بتَشْديد الرَّاء شَاذَّة، من ذَلِك أَي: جَعَلْنَاهُ فرقا وأقساما.

وَفرق بَين الْقَوْم يفرق، وَيفرق، وَفِي التَّنْزِيل: (فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين) قَالَ اللحياني: وروى عَن عبيد بن عُمَيْر اللَّيْثِيّ أَنه قَرَأَ: (فافرق بَيْننَا) بِكَسْر الرَّاء.

وَفرق بَينهم: كفرق، هَذِه عَن اللحياني. وَفَارق الشَّيْء مُفَارقَة، وفراقا: باينه.

وَالِاسْم: الْفرْقَة.

وتفارق الْقَوْم: فَارق بَعضهم بَعْضًا.

وَفَارق فلَان امْرَأَته مُفَارقَة، وفراقا: باينها.

وَالْفرق، والفرقة، والفريق: الطَّائِفَة من الشَّيْء المتفرق.

وَنِيَّة فريق: مفرقة، قَالَ:

أحقا إِن جيرتنا استقلوا ... فنيتنا ونيتهم فريق

قَالَ سِيبَوَيْهٍ: قَالَ: فريق، كَمَا تَقول للْجَمَاعَة: صديق، وَفِي التَّنْزِيل: (عَن الْيَمين وَعَن الشمَال قعيد) .

وَالْفرق: الْفَصْل بَين الشَّيْئَيْنِ. وَجمعه: فروق.

وَفرق بَين الشَّيْئَيْنِ يفرق فرقا: فصل، وَقَوله تَعَالَى: (فالفارقات فرقا) قَالَ ثَعْلَب: هِيَ الْمَلَائِكَة تزيل بَين الْحَلَال وَالْحرَام، وَقَوله عز وَجل: (وقُرْآنًا فرقناه) أَي: فصلناه. وأحكمناه.

وَفرق الشّعْر بالمشط يفرقه، ويفرقه فرقا، وفرقه: سرحه.

وَفرق الرَّأْس: مَا بَين الجبين إِلَى الدائرة، قَالَ أَبُو ذُؤَيْب:

ومتلف مثل فرق الرَّأْس تخلجه ... مطارب زقب أميالها فيح

شبه وسط رَأسه: بفرق الرَّأْس فِي ضيقه.

ومفرقه، ومفرقه كَذَلِك وسط رَأسه.

وَفرق لَهُ عَن الشَّيْء: بَينه لَهُ، عَن ابْن جني.

ومفرق الطَّرِيق، ومفرقه: متشعبه.

وَالْفرق فِي النَّبَات: أَن يتفرق قطعا.

وَأَرْض فرقة: فِي نبتها فرق، على النّسَب، لِأَنَّهُ لَا فعل لَهُ إِذا لم تكن واصبة مُتَّصِلَة النَّبَات وَكَانَ مُتَفَرقًا. وَقَالَ أَبُو حنيفَة: نبت فرق: صَغِير لم يغط الأَرْض.

والأفرق: الأفلج.

وَقيل: الْبعيد مَا بَين الأليتين.

والأفرق: المتباعد مَا بَين الثنيتين.

وتيس أفرق: بعيد مَا بَين القرنين.

وبعير افرق: بعيد مَا بَين المنسمين.

وديك افرق: ذُو عرفين، وَذَلِكَ لانفراج مَا بَينهمَا.

والأفرق من الرِّجَال: الَّذِي ناصيته كَأَنَّهَا مفروقة.

وَمن الْخَيل: الَّذِي إِحْدَى وركيه شاخصة، وَالْأُخْرَى مطمئنة.

وَقيل: هُوَ النَّاقِص إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ، قَالَ:

لَيست من الْفرق البطاء دوسر

وانشده يَعْقُوب: من الْفرق البطاء، وَقَالَ: القرق: الأَصْل، وَلَا ادري كَيفَ هَذِه الرِّوَايَة!! وَفرس أفرق: لَهُ خصية وَاحِدَة.

وَالْفِعْل من كل ذَلِك فرق فرقا.

والمفروقان من الْأَسْبَاب: هما اللَّذَان يقوم كل وَاحِد مِنْهُمَا بِنَفسِهِ، أَي: يكون حرف متحرك وحرف سَاكن ويتلوه حرف متحرك نَحن " مستف " من: " مستفعلن " و" عيلن " من: " مفاعيلن ".

وَالْفرْقَان: مَا فرق بَين الْحق وَالْبَاطِل.

وَالْفرْقَان: الْحجَّة.

وَالْفرْقَان: النَّصْر، وَفِي التَّنْزِيل: (ومَا انزلنا على عَبدنَا يَوْم الْفرْقَان) وَهُوَ يَوْم بدر.

والفاروق: كل مَا فرق بَين شَيْئَيْنِ.

وَرجل فاروق: يفرق بَين الْحق وَالْبَاطِل. والفاروق: عمر رَضِي الله عَنهُ، لتفريقه بَين الْحق وَالْبَاطِل، وَقيل: إِنَّه أظهر الْإِسْلَام بِمَكَّة فَفرق بَين الْكفْر وَالْإِيمَان.

وَالْفرق: مَا انْفَلق من عَمُود الصُّبْح، لِأَنَّهُ فَارق سَواد اللَّيْل.

وَقد انفرق.

وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبين من فرق الصُّبْح.

وَقيل: الْفرق: الصُّبْح نَفسه.

والفارق من الْإِبِل: الَّتِي تفارق إلفها فتنتتح وَحدهَا.

وَقيل: هِيَ الَّتِي اخذها الْمَخَاض فَذَهَبت نادّة فِي الأَرْض. وَجَمعهَا: فرق، وفوارق.

وَقد فرقت تفرق فروقا.

وسحابة فَارق: مُنْقَطِعَة من مُعظم السَّحَاب، تشبه بالفارق من الْإِبِل.

قَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْفَارِق من الْإِبِل: الَّتِي تشتد ثمَّ تلقي وَلَدهَا من شدَّة مَا يمر بهَا من الوجع.

وأفرقت النَّاقة: أخرجت وَلَدهَا، فكانها فارقته.

وناقة مفرق: فَارقهَا وَلَدهَا. وَالْجمع: مفاريق.

وَالْفرق: القطيع من الْغنم، وَالْبَقر، والظباء.

وَقيل: هُوَ مَا دون الْمِائَة من الْغنم، قَالَ الرَّاعِي:

ولكنما أجدى وأمتع جده ... بفرق يخشيه بهجهج ناعقه

والفريق: كالفرق.

وَالْفرق، والفريق من الْغنم: الضَّالة.

وافرق غنمه: اضلها.

والفرقة من الْإِبِل: مَا دون الْمِائَة.

وَفرق مِنْهُ فرقا: جزع، وَحكى سِيبَوَيْهٍ: فرقه على حذف " من " قَالَ: حِين مثل نصب قَوْلهم: أَو فرقا خيرا من حب: أَي أَو أفرقك فرقا.

وَفرق عَلَيْهِ: فزع وأشفق، هَذِه عَن اللحياني. وَرجل فرق، وَفرق، وفروق، وفروقة، وفروق، وفروقة، وفاروق، وفاروقة: شَدِيد الْفرق، الْهَاء فِي كل ذَلِك لغير تَأْنِيث الْمَوْصُوف بِمَا هِيَ فِيهِ، إِنَّمَا هِيَ إِشْعَار بِمَا أُرِيد من تَأْنِيث الْغَايَة وَالْمُبَالغَة.

وَامْرَأَة فروقة.

وَحكى اللحياني. فرقت الصَّبِي: إِذا رعته وأفزعته، وأراها: " فرقت " بتَشْديد الرَّاء، لِأَن مثل هَذَا يَأْتِي على " فعلت " كثيرا لِقَوْلِك: فزعت، وروعت، وخوفت.

وفارقني ففرقته، افرقه: أَي كنت اشد فرقا مِنْهُ، عَن اللحياني، حَكَاهُ عَن الْكسَائي.

وأفرق الْمَرِيض: بَرِيء، وَلَا يكون إِلَّا من مرض يُصِيب الْإِنْسَان مرّة وَاحِدَة، كالجدري والحصبة وَمَا اشبههما.

قَالَ اللحياني: كل مُفِيق من مَرضه: مفرق، فَعم بذلك.

وافرق الرجل، والطئر، والسبع، والثعلب: سلح، انشد اللحياني:

أَلا تِلْكَ الثعالب قد توالت ... عَليّ وحالفت عرجاً ضباعاً

لتأكلني فَمر لَهُنَّ لحمي ... فأفرق من حذَارِي أَو أتاعا

قَالَ: ويروى: فأذرق. وَقد تقدم.

والمفرق: الغاوي، على التَّشْبِيه بذلك، أَو لِأَنَّهُ فَارق الرشد، وَالْأول اصح، قَالَ رؤبة:

حَتَّى انْتهى شَيْطَان كل مفرق

والفريقة: أَشْيَاء تخلط للنفساء من بر وتمر وحلبة.

والفروقة: شَحم الكليتين، قَالَ الرَّاعِي:

فبتنا وباتت قدرهم ذَات هزة ... يضيء لنا شَحم الفروقة والكلى

وأفرقوا إبلهم: تركوها فِي المرعى، فَلم ينتجوها وَلم يلقحوها.

وَالْفرق: الْكَتَّان، قَالَ: واغلاظ النُّجُوم معلقات ... كحبل الْفرق لَيْسَ لَهُ انتصاب

وَالْفرق، وَالْفرق: مكيال ضخم لأهل الْمَدِينَة.

وَقيل: هُوَ أَرْبَعَة ارباع.

والفريق: النَّخْلَة تكون فِيهَا أُخْرَى. هَذِه عَن أبي حنيفَة.

والفروق: مَوضِع، قَالَ عنترة:

وَنحن منعنَا بالفروق نساءكم ... نطرف عَنْهَا مبسلات غواشيا

ومفروق: لقب النُّعْمَان بن عَمْرو.

وَهُوَ: اسْم أَيْضا.

ومفروق: اسْم جبل، قَالَ رؤبة:

ورعن مفروق تسامى أرمة
فرق
فرَقَ يفرُق ويَفرِق، فَرْقًا وفُرْقانًا، فهو فارِق، والمفعول مفروق (للمتعدِّي)
• فرَقَ بين الشَّيئين: فصَل، ميّز أحدهما من الآخر "فرَق بين الأخوين في المعاملة- {فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} - {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا}: فصلاً بين الحقّ والباطل والحلال والحرام، أو تفريقًا للسَّحاب".
• فرَقَ بين المتشابهين: بيّن أوجه الخلاف بينهما "فرَق بين أنواع القطن".
• فرَقَ الشَّيءَ: قَسَمَه، فلقه وشقَّه "فرَق الخبز- {وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ} ".
• فرَقَ الكتابَ: فصّله، بيّنه "فرق المقال- {وَقُرْءَانًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ}: أنزلناه مُفرَّقًا- {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} ".
• فرَقَ الشَّعرَ بالمشط: سرَّحه. 

فرِقَ/ فرِقَ من يَفرَق، فَرَقًا، فهو فَرِق، والمفعول مَفْرُوق منه
• فرِقَت أسنانُه: تباعَدَت.
• فرِقَ منه: فزع، جزِع واشتدَّ خوفه " {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ فَرِقَتْ قُلُوبُهُمْ} [ق]- {وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} ". 

افترقَ يفترق، افتراقًا، فهو مُفترِق
• افترقَ الأخوةُ: تباعدوا، ذهب كلٌّ منهم في اتجاه، عكسه اجتمعوا "افترق الأصدقاء بعد التخرج من الجامعة- افترق الحلفاء بعد انتهاء الحرب" ° افترق الصُّبْحُ: انفلق عن نور النَّهار.
• افترقَ الطَّريقُ: انقسم إلى شُعَب. 

تفارقَ يتفارق، تفارُقًا، فهو مُتفارِق
• تفارقَ الأصدقاءُ: تباعدوا، فارق بعضهم بعضًا "تفارق الطلاب بعد اجتيازهم الثانوية العامة- تفارق المتظاهرون بعد انتهاء المظاهرة- هما صديقان لا يتفارقان- {وَإِنْ يَتَفَارَقَا يُغْنِ اللهُ كُلاًّ مِنْ سَعَتِهِ} [ق]: ينفصلا وتقع بينهما الفرقة بالطّلاق". 

تفرَّقَ يتفرَّق، تفرُّقًا، فهو مُتفرِّق
• تفرَّقَ القومُ: تباعدوا، تشتَّتوا، ذهب كل منهم في اتجاه، عكسه تجمّعوا "تفرَّق الجمهور بعد العرض- {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا}: ولا تتقاطعوا ولا تتدابروا- {ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ}: متعدِّدون مختلفون" ° تفرَّقوا أيادي سَبَأ/ تفرَّقوا أَيْدي سَبَأ [مثل]: تفرّقوا كما تفرّقت قبائل اليمن في البلاد عندما غرقت أرضهم وذهبت جنّاتهم- تفرّقت بهم الطرق: ذهب كلّ منهم في طريق- تفرَّقت كلمتهم: اختلفوا- تفرَّقوا شذر مذر: ذهبوا في كل اتجاه.
• تفرَّقَ الشَّيءُ: انقسم إلى جزأين أو إلى تصنيفين. 

فارقَ يفارق، مُفارَقةً وفِراقًا، فهو مُفارِق، والمفعول مُفارَق
• فارقَ فلانًا:
1 - ابتعد عنه، باعده، انفصل عنه وتركه "فارق أصدقاء السوء- فارق أهله بالسفر إلى الخارج- {فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ} - {قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ} - {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ}: مفارقة الدُّنيا بالموت" ° فارق الحياةَ/ فارقته نَفْسُه: مات.
2 - تجاوزه "فارَق طَوْر الطفولة". 

فرَّقَ يفرِّق، تفريقًا وتفرقةً، فهو مُفرِّق، والمفعول مُفرَّق (للمتعدِّي)
• فرَّقَ بينهما:
1 - باعد بينهما، فصل بينهما "فرّق بين أصناف البضاعة- فرّق الخلافُ بينهما- فرّق القاضي بين الزوجين- {يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ} " ° سياسَةُ فرِّق تَسُد: سياسة تدعو إلى خلق خلافات بين من تسيطر عليهم (حتى لا يتحدوا ضدك) لتضمن استمرار السيطرة عليهم.
2 - ميّز بينهما "دون تفريق بين الطوائف والأجناس- وقف التفرقة العنصرية- {لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ} ".
• فرَّقَ الأشياءَ والناسَ: شتَّتهم، قسَّمهم، ضد جمَّعهم "فرّقت الحربُ جمعهم- فرّقت الشرطة تجمّعات طلابيّة- {فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ} - {اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ} " ° فرّق الشَّملَ: شتّت جمعهم.
• فرَّقَ الشَّيءَ: وزّعه ونَشَره "فرّق جنوده قبل الهجوم- فرَّق زكاة ماله على المستحقين". 

أفرَقُ [مفرد]: ج فُرْق، مؤ فَرْقاءُ
• الأفرق:
1 - من كان شعر لحيته أو ناصيته مفروقًا.
2 - من كانت أسنان فمه مفروقة. 

تفاريقُ [جمع]: مف تَفْريق
• تفاريق الشَّيء: أجزاؤه المتقسِّمة "ضمّ تفاريق متاعه" ° دفتر التَّفاريق: دفتر المفردات. 

تَفْرقة [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (مع) تمييز بين الجماعات أو الأشخاص على أساس اللَّون أو الجنس أو الدِّين.
• التَّفرقة العنصريَّة: (سة) نزعة سياسيّة غير مشروعة، تفرِّق بين الأجناس على أساس اللَّون أو الجنس. 

تفريق [مفرد]:
1 - مصدر فرَّقَ.
2 - (قن) نص قضائيّ ينهي علاقة زواج، طلاقٌ بحكم القضاء غير رجعيّ "طلب التفريق".
3 - هجرٌ بين زوجين بدون طلاق "تفريق جسمانيّ". 

فارِق [مفرد]: ج فارقون وفوارقُ (لغير العاقل)، مؤ فارِقة، ج مؤ فارقات وفوارقُ:
1 - اسم فاعل من فرَقَ ° الفوارق الطَّبيعيَّة- علامة فارقة: علامة مميِّزة.
2 - تفاوت، اختلاف طفيف "فارق بين لونين".
3 - بُعد شاسِع، بَوْن، مسافة فاصلة "فارق بين مستواهما الحياتيّ- فارق بين أسلوبيهما" ° مع بُعْد الفارق. 

فارقات [جمع]
• الفارقات:
1 - الملائكة التي تفصل بين الحقّ والباطل " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
2 - آيات القرآن التي تفرّق بين الحلال والحرام " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ".
3 - الرِّياح التي تذهب بالسَّحاب إلى أماكن متفرِّقة أو تفرِّق السَّحاب " {فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا} ". 

فاروق [مفرد]
• الفاروق: لقب أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ لأنه فرّق بين الحق والباطل. 

فَرْق [مفرد]: ج فُروق (لغير المصدر):
1 - مصدر فرَقَ.
2 - ما يميِّز بين الأشياء "فروق الأسعار- فرْق السِّن" ° لا فرْق: سيَّان.
3 - (جب) حاصل طرح عدد من عدد أو كميّة من كميّة، وهو الباقي.
4 - فاصل بين صَفّين من شعر الرأس. 

فَرَق [مفرد]: مصدر فرِقَ/ فرِقَ من. 

فَرِق [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من فرِقَ/ فرِقَ من: جزِعٌ شديد الخوف. 

فِرْق [مفرد]: ج أفراق وفُروق: فِلْقٌ، قطعة منفصلة، قسم من الشيء إذا انفلق " {أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ} ". 

فُرْقان [مفرد]:
1 - مصدر فرَقَ.
2 - نور وهداية وتوفيق " {إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} ".
3 - كل ما فُرِق به (فُصل) بين الحق والباطل " {هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ".
4 - حُجَّة ودليل.
• الفُرْقان:
1 - من أسماء القرآن الكريم؛ لأنه فرّق بين الحقّ والباطل " {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} ".
2 - الكتب السَّماويّة الفارقة بين الحقّ والباطل " {وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ} ".
3 - اسم سورة من سُور القرآن الكريم، وهي السُّورة رقم 25 في ترتيب المصحف، مكِّيَّة، عدد آياتها سبعٌ وسبعون آية.
• يوم الفُرقان: يوم بدر، لأنّه فرق بين الكفر والإيمان " {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ} ". 

فُرْقة [مفرد]: ج فُرُقات وفُرْقات: فِراق؛ ابتعاد، انفصال، عكسها اتصال "فُرْقة الأصدقاء- فُرْقة بين زوجين- الفُرْقة تولد الضعف- بكفّ الفُرْقة تقدح نار الحُرقة". 

فِرْقة [مفرد]: ج فِرْقات وفِرَق:
1 - جماعة تربطهم معتقدات معينة وكثيرًا ما تعزلهم عن غيرهم فيكونوا مجتمعًا مغلقًا "فِرَق سياسية".
2 - طائفة من الناس منظَّمة لهدف معيَّن "فِرْقة مطافئ/ تمثيل/ موسيقية/ استعراضيّة/ مسرحيّة/ غنائيّة- {فَلَوْلاَ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ} ".
3 - (سك) عدد من الألوية يختلف باختلاف الجيوش "دفع القائد بفرقة مدرَّعة إلى المعركة".
4 - صَفّ دِراسيّ، مجموعة من التلاميذ في درجة واحدة من التعليم "يدرس في الفِرقة الرابعة".
• فرقة دينية: طائفة لها مذهب معين "قرأت عدّة كتب عن الفِرَق الدينية في الإسلام- الفِرَق الإسلاميّة". 

فُرقِيّ [مفرد]
• الملفاف الفُرقِيّ: (فز) جهاز لرفع الأثقال يتكوّن من أسطوانتين مختلفتي القطر ملفوف عليهما حبل الرَّفع في اتجاهين مختلفين. 

فريق [جمع]: جج أفرِقة وفُرقاء:
1 - طائفة من النّاس أكبر من الفِرْقة منظَّمة للعمل معًا "فريق مكافحة التدخين- {وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللهِ} - {فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ}: فريق مؤمن وفريق كافر- {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} " ° روح الفريق: روح التّعاون- فريق عمل: مجموعة من الأشخاص يُعِدُّون لعمل ما.
2 - قطعة وجزء " {لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ} ".
3 - (رض) مجموعة لاعبين رياضيّين "فريق كُرة القدم/ الطائرة" ° مُدرِّب الفريق: من يتولَّى تدريب مجموعة من اللاعبين.
4 - (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق اللواء ودون الفريق أوَّل.
• فريق أوّل: (سك) رُتْبة عسكريَّة عُليا من رتب الجيش، فوق الفريق ودون المشير. 

مُتفرِّقات [جمع]: مجموعة من الأشياء المتنوِّعة "متفرِّقات أدبيّة- ضمّ كتابُه مسائلَ متفرقاتٍ". 

مُفارَقة [مفرد]: ج مُفارقات:
1 - مصدر فارقَ.
2 - (سف) إثبات لقول يتناقض مع الرأي الشائع في موضوع ما بالاستناد إلى اعتبار خفيّ على هذا الرأي العام حتى وقت الإثبات "مفارقة تاريخيّة: مغالطة وخطأ تاريخيّ". 

مُفْترَق [مفرد]
• مُفْترَق الطُّرُق: ساعة الفصل والحسم "تقف الأمة العربية الآن في مفترق طرق". 

مُفرَّق [مفرد]: اسم مفعول من فرَّقَ: مُبعثَر.
• البيع بالمُفرَّق: (جر) البيع للمستهلك مباشرة، بيع القطَّاعي، عكسه البيع بالجملة "شغل بالمُفرَّق: عمل يجازى عليه على أساس القطع المنجزة" ° تاجر المفرَّق: من يبيع بالمفرَّق، عكسه تاجر الجملة. 

مَفْرِق [مفرد]: ج مَفارِقُ: اسم مكان من فرَقَ: موضع يتشعَّب منه طريق آخر "على كل مفْرقِ طريقٍ شرطيَّ يُنظم حَركة السير" ° مفارِقُ الحديث: وجوهه الواضحة.
• مَفْرِق الرَّأْس: موضع انفراق الشَّعر. 

مِفْرَق [مفرد]: ج مَفارِق: (فز) جهاز لقياس الجُهد. 

مَفْروق [مفرد]: اسم مفعول من فرَقَ.
• الجناس المَفْروق: (بغ) وجود كلمتين في القافية مختلفتي الهجاء متَّحدتي الصوت.
• الوَتِد المَفْروق: (عر) ما تركّب من حركتين بينهما ساكن. 

فرق: الفَرْقُ: خلاف الجمع، فَرَقه يَفْرُقُه فَرْقاً وفَرَّقه، وقيل:

فَرَقَ للصلاح فَرْقاً، وفَرَّق للإِفساد تَفْريقاً، وانْفَرَقَ الشيء

وتَفَرَّق وافْتَرقَ. وفي حديث الزكاة: لا يُفَرَّقُ

بين مجتمع ولا يجمع بين مُتَفَرِّق خشية الصدقة، وقد ذكر في موضعه

مبسوطاً، وذهب أَحمد أَن معناه: لو كان لرجل بالكوفة أَربعون شاةً وبالبصرة

أَربعون كان عليه شاتان لقوله لا يُجْمَعُ

بين مُتفرِّق، ولو كان له ببغداد عشرون وبالكوفة عشرون لا شيء عليه، ولو

كانت له إِبل متفرقة في بلْدانٍ شَتَّى إِن جُمِعَتْ وجب فيها الزكاة،

وإِن لم تجمع لم تجب في كل بلد لا يجب عليه فيها شيء. وفي الحديث:

البَيِّعَانِ بالخيار ما لم يَفْتَرِقَا

(* قوله «ما لم يفترقا» كذا في الأصل،

وعبارة النهاية: ما لم يتفرقا، وفي رواية: ما لم يفترقا)؛ اختلف الناس في

التَّفَرُّق الذي يصح ويلزم البيع بوجوبه فقيل: هو بالأَبدان، وإِليه ذهب

معظم الأَئمة والفقهاء من الصحابة والتابعين، وبه قال الشافعي وأَحمد،

وقال أَبو حنيفة ومالك وغيرهما: إِذا تعاقدا صحَّ البيع وإِن لم

يَفْتَرِقَا، وظاهر الحديث يشهد للقول الأَول، فإِن رواية ابن عمر في تمامه: أَنه

كان إِذا بايع رجلاً فأَراد أَن يتمّ البيعُ قام فمشى خَطَوات حتى

يُفارقه، وإِذا لم يُجْعَل التَّفَرُّق شرطاً في الانعقاد لم يكن لذكره فائدة،

فإِنه يُعْلَم أَن المشتري ما لم يوجد منه قبول البيع فهو بالخيار،

وكذلك البائع خيارُه ثابتٌ في ملكه قبل عقد البيع. والتَّفَرّقُ

والافْتِراقُ سواء، ومنهم من يجعل التَّفَرّق للأَبدان والافْتِراقَ في الكلام؛ يقال

فَرَقْت بين الكلامين فافْترقَا، وفَرَّقْتُ

بين الرجلين فَتَفَرّقا. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فَرِّقُوا عن

المَنِيَّة واجعلوا الرأْس رأْسين؛ يقول: إِذا اشتريتم الرقيق أَو غيره من

الحيوان فلا تُغَالوا في الثمن واشتروا بثمن الرأْس الواحد رأْسين، فإِن

مات الواحد بقي الآخر فكأَنكم قد فَرَّقتم مالكم عن المنيّة. وفي حديث ابن

عمر: كان يُفَرِّق بالشك ويجمع باليقين، يعني في الطلاق وهو أَن يحلف

الرجل على أَمر قد اختلف الناس فيه ولا يُعْلَم مَنِ المُصيبُ منهم فكان

يُفَرِّق بين الرجل والمرأَة احتياطاً فيه وفي أَمثاله من صور الشك، فإِن

تبين له بعد الشك اليقينُ

جَمَعَ بينهما. وفي الحديث: من فارَقَ الجماعة فَمِيتَتُه جاهليّة؛ يعني

أَن كل جماعة عَقَدت عَقْداً يوافق الكتاب والسنَّة فلا يجوز لأَحد أَن

يفارقهم في ذلك العقد، فإِن خالفهم فيه استحق الوعيد، ومعنى قوله فميتته

جاهلية أَي يموت على ما مات عليه أَهل الجاهلية من الضلال والجهل. وقوله

تعالى: وإِذ فَرَقْنا بكم البحر؛ معناه شققناه. والفِرْقُ: القِسْم،

والجمع أَفْراق. ابن جني: وقراءة من قرأَ فَرَّقنا بكم البحر، بتشديد الراء،

شاذة، من ذلك، أَي جعلناه فِرَقاً وأَقساماً؛ وأَخذتُ حقي منه

بالتَّفَارِيق.

والفِرْقُ: الفِلْق من الشيء إِذا انْفَلَقَ منه؛ ومنه قوله تعالى:

فانْفَلَق فكان كلُّ فِرْقٍ كالطَّوْد العظيم. التهذيب: جاءَ

تفسير فرقنا بكم البحر في آية أُخرى وهي قوله تعالى: وأَوحينا إِلى موسى

أَن اضرب بعصاك البحر فانْفَلَق فكان كل فِرْقٍ كالطود العظيم؛ أَراد

فانْفَرَق البحرُ فصار كالجبال العِظام وصاروا في قَرَاره. وفَرَق بين

القوم يَفْرُق ويَفْرِق. وفي التنزيل: فافْرُقْ بيننا وبين القوم الفاسقين؛

قال اللحياني: وروي عن عبيد بن عمير الليثي أَنه قرأَ فافْرِقْ بيننا،

بكسر الراء.

وفَرَّقَ

بينهم: كفَرَقَ؛ هذه عن اللحياني. وتَفَرَّق القوم تَفَرُّقاً

وتَفْرِيقاً؛ الأَخيرة عن اللحياني. الجوهري: فَرَقْتُ بين الشيئين أَفْرُق

فَرْقاً وفُرْقاناً وفَرَّقْتُ الشيءَ تَفْريقاً وتَفْرِقةً فانْفَرقَ

وافْتَرَقَ

وتَفَرَّق، قال: وفَرَقْتُ أَفْرُق بين الكلام وفَرَّقْتُ بين

الأَجسام، قال: وقول النبي، صلى الله عليه وسلم: البَيِّعان بالخيار ما لَم

يَتَفَرقا بالأَبدان، لأَنه يقال فَرَّقْتُ بينهما فَتَفَرَّقا. والفُرْقة:

مصدر الافْتِرَاقِ. قال الأَزهري: الفُرْقة اسم يوضع موضع المصدر الحقيقي

من الافْتِرَاقِ. وفي حديث ابن مسعود: صلَّيت مع النبي، صلى الله عليه

وسلم، بمنىً ركعتين ومع أَبي بكر وعمر ثم تَفَرَّقَتْ بكم الطُرُق، أَي ذهب

كل منكم إِلى مذهب ومَالَ إِلى قول وتركتم السُّنة.

وفارَقَ

الشيءَ مُفَارقةً وفِرَاقاً: بايَنَهُ، والاسم الفُرْقة. وتَفَارق

القومُ: فَارَقَ بعضهم بعضاً. وفَارَقَ فلان امرأَته مُفَارقةً وفِراقاً:

بايَنَها. والفِرْقُ

والفِرْقةُ والفَرِيقُ: الطائفة من الشيء المُتَفَرِّق. والفِرْقةُ:

طائفة من الناس، والفَرِيقُ أَكثر منه. وفي الحديث: أَفارِيق العرب، وهو جمع

أَفْراقٍَ، وأَفراقٌ جمع فِرْقةِ، قال ابن بري: الفَرِيقُ من الناس

وغيرهم فِرْقة منه، والفَرِيقُ المُفارِقُ؛ قال جرير:

أَتَجْمعُ قولاً بالعِراقِ فَرِيقُهُ،

ومنه بأَطْلالِ الأَرَاكِ فَرِيقُ؟

قال: وأَفْرَاق جمع فِرَقٍ، وفِرَقٌ جمع فِرْقةٍ، ومثله فِيقَةٌ وفِيَق

وأَفْواق وأَفَاويق. والفِرْقُ: طائفة من الناس، قال: وقال أَعرابي

لصبيان رآهم: هؤُلاء فِرْقُ سوء. والفَرِيقُ الطائفة من الناس وهم أَكثر من

الفِرْقِ، ونيَّة فَرِيقٌ: مُفَرَّقة؛ قال:

أَحَقّاً أَن جِيرتَنَا اسْتَقَلُّوا؟

فَنِيَّتُنا ونِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

قال سيبويه: قال فَرِيقٌ كما تقول للجماعة صَدِيق. وفي التنزيل: عن

اليمين وعن الشمال قَعيدٌ؛ وقول الشاعر:

أَشهدُ بالمَرْوَةِ يوماً والصَّفَا،

أَنَّكَ خيرٌ من تَفارِيقِ العَصَا

قال ابن الأَعرابي: العصا تكسر فيتخذ منها ساجُورٌ، فإِذا كُسر

السَّاجُور اتُّخِذَت منه الأَوْتادُ: فإِذا كُسر الوَتِد اتخذت منه التَّوَادِي

تُصَرُِّ بِهَا الأَخْلاف. قال ابن بري: والرجز لغنية الأَعرابية، وقيل

لامرأَة قالتهما في ولدها وكان شديد العَرَامة مع ضعف أَسْرٍ ودِقَّةٍ،

وكان قد واثب فَتىً فقطع أَنفه فأَخذت أُمه دِيَتَه، ثم واثب آخر فقطع شفته

فأَخذت أُمه ديتها، فصلحت حالها فقالت البيتين تخاطبه بهما.

والفَرْقُ: تَفْرِيقُ

ما بين الشيئين حين يَتَفَرَّقان. والفَرْقُ: الفصل بين الشيئين. فَرَقَ

يَفْرُقُ فَرْقاً: فصل: وقوله تعالى: فالفَارِقاتِ فَرْقاً، قال ثعلب:

هي الملائكة تُزَيِّل بين الحلال والحرام. وقوله تعالى: وقرآناً

فَرَقْناه، أَي فصلناه وأَحكمناه، مَنْ خفَّف قال بَيَّناه من فَرَقَ يَفْرُق،

ومن شدَّد قال أَنزلناه مُفَرَّقاً في أَيامٍ. التهذيب: قرئَ فَرَّقْناه

وفَرَقْناهُ، أَنزل الله تعالى القرآن جملةً إِلى سماءِ الدنيا ثم نزل

على النبي، صلى الله عليه وسلم، في عشرين سنة، فَرَّقةُ الله في التنزيل

ليفهمه الناس. وقال الليث: معناه أَحكمناه كقوله تعالى: فيها يُفَرَّقُ

كل أَمر حكيم؛ أَي يُفَصَّل، وقرأَه أَصحاب عبد الله مخففاً، والمعنى

أَحكمناه وفصلناه. وروي عن ابن عباس فَرَّقْناه، بالتثقيل، يقول لم ينزل في

يوم ولا يومين نزل مُتَفَرِّقاً، وروي عن ابن عباس أَيضاً فَرَقْناه

مخففة. وفَرَقَ الشعرَ

بالمشط يَفرُقُه ويَفْرِقُه فَرْقاً وفَرَّقه: سَرَّحه. والفَرْقُ: موضع

المَفْرِق من الرأْس. وفَرْقُ الرأْس: ما بين الجبين إِلى الدائرة؛ قال

أَبو ذؤيب:

ومَتْلَف مثل فَرْقِ الرأْس تَخْلُجُه

مَطَارِبٌ زَقَبٌ، أَمْيالُها فِيحُ

شبّهه بفَرْقِ الرأْس في ضيقه، ومَفْرِقُه ومَفْرَقُه كذلك: وسط رأْسه.

وفي حديث صفة النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن انْفَرَقَتْ عَفِيقَتُه

فَرَقَ

وإِلاَّ فلا يبلغ شعرُه شَحْمة أُذنه إِذا هو وَفَّرَه أَي إِن صار شعره

فِرْقَيْن بنفسه في مَفْرقه تركه، وإِن لم يَنْفَرِقْ لم يَفْرِقْه؛

أَراد أَنه كان لا يَفْرُق شعره إِلاَّ يَنْفَرِق هو، وهكذا كان أَول الأَمر

ثم فَرَقَ. ويقال للماشطة: تمشط كذا وكذا فَرْقاً أَي كذا وكذا ضرباً.

والمَفْرَق والمَفْرِقُ: وسط الرأْس وهو الذي يُفْرَقُ فيه الشعر، وكذلك

مَفْرَق الطريق. وفَرَقَ له عن الشيء: بيَّنه له ؛ عن ابن جني.

ومَفْرِقُ الطريق ومَفْرَقُه: مُتَشَعَّبُه الذي يَتَشَعَّب منه طريق آخر، وقولهم

للمَفِْرِق مَفَارِق كأَنهم جعلوا كل موضع منه مَفْرِقاً فجمعوه على

ذلك. وفَرَقَ له الطريق أَي اتجه له طريقان.

والفَرَقُ في النبات: أَن يَتَفرَّق قِطَعاً من قولهم أَرض فَرِقَةٌ في

نبتها، فَرَق على النسب لأَنه لا فعل له، إِذا لم تكن

(* الضمير يعود

إِلى الأرض الفَرِقة.) واصبَةً متصلة النبات وكان مُتَفَرِّقاً. وقال أَبو

حنيفة: نبت فَرِقٌ صغير لم يغطِّ الأَرض. ورجل أَفْرقُ: للذي ناصيته

كأَنها مَفْروقة، بيِّن الفَرَق

(* بيّن الفرق أي الرجل الأَفرق)، وكذلك

اللحية، وجمع الفَرَق أَفْراق؛ قال الراجز:

يَنْفُضُ عُثْنوناً كثيرَ الأَفْرَاقْ،

تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمثل الدِّرْياقْ

الليث: الأَفْرقُ

شبه الأفْلَج إِلاَّ أَن الأَفْلَج زعموا ما يفلّج، والأَفْرَقُ خِلْقة.

والفرقاءُ من الشاءِ: البعيدة ما بين الخصيتين. ابن سيده: الأَفْرقُ:

المتباعد ما بين الثَّنِيَّتَيْنِ. وتَيْس أَفْرَقُ: بعيد ما بين

القَرْنَيْن. وبعير أَفْرَقُ: بعيد ما بين المَنْسِمَيْنِ. وديك أَفْرَقُ: ذو

عُرْفَيْنِ للذي عُرْفُه مَفْروق، وذلك لانفراج ما بينهما. والأفْرَقُ من

الرجال: الذي ناصيته كأَنها مفروقة، بيِّن الفَرَقِ، وكذلك اللحية، ومن

الخيل الذي إِحدى ورِكَيْهِ

شاخصة والأُخرى مطمئنة، وقيل: الذي نقصت إِحدى فخذيه عن الأُخرى وهو

يكره، وقيل: هو الناقص إِحدى الوركين؛ قال:

ليسَتْ من الفُرْقِ البِطاءِ دَوْسَرُ

وأَنشده يعقوب: من القِرْقِ البطاء، وقال: القِرْقُ الأَصل، قال ابن

سيده: ولا أَدري كيف هذه الرواية. وفي التهذيب: الأَفْرَقُ من الدواب الذي

إِحدى حَرْقَفَتَيْهِ شاخصة والأُخرى مطمئنة. وفرس أَفْرَقُ: له خصية

واحدة، والاسم الفَرَقُ من كل ذلك، والفعل من كل ذلك فَرِقَ فَرَقاً.

والمَفْروقان من الأَسباب: هما اللذان يقوم كل واحد منهما بنفسه أَي

يكون حرف متحرك وحرف ساكن ويتلوه حرف متحرك نحو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلُنْ،

وعِيلُنْ من مَفاعِيلُنْ.

والفُرْقانُ: القرآن. وكل ما فُرِقَ

به بينْ الحق والباطل، فهو فُرْقان، ولهذا قال الله تعالى: ولقد آتينا

موسى وهرون الفرقان. والفُرْق أَيضاً: الفُرْقان ونظيره الخُسْر

والخُسْران؛ وقال الراجز:

ومُشْرِكيّ كافر بالفُرْقِ

وفي حديث فاتحة الكتاب: ما أُنزل في التوراة ولا الإِنجيل ولا الزَّبُور

ولا الفُرْقانِ مِثْلُها؛ الفُرْقان: من أَسماء القرآن أَي أَنه فارِقٌ

بين الحق والباطل والحلال والحرام. ويقال: فَرَقَ بين الحق والباطل،

ويقال أَيضاً: فَرَقَ بين الجماعة؛ قال عدي بن الرِّقاع:

والدَّهْرُ يَفْرُقُ بين كلِّ جماعةٍ،

ويَلُفّ بين تَباعُدٍ وَتَناءِ

وفي الحديث: محمدٌ فَرْقٌ بين الناس أَي يَفْرُقُ بين المؤمنين

والكافرين بتصديقه وتكذيبه. والفُرْقان: الحُجّة. والفُرْقان: النصر. وفي

التنزيل: وما أَنزلنا على عبدنا يوم الفُرْقان، وهو يوم بَدْرٍ لأَن الله

أَظْهَرَ

من نَصْره ما كان بين الحق والباطل. التهذيب وقوله تعالى: وإِذ آتينا

موسى الكتاب والفُرْقان لعلكم تهتدون، قال: يجوز أَن يكونَ الفُرْقانُ

الكتاب بعينه وهو التوراة إِلا أَنه أُعِيدَ ذكره باسم غير الأَول، وعنى به

أَنه يَفْرُقُ بين الحق والباطل، وذكره الله تعالى لموسى في غير هذا

الموضع فقال تعالى: ولقد آتينا موسى وهرون الفُرْقانَ وضياء؛

أَراد التوراة فسَمّى جلّ ثناؤه الكتاب المنزل على محمد، صلى الله عليه

وسلم، فُرْقاناً وسمى الكتاب المنزل على موسى، صلى الله عليه وسلم،

فُرْقاناً، والمعنى أَنه تعالى فَرَقَ بكل واحد منهما بين الحق والباطل، وقال

الفراء: آتينا موسى الكتاب وآتينا محمداً الفُرْقانَ، قال: والقول الذي

ذكرناه قبله واحتججنا له من الكتاب بما احتججنا هو القول.

والفَارُوقُ: ما فَرَّقَ بين شيئين. ورجل فارُوقٌ: يُفَرِّقُ ما بين

الحق والباطل. والفارُوقُ: عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، سماه الله به

لتَفْريقه بين الحق والباطل، وفي التهذيب: لأَنه ضرب بالحق على لسانه في حديث

ذكره، وقيل: إِنه أَظهر الإِسلام بمكة فَفَرَّقَ بين الكفر والإِيمان؛

وقال الفرزدق يمدح عمر بن عبد العزيز:

أَشْبَهْتَ من عُمَرَ الفارُوقِ سِيرَتَهُ،

فاقَ البَرِيَّةَ وأْتَمَّتْ به الأُمَمُ

وقال عتبة بن شماس يمدح عمر بن عبد العزيز أَيضاً:

إن أَوْلى بالحقّ في كلّ حَقٍّ،

ثم أَحْرَى بأَن يَكُونَ حَقِيقا،

مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزِيزِ بنُ مَرْوا

نَ، ومَنْ كان جَدُّه الفارُوقا

والفَرَقُ: ما انفلق من عمود الصبح لأَنه فارَقَ سواد الليل، وقد

انْفَرَقَ، وعلى هذا أَضافوا فقالوا أَبْين من فَرَق الصبح، لغة في فَلَق

الصبح، وقيل: الفَرَقُ الصبح نفسه. وانْفَرَقَ الفجرُ وانْفَلَق، قال: وهو

الفَرَق والفَلَقُ للصبح؛ وأَنشد:

حتى إِذا انْشَقَّ عن إِنسانه فَرَقٌ،

هادِيهِ في أُخْرَياتِ الليلِ مُنْتَصِبُ

والفارِقُ من الإِبل: التي تُفارق إِلْفَها فَتَنْتَتِجُ وحدها، وقيل:

هي التي أَخذها المَخاض فذهبت نادَّةً في الأَرض، وجمعها فُرَّق وفَوارِق،

وقد فَرَقَتْ تَفْرُق فُروقاً، وكذلك الأَتان؛ وأَنشد الأَصمعي لعُمارة

بن طارق:

اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارقِ،

ومَنْجَنُون كالأَتان الفارق،

من أَثْلِ ذاتِ العَرْض والمَضايقِ

قال: وكذلك السحابة المنفردة لا تخلف وربما كان قبلها رعد وبرق؛ قال ذو

الرمة:

أَو مُزْنَة فارِق يَجْلُو غوارِبَها

تَبوُّجُ البرقِ والظلماءُ عُلْجُومُ

الجوهري: وربما شبهوا السحابة التي تنفرد من السحاب بهذه الناقة فيقال

فارق. وقال ابن سيده: سحابة فارِقٌ منقطعة من معظم السحاب تشبه بالفارِقِ

من الإِبل؛ قال عبد بني الحَسْحاسِ يصف سحاباً:

له فُرَّقٌ منه يُنَتَّجْنَ حَوْلَهُ،

يفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِّماثِ السَّوابيا

فجعل له سوابي كسوابي الإِبل اتساعاً في الكلام، قال ابن بري: ويجمع

أَيضاً على فُرَّاق؛ قال الأَعشى:

أَخرجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلةُ الوَدْ

قِ رَجُوسٌ، قدَّامَها فُرّاقُ

ابن الأَعرابي: الفارقُ من الإِبل التي تشتد ثم تُلْقي ولدها من شدة ما

يمرّ بها من الوجع. وأَفْرَقَتِ الناقة: أَخرجت ولدها فكأَنها فارَقَتْه.

وناقة مُفْرق: فارقها ولدها، وقيل: فارقها بموت، والجمع مَفارِيق. وناقة

مُفْرِق: تمكث سنتين أَو ثلاثاً لا تَلْقَح. ابن الأَعرابي: أَفْرَقْنا

إِبلَنا لعام إِذا خلَّوْها في المرعى والكلإِ لم يُنْتِجوها ولم

يُلْقِحوها. قال الليث: والمطعون إِذا برأَ قيل أَفْرَق يُفْرِقُ إِفْراقاً. قال

الأَزهري: وكل عَليلٍ أَفاق من علته، فقد أَفْرَقَ. وأَفْرَقَ المريضُ

والمحْموم: برأَ، ولا يكون إِلا من مرض يصيب الإِنسان مرة واحدة

كالجُدَرِيّ والحَصْبة وما أَشبههما. وقال اللحياني: كل مُفِيقٍ من مرضه مُفْرق

فعَمّ بذلك. قال أَعرابي لآخر: ما أَمَارُ إِفْراقِ المَوْرود؟ فقال:

الرُّحَضاءُ؛ يقول: ما علامة برء المحموم، فقال العَرَق. وفي الحديث: عُدّوا

مَنْ أَفْرقَ من الحيّ أَي من برأَ من الطاعون.

والفِرْقُ، بالكسر: القطيع من الغنم والبقر والظباء العظيمُ، وقيل: هو

ما دون المائة من الغنم؛ قال الراعي:

ولكنما أَجْدَى وأَمْتَعَ جَدُّهُ

بفِرْق يُخَشِّيه، بِهَجْهَجَ، ناعِقُهْ

يهجو بهذا البيت رجلاً من بني نُميرٍ اسمه قيس بن عاصم النُّميري يلقب

بالحَلالِ، وكان عَيَّره بإِبله فهجاه الراعي وعَيَّره أَنه صاحب غنم ومدح

إِبله، يقول أَمْتَعَهُ جدُّه أَي حظه بالغنم وليس له سواها؛ أَلا ترى

إِلى قوله قبل هذا البيت:

وعَيَّرَني الإِبْلَ الحَلالُ، ولم يَكُنْ

ليَجْعَلَها لابن الخَبِيثَةِ خالقُه

والفَريقةُ: القطعة من الغنم. ويقال: هي الغنم الضالة؛ وهَجْهَجْ: زجر

للسباع والذِّئاب، والناعق: الراعي. والفَريقُ: كالفِرْقِ. والفِرْقُ

والفَريقُ من الغنم: الضالة. وأَفْرَقَ فلانٌ غنمه: أَضلَّها وأَضاعها.

والفَريقةُ من الغنم: أَن تتفرق منها قطعة أَو شاة أَو شاتان أَو ثلاث شياه

فتذهب تحت الليل عن جماعة الغنم؛ قال كثيِّر:

وذِفْرى ككاهِلِ ذِيخِ الخَلِيف،

أَصاب فَرِيقةَ ليلٍ فعاثَا

وفي الحديث: ما ذِئْبانِ عادِيانِ أَصابا فَريقة غنمٍ؛ الفَرِيقةُ:

القطعة من الغنم تَشِذّ عن معظمها، وقيل: هي الغنم الضالة. وفي حديث أَبي ذر:

سئل عن ماله فقال فِرْقٌ لنا وذَوْدٌ؛ الفِرْقُ القطعة من الغنم. وقال

ابن بري في بيت كثيِّر: والخَلِيفُ الطريق بين الجبلين؛ وصواب إِنشاده

بذفرى لأَن قبله:

تُوالي الزِّمامَ، إِذا ما وَنَتْ

ركائِبُها، واحْتُثِثْنَ احْتِثاثا

ابن سيده: والفِرْقَةُ من الإِبل، بالهاء، ما دون المائة.

والفَرَقُ، بالتحريك: الخوف. وفَرِقَ منه، بالكسر، فَرَقاً: جَزِع؛ وحكى

سيبويه فَرِقَه على حذف من؛ قال حين مثّل نصب قولهم: أَو فَرَقاً خيراً

من حُبّ أَي أَو أَفْرَقُكَ فَرَقاً. وفَرِقَ عليه: فزع وأَشفق؛ هذه عن

اللحياني. ورجل فَرِقٌ وفَرُق وفَرُوق وفَرُوقَةٌ وفَرُّوق وفَرُّوقةٌ

وفاروق وفارُوقةٌ: فَزِعٌ شديد الفَرَق؛ الهاء في كل ذلك ليست لتأْنيث

الموصوف بما هي فيه إِنما هي إِشعار بما أُريد من تأْنيث الغاية والمبالغة.

وفي المثل: رُبَّ عَجَلة تَهَبُ رَيْثاً ورب فَرُوقةٍ يُدْعى ليْثاً؛

والفَرُوقة: الحُرْمة؛ وأَنشد:

ما زالَ عنه حُمْقُه ومُوقُه

واللؤْمُ، حتى انْتُهكتْ فَروقُه

وامرأَة فَرُوقة ولا جمع له؛ قال ابن بري: شاهد رجلٌ فَرُوقَة للكثير

الفزع قول الشاعر:

بَعَثْتَ غلاماً من قريشٍ فَرُوقَةً،

وتَتْرُك ذا الرأْي الأَصيلِ المُهَلَّبا

وقال مُوَيلك المَرْموم:

إِنِّي حَلَلْتُ، وكنتُ جدّ فَرُوقة،

بلداً يمرُّ به الشجاعُ فَيَفْزَعُ

قال: ويقال للمؤنث فَرُوقٌ أَيضاً؛ شاهده قول حميد بن ثور:

رَأَتْني مُجَلِّيها فصَدَّتْ مَخافَةً،

وفي الخيل رَوْعاءُ الفُؤادِ فَرُوقُ

وفي حديث بدء الوحي: فَجُئِثْتُ منه فَرَقاً؛ هو بالتحريك الخوف والجزع.

يقال: فَرِقَ يَفْرَقُ فَرَقاً، وفي حديث أَبي بكر: أَباللهِ

تُفَرِّقُني؟ أَي تخوِّفني. وحكى اللحياني: فَرَقْتُ الصبيّ إِذا رُعْتَه وأَفزعته؛

قال ابن سيده: وأراها فَرَّقت، بتشديد الراء، لأَن مثل هذا يأْتي على

فَعَّلت كثيراً كقولك فَزّعت ورَوَّعت وخوَّفت. وفارَقَني ففَرَقْتُه

أَفْرُقُه أَي كنت أَشد فَرَقاً منه؛ هذه عن اللحياني حكاه عن الكسائي. وتقول:

فَرِقْتُ منك ولا تقل فَرِقْتُكَ.

وأَفْرَقَ الرجلُ والطائر والسبع والثعلب:: سَلَحَ؛ أَنشد اللحياني:

أَلا تلك الثَّعالبُ قد تَوَِالَتْ

عليَّ، وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا

لتأْكلني، فَمَرَّ لهنَّ لَحْمِي،

فأَفْرَقَ، من حِذَاري، أَو أَتاعا

قال: ويروى فأَذْرَقَ، وقد تقدم.

والمُفْرِقُ: الغاوِي على التشبيه بذلك أَو لأَنه فارَق الرُّشد،

والأَول أَصح؛ قال رؤْبة:

حتى انتهى شيطانُ كلّ مُفْرِق

والفَريقةُ: أَشياء تخلط للنفساء من بُرّ وتمر وحُلْبة، وقيل: هو تمر

يطبخ بحلبة للنفساء؛ قال أَبو كبير:

ولقدْ ورَدْتُ الماء، لَوْنُ جِمامِهِ

لَوْنُ الفَرِيقَةِ صُفِّيَتْ للمُدْنَفِ

قال ابن بري: صوابه ولقد ورَدتَ الماء، بفتح التاء، لأَنه يخاطب

المُرِّيّ. وفي الحديث: أَنه وصف لسعد في مرضه الفَريقةَ؛ هي تمر يطبخ بحلبة وهو

طعام يعمل للنفساء.

والفَرُوقة: شحم الكُلْيَتَيْنِ؛ قال الراعي:

فبتْنَا، وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزَّةٍ،

يُضِيءُ لنا شحمُ الفَرُوقةِ والكُلَى

وأَنكر شمر الفَروقة بمعنى شحم الكليتين. وأَفرقوا إِبلهم: تركوها في

المرعى فلم يُنْتِجوها ولم يُلقحوها. والفَرْقُ: الكتَّان؛ قال:

وأَغْلاظ النُّجوم مُعَلَّقات

كحبل الفَرْقِ ليس له انتِصابُ

والفَرْق والفَرَقُ: مكيال ضخم لأَهل المدينة معروف، وقيل: هو أَربعة

أَرباع، وقيل: هو ستة عشر رطلاً؛ قال خِدَاشُ بن زهير:

يأْخُذونَ الأَرْشَ في إِخْوَتِهِم،

فَرَقَ السَّمْن وشاةً في الغَنَمْ

والجمع فُرْقان، وهذا الجمع قد يكون للساكن والمتحرك جميعاً، مثل بَطْن

وبُطْنان وحَمَل وحُمْلان؛ وأَنشد أَبو زيد:

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في فُرْقان

قال: والصَّفُّ أَن تَحْلُبَ في مِحْلَبَيْنِ أَو ثلاثة تَصُفّ بينها.

وفي الحديث: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يتوضأُ بالمُدِّ ويغتسل

بالصاع، وقالت عائشة: كنت أَغتسل معه من إِناء يقال له الفَرَقُ؛ قال

أَبو منصور: والمحدِّثون يقولون الفَرْق، وكلام العرب الفَرَق؛ قال ذلك

أَحمد بن يحيى وخالد بن يزيد وهو إِناء يأْخذ ستة عشر مُدّاً وذلك ثلاثة

أَصْوُعٍ. ابن الأَثير: الفَرَقُ، بالتحريك، مكيال يسع ستة عشر رطلاً وهي

اثنا عشر مُدّاً، وثلاثة آصُعٍ عند أَهل الحجاز، وقيل: الفَرَق خمسة أَقساط

والقِسْط نصف صاع، فأَما الفَرْقُ، بالسكون، فمائة وعشرون رطلاً؛ ومنه

الحديث: ما أَسْكَرَ منه الفَرْقُ فالحُسْوةُ منه حرام؛ وفي الحديث الآخر:

من استطاع أَن يكون كصاحب فَرْقِ الأَرُزّ فليكن مثله؛ ومنه الحديث: في

كلِّ عشرةِ أَفْرُقِ عسلٍ فَرَقٌ؛ الأَفْرُق جمع قلة لفَرَقٍ كجبَلٍ

وأَجْبُل. وفي حديث طَهْفة: بارَكَ الله لهم في مَذْقِها وفِرْقِها، وبعضهم

يقوله بفتح الفاء، وهو مكيال يكال به اللبن

(* قوله «يكال به اللبن» الذي

في النهاية: البرّ). والفُرقان والفُرْقُ: إِناء؛ أَنشد أَبو زيد:

وهي إِذا أَدَرَّها العَيْدان،

وسطَعَت بمُشْرِفٍ شَبْحان،

تَرْفِدُ بعد الصَّفِّ في الفُرْقان

أَراد بالصَّفّ قَدَحَيْن، وقال أَبو مالك: الصف أَن يصفَّ بين القدحين

فيملأهما. والفُرقان: قدحان مفترقان، وقوله بمشرف شبحان أَي بعنق طويل؛

قال أَبو حاتم في قول الراجز:

ترفد بعد الصف في الفرقان

قال: الفُرْقان جمع الفَرْق، والفَرْق أَربعة أَرباع، والصف أَن تصفَّ

بين محلبين أَو ثلاثة من اللبن.

ابن الأَعرابي: الفِرْق الجبل والفِرْق الهَضْبة والفِرْق المَوْجة.

ويقال: وَقَّفْتُ فلاناً على مَفارِقِ الحديث أَي على وجوهه. وقد

فارَقْتُ فلاناً من حسابي على كذا وكذا إِذا قطعتَ الأَمر بينك وبينه على أَمر

وقع عليه اتفاقكما، وكذلك صادَرْتُه على كذا وكذا.

ويقال: فَرَقَ لي هذا الأَمرُ يَفْرُقُ فُرُوقاً إِذا تبين ووضح.

والفَرِيقُ: النخلة يكون فيها أُخرى؛ هذه عن أَبي حنيفة.

والفَرُوق: موضع؛ قال عنترة:

ونحن مَنَعْنا، بالفَرُوقِ، نساءَكُمْ

نُطَرِّف عنها مُبْسِلاتٍ غَوَاشِيا

والفُرُوق: موضع في ديار بني سعد؛ أَنشد رجل منهم:

لا بارَكَ اللهُ على الفُرُوقِ،

ولا سَقاها صائبَ البُرُوقِ

وفي حديث عثمان: قال لخَيْفان كيف تركتَ أَفارِيق العرب؟ هو جمع

أَفْراق، وأَفْراقٌ جمع فِرْق، والفِرْق والفَرِيقُ والفِرْقةُ بمعنى. وفَرَقَ

لي رأْيٌ أَي بدا وظهر. وفي حديث ابن عباس: فَرَقَ لي رأْيٌ أَي ظهر، وقال

بعضهم: الرواية فُرِقَ، على ما لم يسمَّ فاعله.

ومَفْروق: لقب النعمان بن عمرو، وهو أَيضاً اسم. ومَفْرُوق: اسم جبل؛

قال رؤبة:

ورَعْنُ مَفْرُوقٍ تَسامى أُرَّمُهْ

وذاتُ فِرقَيْن التي في شعر عَبيد بن الأَبرص: هَضْبة بين البصرة

والكوفة؛ والبيت الذي في شعر عبيد هو قوله:

فَرَاكِسٌ فَثُعَيْلَباتٌ،

فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ

وإفْريقيَةُ: اسم بلاد، وهي مخففة الياء؛ وقد جمعها الأَحوص على

أَفارِيق فقال:

أَين ابنُ حَرْبٍ ورَهْطٌ لا أَحُسُّهُمُ؟

كانواعلينا حَديثاً من بني الحَكَمِ

يَجْبُونَ ما الصِّينُ تَحْوِيهِ، مَقانِبُهُمْ

إلى الأَفارِيق من فخصْحٍ ومن عَجَمِ

ومُفَرِّقُ الغنم: هو الظِّرِبان إذا فَسا بينها وهي مجتمعة تفرقت. وفي

الحديث في صفته، عليه السلام: أَن اسمه في الكتب السالفة فَارِق لِيطا

أَي يَفْرُقُ بين الحق والباطل. وفي الحديث: تأتي البقرة وآل عمران كأنهما

فِرْقانِ من طير صَوافّ أَي قطعتان.

فرق

1 فَرَقَ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ, (S, Mgh, O, Msb, K, *) aor. ـُ (S, Mgh, O, Msb,) and in one dial. فَرِقَ, (Msb, TA,) inf. n. فَرْغٌ and فُرْقَانٌ, (S, O, Msb, K,) the latter of which has a more intensive signification, (TA,) He made a separation, or a distinction, or difference, (Msb, K, TA,) between the two things, (K, * TA,) or between the parts of the two things: (Msb:) relating alike to objects of sight and to objects of mental perception: (TA:) IAar, by exs. that he mentions, makes it to relate particularly to objects of the mind, such as sayings; and ↓ فرّق, to persons, or material things: (Msb: [and it is stated in the Mgh that the same distinction is mentioned by Az:]) others, however, state that the two verbs are syn.; but that the latter has an intensive signification. (Msb.) It is said in the Kur [v. 28], فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الفَاسِقِينَ [Therefore decide Thou, or make Thou a distinction, between us and the unrighteous people]: accord. to one reading, فَافْرِقْ. (Msb, TA.) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ, in the Kur [xliv. 3], means [Wherein] is made distinct [every firm decree]: (Lth, TA:) or is decided; (O, K, TA;) thus expl. by Katádeh. (O, TA.) And in the phrase وَقُرآنًا فَرَقْنَاهُ, (S, O, K, TA,) in the same [xvii. 107], (S, O, TA,) by فَرَقْنَاهُ is meant We have made it distinct, (S, O, K, TA,) and rendered it free from defect, (O, K, TA,) and explained the ordinances therein: (TA:) but some read ↓ فَرَّقْنَاهُ, meaning We have sent it down in sundry portions, in a number of days. (S, TA.) وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ, (O, K, TA,) in the Kur [ii. 47], (O, TA,) means And when we clave because of you the sea; i. q. فَلَقْنَاهُ: (O, K, TA:) another reading, ↓ فَرَّقْنَا, meaning we divided into several portions, is mentioned by IJ; but this is unusual. (TA.) It is also said that الفَرْقُ is for rectification; and ↓ التَّفْرِيقُ, for vitiation: and IJ says that إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا ↓ دِيْنَهُمْ CCC, in the Kur [vi. 160, and the like occurs in xxx. 31], means Verily those who have divided their religion into sundry parts, and dismembered it, and have disagreed respecting it among themselves: but that some read فَرَقُوا دِيْنَهُمْ, without teshdeed, meaning, have severed their religion from the other religions [app. by taking it in part, or parts, therefrom]; or this, he says, may mean the same as the former reading, for sometimes فَعَلَ has the same meaning as فَعَّلَ. (TA.) IJ also says that فَرَقَ لَهُ عَنِ الشَّىْءِ signifies He made the thing distinct, or plain, to him. (TA.) b2: فَرَقَ الشَّعْرَ بِالمُشْطِ, aor. ـُ and فَرِقَ, inf. n. فَرْقٌ, He separated his hair with the comb: and فَرَّقَ ↓ رَأْسَهُ بِالمُشْطِ , inf. n. تَفْرِيقٌ, He separated the hair of his head with the comb. (TA.) [and it is implied in a trad. cited in the O and TA that فَرَقَهُ signifies the same as the latter of the two phrases in the next preceding sentence.]

A2: فَرَقَ لَهُ الطَّرِيقُ, (S, O, K,) inf. n. فُرُوقٌ, (K,) The road presented itself to him divided into two roads: (S, O, K, TA:) or [it means] an affair presented itself, or occurred, to him, and he knew the mode, or manner, thereof: (TA, as from the K: [but not in the CK nor in my MS. copy of the K:]) and hence, in a trad. of I'Ab, فَرَقَ لِى رَأْىٌ An idea, or opinion, appeared [or occurred] to me: (TA:) [or] one says, فَرَقَ لِى هٰذَا الأَمْرُ, inf. n. فُرُوقٌ, This affair became, or has become, distinct, apparent, or manifest, to me: and hence the saying, فَإِنْ لَمْ يُفْرُقْ لِلْإِمَامِ رَأْىٌ [And if an idea, or an opinion, appear not, or occur not, to the Imám]. (Mgh.) b2: فَرَقَتْ said of a she-camel, and of a she-ass, (S, O, K,) aor. ـُ (S, O,) inf. n. فُرُوقٌ, She, being taken with the pains of parturition, went away at random in the land. (S, O, K.) A3: فَرَقَ, (O, K,) aor. ـُ (K,) He voided dung; syn. ذَرَقَ [which is said of a bird, and sometimes of a man]. (O, K. [See also أَفْرَقَ.]) A4: And He possessed a فِرْق [q. v.] (O, K, TA) of sheep or goats: (O, TA:) accord. to the K, of date-stones with which to feed camels: but the former explanation is the right. (TA.) A5: فَرَقَهَا, (K,) inf. n. فَرْقٌ, (TA,) He fed her (i. e. a woman) with فَرِيقَة [q. v.]; as also ↓ افرقها, (K,) inf. n. إِفْرَاقٌ. (TA.) A6: فَفَرَقْتُهُ ↓ فَارَقَنِى, aor. ـُ [He vied with me in fear and] I exceeded him in fear. (Lh, L, TA.) b2: See also 2, last sentence.

A7: فَرِقَ, (S, O, Msb, K,) aor. ـَ (Msb, K,) inf. n. فَرَقٌ, (S, O, Msb,) He feared; or was, or became, in fear, afraid, or frightened. (S, O, Msb, K.) You say, فَرِقْتُ مِنْكَ [I feared thee, or was in fear of thee]: (S, O, Msb: *) but you should not say, فَرِقْتُكَ: (S, O:) Sb [however] mentions فَرِقَهُ, suppressing مِنْ. (TA.) And you say also, فَرِقَ عَلَيْهِ [He feared for him]. (TA.) A8: And فَرِقَ, aor. ـَ He entered into a wave, [which is termed فِرْقٌ,] and dived therein. (K.) A9: And the same verb accord. to the K, but accord. to Sgh [in the O] it seems, from the context to be فَرَقَ, (TA,) He drank (O, K) the measure called فَرَق, (O,) or with the فَرَق. (K, TA.) 2 فرّقهُ, inf. n. تَفْرِيقٌ and تَفْرِقَةٌ, (S, O, K,) He separated it [into several, or many, portions]; disunited it [i. e. a thing, or a collection of things]; or dispersed, or dissipated, it; or did so much [or greatly or widely]; syn. بَدَّدَهُ. (K.) And فرّق بَيْنَ الأَشْيَآءِ [He made, or caused, a separation &c., or much, or a wide, separation, &c., between the things]. (Mgh.) [And فِيهِمْ فرّقهُ and عَلَيْهِمْ He scattered, or distributed, it among them, and to them.] See 1, former half, in five places. It is said in a trad. of 'Omar, فَرِّقُوا عَنِ المَنِيَّةِ وَاجْعَلُوا الرَّأْسَ رَأْسَيْنِ, (Mgh, O, *) meaning Separate ye your cattle by way of preservation from death, [and make the one head two head,] by buying two animals with the price of one, that, when one dies, the second may remain. (Mgh, O.) and it is said in a trad. respecting the poor-rate, لَا يُفَرَّقُ بَيْنَ مُجْتَمِعٍ وَلَا يُجْمَعُ بَيْنَ مُفْتَرِقٍ There shall be no separating what is put together, nor shall there be a putting together what is separate. (TA. [The reason is, that by either of these acts, in the case of cattle, the amount of the poor-rate may be diminished.]) يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ [in the Kur ii. 96, meaning Whereby they might dissolve, break up, discompose, derange, disorganize, disorder, or unsettle, the state of union subsisting between the man and his wife, in respect of affairs and of the expression of opinion, or, briefly, whereby they might cause division and dissension between the man and his wife,] is from التَفْرِيقُ as meaning تَشْتِيتُ الشَّمْلِ وَالكَلِمَةِ. (El-Isbahánee, TA.) One says also, فرّق الأَمْرَ, meaning شَتَّتَهُ [i. e. He discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, the state of affairs]. (S in art. شت.) And فرّق عَلَيْنَا الكَلَامَ [lit. He scattered speech (app. meaning he jabbered) at us, or against us]. (K in art. بق: see R. Q. 1 in that art.) In the saying in the Kur [ii. 130 and iii.

78], لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ [We will not make a distinction between any of them], the verb is allowably made to relate to احد because this word [in negative phrases] imports a pl. meaning. (TA. [See p. 27, 3rd col.]) See, again, 1, near the middle.

A2: فرّقهُ, (O, TA,) inf. n. تَفْرِيقٌ, (O, K, TA,) also signifies He made him to fear, or be afraid; put him in fear; or frightened him: (O, K, * TA:) and مِنْهُ ↓ أَفْرَقْتُهُ I made him to fear, or be afraid of, him, or it: (Msb:) and Lh mentions الصَبِىَّ ↓ فَرَقْتُ as meaning I frightened the boy, or child; but ISd says, I think it to be فَرَّقْتُ. (TA.) 3 فارقهُ, inf. n. مُفَارِقَةٌ and فِرَاقٌ, (S, Msb, TA,) He separated himself from him, or it; or left, forsook, or abandoned, him, or it: or he forsook, or abandoned, him, being forsaken, or abandoned, by him: syn. بَايَنَهُ; (TA;) and قَاطَعَهُ, and فَارَزَهُ; (A in art. فرز;) and تَرَكَهُ. (Msb in art. ترك.) And فارق امْرَأَتَهُ He separated himself from his wife. (TA.) b2: فَارَقْتُ فُلَانًا مِنْ حِسَابِى عَلَى كَذَا وَكَذَا I released such a one from my reckoning with him on such and such terms agreed upon by both: and so صَادَرْتُهُ عَلَى كَذَا وَكَذَا. (TA.) And فُورِقَ عَلَى مَالٍ يُؤَدِّيهِ He (an agent) was released from being reckoned with on the condition of his paying certain property for which he became responsible. (TA in art. صدر.) A2: فَارَقَنِى فَفَرَقْتُهُ: see 1, last quarter.4 افرقوا إِبِلَهُمْ They left their camels in the place of pasture, and did not assist them in bringing forth, nor have them got with young. (IAar, O, K.) b2: And افرق غَنَمَهُ He made, or caused, his sheep, or goats, to stray; and neglected them, or caused them to become lost, or to perish. (TA.) b3: And افرق He lost a portion of his sheep or goats. (IKh, TA.) b4: And His sheep, or goats, became a فَرِيقَة [q. v.]. (IKh, TA.) A2: افرق He recovered; (Lth, As, Az, S, O, K;) or recovered, but not completely; (As, O, K;) to which IKh adds, quickly; (TA;) i. e., a sick person from (مِنْ) his sickness; (As, Az, S, O, K;) and one fevered from his fever; (As, S;) and one smitten with the plague: (Lth, TA:) or (K) it is not said except in the case of a disease that does not attack one more than once, as the small-pox, (O, K,) and the measles. (O.) b2: افرقت She (a camel) had a return of some of her milk. (O, K.) A3: افرق said of a man, and of a bird, and of a beast of prey, and of a fox, He voided dung, or thin dung. (Lh, TA. [See also 1, last quarter.]) b2: And افرقهُ He, or it, caused him to void dung; syn. أَذْرَقَهُ. (K. [But I do not find اذرق mentioned except as an intrans. v.]) See also فِرْقَةٌ, last sentence.

A4: افرقها: see 1, last quarter.

A5: أَفْرَقْتُهُ مِنْهُ: see 2, last sentence.5 تفرّق, inf. n. تَفَرَّقٌ (O, K) and تِفِرَّاقٌ, (K, TA,) with two kesrehs, but accord. to the “ Nawádir ” of Lh تَفْرِيقٌ, (TA,) [and in the CK تَفْراق,] It was, or became, separated, or disunited: or separated much, or greatly, or widely, or into several, or many, portions; or dispersed, or dissipated: contr. of تَجَمَّعَ: and ↓ افترق signifies the same: (K, TA:) and so does ↓ انفرق: (TA:) all are quasi-pass. of فَرَّقْتُهُ: (S, * TA:) [or rather the second and third have the former of the meanings mentioned above: and تفرّق has the latter of those meanings:] or ↓ اِفْتَرَقَا is said of two sayings, as quasi-pass. of فَرَقْتُ بَيْنَهُمَا: and تَفَرَّقَا, of two men, as quasi-pass. of فَرَّقْتُ بَيْنَهَمَا: (Mgh, * Msb, TA:) so says IAar: (Msb:) [but] one says also, افترق القَوْمُ [The party, or company of men, became separated; or they separated themselves:] (Msb:) and Esh-Sháfi'ee has used ↓ اِفْتَرَقَا as relating to two persons buying and selling; (Msb, TA;) and so have Ahmad [Ibn-Hambal] and Aboo-Haneefeh and Málik and others. (TA.) It is said in a trad., البَيَّعَانِ بِالخِيَارِ مَا يَتَفَرَّقَا i. e. [The buyer and seller have the option to annul their contract] as long as they have not become separated bodily; (Mgh, Msb;) originally, مَا لَمْ يَتَفَرَّقْ أَبْدَانُهُمَا; for this is the proper meaning. (Msb.) تَفَرَّقَتْ بِهِمُ الطُّرُقُ [properly The roads became separate with them,] means every one of them went one [separate] way. (TA.) [And one says, تفرّقت الأَغْصَانُ (S in art. شذب, &c.,) The branches were, or became, or grew out, apart, one from another; divaricated; diverged; forked; straggled; or spread widely and dispersedly. and تفرّق أَمْرُهُ His affair, or state of affairs, became discomposed, deranged, disorganized, disordered, or unsettled, so that he considered what might be its issues, or results, saying at one time, I will do thus, and at another time, I will do thus: see أَجْمَعَ; and شَتَّ: and ↓ افترق signifies the same: see an ex. voce فَشَا, in art. فشو. And تفرّقت كَلِمَتُهُمْ (K voce شَالَ, in art. شول,) Their expression of opinion was, or became, discordant: and تفرّقت آرَاؤُهُمْ Their opinions were, or became, so.]6 تفارقوا They separated themselves, one from another; or left, forsook, or abandoned, one another. (TA.) 7 انفرق, of which مُنْفَرَقٌ may be an inf. n. [like اِنْفِرَاقٌ], as well as a n. of place, It was, or became, separated, or divided. (O, K.) See also 5.

[Hence,] انفرق الفَجْرُ i. q. اِنْفَلَقَ [The dawn broke]. (TA.) 8 افترق: see 5, first sentence, in three places: and also in the last sentence but one.

فَرْقٌ [is originally an inf. n.: but is often used as a simple subst. meaning A distinction, or difference, between two things. b2: Hence,] The line [or division] in the hair of the head: (K: [see also مَفْرَقٌ:]) or, as some say, the part, of the head, extending from the side of the forehead to the spiral curl upon the crown: an ex. occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb cited voce مَطْرَبٌ. (TA.) b3: [And app. A blaze on a horse's forehead. (See an ex. voce مُعْتَدِلٌ.)] b4: And [hence, perhaps,] one says, بَانَتْ فِى قَذَالِهِ فُرُوقٌ مِنَ الشَّيْبِ i. e. أَوْضَاحٌ [app. meaning There appeared in the back of his head portions of white, or hoary, hair, distinct from the rest]. (TA.) b5: One says also of the female comber and dresser of the hair, تَمْشُِطُ كَذَا وَكَذَا فَرْقًا i. e. [She combs and dresses the hair] with such and such a mode or manner [app. of combing and dressing or of dividing]. (L. [But the last word, which seems to be in this case an inf. n., is there written without any vowel-sign.]) A2: Also A certain bird or flying thing; (طَائِرٌ O, K;) not mentioned by AHát in “ the Book of Birds. ” (O, TA.) A3: And Flax. (K.) A4: See also فَرَقٌ, in nine places.

الفُرْقُ: see الفُرْقَانُ. b2: It also signifies A certain vessel with which one measures. (TA. [See also فَرَقٌ.]) b3: And [it is said that] الفُرْقَانِ signifies قدحان مفترقان [app. meaning Two separate bowls, or milking-vessels, supposing the former word to be قَدَحَانِ; the latter word being مُفْتَرِقَانِ]. (TA. [This is app. said in explanation of فُرْقَانِ ending a verse in which it means “ milkingvessels: ” but it is said in the S, and in one place in the TA, that it is in that instance pl. of فَرْقٌ or فَرَقٌ, q. v.]) فِرْقٌ A piece, or portion, that is split from a thing, or cleft therefrom; (S, O, K;) whence its usage in the Kur xxvi. 63: (S, O:) and a portion of anything (K, TA) when it is separated; and the pl. is فِرَقٌ: (TA:) or a portion that is separated, or dispersed, of a thing; and thus it is said to mean in the Kur ubi suprá; and the pl. is أَفْرَاقٌ, like أَحْمَالٌ as pl. of حِمْلٌ. (Msb.) See also فِرْقَةٌ. b2: Also A great flock or herd, of sheep or goats: (S, O, K:) and (as some say, TA) of the bovine kind: or of gazelles: or of sheep, or goats, only: or of straying sheep or goats; as also ↓ فَرِيقٌ, (K, TA,) and ↓ فَرِيقَةٌ: (TA:) or less than a hundred, (K, TA,) of sheep or goats. (TA.) فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ, occurring in a trad., in which the second and third chapters of the Kur-án are likened thereto, (L,) means Two flocks [of birds expanding their wings without moving them in flight]. (L, TA: but the first word, in both, is without any vowel-sign.) See, again, فِرْقَةٌ. b3: And A set of boys. (O, K.) An Arab of the desert said of some boys whom he saw, هٰؤُلَآءِ فِرْقُ سَوْءٍ [These are a bad set of boys]. (O.) b4: And A distinct quantity of date-stones with which the camel is fed. (K.) b5: [And app. Any feed for one's beast: see an ex. in art. جل, conj. 4.]

A2: Also A mountain. (IAar, O, K.) And A [hill, or mountain, or the like, such as is termed] هَضْبَة. (IAar, O, K.) b2: And A wave, billow, or surge. (IAar, O, K.) b3: And الفِرْقُ is the name applied by the Arabs to The star [a] upon the right shoulder of Cepheus. (Kzw.) فَرَقٌ Wideness of the space between the two central incisors, (IKh, S, O, K, TA,) of a man: (TA:) and likewise between the two toe-nails of the camel. (Yaakoob, S, O, K, TA.) And A division in the عُرْف [or comb] of the cock: and likewise in the forelock, and in the beard, of a man: (S, O, K:) pl. أَفْرَاقٌ. (S, O.) And sparseness, or a scattered state, of the plants, or herbage, of a land. (S, O, K.) b2: In a horse, The state of the hips when one of them is more prominent than the other; which is disapproved: (S, O, K, TA:) or a deficiency in one of the thighs, in comparison with the other: or a deficiency in one of the hips. (TA.) b3: Also The dawn: or الفَرَقُ signifies فَلَقُ الصُّبْحِ: (K:) or what has broken of the bright gleam of dawn; of the dawn that rises and spreads, filling the horizon with its whiteness; (مَا انْفَلَقَ مِنْ عَمُودِ الصُّبْحِ [which is one of the explanations of الفَلَقُ in the K];) because it has become separated from the blackness of the night: (TA:) one says, أَبْيَنُ مِنْ فَرَقِ الصُّبْحِ a dial. var. of فَلَقِ الصُّبْحِ [i. e. More distinct than what has broken of the bright gleam of dawn]. (S, O, Msb, * TA.) A2: It is also the inf. n. of فَرِقَ [q. v.: when used as a simple subst., signifying Fear, or fright]. (S, O, Msb.) A3: Also, and ↓ فَرْقٌ, (S, Mgh, O, Msb, K,) the latte accord. to the usage of the relaters of traditions, (Az, Mgh, O, Msb, TA,) but the former accord. to the usage of the Arabs, (Az, Mgh, O, * TA,) or the former is the more chaste (K, TA) accord. to Ahmad Ibn-Yahyà and Khálid Ibn-Yezeed, (TA,) A certain vessel, (T, Mgh, O, Msb,) a measure of capacity, (S, O, K, TA,) of large size, (TA,) well known, (S,) in El-Medeeneh, (S, Msb, K,) holding three آصُع [a pl. of صَاعٌ], (Mgh, O, Msb, K, TA,) or, (K, [app. referring to ↓ فَرْقٌ only,]) which is the same quantity, sixteen pints, (S, Mgh, O, Msb, K, * TA,) i. e. twelve times the quantity termed مُدّ by the people of El-Hijáz: (TA:) or, accord. to El-Kutabee, the ↓ فَرْق is sixteen pints, and the صاع is one third of the فَرْق; but the فَرَق is eighty pints: or the ↓ فَرْق, he adds, is, as some say, four pints: (Mgh:) or it is four أَرْبَاع [pl. of رُبْعٌ, q. v.]; (K, TA;) thus accord. to AHát: and IAth says, the فَرَق is said to be five أَقْسَاط; [or six; (see قِسْطٌ;)] the قِسْط being the half of a صاع: but the ↓ فَرْق is a hundred and twenty pints: (TA:) in the “ Nawádir ” of Hishám, on the authority of [the Imám] Mohammad, the ↓ فَرْق is said to be thirty-six pints; but [Mtr says] this I have not found in any of the lexicons in my possession; and so what is said in the Moheet, that it is sixty pints: (Mgh:) the pl. is فُرْقَانٌ, (S, Mgh, O, K, TA,) which is of ↓ فَرْقٌ and of فَرَقٌ; (S, Mgh, O, TA;) and أَفْرُقٌ occurs in a trad. as a pl. [of pauc.] of فَرَقٌ meaning the measure thus called. (TA.) 'Áïsheh is related to have said that she and the Prophet used to wash themselves from a vessel called the ↓ فَرْق. (O, Msb.) [In a verse of which a hemistich is cited in the S and TA, the pl. فُرْقَان is used as meaning Milking-vessels. (See also الفُرْقُ.) Respecting a modern signification of ↓ فَرْق (A bale, or sack, of merchandise), see De Sacy's Chrest. Ar., sec. ed., iii., 378-9 and 382.]

فَرُقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places.

فَرِقٌ is applied to plants, or herbage, (نَبْتٌ,) as meaning [In a sparse, or scattered, state; or] small, not covering the ground: (AHn, K, TA:) or (K) فَرِقَةٌ is applied to land, (أَرْضٌ,) meaning of which the plants, or herbage, are in a sparse, or scattered, state; (S, O, K, TA;) not contiguous: (S, O, TA:) thus used, it is a possessive epithet, having no verb. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, in two places.

فُرْقَةٌ the subst. from فَارَقَهُ; (S, MA, * TA;) or from اِفْتَرَقَ, (Msb,) [i. e.] a quasi-inf. n. used in the sense of اِفْتِرَاقٌ; (TA;) signifying Separation, disunion, or abandonment; (MA, KL, PS;) and ↓ فَرَاقٌ is syn. therewith, whence the reading [in the Kur xviii. 77], هٰذَا فَرَاقُ بَيْنِى وَبَيْنِكَ [This shall be the separation of my and thy union]; and so is ↓ فِرَاقٌ, (O, * K, TA,) which [is an inf. n. of فارقه, and], in the Kur lxxv. 28, means the time of the quitting of the present world by death. (TA.) فِرْقَةٌ A طَائِفَة [or party, portion, division, sect, or distinct body or class,] of men, (S, O, Msb, K,) and of other things; as also ↓ فِرْقٌ; (Msb;) and so, accord. to IB, ↓ فَرِيقٌ: (TA: [but see this last word:]) [and a separate herd or the like of cattle:] pl. فِرَقٌ (O, Msb, K) and أَفْرَاقٌ (S, O, K) is pl. of فِرَقٌ (O, K) and أَفَارِيقُ is pl. of أَفْرَاقٌ, (S, O, K,) and أَفَارِقَةٌ occurs in poetry; (O, K;) or أَفَارِيقُ may be of the class of أَبَاطِيلُ, a pl. without a sing. (O, TA.) b2: Also A portion of a thing in a state of dispersion; and so ↓ فِرْقٌ and ↓ فَرِيقٌ. (L, TA.) A2: And A skin that is full [of milk], that cannot be agitated to make butter حَتَّى

أَىْ يُذْرَقَ ↓ يُفْرَقَ [app. a tropical phrase meaning until it is made to void some of its contents]. (K.) فُرْقَانٌ, originally an inf. n. (Msb. [See 1, first sentence.]) Anything that makes a separation, or distinction, between truth and falsity. (S, O, K.) b2: Hence, (TA,) الفُرْقَانُ signifies The Kur-án; (S, O, Msb, K;) as also ↓ الفُرْقُ. (S, O, K.) b3: And The Book of the Law revealed to Moses, (Az, O, K,) in which a distinction is made between that which is allowable and that which is forbidden. (O.) b4: And Proof, evidence, or demonstration. (O, K.) b5: And The time a little before daybreak: (AA, O, K:) or the dawn. (O, K.) One says, طَلَعَ الفُرْقَانُ [The dawn rose]. (O.) b6: And Aid, or victory: (IDrd, O, K:) so, accord. to IDrd, in the phrase يَوْمَ الفُرْقَانِ in the Kur [viii. 42]: (O:) or by this phrase is meant The day of Bedr, (O, K,) in which a distinction was made between right and wrong. (O.) b7: And The cleaving of the sea: so it means [accord. to some] in the Kur ii. 50. (O, K.) b8: and Boys: (O, K:) such the people of the olden time used to make witnesses [in law-suits or the like]. (O.) A2: It is also pl. of فَرْقٌ (S, M, O, K) and of فَرَقٌ. (S, Mgh, O.) فَرَاقٌ and فِرَاقٌ: see فُرْقَةٌ.

فَرُوقٌ: see فَرُوقَةٌ, in two places: A2: and أَفْرَقُ, last sentence but two.

فَرِيقٌ A طَائِفَة [or party, &c.,] (S, Msb, K) more in number, (S, K, *) or larger, (Msb,) than a فِرْقَة: (S, Msb, K:) pl. [of pauc.] أَفْرِقَةٌ and [of mult.] أَفْرِقَآءُ and فُرُوقٌ (K, TA) and فُرُقٌ: (CK:) see also فِرْقَةٌ, in two places; and see فِرْقٌ: AHei says that it is itself a quasi-pl. n., applied to few and to many: 'Abd-el-Hakeem, that it occurs in the sense of a طَائِفَة [or party, &c.], and in the sense of a single man: and El-Isbahánee, that it signifies a company of men apart from others [i. e. a party of men]: (MF, TA:) or [simply] a company [of men]. (O.) b2: And A separator of himself. (IB, TA.) Hence the saying, هُوَ أَسْرَعُ مِنْ فَرِيقِ الخَيْلِ i. e. [He is swifter] than the outgoer, or outrunner, of the horses. (TA.) b3: نِيَّةٌ فَرَيقٌ means مُفَرِّقٌ [i. e. A place to which one purposes journeying that separates widely]: a poet says, أَحَقٌّ أَنَّ جِيْرَتَنَا اسْتَقَلُّوا فَنِيَّتُنَا وَنِيَّتُهُمْ فَرِيقُ

[Is it true that our neighbours have gone away, so that the place to which we purpose journeying and the place to which they purpose journeying are such as separate widely]: he says فَرِيق in like manner as one applies [the epithet] صَدِيقٌ to a company of men. (Sb, TA.) A2: Also A palm-tree (نَخْلَةٌ) in which is [app. meaning out of which grows] another. (AA, AHn, O, TA.) فَرُوقَةٌ, applied to a man and to a woman, (IDrd, S, O, K,) and having no pl., (S, O,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, applied to a man (Ibn-'Abbád, O, K) and to a woman, (K,) and ↓ فَارُوقَةٌ, applied to a man (O, K,) and to a woman, or, as epithets applied to a man, فَرُوقَةٌ, (K,) and ↓ فَرُّوقَةٌ, (CK,) and ↓ فَارُوقَةٌ, and ↓ فَرُوقٌ, (K,) but this last is also applied to a woman, (IB, TA,) and ↓ فَرُّوقٌ, and ↓ فَارُوقٌ, One who fears much, or vehemently; [or rather the epithets with the affix ة are doubly intensive, meaning one who fears very much;] (S, * O, * K, TA;) and ↓ فَرِقٌ and ↓ فَرُقٌ signify the same as the other epithets above; or ↓ فَرُقٌ signifies fearing, or fearful, by nature; and ↓ فَرِقٌ, [simply,] fearing a thing. (K.) It is said in a prov., رُبَّ عَجَلَةٍ تَهَبُ رَيْثًا وَرُبَّ فَرُوقَةٍ يُدْعَى لَيْثًا وَرُبَّ غَيْثٍ لَمْ يَكُنْ غَيْثًا [Many an act of haste causes (lit. gives) slowness, and many a very fearful man is called a lion, and many a collection of clouds has not been productive of rain]: (S, * O:) said by Málik Ibn-'Amr Ibn-Mohallam, when Leyth, his brother, looked hopefully at the clouds from afar, and desired to avail himself of the benefit thereof; whereupon Málik said to him, “ Do not, for I fear for thee some of the troops of the Arabs: ” but he disobeyed him, and journeyed with his family; and he had not stayed [away] a little while when he came [back], and his family had been taken. (O. [See also Freytag's Arab. Prov. i. 535.]) A2: And الفَرُوقَةُ signifies الحُرْمَةُ [meaning Honour, or reputation; or that which one is under an obligation to respect and defend]: (O, K, TA: [in the CK الحُزْمَةُ:]) so Sh was told: and [so, app., ↓ الفَرُوقُ, for] he cites as an ex., مَا زَالَ عَنْهُ حُمْقُهُ وَمُوقُهُ وَاللُّؤْمُ حَتَّى انْتُهِكَتْ فَرُوقَهُ [His foolishness and his stupidity quitted him not, and meanness, so that his honour, &c., was violated]. (O, TA.) A3: And The fat of the kidneys: (O, K:) so says A'Obeyd, on the authority of El-Umawee; but Sh disallowed this meaning, and knew it not. (O, TA.) فَرِيقَةٌ: see فِرْقٌ. b2: Also Some (S, O, K) one or two or three (S, O) of a flock or herd, of sheep or goats, becoming separate therefrom, (S, O, K,) being shut out from the rest by the like of a mountain or a space of sand or some other thing, as is said in the “ Kitáb Leysa,” (TA,) and going away, (S, O, K,) in the “ Kitáb Leysa ”

straying, (TA,) in the night, from the main aggregate. (S, O, K,) A2: And Dates cooked with fenugreek (حُلْبَة), for the woman in the state following childbirth: (S, O, K:) or fenugreek (حُلْبَة) cooked with grains (حُبُوب) [or kernels?], (O, K, TA,) such as مَحْلَبْ [q. v.], and بير [app. a mistranscription], and other things, (TA,) for her: (K, TA:) or, accord. to IKh, a soup that is made for him who is affected with a chronic disease, or emaciated by disease so as to be at the point of death. (TA.) [See also فَلِيقَةٌ.]

فَرُّوقٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَرُّوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

فَارِقٌ [act. part. n. of فَرَقَ, q. v.]. الفَارِقَاتُ, mentioned in the Kur lxxvii. 4, means Those angels that descend with what makes a distinction between truth and falsity: (Fr, O, K:) or that distinguish between that which is allowable and that which is forbidden: (Th, TA:) or that make a distinction between things according as God has commanded them. (Er-Rághib, TA.) b2: Also, فَارِقٌ, A she-camel, and a she-ass, in consequence of her being taken with the pains of parturition, going away at random in the land; (S, O, K;) and so فَارِقَةٌ, as in the “ Mufradát: ” or a she-camel that separates herself from her mate, and brings forth alone: or a she-camel that runs (تَشْتَدُّ), and then casts her young one by reason of the pain that befalls her; thus expl. by IAar: (TA:) pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ (S, O, K) and فُرُقٌ (K) and فُرَّاقٌ, which is thus used by El-Aashà, applied to she-camels, and ↓ مَفَارِيقُ is [an irreg. pl.] likewise applied to she-camels as syn. with فَوَارِقُ. (TA.) b3: And hence, as being likened to such a she-camel, applied to a cloud (سَحَابَةٌ) as meaning (tropical:) Apart from the other clouds; (S, O, K;) cut off from the main aggregate of the clouds: (ISd, TA:) or an isolated cloud, that will not break its promise [of giving rain], and sometimes preceded by thunder and lighting: (TA:) thus applied, also, having for pl. فَوَارِقُ and فُرَّقٌ [&c.]. (O.) فَارُوقٌ A thing that makes a distinction between two things: and a man who makes a distinction between truth and falsity: (TA:) or one who makes a distinction between affairs, or cases. (Msb.) الفَارُوقُ is an appellation that was given to 'Omar Ibn-El-Khattáb, (S, O, K, TA,) the second of the Khaleefehs; (TA;) because a distinction was made by him between truth and falsity. (Ibráheem El-Harbee, O, K, * TA.) b2: تِرْيَاقٌ فَارُوقٌ, (O,) or التِّرْيَاقُ الفَارُوقُ, (K,) The most approved sort of theriac, (O, K,) and the most esteemed of compounds; because it makes a distinction between disease and health: (K:) called by the vulgar تِرْيَاقَ فَارُوقِىّ. (TA.) A2: See also فَرُوقَةٌ, first sentence.

فَارُوقَةٌ: see فَرُوقَةٌ, first sentence, in two places.

أَفْرَقُ, applied to a man, Having a wide space between the two central incisors: (IKh, TA:) [or] i. q. أَفْلَجُ [app. as meaning the same, or having a similar meaning]: (K, TA: [but the CK has الأَفْلَحُ instead of الأَفْلَجُ:]) or, accord. to Lth, the أَفْرَق is like the أَفْلَج, except that the افلج is such as has been rendered so, and the افرق is such naturally. (O, TA.) And A camel having a wide space between the two toe-nails. (Yaakoob, TA.) And Having a wide space between the buttocks. (TA.) And A he-goat having a wide space between his horns. (IKh, TA.) And A ram, or he-goat, having a wide space between his testicles: and [the fem.] فَرْقَآءُ a ewe, or she-goat, having a wide space between the two teats. (Lth, O, K, TA.) b2: A camel having two humps. (TA.) b3: A man whose forelock is as though it were divided; and in like manner, whose beard is so. (S, O, K. *) A cock whose عُرْف [or comb] is divided: (S, O, K:) and (accord. to Lth, O) a white cock: (O, K:) or, as some say, having two combs (ذُو عُرْفَيْنِ). (O.) b4: A horse having one of the hips more prominent than the other; which is disapproved: (S, K, TA:) or having a deficiency in one of his thighs, in comparison with the other: or having a deficiency in one of the hips: or, accord. to the T, a beast having one of his elbows prominent, and the other depressed. (TA.) And A horse having one testicle. (Lth, O, K, TA.) The pl. is فُرْقٌ. (TA, in which it is here mentioned: also mentioned in the K after أَفْرَقُ as applied to a ram or he-goat: in the CK [erroneously] فُرُقٌ) And ↓ فَرُوقٌ applied to a horse signifies the same as أَفْرَقُ. (O, TA.) b5: طَرِيقٌ أَفْرَقُ A road that is distinct, apparent, or manifest. (TA.) And سَيْلٌ أَفْرَقُ A torrent that is as though it were the فِرْق [app. as meaning wave, billow, or surge]. (TA.) تَفَارِيقُ [Sundry, or separate, or scattered, portions or things: and sundry times]. You say, أَخَذْتُ حَقِّى مِنْهُ بِالتَّفَارِيقِ (S, O, K, * TA) i. e. [I took my right, or due, from him in sundry portions: or] at sundry times. (TA.) And ضَمَّ تَفَارِيقَ مَتَاعِهِ i. e. [He put together] what were scattered [of his household goods, or furniture and utensils]. (TA.) إِنَّكَ خَيْرٌ مِنْ تَفَارِيقِ العَصَا [Verily thou art better than the several portions of the staff], (S, O, K,) which is a prov., (O,) was said by a poet, (S,) or by Ghaneeyeh, (O,) or Ghuneiyeh, (K,) El-Aarábeeyeh, to her son; for he was evil in disposition, [عازِمًا in the CK is a mistake for عَارِمًا,] very mischievous, notwithstanding his weakness, (O, K,) and slenderness of bone; (O;) and he assaulted one day a young man, who thereupon cut off his nose, and his mother took the mulct for it; so her condition became good after abasing poverty; then he assaulted another, who cut off his ear; and another, who cut off his lip; and his mother took the mulct for each; and when she saw the goodness of her condition, (O, K,) the camels and the sheep or goats and the household goods that she had acquired, (O,) she said thus: (O, K:) for from the staff (S, O, K) when it is broken (S) is made a سَاجُور [q. v.], and from this are made tent-pegs, and from the tent-peg is made an عِرَان [q. v.], and from this are made تَوَادٍ [pl. of تَوْدِيَةٌ, q. v.]. (S, O, K.) مَفْرَقٌ (S, O, K) and مَفْرِقٌ (S, O, Msb, K) The middle of the head; (S, O, K;) the place where the hair of the head is separated: (S, O, Msb, K:) pl. مَفَارِقُ; which is used also in the sense of the sing., as though the sing. applied to every part thereof: (S, O:) one says, شَابَتْ مَفَارِقُ رَأْسِهِ [meaning The place (lit. places) of the separation of the hair of his head became white, or hoary]. (Mgh voce ذَكَرٌ.) [See also فَرْقٌ.] b2: Also The place, of a road, where another road branches off: (S, O, Msb, K:) both words are used in this sense likewise: (S, O, K: *) pl. as above. (K.) b3: And [hence] one says, وَقَفْتُهُ عَلَى مَفَارِقِ الحَدِيثِ (tropical:) [I made him to know] the modes, or manners, [of the narrative, or discourse,] or the manifest, plain, or obvious, modes or manners [thereof]. (TA.) مُفْرِقٌ A she-camel whose young one has become separated from her, (S, O, K, TA,) as some say, (TA,) by death: (S, O, K, TA:) pl. ↓ مَفَارِيقٌ. (TA. [Thus in my original, not مَفَارِقُ.]) b2: and A she-camel that tarries two years, or three, without conceiving. (TA.) b3: And A she-camel having a return of some of her milk. (TA.) b4: And Anyone recovering from his disease. (Lh, TA.) b5: And Deviating from the right way or course, or from that which is right. (TA.) b6: And مُفْرِقُ الجِسْمِ, (thus accord. to the K, there said to be like مُحْسِنٌ,) or الجِسْمِ ↓ مُفَرَّقُ, (thus in the O,) A man (O) having little flesh: or fat, or plump: (O, K:) two contr. meanings. (K.) مُفَرَّقُ: see what next precedes.

مُفَرِّقُ [The disperser of the camels or cattle;] the [small, stinking beast called] ظَرِبَانِ; because when it emits a noiseless wind from the anus among the cattle, they disperse themselves. (S, O, K.) مَفَارِيقُ: see مُفْرِقٌ: b2: and فَارِقٌ, latter half.

مُنْفَرَقٌ is a n. of place, as well as an inf. n. [of اِنْفَرَقَ]: (O, K:) and is used by Ru-beh as meaning A place where a road divides. (O.)
فرق
فرَق بيْنَهُما أَي: الشيئيْن، كَمَا فِي الصِّحاح، رجُلين كَانَا أَو كَلامَين، وَقيل: بل مُطَاوع الأول التّفرُّق، ومُطاوع الثَّانِي الافْتِراق، كَمَا سَيَأْتِي يَفْرُق فَرْقاً وفُرْقاناً، بالضّمِّ: فصَل. وَقَالَ الأصبهانيّ: الفَرْق يُقارِب الفَلْق، لَكِن الفَلْقُ يُقالُ باعْتِبارِ الانْشِقاق، والفَرْق يُقال باعْتِبار الانْفِصال، ثمَّ الفَرْقُ بينَ الشَّيْئَيْنِ سَواءٌ كَانَ بِمَا يُدرِكُه البَصَر، أَو بِمَا تُدرِكُه البَصيرة، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا أَمْثِلَة يَأْتِي ذكرُها. قَالَ: والفُرْقانُ أبلَغُ من الفَرْقِ لأنّه يُستَعْمَلُ فِي الفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل، والحُجّة والشُبْهة، كَمَا سَيَأْتِي بيانُها. وظاهرُ المُصنِّف كالجوهري والصاغانيّ الاقتِصار فِيهِ على أنّه من حدِّ نصَر. ونقلَ صاحبُ المِصباح فرَقَ كضَرَب، قَالَ: وَبِه قُرِئَ:) فافْرِقْ بيْنَنا وبيْن القوْمِ الفاسِقين (قُلت: وَهَذِه قد ذكَرها اللِّحْياني نَقْلاً عَن عُبَيْد بنِ عُمَيْرٍ اللّيْثيّ أنّه قَرَأَ فافْرِق بيْننا بكسرِ الرّاء. وقولُه تَعالَى:) فِيهَا يُفْرَق كُلُّ أمْرٍ حَكِيم (. قَالَ قَتادةُ أَي: يُقْضَى وَقيل: أَي يُفصَلُ، ونقَلَه اللّيْثُ. وقولُه تَعالَى:) وقُرآناً فَرَقْناه (أَي: فصّلْناه وأحْكَمْناه وبيّنّا فِيهِ الأحكامَ، هَذَا على قِراءَةِ من خفّف. وَمن شدّد قَالَ: معناهُ أنزلْناه مُفرَّقاً فِي أيّامٍ، ورُوِي عَن ابنِ عبّاس بالوَجْهين. وقولُه تَعَالَى) وَإِذ فَرَقْنا بكُم البَحْر (أَي: فلَقْناه. وَقد تقدّم الفَرْق بَين الفَلْق والفَرْق. وَقَوله تَعالى) فالفارِقاتِ فَرْقاً (قَالَ الفرّاءُ: هم المَلائِكةُ تَنْزِلُ بالفَرْقِ بَين الحقِّ والباطِل وَقَالَ ثعلبٌ: تُزَيِّلُ بَين الحلالِ والحَرام. وَفِي المُفردات: الذينَ يَفصِلون بيْن الأشياءِ حسَب مَا أمَرَهُم الله تَعَالَى. والفَرْقُ: الطّريقُ فِي شَعَرِ الرّأس. وَمِنْه الحديثُ عَن عائِشةَ رضيَ الله عَنْهَا: كُنتُ إِذا أردْتُ أَن أفْرُِقَ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم صدَمْتُ الفَرْق على يافوخِه، وأرْسَلْتُ ناصِيَته بَين عيْنَيه. وَقد فَرَق الشّعرَ بالمُشْطِ يَفرُِقُه من حَدّي نصَر وضَرَب فرْقاً: سرّحه.
ويُقال: الفَرْقُ من الرّأس: مَا بينَ الجَبين الى الدّائرةِ. قَالَ أَبُو ذؤيْب:
(ومَتْلَفٍ مثلِ فرْقِ الرّأْسِ تخْلِجُه ... مَطارِبٌ زَقَبٌ أميالُها فيحُ)

شبّهه بفَرْقِ الرأسِ فِي ضيقِه ومَفْرَقه. ومَفْرِقُه كَذَلِك: وسْط رأْسه. والفَرْق: طائِرٌ وَلم يذكُره أَبُو حاتِم فِي كِتابِ الطّير. والفَرْق: الكَتّان. وَمِنْه قولُ الشاعِر:
(وأعلاطُ النّجومِ مُعَلَّقاتٌ ... كحبْلِ الفَرْقِ ليسَ لَهُ انتِصابُ)
والفَرْقُ: مِكْيالٌ ضَخْمٌ بالمَدينة، اختُلِف فِيهِ. فَقيل: يَسَعُ ستّة عَشَر مُدّاً، وَذَلِكَ ثَلاثَة آصُعٍ. وَفِي حديثِ عائشةَ رَضِي الله عَنْهَا: كنتُ أغْتَسِلُ من إناءٍ يُقَال لَهُ الفَرْق. قَالَ الأزهريّ: يقولُه المحدِّثون بالتّسكين ويُحَرَّك، وَهُوَ كلامُ العَرَب، أَو هوَ أفصَحُ. قَالَ ذَلِك أَحْمد بنُ يحيى، وخالِدُ بنُ يَزيدَ أَو يَسَع سِتّةَ عشَر رِطْلاً وَهِي اثْنا عشَر مُدّاً وَثَلَاثَة آصُعٍ عِنْد أهلِ الحِجاز، نقَلَه ابنُ الْأَثِير، وَهُوَ قولُ أبي الهَيْثم. أَو هُوَ أرْبَعة أرْباعٍ وَهُوَ قولُ أبي حاتِم. قَالَ ابنُ الْأَثِير: وقيلَ: الفَرَق: خمْسةُ أقْساط، والقِسْطُ: نِصفُ صاعٍ. فَأَما الفَرْق بالسّكون فمائَة وعِشْرون رِطْلاً. وَمِنْه الحَدِيث: مَا أسْكَرَ مِنْهُ الفَرْقُ فالحَسْوَةُ مِنْهُ حَرامٌ. وَقَالَ خِداشُ بنُ زُهَيْر:
(يأْخُذونَ الأرْشَ فِي إخْوَتِهم ... فَرَقَ السّمْنِ وشَاة فِي الغَنَمْ)
ج: فُرْقانٌ، وَهُوَ قدْ يكون للسّاكنِ والمتحرِّك جَميعاً كبُطْنانٍ وبَطْن، وحُمْلان وحَمَل. وأنشَدَ أَبُو زيْد: تَرفِدُ بعدَ الصّفِّ فِي فُرْقان كَمَا فِي الصِّحَاح. وسِياقُ المُصَنّف يقتَضي أَنه جمْع للسّاكِن فَقَط، وَفِيه قُصور، وَقد تقدّم معْنى الصّفِّ فِي موضِعِه. والفاروقُ: مَا فَرَق بَين الشّيئَيْن. ورجلٌ فاروقٌ: يُفرِّقُ بَين الحَقِّ والباطِل.
والفاروقُ: اسمُ سيّدِنا أميرِ الْمُؤمنِينَ ثَانِي الخُلَفاءِ عُمَر بن الخطّاب رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لأنّه فرَقَ بيْن الحقّ والباطِل. وَقَالَ إبراهيمُ الحَرْبيّ: لِأَنَّهُ فَرَق بِهِ بَين الحقِّ وَالْبَاطِل. وأنشدَ لعُويْفِ القَوافِي: يَا عُمَرَ الخَيْرِ المُلَقّى وَفْقَه سُمِّيت بالفاروق فافرُق فرْقَه أَو لأنّه أظهَر الإسلامَ بمكّةَ، ففَرَق بيْن الْإِيمَان والكُفْر قَالَه ابنُ دريدٍ. وَقَالَ الليْثُ: لِأَنَّهُ ضرَبَ بِالْحَقِّ على لسانِه فِي حديثٍ طَوِيل ذكَره، فِيهِ أَن الله تعالَى سمّاه الفاروقَ، وَقيل: جِبْريلُ عَلَيْهِ السّلامُ، وَهَذَا يومِئُ إِلَيْهِ كلامُ الكشّافِ، أَو النّبيُّ صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم، وصحّحوه، أَو أهلُ الكِتاب. قَالَ شيخُنا: وَقد يُقال: لَا مُنافاةَ. وَقَالَ الفَرَزْدَق يمدَحُ عُمَر بنَ عبدِ العَزيز:)
(أشْبَهْتَ من عُمَر الفاروقِ سيرَتَه ... فاقَ البَريّةَ وائْتَمّتع بِهِ الأُمَمُ)
وَقَالَ عُتبةُ بنُ شمّاس يمدَحُه أَيْضا:
(إنّ أوْلَى بالحَقِّ فِي كلِّ حَقٍّ ... ثمَّ أحْرَى بِأَن يكون حَقيقا)

(مَنْ أَبوهُ عبدُ العَزيز بنُ مَرْوا ... نَ، ومَنْ كَانَ جدُّه الفارُوقا)
والتِّرْياقُ الفاروقُ. وَفِي العُباب: تِرْياقُ فاروق: أحمَدُ التّرايِيق وأجَلّ المُرَكّباتِ لأنّه يَفْرِقُ بَين المَرَض والصّحّة وَقد مرّ تركيبُه فِي ت ر ق والعامة تَقول: تِرْياقٌ فاروقيّ. وفَرِق الرجلُ مِنْهُ كفَرِح: جَزِع، وحَكَى سيبَويه. فرِقَه، على حذْفِ من قَالَ حِين مثّل نصْبَ قولِهم: أَو فَرَقاً خيْراً من حُبٍّ، أَي: أَو أفرَقَك فَرَقاً. وفَرِقَ عَلَيْهِ: فَزِع وأشفَقَ، هَذِه عَن اللِّحْيانيّ. ورجُلٌ وامرأةٌ فاروقةٌ وفروقةٌ. قَالَ ابنُ دُريد: رجلٌ فَروقة، وَكَذَلِكَ المَرْأَةُ أُخْرِجَ مخرَجَ عَلاّمةٍ ونَسّابةٍ وبَصيرة، وَمَا أشْبَهَ ذَلِك، وأنْشَد: وَلَقَد حَلَلْتُوكُنتُ جِدَّ فَروقَة بَلَداً يَمُرُّ بِهِ الشُجاعُ فيَفْزَعُ قَالَ: وَلَا جمعَ للفَروقَةِ. وَفِي المَثَل: رُبَّ فَروقة يُدْعَى لَيْثاً، ورُبَّ عجَلَةٍ تهَبُ رَيْثا، ورُبَّ غيْث لم يكن غيْثا، فِي المُحيط، قالَه مالكُ بنُ عَمْرو بن مُحَلِّم، حِين شامَ ليثٌ أَخُوهُ الغَيثَ فهَمّ بانْتِجاعِه، فَقَالَ مَالك: لَا تَفْعَلْ، فإنّي أخْشى عليكَ بعضَ مقانِبِ العَرب، فَعَصَاهُ، وَسَار بأهْلِه، فَلم يَلْبَثْ يَسيرا حَتَّى جاءَ وَقد أُخِذَ أهْلُه. ويُشَدَّد أَي: الْأَخِيرَة، وَهَذِه عَن ابنِ عبّاد، ونَقَله صاحبُ اللّسان أَيْضا. أَو رجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف، ونَدُسٍ، وصَبور، ومَلولَة، وفرّوج، وفاروق، وفاروقَة: فَزِعٌ شَديدُ الفَزَع، الهاءُ فِي كلِّ ذلِك لَيست لتأنيثِ المَوصوفِ بِمَا هِيَ فِيهِ، إنّما هِيَ إشْعارٌ بِمَا أُريدَ من تأْنيثِ الغايَةِ والمُبالَغَة. أَو رَجُلٌ فَرُقٌ، كَنَدُس: إِذا كَانَ الفَرَقُ مِنْهُ جِبِلّةً وطَبْعاً. ورجُلٌ فَرِقٌ، ككَتِف: إِذا فَزِعَ من الشّيْء. وَقَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُ رجُلٍ فَروقة للكَثير الفَزَع قولُ الشاعِر:
(بعَثْتَ غُلاماً من قُرَيْش فَروقةً ... وتترُك ذَا الرأْي الأصيلِ المُهَلَّبا)
قَالَ وشاهدُ امْرَأَة فَروق قولُ حُمَيْدِ بنِ ثوْر:
(رأَتْني مُجَلّيها فصَدّتْ مَخافَةً ... وَفِي الخيلِ رَوعاءُ الفؤادِ فَروقُ)
والمَفْرِقُ كمَقْعَد ومجْلِس: وسَطُ الرّأْسِ، وَهُوَ الَّذِي يُفْرَقُ فِيهِ الشَّعر. يُقال: الشّيْبُ فِي مَفرِقِه وفَرْقِه. ورأيتُ وَبيصَ المِسْكِ فِي مَفارِقِهم. والمَفْرَقُ من الطّريق: المَوْضِعُ الَّذِي يتشعّبُ مِنْهُ)
طريقٌ آخَر يُرْوَى أَيْضا بالوَجْهَيْن بفَتْح الرّاءِ وبكَسْرِها ج: مَفارِقُ. وقولُهم للمَفْرِق مَفارِق كأنّهم جعَلوا كلَّ موضِع مِنْهُ مَفْرِقاً فجمَعوه على ذَلِك. ومِنْ ذلِك حديثُ عائِشَةَ رضيَ الله عَنْهَا: كأنّي أنْظُر الى وَبيصِ الطِّيبِ فِي مَفارِقِ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وسلّم وَهُوَ مُحرِمٌ. وَقَالَ كعْبُ بنُ زُهَيْر رَضِي الله عَنهُ: نَفَى شعَرَ الرّأْسِ القَديمَ حوالِقُهْ ولاحَ بشَيْبٍ فِي السّوادِ مَفارِقُهْ وَمن المَجاز قَوْلهم: وقّفْتُه على مَفارِقِ الحَديثِ أَي على وُجوهِه الْوَاضِحَة. وفَرَقَ لَهُ الطّريقُ فُروقاً بالضّمِّ، أَي: اتّجَه لَهُ طَريقان كَذَا فِي العُبابِ والصّحاح واللّسان، أَو اتّجَه لَهُ أمْر فعَرَفَ وجْهَه. وَمِنْه حديثُ ابنِ عبّاس: فرَقَ لي رأيٌ أَي بَدا وظَهَر. وفرَقت النّاقَةُ، أَو الأتانُ تفرُق فُروقاً بالضمِّ: أخذَها المَخاضُ، فندّتْ أَي ذهبَت نادّةً فِي الأرْضِ، فهِي فارِقٌ كَمَا فِي الصّحاح، وفارِقَةٌ أَيْضا كَمَا فِي المُفْردات. وَقيل: الفارِقُ من الْإِبِل: الَّتِي تُفارِق إلْفَها فتنتج وَحْدَها. وأنشدَ الأصْمَعي لعُمارةَ بنِ طارِقٍ، كَمَا فِي الصِّحاح. وَكَذَا أنشدَه الرِّياشيّ لَهُ، وَقَالَ الزّياديّ هُوَ عُمارةُ بنُ أرْطاةَ: اعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غرْبِ طارِقِ ومَنْجَنونٍ كالأتانِ الفارِقِ من أثْلِ ذاتِ العَرْضِ والمَضايقِ وَقَالَ ابنُ الأعرابيّ: الفارِقُ من الإبِل: الَّتِي تشْتَدُّ ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شِدّةِ مَا يَمرّ بهَا من الوَجَع. ج: فوارقُ، وفُرَّق كرُكَّع، وفُرُق، مِثْل: كُتُب، وتُشَبَّه بهذهِ ونصّ الجوهَري: ورُبّما شبّهوا السحابَة المُنْفَرِدة عَن السّحابِ بِهَذِهِ النّاقة، فَيُقَال: فارِقٌ. وأنشَد الصّاغانيُّ لِذي الرُمّة يصِف غزالاً:
(أَو مُزْنةٌ فارِقٌ يجْلو غوارِبَها ... تبوُّجُ البَرْقِ والظلماءُ عُلجومُ)
والجمْع كالجَمْع. وَقَالَ غيرُه: الفارِقُ: هِيَ السّحابةُ المُنفَردة لَا تُخْلِفُ وربّما كَانَ قَبْلَها رَعْدٌ وبَرْقٌ. وَقَالَ ابنُ سيدَه: سحابَةٌ فارِقٌ: مُنْقَطِعَة من مُعظَمِ السّحاب، تُشبَّهُ بالفارِقِ من الإبِل. قَالَ عبدُ بَني الحَسْحاس يصِف سَحاباً:
(لَهُ فُرَّقٌ مِنْهُ يُنَتَّجْنَ حولَه ... يُفَقِّئْنَ بالمِيثِ الدِماثِ السّوابِيا)

قَالَ الجوهَريّ: فجعَل لَهُ سَوابيَ كسَوابي الإبِل اتِّساعاً فِي الكَلام. والفَرَق، مُحَرَّكة: الصُّبْحُ نفْسُه، أَو فَلَقُه. قَالَ الشاعرُ ذُو الرُمّة:
(حَتَّى إِذا انْشَقّ عَن إنسانِه فَرَقٌ ... هادِيه فِي أُخرَياتِ اللّيْلِ مُنْتَصِبُ)
ويُرْوَى فَلَق: ويُرْوَى: عنْ أنْسائِه. وقيلَ: الفَرَقُ: هُوَ مَا انْفَلَق من عَمودِ الصُبْح، لأنّه فارقَ سَوادَ اللّيل. وَقد انْفَرقَ، وعَلى هَذَا أضافوا فَقَالُوا: أبْيَنُ منْ فَرَقِ الصُبحِ، لُغَةٌ فِي فَلَقِ الصُبْحِ.والفَرْقاءُ: الشّاةُ البَعيدَةُ مَا بيْن الطُّبْيَيْن، عَن اللّيْثِ. وفارِقِينُ: أشهر بَلْدة بدِيار بكْر، سُمِّيت بمَيّا بنت أُدٍّ لأنّها بَنَتْها، قَالَ كُثَيِّر:
(فَإِن لاّ تَكُن بالشّامِ دَاري مُقيمةً ... فإنّ بأجْنادينَ منّي ومَسْكِنِ)

(مَشاهِدَ لم يعْفُ التّنائِي قَديمَها ... وأخْرى بمَيّافارِقينَ فمَوْزَنِ)
وَقَالَ ابنُ عبّاد: فارِقين: اسمُ مَدينة. ويُقال: هَذِه فارِقون، ودخَلْتُ فارِقينَ على هَجائِنَ. وسيُذكَر فِي م ي ي. والأفْراقُ: ع مِن أموالِ المَدينة على ساكنِهاأفضلُ الصَّلَاة وَالسَّلَام. قَالَ ياقوت:)
وضَبَطه بعضُهم بكَسْرِ الهَمْزة. وفُرَيْقات، كجُهَيْنات: ع بعَقيقِها نقَله الصاغانيّ. قَالَ: وفُرَيْق، كزُبَيْر: مَوضِع بتِهامة، أَو جبل. قَالَ غيرُه: وفُرَيِّق كصُغَيِّر أَي بالتّصْغير مشدّداً: فَلاةٌ قُرْبَ البَحْرَيْن. وفُروقٌ، بالضّم. وَفِي التّهذيب: الفُروق: ع بدِيار بَني سعْد. قَالَ: أنشَدَني رجُلٌ مِنْهُم، وَهُوَ أَبُو صَبْرةَ السّعْديّ: لَا بارَكَ اللهُ علَى الفُروقِ وَلَا سَقاها صائبُ البُروقِ ومَفْروقٌ: اسْم جبَلٍ، قَالَ رؤبة: ورَعْنُ مَفْروقٍ تَسامَى أُرَمُهْ ومَفْروقٌ: أَبُو عبْدِ المَسيحِ، وَفِي اللّسان: مفْروقٌ: لقَبُ النّعمانِ بنِ عَمْرو، وَهُوَ أَيْضا اسمٌ.
وفَروق كصَبور: عَقَبَةٌ دونَ هَجَر الى نجْد، بَين هَجَرَ ومَهبِّ الشَّمال. وفَروقُ: لقَبُ قُسْطَنطينية دارِ مَلِك الرّومِ. والفَروقُ: ع آخَرُ فِي قوْل عَنتَرة:
(وَنحن منَعْنا بالفَروقِ نساءَكم ... نُطَرِّفُ عَنْهَا مُبْسِلاتٍ غَواشِيا)
وَقَالَ ذُو الرُمّة أَيْضا:
(كأنّها أخْدَريٌّ بالفَروقِ لَهُ ... على جواذِبَ كالأدْراكِ تغْريدُ)
وَقَالَ شمر: بلَغَني أنّ الفَروقَةَ بهاءٍ: الحُرْمَةُ، وَأنْشد: مازالَ عَنهُ حُمْقُه وموقُهْ واللّؤْمُ حتّى انتُهِكَت فَروقُهْ وَقَالَ أَبُو عُبَيْد عَن الْأمَوِي: الفَروقَة: شحْم الكُلْيَتَيْن وأنشَد:
(فبتْنا وباتَتْ قِدْرُهُمْ ذاتَ هِزّةٍ ... يُضيءُ لنا شحْمُ الفَروقَةِ والكُلَى)
وأنْكَر شَمِر الفَروقَة بِهَذَا المَعْنى وَلم يعرِفْه. ويومُ الفَروقَيْن: من أيّامِهم. والفِرْقُ، بالكَسْر: القَطيعُ من الغَنَم العَظيمُ كَمَا فِي الصِّحاح. وَمِنْه حَديثُ أبي ذرٍّ رضِيَ الله عَنهُ وَقد سُئلَ عَن مالِه، فَقَالَ: فِرْقٌ لنا وذَوْد. وقيلَ: منَ البَقَر، أَو مِنَ الظِّباءِ، أَو مِنَ الغَنَمِ فَقَط، أَو مِنَ الغَنَمِ الضّالّة، كالفَريق كأميرٍ، والفَريقَة، كسَفينة أَو مَا دونَ المائَة من الغَنَم. وأنشدَ الجوهريُّ للرّاعي يهْجو رجُلاً من بَني نُمَيرٍ يُلَقَّبُ بالحَلال، وَكَانَ عيّره بإبِلِه، فهجاه، وعيّره بأنّه صاحِبُ غَنَم:
(وعيّرني الإبْلَ الحَلالُ وَلم يكن ... ليَجْعَلَها لابْنِ الخَبيثَةِ خالِقُهْ)
(ولكنّما أجْدَى وأمْتَعَ جَدُّه ... بفِرْقٍ يُخَشّيهِ بهَجْهَجَ ناعِقُهْ)
والفِرْق: القِسْم من كلّ شيءٍ إِذا انْفَرَق، والجَمْعُ أفْراقٌ. قَالَ ابنُ جِنّي: وقِراءَة من قَرَأ) فرّقْنا بِكُمُ البَحْرَ (بتَشْديد الرّاءِ شاذّة من ذلِك، أَي: جعَلْناه فِرَقاً وأقْساماً. والفِرْقُ: الطّائِفةُ من الصِّبْيان. قَالَ أعرابيٌّ لصِبيان رآهُم: هؤلاءِ فِرْقُ سوءٍ. والفِرْقُ: قِطعةٌ من النوَى يعْلَفُ بهَا البَعير. ويُقال: فرَقَ الرجلُ: إِذا ملَكَه. هَكَذَا فِي النُسَخ. وَالَّذِي فِي العُباب. وفَرَقَ: إِذا ملَكَ الفِرْقَ من الغَنَم، وَهُوَ الصّوابُ. والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشّيءِ: المُنْفَلِق. ونَصُّ الصِّحاح: الفِلْقُ من كُلِّ شيءٍ: إِذا انْفَلَقَ، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (يريدُ الفِرْق من المَاء.
وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: الفِرْقُ: الجبَل. وأيضً الهَضْبَة. وَأَيْضًا: المَوْجَة. ويُقال: فَرِقَ الرّجلُ كفَرِح: إِذا دخَل فِيهَا وغاص. وفَرِقَ: شرِبَ بالفَرَق مُحرّكةً وَهُوَ المِكْيالُ. وسياقُ الصاغانيّ يقْتضي أنّه كنَصَر. قَالَ: وفرَقَ كنَصَر: ذَرَقَ. وأفْرَقَه إفْراقاً أذْرَقَه. وذاتُ فِرْقَيْن، أَو ذاتُ فِرْقٍ، ويُفْتَحان: هَضْبَة ببِلاد تَميم، بَين البَصْرَةِ والكوفَة، وَمِنْه قوْلُ عَبيدِ بن الأبْرَصِ:
(فراكِسٌ فثُعَيْلِباتٌ ... فذاتُ فِرْقَيْنِ فالقَليبُ)
والفِرْقَةُ، بالكسْر: السِّقاءُ المُمْتَلئُ الَّذِي لَا يُستَطاعُ أَن يُمْخضَ حتّى يُفْرَقَ، أَي: يُذْرَقَ. والفِرْقة: الطّائِفة من النَّاس كَمَا فِي الصِّحاح ج: فِرَقٌ بكَسْر ففتْح: وجُمِع فِي الشّعْرِ على أفارِق بحذْفِ الْيَاء، قَالَ:
(مَا فِيهِم نازِعُ يُرْوي أفارِقَهُ ... بِذِي رِشاءٍ يُواري دَلْوَه لَجَفُ)
جج جمْع الجَمْع أفْراقٌ كعِنَب وأعْناب. وَقيل: هُوَ جمْع فِرقَة ججج ثمَّ جمع جمع الْجمع أفاريق ومثلُه: فِيقَة وفِيَق، وأفْواق وأفاوِيق. وَفِي حَدِيث عُثْمَان رَضِي اللهُ عَنهُ، قَالَ لخَيْفانَ بنِ عَرانَة: كيفَ تركْتَ أفاريقَ العرَبِ فِي ذِي اليَمَن ويجوزُ أَن تكونَ من بابِ الأباطيلِ، أَي: جمْعاً على غيرِ واحِدِه. والفَريقُ، كأميرٍ: أكثَرُ منْها وَفِي الصّحاح: منْهُم، وَفِي المُحْكَمِ مِنْهُ ج: أفْرِقاءُ، وأفْرِقَة، وفُروقٌ بالضّمِّ. قَالَ شيخُنا: كلامُ المصنِّف يدُل على أَنه يُجْمَع. وَفِي نهْرِ أبي حيّان أثْنَاء البَقَرة أَنه اسمُ جمْع لَا واحِدَ لَهُ، يُطْلَق على القَليلِ والكَثير. وَفِي حَوَاشِي عبدِ الحَكيم: أنّ الفَريق يَجيءُ بِمَعْنى الطائِفَة، وَبِمَعْنى الرّجُلِ الواحِد، انْتهى. وَفِي اللِّسان: الفِرْقَة، والفِرْقُ، والفَريقُ: الطائِفَةُ من الشيءِ المتفرِّق. وَقَالَ ابنُ بَرّي: الفَريقُ من النَّاس وغيرِهم: فِرقَةٌ مِنْهُ.
والفَريقُ: المُفارِق قَالَ جرير:)
(أتَجْمَعُ قولا بالعِراق فَريقُه ... وَمِنْه بأطلالِ الأراكِ فريقُ)
وَقَالَ الأصْبهانيّ: الفَريقُ: الجَماعة المُنفردَةُ عَن آخَرين. قَالَ الله عزّ وجلّ:) وإنّ منْهُم لَفَريقاً يَلْوونَ ألْسِنَتَهم بالكِتاب ففَريقاً كذّبْتُم وفَريقاً تَقْتُلون فَريقٌ فِي الجنّة وفَريقٌ فِي السّعير إنّه كانَ فريقٌ من عِبادي يَقُولُونَ فأيُّ الفَريقَيْنِ أحَقُّ بالأمْنِ (،) وتُخْرِجون فَريقاً منْكُم من دِيارِهم (،) وإنّ فَريقاً منْهُم ليَكْتُمونَ الحَقّ (. والفُرْقان، بالضمِّ: القُرآن، لفَرْقِه بينَ الحقِّ وَالْبَاطِل، والحَلال والحَرام كالفُرْقِ بالضّم كالخُسْرِ، والخُسْران. قَالَ الراجز: ومُشركِيٍّ كافِرٍ بالفُرْقِ وكلُّ مَا فُرِقَ بِهِ بيْن الحقِّ والباطِل فَهُوَ فُرقانٌ، وَلِهَذَا قَالَ الله تَعَالَى:) ولقدْ آتيْنا موسَى وهارونَ الفُرْقان (. والفُرقان: النّصْرُ عَن ابنِ دُرَيد، وَبِه فُسِّر يومُ الفُرْقان. والفُرْقان: البُرْهان والحُجّة. والفُرْقان: الصُّبْح، أَو السَّحَر عَن أبي عمْرو. وَمِنْه قولُهم: قد سطَع الفُرْقانُ، وَهَذَا أبيضُ من الفُرقانِ. وَقَالَ صالحٌ:
(فِيهَا منازِلُها ووَكْرا جَوْزلٍ ... زَجِلِ الغِناءِ يَصيحُ بالفُرْقانِ)
وَكَانَ القُدَماءُ يُشْهِدونَ الفُرْقانَ، أَي: الصِبْيان وَيَقُولُونَ: هَؤُلَاءِ يعيشُون ويشْهَدون. والفُرْقان: التّوْراة وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقانَ لعلّكُم تهْتَدون (. قَالَ الأزهريُّ: يجوزُ أَن يكونَ الفُرقان الكِتابَ بعَيْنِه، وَهُوَ التّوْراةُ، إلاّ أنّه أُعيدَ ذِكرُه باسمٍ غيرِ الأوّل، وعَنَى بِهِ أنّه يفرِقُ بَين الحقِّ والباطِل. وَذكره الله تَعَالَى لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فِي غير هَذَا الموضِع، فَقَالَ تَعالى:) وَلَقَد آتَيْنا مُوسَى وهارونَ الفُرْقانَ وضِياءً (أَرَادَ التّوراةَ، فسمّى جَلّ ثناؤُه الكِتابَ المُنزَّلَ على محمّد صلى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرْقاناً، وسمّى الكتابَ المنزَّلَ على مُوسَى صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم فُرقاناً. والمَعْنى أَنه تَعالَى فرَقَ بكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا بيْن الحقِّ والباطِل. وقيلَ: الفُرْقان: انْفِلاقُ البَحْرِ قيلَ: وَمِنْه قولُه تَعَالَى:) وإذْ آتَيْنا موسَى الكِتابَ والفُرْقان (وقولُه تَعَالَى:) يوْمَ الفُرْقان يوْمَ الْتَقَى الجَمْعان (قيل: إنّه أُريدَ بِهِ يَوْم بدْرٍ فإنّه أوّل يَوْم فُرِق فِيهِ بينَ الحقِّ والباطِلِ. وَقيل: الفُرقان ... نقلَه الأصبَهاني. والفَريقَة ككَنيسة: تمْرٌ يُطْبَخ بحُلْبَةٍ للنُّفَساءِ. وأنشدَ الجوهريّ لأبي كَبِير الهُذَليّ:
(ولَقَدْ ورَدْتُ الماءَ، لونُ جِمامِهِ ... لونُ الفَريقَة صُفِّيَتْ للمُدنَفِ)
أَو حُلْبَةٌ تُطْبَخ مَعَ الحُبوب. كالمَحْلَبِ والبُرِّ وغيرِهما، وَهُوَ طَعامٌ يُعْمَل لَهَا. وَقَالَ ابنُ خالَويْه:)
الفَريقة: حَساءٌ يُعمَل للعَليلِ المُدْنَفِ. وفَرَقَها فَرْقاً: أطْعَمَها ذلِك، كأفرَقَها إفراقاً. والفَريقَةُ: قِطعَةٌ من الغَنَم شاةٌ أَو شَاتَان، أَو ثلاثُ شِياهٍ تتفرّقُ عنْها. وَفِي كتاب لَيْسَ: عَن سائِرِها بشيءٍ يسُدّ بينَها وَبَين الغَنَم بجَبَلٍ أَو رمْلٍ أَو غير ذَلِك فتَذْهَبُ. وَفِي كتاب لَيْسَ: فتضِلّ تحتَ اللّيلِ عَن جَماعَتِها، فتلكَ المتفرِّقةُ فَريقة، وَلَا تُسمّى فَريقةً حَتَّى تضِلّ، وأنْشدَ الجوهريُّ لكُثيِّر:
(بذِفْرَى ككاهِلِ ذيخِ الخَليفِ ... أصابَ فريقَةَ ليلٍ فعاثَا)
وَفِي الحَدِيث: مَا ذِئْبانِ عادِيان أصابا فَريقَةَ غنم أضاعَها ربُّها بأفسدَ فِيهَا من حُبِّ المَرْء السّرَفَ لدِينِه. والفِراق كسَحابٍ وكِتاب: الفُرْقَة، وأكثرُ مَا تكون بالأبدانِ. وقُرِئَ قَوْله تَعَالَى:) هَذَا فَراقُ بَيْني وبيْنِك (بالفَتْح. قرأَ بهَا مُسلمُ بن بَشّار. وقولُه تَعَالَى:) وظنّ أنّه الفِراقُ (أَي: غلَب على قلْبِه أنّه حينَ مُفارَقَة الدُنْيا بِالْمَوْتِ. وإفريقِيّةُ بالكَسْر، وَإِنَّمَا أهملَه عَن الضّبْطِ لشُهْرَتِه: بلادٌ واسِعة قُبالَةَ جَزيرةِ الأندَلُس كَذَا فِي الْعباب. والصّحيحُ أَنه قُبالَة جَزِيرَة صِقِلّيّة ومُنتَهى آخرِها الى قُبالَةِ جزيرةِ الأندَلُس. والجَزيرتان فِي شَمالِيّها، فصِقِليّة منحرفةٌ الى الشّرْقِ، والأندلسُ منحرفةٌ عَنْهَا الى جهةِ الغَرْب. وسُمِّيت بإفريقِش بن أبْرَهَةَ الرّائِش. وَقيل: بإفْريقِش بنِ قيْس بن صَيْفيّ بن سَبَأ. وَقَالَ القُضاعيُّ: سُمّيتْ بفارِق بن بيصر بن حام. وقيلَ: لأنّها فرَقَت بَين مِصْر والمَغْرِب، وحَدُّه من طَرابُلُس الغربِ من جِهَة بَرْقَة الْإسْكَنْدَريَّة والى بِجايَة. وقيلَ: الى مِلْيانةَ، فتكونُ مسافةُ طولِها نَحْو شهْرين وَنصف. وَقَالَ أَبُو عبيد البَكْريّ الأندلسيّ: حدُّ طولِها من برقة شرقاً الى طَنْجَة الخضراءِ غرباً، وعرضُها من البحرِ الى الرِّمال الَّتِي فِيهَا أولُ بلادِ السّودانِ، وَهِي مُخفَّفَةُ الياءِ. وَقد جمَعَها الأحوصُ على أفاريقَ، فَقَالَ:
(أينَ ابنُ حرْبٍ ورَهْطٌ لَا أحُسُّهُمُ ... كَانُوا علَيْنا حَدِيثا من بَني الحَكَمِ)

(يجْبونَ مَا الصينُ تحوِيهِ مَقانِبُهم ... الى الأفاريقِ من فُصْحٍ وَمن عَجَمِ)
وَقد نُسِبَ إِلَيْهَا جملةٌ من العُلماءِ والمُحدِّثين، مِنْهُم أَبُو خالدٍ عبدُ الرحمنِ بنِ زيادِ بن أنْعُمْ الإفْريقيّ قاضِيها، وَهُوَ أوّلُ مولودٍ ولِدَ فِي الْإِسْلَام بإفْريقيّةَ رَوى عَنهُ سُفيانُ الثّوريّ، وَابْن لَهيعةَ، وَقد ضُعِّفَ. وسُحْنون بن سعيد الإفْريقيّ: من أصْحابِ مالِك، وَهُوَ الَّذِي قدِمَ بمذْهَبِه الى إفْريقيّةَ، وتُوفِّيَ سنة إحْدى وَأَرْبَعين وَمِائَتَيْنِ. وأفرَقَ المريضُ من مرَضِه والمَحْمومُ من حُمّاه، أَي: أقْبَلَ، نقَله الجوهَريُّ عَن الأصمعيّ. وَقَالَ الأزهريّ: وكُلُّ عَليلٍ أفاقَ من عِلّته فقد أفْرَقَ،)
أَو المَطْعون إِذا بَرئَ قيلَ: أفْرَقَ. نَقله اللّيثُ، زادَ ابنُ خالَويهِ: بسُرعةٍ. قَالَ فِي كِتابِ لَيْسَ: اعتلّ أَبُو عُمَرَ الزاهدُ لَيْلَة واحِدةً، ثمَّ أفْرَقَ، فسألْناه عَن ذلِك، فَقَالَ: عَرفَ ضَعْفي فرَفَقَ بِي. أَو لَا يكونُ الإفْراقُ إِلَّا فِيمَا لَا يُصيبُك من الأمراضِ غير مرّة واحدةٍ كالجُدَريّ والحَصْبةِ، وَمَا أشْبَههما. وَقَالَ اللّحيانيُّ: كل مُفيقٍ من مرَضِه مُفرِقٌ، فعمّ بذلك. قَالَ أعْرابيٌّ لآخر: مَا أمارُ إفراقِ الموْرودِ فَقَالَ: الرُّحَضاءُ. يَقُول: مَا عَلامة بُرْءِ المحْموم فَقَالَ: العرَق. وأفرقَتِ النّاقَةُ: رجَع إِلَيْهَا بعضُ لبَنِها فَهِيَ مُفرِقٌ. وَقَالَ ابنُ الْأَعرَابِي: أفرَقَ القومُ إبلَهم: إِذا خلّوْها فِي المرْعَى والكلأ لم يُنتِجوها وَلم يُلْقِحوها. وَقَالَ غيرُه: وناقة مُفْرِق، كمُحْسِن تمْكُث سنَتَيْن أَو ثَلَاثًا لَا تَلْقَحُ. وقيلَ: هِيَ الَّتِي فارَقَها ولَدُها. وَقيل: فارقَها بمَوْت، نقلَه الجوهريّ. والجمعُ: مَفاريق. وفرّقَه تفْريقاً وتَفْرِقَةً كَمَا فِي الصِّحاح: بدّدَه. وَقَالَ الأصبهانيّ: التّفريقُ: أصلُه التّكْثيرُ. قَالَ: ويُقال ذَلِك فِي تشتيتِ الشّمْلِ والكلِمة، نَحْو:) يفَرِّقون بِهِ بيْن المرْءِ وزوْجِه (وَقَالَ عزّ وجلّ:) فرّقْت بيْن بَني إسرائيلَ ولمْ تَرْقُبْ قوْلي (. وَقَوله عزّ وجلّ:) لَا نُفَرِّقُ بيْن أحَدٍ منْهُم (وإنّما جازَ أَن يجعلَ التّفريق منْسوباً الى أحَد من حيثُ إنّ لفظَ أحد يُفيد الجمْع ويُقال: الفَرْق بينَ الفَرْقِ والتّفْريق، أنّ الفَرْق للإصلاح، والتّفْريق للإفْساد. وَقَالَ ابْن جِنّي فِي كتابِ الشّواذِّ فِي قَوْله تَعَالَى:) الَّذين فرّقوا دينَهم (أَي: فرّقوه وعَضَوْه أَعْضَاء، فخالَفوا بينَ بعضٍ وَبَعض. وقُرِئَ بالتّخفيف وَهِي قراءَة النّخَعيّ وابنِ صالِح مولَى أبي هانئٍ، وتروى أَيْضا عَن الأعمَش ويَحْيى، وتأْويلُه أنّهُم مازُوهُ عَن غيرِه من سائِرِ الأدْيان. قَالَ: وَقد يُحتَمل أَن يكون معْناه معنى القَراءَة بالتّثْقيل وذلِك أنّ فَعَل بالتّخفيفِ قد يكون فِيهَا مَعنَى التّثقيل. ووجهُ هَذَا أنّ الفِعلَ عندنَا موضوعٌ على اغْتِراقِ جِنْسِه أَلا ترى أنّ معْنى قامَ زيدٌ: كَانَ مِنْهُ القِيام، وقعَدَ: كَانَ مِنْهُ القُعود. والقيامُ كَمَا نعلم والقُعودُ جِنسان، فالفعلُ إذنْ على اغتِراقِ جنسِه، يدُلُّ على ذَلِك عملُه عندَنا فِي جَمِيع أجزاءِ ذلِك الجِنْسِ من مُفردِه ومُثنّاه ومجموعِه ونَكِرته ومَعرِفته، وَمَا كَانَ فِي معْناه، ثمَّ ذَكَر كلَاما طَويلا وَقَالَ: وذه اواضح مُتناهٍ فِي البَيان. وَإِذا كَانَ كَذَلِك عُلِم مِنْهُ وَبِه أنّ جَميعَ الأفعالِ ماضيها وحاضِرها ومُتَلَقّاها مجَاز لَا حَقِيقَة، أَلا تراك تَقول: قُمتُ قومةً، وقمتُ عَليّ مَا مضَى دالٌّ على الجنْس فوضْعُك القَوْمَة الواحِدَةَ مَوضِع جِنْسِ القيامِ، وَهُوَ فِيمَا مضَى، وَفِيمَا هُوَ حاضِرٌ، وَفِيمَا هُوَ مَلَقًّى مُستَقْبَل من أذْهبِ شَيْء فِي كَونه مَجازاً، ثمَّ قَالَ بعدَ كَلَام: وَهَذَا موضِعٌ يسمَعُه النَّاس منّي، ويتَناقَلونه دائِماً عني، فيُكْبِرونه)
ويُكْثِرون العَجَب بِهِ، فَإِذا أوضحتُه لمَنْ يسألُ عَنهُ استَحَى، وَكَانَ يستغفِرُ الله لاستيحاشِه كَانَ مني. ويُقال: أخذَ حقَّه مِنْهُويُقال: هُوَ مُفرِق الجِسْم، كمُحْسِن. وسِياقُ الصاغانيّ يقتَضي أَنه كمُعَظّم، أَي: قَليلُ اللّحْمِ، أَو سَمينٌ، وَهُوَ ضِدٌّ. وتفرّق القومُ تفَرُّقاً، وتِفِرّاقاً بكسرتين. ونَصُّ اللِّحْيانيّ فِي النّوادِر تفْريقاً: ضدّ تجمَّعَ، كافْتَرَق، وانْفَرَق، وكلُّ من الثّلاثةِ مُطاوع فرَّقتُه تَفريقاً. وَمِنْهُم من يجْعَلُ التّفرُّق للأبْدانِ، والافْتِراق فِي الكَلام. يُقال: فرّقتُ بَين الكَلامين، فافْتَرقا. وفرّقْت بَين الرّجُلَيْنِ فتفرَّقا. وَفِي حَدِيث الزّكاة: لَا يُفرَّق بَين مُجْتَمِع، وَلَا يُجمَع بَين مُتفَرِّق وَفِي حَدِيث آخر: البَيِّعان بِالْخِيَارِ مَا)
لم يتفرَّقا، واختُلِفَ فِيهِ فَقيل: بالأبْدانِ، وَبِه قَالَ الشافعيُّ وأحمدُ. وَقَالَ أَبُو حنيفَة ومالكٌ وغيرُهما: إِذا تعاقَدا صحّ البيْعُ وَإِن لم يفْتَرِقا. وظاهرُ الحَدِيث يشْهَدُ للقَوْل الأوّل. ويُقال: تفرّقَت بهم الطُّرُق، أَي: ذهَبَ كُلٌّ مِنْهُم الى مذْهَبٍ. وَقَالَ مُتَمِّم بنُ نُوَيرةَ رضيَ الله عَنهُ يرْثي أَخَاهُ مالِكاً:
(فلمّا تفَرَّقْنا كأنّي ومالِكاً ... لطولِ اجْتِماعٍ لم نَبِتْ لَيْلَة مَعا)
وانْفَرَق: انْفَصَل، وَمِنْه قولُه تَعالى:) فانْفَلَقَ فكانَ كُلُّ فِرْقٍ كالطّوْدِ الْعَظِيم (. والمُنْفَرَقُ يكون موضِعاً، وَيكون مصْدَراً. قَالَ رؤبَة يصِفُ الحُمُر: ترْمي بأيدِيها ثَنايا المُنْفَرَقْ أَي: حَيْثُ ينْفَرِقُ الطّريقُ، ويُرْوى: المُنْفَهَقْ. والتّركيبُ يدُلُّ على تميّزٍ وتزيُّلٍ بَين شَيْئَيْن، وَقد شذّ عَن هَذَا التَّرْكِيب الفَرَقُ للمِكْيال، والفَريقة للنُّفَساءِ، والفَروقَةُ للشّحْم، والفُروق: موضِعٌ. وَمِمَّا يُستَدْرَك عَلَيْهِ: الفُرْقَة بالضّمِّ: مصْدَرُ الافْتِراقِ. وَهُوَ اسمٌ يوضَعُ موضِعَ المصْدَرِ الْحَقِيقِيّ من الافْتِراقِ. وفارَقَ الشيءَ مُفارَقةً: بايَنَهُ، والاسمُ: الفُرْقة. وتَفارَقَ القوْمُ: فارَقَ بعضُهم بَعْضًا. وفارَقَ فلانٌ امرأتَه، مُفارَقَةً، وفِراقاً: بايَنَها. وَهُوَ أسرَعُ من فَريقِ الخيْلِ لسابِقِها، فَعيلٌ بِمَعْنى مُفاعِل لأنّه إِذا سبَقها فارَقَها. ونِيّةٌ فَريقٌ: مُفرِّقَةٌ، قَالَ:
(أحقّاً أنّ جِيرَتَنا اسْتَقَلّوا ... فنيّتُنا ونيّتُهم فَريقُ)
قَالَ سيبَوَيْه: قَالَ: فريقٌ، كَمَا يُقَال للْجَمَاعَة: صَديق. وفرّق رأسَه بالمُشْطِ تفْريقاً: سرّحَه. وَفِي صفَته صلّى الله عَلَيْهِ وسلّم: إِن انفَرقَتْ عَقيقَتُه فرَق، وَإِلَّا فَلَا يبلُغُ شعْرُه شَحمةَ أُذُنِه إِذا هُوَ وفّره أَرَادَ أنّه كَانَ لَا يُفرِّقُ شعرَه إِلَّا أَن ينفَرِقَ هُوَ، وَهَكَذَا كَانَ فِي أولِ الأمرِ ثمَّ فَرَق. ويُقال للماشِطَةِ تمشُط كَذَا وَكَذَا فَرْقاً، أَي: كَذَا وَكَذَا ضَرْباً. وفَرَقَ لَهُ عَن الشّيْء: بيّنه لَهُ، عَن ابنِ جِنّي. وجَمْع الفَرَق من اللّحْية، مُحرَّكة: أفْراقٌ. قَالَ الراجز: يَنفُض عُثْنوناً كثيرَ الأفْراقْ تَنْتِحُ ذِفْراهُ بمِثْلِ الدِّرْياقْ والأفْرَقُ: البَعيدُ مَا بينَ الألْيَتَيْن. وتَيْسٌ أفرقُ: بَعيدُ مَا بَين قَرنَيْه، وَهَذِه عَن ابنِ خالَوَيْه.
والمَفْروقان من الأسْباب: هما اللّذانِ يقوم كُلُّ واحدٍ منهُما بنَفْسِه، أَي: يكونُ حرْفٌ مُتحرِّكٌ وحرْفٌ سَاكن، ويتْلوه حرفٌ متحرّك نَحْو مُسْتَفْ من مُسْتَفْعِلن، وعِيلُن من مَفاعيلن. وانْفَرَقَ)
الفَجْرُ: انفَلَق. والفُرّاق، كرُمّان: جمعُ فارِقٍ، للنّاقَةِ تشتدّ، ثمَّ تُلْقِي ولَدَها من شدّةِ مَا يَمُرّ بهَا من الوَجَع. قَالَ الْأَعْشَى:
(أخْرَجَتْه قَهْباءُ مُسْبِلَةُ الوَدْ ... قِ رَجوسٌ قُدّامُها فُرَّاقُ)
وأفرقَ فلانٌ غَنَمَه: أضَلّها وأضاعَها. وَقَالَ ابنُ خالَوَيْهِ: أفْرَقَ زيدٌ: ضاعَتْ قِطعةٌ من غَنَمه.
وحَكَى اللّحْيانيّ: فرَقْتُ الصّبيّ: إِذا رُعْتَه وأفزَعْتَه، قَالَ ابنُ سِيدَه: وأُراها فرّقْتُ بتشديدِ الراءِ لأنّ مثل هَذَا يَأْتِي على فعّلْتُ كثيرا، كقولِك فزّعْت، وروّعتُ، وخوّفْتُ. وفارَقَني، ففَرَقْتُه أفْرُقه: كُنتُ أشدَّ فَرَقاً مِنْهُ، هَذِه عَن اللّحياني، حكاهُ عَن الكِسائيّ. وأفْرَقَ الرّجُل، والطائرُ، والسّبُعُ، والثّعلبُ: سَلَح، أنْشَدَ اللّحيانيُّ:
(أَلا تِلْكَ الثّعالبُ قد تَوالتْ ... عليَّ وحالَفَتْ عُرْجاً ضِباعا)

(لتأْكُلَني فمَرَّ لهُنّ لَحْمي ... فأفْرَقَ من حِذارِي أَو أتاعا)
قَالَ: ويُروى فأذْرَق. والمُفْرِقُ، كمُحْسِن: الغاوي، على التّشْبيه بذلك، أَو لأنّه فارَق الرُّشْدَ، والأولُ أصحُّ. قَالَ رؤبَة: حتّى انْتَهى شيطانُ كُلِّ مفْرِقِ ويفجمَع الفَرَق للمِكْيال على أفرُقٍ، كجَبَلٍ وأجْبُل. وَمِنْه الحَدِيث: فِي كلِّ عَشْرَةِ أفرُقِ عسَلٍ فرَقٌ. والفُرْقُ، بالضّمِّ: إناءٌ يُكْتالُ بِهِ. والفُرْقان: قدَحان مُفْتَرِقان. وفُرْقان من طَيْرٍ صوافَّ، أَي: قطْعَتان. وفارَقْتُ فلَانا من حِسابي علَى كَذَا وَكَذَا: إِذا قطعْتَ الأمرَ بينَك وبينَه على أَمر وقَع عَلَيْهِ اتَّفاقُكُما. وكذلِك صادَرْتُه على كَذا وكَذا. وفرسٌ فَروقٌ: أفْرقُ، عَن الصاغانيّ.
والفَريقُ: النخْلَةُ يكونُ فِيهَا أُخْرى، عَن أبي حَنيفَة وَأبي عَمْرو. وَمن أسمائِه صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكُتُبِ السالِفة فارِقْ ليطا، أَي يفرُقُ بينَ الحقِّ والباطِلِ. ونقلَ الشِّهابُ أحمدُ بن إِدْرِيس القَرافِيُّ فِي كتابٍ لَهُ فِي الرّدِّ على اليَهودِ والنَّصارَى مَا نصُّه فِي إنْجيلِ يوحَنّا: قَالَ يَسوعُ المسيحُ عَلَيْهِ السَّلَام فِي الفصْلِ الخامِس عشَر: إِن الفارِقْلِيط روحُ الحَقِّ الَّذِي يُرْسِلُه أَي: هُوَ الَّذِي يُعلِّمكم كُلَّ شيءٍ، والفارِقْلِيط عندَهُم الحَمّاد، وَقيل: الحامِد. وجُمهورُهم أنّه المُخَلِّصُ صلّى الله عَلَيْهِ وَسلم. وأفرقَ الرّجُلُ: صارَت غَنَمُه فريقَةً، نقلَه ابنُ خالَوَيْه. وجمَلٌ أفْرَقُ: ذُو سَنامَيْنِ. ونوقٌ مَفاريقُ، أَي: فَوارِق. وطَريقٌ أفْرَقُ: بَيِّنٌ. وضمّ تفاريقَ مَتاعِه، أَي: مَا تفرّقَ.
ويُقال: سَبيلٌ أفرقُ، كأنّه الفَرَق. وبانَتْ فِي قَذالِه فُروقٌ من الشّيْبِ، أَي: أوضاحٌ مِنْهُ.)
والفاروق: لقَبُ جَبَلَةَ بنِ أساف بنِ كلْبٍ، كَذَا فِي الأنْسابِ لأبي عُبَيدٍ. ومَيّافارِقين: سيأْتي فِي ميي.
(فرق)
بَين الشَّيْئَيْنِ فرقا وفرقانا فصل وميز أَحدهمَا من الآخر وَبَين الْخُصُوم حكم وَفصل وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {فافرق بَيْننَا وَبَين الْقَوْم الْفَاسِقين} وَبَين المتشابهين بَين أوجه الْخلاف بَينهمَا وَله عَن الْأَمر كشفه وَبَينه وَله الطَّرِيق أَو الرَّأْي استبان وَالشَّيْء قسمه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَإِذ فرقنا بكم الْبَحْر} وَالله الْكتاب فَصله وَبَينه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وقرآنا فرقناه لتقرأه على النَّاس على مكث} وَفُلَانًا كَانَ أَشد فرقا مِنْهُ وَالصَّبِيّ راعه وأفزعه

(فرق) فرقا جزع وَاشْتَدَّ خَوفه وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَلَكنهُمْ قوم يفرقون} وَيُقَال فرق مِنْهُ وَعَلِيهِ أشْفق فَهُوَ فرق وَفُلَان دخل فِي الْفرق وخاض فِيهِ وَكَانَت ناصيته أَو لحيته مفروقة وتباعد مَا بَين أَسْنَانه خلقَة وَيُقَال فرقت الْأَسْنَان وَالدَّابَّة ارْتَفَعت إِحْدَى حرقفتيها وانخفضت الْأُخْرَى وَالْبَعِير بعد مَا بَين منسميه والتيس بعد مَا بَين قرنيه أَو خصيتيه وَالْفرس كَانَ ذَا خصبة وَاحِدَة والديك كَانَ ذَا عرفين لانفراج بَينهمَا وَيُقَال فرق عرف الديك انْشَقَّ خلقَة فَهُوَ أفرق وَهِي فرقاء (ج) فرق

رجو

رجو: الرَّجَاءُ مَمْدُوْدٌ: نَقِيْضُ اليَأْسِ، رَجَا يَرْجُو، ورَجّى يُرَجَّي، وارْتَجَى يَرْتَجي، وتَرَجّى يَتَرَجّى. ويقولون: رَجَاةَ أنْ يَكُونَ ذاكَ ورَجَاءَ. وما آتِيْكَ إلاّ رَجَاوَةَ الخَيْرِ: أي رَجَاءَه. ورَجَّيْتَني حَتّى رَجَوْتُ. ورَجَّيْتُ خَيْرَه: أي رَجَوْتُه تَرْجِيَةً. والرَّجَا مَقْصُورٌ: ناحِيَةُ كَلُّ شَيْءٍ. وما حَوَالَي البِئْرِ، والجَميعُ الأَرْجَاءُ، والاثْنَانِ رَجَوَانِ، وقد يُمَدُّ فيُقال: رَجَاءٌ. وفي المَثَل: " فلانٌ لا يُرْمى به الرَّجَوَانِ " أي لا يُخْدَعُ فَيُزَالُ عن وَجْهٍ إلى وَجْهٍ. والرَّجوُ: المُبَالاةُ، ما أرْجُو: أي ما أُبَالي. وفي القُرآنِ: " ما لَكُم لا تَرْجُوْنَ للهِ وَقَارا " أي لا تَخَافُوْنَ وَلا تُبَالُوْنَ. ورَجَوْتُ: خِفْتُ، وارْتَجَيْتُ: مِثْلُه. ورَجِيَ الرَّجُلُ يَرْجى رَجىً مَقْصُوْرٌ: أي انْقَطَعَ عن الكَلامِ. وضَحِكَ حَتّى رَجِيَ ضِحْكُه. ورُجِيَ على الرَّجُلُ: أُرْتِجَ عليه. وأرْجَيْتُ الأمْرَ بغَيرِ هَمْزٍ: في معنىأرْجأْتُ. والأُرْجُوَانُ: كُلُّ لَوْنٍ أحْمَرَ. وهو أيضاً ك ضَرْبٌ من الثَّيَابِ ونَحْوَه.

رجو

1 رَجَوْتُهُ, aor. ـْ (S, Msb,) inf. n. رَجْوٌ, (S, M, K,) or رُجُوٌّ, (Msb,) and رَجَآءٌ, (S, K, TA, &c., [in the CK erroneously written with the short ا i. e., without the meddeh and ء,]) or the latter is a simple subst., (Msb,) and رَجَاوَةٌ (S, K) and رَجَاةٌ, or رَجَآءَةٌ, (accord. to different copies of the K,) or both, (CK,) and مَرْجَاةٌ; (K;) and ↓ رَجَّيْتُهُ, (S,) inf. n. تَرْجِيَةٌ; (K;) and ↓ تَرَجَّيْتُهُ, (S, K, *) and ↓ اِرْتَجَيْتُهُ; (S, Msb, K; *) I hoped for him [or it; relating only to what is possible; syn. with أَمَلْتُهُ; see رَجَآءٌ, below]; all signify the same: (S:) and رَجَيْتُهُ, aor. ـْ is a dial. var. of رَجَوْتُهُ: (Msb:) and رَجِيَهُ, aor. ـْ like رَضِيَهُ, is a dial. var. of رَجَاهُ, aor. ـْ accord. to Lth: it is disapproved by Az, because heard by him on no other authority than that of Lth; but it is mentioned also by ISd. (TA.) One says, مَا أَتَيْتُكَ إِلَّا رَجَاوَةَ الخَيْرِ [I did not, or have not, come to thee except hoping for that which is good]. (S.) No regard is to be paid to the assertion of Lth, that the saying فَعَلْتُ رَجَاةَ كَذَا [I did a thing hoping for such a thing] is a mistake, and that the correct word is only رَجَآءَ; for رَجَاةٌ occurs in a trad., and in the poetry of the Arabs. (TA.) b2: Sometimes رَجْوٌ, (S,) or رُجُوٌّ, (Msb,) has the meaning of خَوْفٌ; (S, Msb;) because the hoper fears that he may not attain the thing for which he hopes; (Msb;) and so رَجَآءٌ; (T, S;) but only when there is with it a negative particle: (Fr, T, TA:) you say, مَا رَجَوْتُكَ (assumed tropical:) I feared not thee: but you do not say, رَجَوْتُكَ, meaning I feared thee: (TA:) the saying in the Kur [lxxi. 12], مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلّٰهِ وَقَارًا means (assumed tropical:) [What aileth you] that ye will not fear the greatness, or majesty, of God? (S:) or the meaning is, that ye will not hope for God's magnifying of him who serves Him and obeys Him? or that ye will not believe in greatness, or majesty, belonging to God, so that ye may fear disobeying Him? (Bd:) another instance occurs in a verse of Aboo-Dhu-eyb, cited in art. خلف, conj. 3: (S:) and ↓ ارتجاهُ, also, signifies (tropical:) he feared him, or it; [but app. only when preceded by a negative particle, as in exs. cited in the TA;] (K, TA;) in which sense it is tropical. (TA.) Accord. to Lth, رَجْوٌ is also syn. with مُبَالَاةٌ; and مَا أَرْجُو means مَا أُبَالِى [I do not care, mind, or heed]: but this is disapproved by Az. (TA.) A2: رَجِىَ He broke off, or ceased, [app. by reason of inability,] from speaking: (K:) or, accord. to Az, he became confounded, or perplexed, and unable to see his right course: or, as Fr says, he desired to speak, and was unable to do so: (TA:) and رُجِىَ عَلَيْهِ, like عُنِىَ, he became unable to speak. (K.) 2 رَجَّوَ see 1, first sentence.4 أَرْجَتْ She (a camel, S, or a pregnant female [of any kind], TA) was, or became, near to bringing forth; (S, K, TA;) so that her bringing forth was hoped for: accord. to Er-Rághib, the proper signification is she made her owner to have hope in himself that her bringing forth was near: (TA:) and أَرْجَأَتْ means the same. (S.) b2: ارجى الصَّيْدَ He failed of getting any game; (K;) [as though he made the game to have hope;] and ارجأهُ signifies the same: (TA:) or so ارجى [alone], and ارجأ [alone]. (K and TA in art. رجأ.) A2: And أَرْجَيْتُهُ, (S, Msb,) inf. n. إِرْجَآءٌ, (K,) I postponed it, put it off, deferred it, or delayed it; (S, Msb, K; *) namely, an affair [&c.]; (S;) as also ارجأتهُ. (S, Msb.) [See the latter verb: and see also an ex. in the Kur vii.108 and xxvi. 35; and the various readings mentioned by Bd in the former instance.]

A3: ارجى البِئْرَ He made a side (رَجًا) to the well. (S, K.) 5 تَرَجَّوَ see 1, first sentence. b2: [In the present day, ترجّى is often used as meaning He besought, entreated, petitioned, or prayed.]8 إِرْتَجَوَ see 1, first sentence: b2: and again in the latter part of the paragraph.

رَجًا The side, (K,) in a general sense: (TA:) or the side of a well, (S, Msb, K,) and of the sky, (Er-Rághib, TA,) and of anything; (S, Msb; *) and ↓ رَجَآءٌ signifies the same: (K:) the side of a well from its top to its bottom; (TA;) and the two sides thereof: which last is also [or properly] the meaning of the dual; which is رَجَوَانِ: (S:) pl. أَرْجَآءٌ. (S, Msb, K.) Hence, in the Kur [lxix. 17], وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا [The angels being at the sides thereof]. (S, TA.) They said, رُمِىَ بِهِ الرَّجَوَانِ, meaning (assumed tropical:) He was cast into places of destruction: (S:) or it is said of one who is held in mean estimation: (M, TA:) اِسْتِهْزَآءٌ in the K is a mistake for اُسْتُهِينَ بِهِ, the reading in the M: (TA:) as though the two [opposite] sides of the well were cast at with him. (K.) And one says of him who will not be deceived so as to be turned away from one course to another, لَا تُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ (assumed tropical:) [lit. The two sides of the well will not be cast at with him]; in allusion to the well's two [opposite] sides' being cast at with the bucket. (Z, TA.) رَجَآءٌ [accord. to most an inf. n., (see 1, in two senses,) but accord. to the Msb a simple subst.,] Hope; syn. أَمَلٌ; (S and M and K in art امل;) contr. of يَأْسٌ; (K;) an opinion requiring the happening of an event in which will be a cause of happiness; (Er-Rághib, TA;) expectation of deriving advantage from an event of which a cause has already occurred: (El-Harállee, TA:) or, as Ibn-El-Kemál says, properly, i. q. أَمَلٌ: and conventionally, the clinging of the heart to the happening of a future loved event: (TA:) or hope, or eager desire, for a thing that may possibly happen; differing from تَمَنٍّ, which relates to what is possible and to what is impossible. (MF, TA.) A2: See also رَجًا.

رَجِيَّةٌ [A thing hoped for]: you say, مَالَى فِى

فُلَانٍ رَجِيَّةٌ There is nothing for me to hope for in such a one. (S.) رَاجٍ [Hoping: b2: and Fearing]. (Msb.) أُرْجِيَّةٌ A thing postponed, put off, deferred, or delayed. (ISd, K.) أُرْجُوَانٌ Redness: (Msb, K:) a certain red dye: (K:) or a certain dye, intensely red: (S:) accord. to A'Obeyd, (S,) what is called نَشَاسْتَج; (S, K;) and he says that the بَهْرَمَان is inferior to it (دُونَهُ [but this often has the contr. meaning]): it is said also that ارجوان is an arabicized word, from the Pers\. أَرْغَوَان, which means a sort of trees having a red blossom, of the most beautiful kind; and that every colour resembling it is termed ارجوان. (S.) Also Red: (K:) and red garments or clothes. (IAar, K.) And one says أَحْمَرُ

أُرْجُوَانٌ, mentioned by Seer has having an intensive meaning; (M, TA;) in the K, ↓ أَحْمَرُ أُرْجُوَانِىٌّ; but this is wrong; (TA;) i. e. Intensely red. (K, TA.) And قَطِيفَةٌ حَمْرَآءُ أُرْجُوَانٌ [A villous, or nappy, outer, or wrapping, garment, intensely red]: (S, M, A:) but IAth says that the most common practice is to prefix the word ثَوْب or قَطِيفَة to أُرْجُوَان so as to govern the latter in the gen. case; [saying ثَوْبُ أُرْجُوَانٍ or قَطِيفَةُ أُرْجُوَانٍ;] and that the word [ارجوان] is said by some to be Arabic, the ا and ن being augmentative. (TA.) أُرْجُوَانِىٌّ: see the next preceding paragraph.

مُرْجًى Postponed, put off, deferred, or delayed; as also مُرْجَأٌ.] Some read [in the Kur ix. 107]

وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللّٰهِ. (S: see مرجأ, in art. رجأ.) مُرْجٍ and مُرْجِيَةٌ and] مُرْجِىءٌ and مُرْجِءَةٌ A female near to bringing forth. (K, * TA.) A2: مُرْجٍ also signifies A man who is one of the people [or sect] called the مُرْجِيَة; (S;) or one of the مُرْجِئَة, mentioned in art. رجأ; as also مُرْجِىءٌ; and so ↓ مُرْجِىٌّ; (K;) or this is [properly speaking] a rel. n. from مُرْجٍ; (S;) and مُرْجِئِىٌّ also; (K;) or rather this is another rel. n., like مُرْجِىٌّ. (IB and TA in art. رجأ, q. v.) مُرْجِى: see what next precedes. You say رَجُلٌ مُرْجِىٌّ [A man of, or belonging to, the sect called the مُرْجِيَة]. (S.)
(رجو) الرَّجاة: الرجاءُ.
رجو: {أرجائها}: نواحيها، الواحد رجا وتثنيته رجوان. {لا يرجون}: لا يخافون.

رجو


رَجَا(n. ac. رَجْورَجَاة []
مَرْجَاة []
رَجَآء [] )
a. Hoped for, expected.
b. Hoped in, placed his confidence in.
c. Feared.
رجو: رجا بالله: اعتمد على الله (بوشر).
رجا: أمَّل في الاستيلاء على مدينة. ففي أخبار (ص16): وهي مدينة ليس بالأندلس أحصن منها ولا أبعد من أن يُرْجَا بقتال أو حصار.
رجا: توسل، سال، التمس، تضرع، ابتهل، دعا (بوشر)، ويقال مثلاً: رجا الله أي دعاه وابتهل إليه (المقري 1: 745) مع تعليقة فليشر (بريشت ص248).
ترجَّى: بمعنى رجا وتوسل والتمس. ففي ألف ليلة (1: 595) وفي معجم بوشر: أترجّاك تقضي لي حاجة أي أرجوك وأتوسل إليك لتقضي لي حاجة.
ترجَّى: استصرخ، استغاث (بوشر) ترجّى: استشهد به (بوشر).
ارتجى: استشهد به (بوشر).
ارتجى، ارتجاه: وثق به (المقدمة 3: 415، 416).
ارتجى الله: توكل عليه (ألكالا).
ارتجى: منح الثقة، منح الأمل (ألكالا).
استرجى: أمَّل (ألف ليلة 1: 305) وكذلك في طبعات ألف ليلة الأخرى.
رَجاً، وتجمع على أَرْجَاء: ضواحي المدينة (معجم الإدريسي).
رَجَاء: ما يُرْجَى (معجم الطرائف).
رَجاء: أمل، توكل (ألكالا) وفيه مرادف توَكُّل.
رجاء: طلب، التماس، يقال: لي عندك رجاء.
ورجاء كلي: طلب عاجل (بوشر).
أَرْجَى: أكثر أملاً (بوشر).
ر ج و : رَجَوْتُهُ أَرْجُوهُ رُجُوًّا عَلَى فُعُولٍ أَمَّلْتُهُ أَوْ أَرَدْتُهُ قَالَ تَعَالَى: {لا يَرْجُونَ نِكَاحًا} [النور: 60] أَيْ لَا يُرِيدُونَهُ وَالِاسْمُ الرَّجَاءُ بِالْمَدِّ وَرَجَيْتُهُ أَرْجِيهِ مِنْ بَابِ رَمَى لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ بِمَعْنَى الْخَوْفِ لِأَنَّ الرَّاجِيَ يَخَافُ أَنَّهُ لَا يُدْرِكُ مَا يَتَرَجَّاهُ وَالرَّجَا مَقْصُورٌ النَّاحِيَةُ مِنْ الْبِئْرِ وَغَيْرِهَا وَالْجَمْعُ أَرْجَاءٌ مِثْلُ: سَبَبٍ وَأَسْبَابٍ وَأَرْجَأْتُهُ بِالْهَمْزَةِ أَخَّرْتُهُ وَالْمُرْجِئَةُ اسْمُ فَاعِلٍ مِنْ هَذَا لِأَنَّهُمْ
لَا يَحْكُمُونَ عَلَى أَحَدٍ بِشَيْءٍ فِي الدُّنْيَا بَلْ يُؤَخِّرُونَ الْحُكْمَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَتُخَفَّفُ فَتُقْلَبُ الْهَمْزَةُ يَاءً مَعَ الضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ فَيُقَالُ أَرْجَيْتُهُ وَقُرِئَ بِالْوَجْهَيْنِ فِي السَّبْعَةِ.

وَالْأُرْجُوَانُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْجِيمِ اللَّوْنُ الْأَحْمَرُ. 
ر ج و

أرجو من الله المغفرة. ورجوت في ولدي الرشد. وأتيته رجاء أن يحسن إليّ. ورجوت زيداً وارتجيته ورجّيته وترجّيته، ورجّيتني حتى ترجّيت كقولك منّيتتي حتى تمنّيت. وأرجت الحامل فهي مرجية: أدنت فرجيَ ولادها. وقطيفة أرجوان: شديدة الحمرة. قال الجعديّ:


ويوم كحاشية الأرجوا ... ن من وقع أزرق كالكوبك

حدته قناة ردينية ... مثقفة صدقة الأكعب ومن المجاز: استعمال الرجاء في معنى الخوف والاكتراث. يقال: لقيت هولاً ما رجوته وما ارتجيته. قال:

تعسفتها وحدي ولم أرج هولها ... بحرف كقوس البان باقٍ هبابها

وقال:

لا ترتجي حين تلاقي الذائدا ... أسبعةً لاقت معاً أم واحداً

وفي مثل " لا يرمى به الرّجوان " لمن لا يخدع فيزال ن وجه إلى وجه وأصله الدلو يرمى بها رجوا البئر. قال زهير:

مطوت به في الأرض حتى كأنه ... أخو سبب يرمى به الرجوان

مما يميل به النعاس يريد صاحبه. وفلا وردنا منه أرجاء واد رحب. وتقول فناؤه فسيح الأرجاء، مقصد لأهل الرجاء.
(ر ج و)

الرَّجاء: نقيض الْيَأْس.

رَجَاه رَجْوا، ورَجَاء، ورَجَاوة، ومَرْجاة، ورَجاة انشد ابْن الْأَعرَابِي:

غدوتُ رَجَاةً أَن يجود مُقَاعِس ... وصاحِبُه فاستقبلانيَ بالغَدْر

ويروى: " بالعُذْر ".

ورجِيه، ورَجّاه، وارتجاه، وترجّاه.

والرَّجاء: الْخَوْف، وَفِي التَّنْزِيل: (مالكم لَا ترجون لله وقارا) .

وَقَالَ ثَعْلَب: قَالَ الْفراء: الرَّجاء فِي معنى الْخَوْف لَا يكون إِلَّا مَعَ الْجحْد، تَقول: مَا رجوتك: فِي معنى مَا خفتك وَلَا تَقول: رجوتك فِي معنى خفتك وَأنْشد:

إِذا لسَعَتْهُ النَّحْلُ لم يَرْجُ لَسْعَها ... وحَالفها فِي بَيت نُوب عواسِل ويروى: " وخَالَفها ". قَالَ: فحالفها: لَزِمَهَا، وخالفها: دخل عَلَيْهَا واخذ عسلها.

والرَّجَا: نَاحيَة كل شَيْء؛ وَخص بَعضهم بِهِ نَاحيَة الْبِئْر من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا. وتثنيته: رَجَوان.

ورُمى بِهِ الرَّجَوان: استهين بِهِ فَكَأَنَّهُ رمى بِهِ هُنَاكَ. قَالَ:

وَلَا يُرمي بِي الرَّجَوان إِنِّي ... أقلُّ القَوْم مَنْ يُغْنِي مَكَاني

وَالْجمع: أرْجاء.

وأرجاها: جعل لَهَا رَجاً.

وأرجى الْأَمر: أخَّره لُغَة فِي أرجأه، وَقد قريء: (وآخَرُونَ مُرْجَون لأمر الله) . وَفِي قِرَاءَة أهل الْمَدِينَة: (قَالُوا أرجِهِ وأخاه) .

والأُرْجِيَّة: مَا أرجِىَ من شَيْء.

وأرجى الصَّيْد: لم يصب مِنْهُ شَيْئا كأرجأه. وَإِنَّمَا قضينا بِأَن هَذَا كُله وَاو لوُجُود " ر ج و" نلفوظا بِهِ مبرهنا عَلَيْهِ وَعدم " ر ج ي " على هَذِه الصّفة وَقَوله تَعَالَى: (ترجي من تشَاء مِنْهُنَّ) من ذَلِك.

والأُرْجُوان: الحُمْرة.

وَقيل: هُوَ النَّشَاسْتَجُ، وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة النشا.

والأُرْجُوان: الثِّيَاب الْحمر، عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والأُرْجُوان: الْأَحْمَر. وَقَالَ الزّجاج: الأُرْجُوَان: صبغ أَحْمَر. وَحكى السيرافي: أَحْمَر أُرْجُوان، على الْمُبَالغَة بِهِ كَمَا قَالُوا: أَحْمَر قانيء وَذَلِكَ لِأَن سِيبَوَيْهٍ إِنَّمَا مثل بِهِ فِي الصّفة، فإمَّا أَن يكون على الْمُبَالغَة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا السيرافي، وَإِمَّا أَن يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الْأَحْمَر مُطلقًا.

ورَجَاء، ومُرَجّىً: اسمان.
رجو
رجا يَرْجُو، ارْجُ، رَجاءً ورُجُوًّا، فهو راجٍ، والمفعول مَرجُوّ
• رجا أَمرًا:
1 - أمَّله وأراده "أرجو من الله المغفرة: أسأله وأدعوه وأبتهل إليه- أتيتُه رجاء أن يحسن إليّ- رجاء العلم بكذا: في المراسلات- برجاء عمل كذا: في المراسلات- {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا} " ° أرجوك: عبارة تستخدم كطلب مهذَّب- رجا اللهَ أن يغفر له: طلب منه- يُرجَى التفضل بالعلم: عبارة تبدأ بها الرسائل والمنشورات الرسميّة.
2 - خافه واكترث له (وأكثر ما يستعمل الفعل بهذا المعنى في النفي) "لقيتُ هَوْلاً ما رجوتُه- {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} - {اعْبُدُوا اللهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ}: اخشوه".
• رجا المساعدةَ/ رجا إليه المساعدةَ/ رجا منه المساعدةَ: سألَه إيَّاها وتوسَّل. 

أرجى يُرجي، أرْجِ، إرجاءً، فهو مُرْجٍ، والمفعول مُرْجًى
• أرجى افتتاحَ المصنع: أرجأه؛ أخّره وأجَّله، والهمزة في هذا الفعل مسهَّلة والأصل (أرجأ) "تقرَّر إرجاء النَّظر في هذه القضيّة إلى الشَّهر القادم- {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} - {وَءَاخَرُونَ مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللهِ}: مؤخَّرون حتى يُنزل الله فيهم ما يريد- {قَالُوا أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ} ". 

ارتجى يَرتجِي، ارْتَجِ، ارتجاءً، فهو مُرتَجٍ، والمفعول مُرتجًى
• ارتجى شيئًا: رجاه؛ أمَّله وأراده "*يا رب أنت المُرتجى في كلِّ نائبة*- ارتجى الله: توكّل عليه- يرجو الثراء ويرجو الخلد مجتهدًا ... ودون ما يرتجي الأقدار والأملُ". 

ترجَّى يترجَّى، تَرَجَّ، ترجّيًا، فهو مَتَرَجٍّ، والمفعول مُتَرَجًّى
 • ترجَّى الشَّخصُ الشَّيءَ/ ترجَّى الشَّخصُ من فلان الشَّيءَ: أمَّله، ارتقب شيئًا محبوبًا ممكنًا "ترجَّى نتيجةً طَيِّبة- ترجَّى من الله المغفرة".
• ترجَّى فلانًا: توسَّل إليه، طلب إليه آملاً الاستجابة "ترجَّاه أن يسامحني". 

رجَّى يُرجِّي، رَجِّ، ترجيةً، فهو مُرَجٍّ، والمفعول مُرَجًّى
• رجَّى الشَّخصَ: رجاه؛ أمَّل فيه "رجَّى صديقَه".
• رجَّى الشَّيءَ: أمَّل به "رجَّى أن يــحقِّق نجاحًا مرموقًا". 

أرجاء [جمع]: مف رَجًا: أنحاء، أطراف وجوانب "مكان متَّسع الأرجاء- في أرجاء البلاد- {وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا} " ° رُمِي به في الرَّجَوان: طُرح في المهالك.
إرجاء [مفرد]: مصدر أرجى. 

أُرْجُوان1 [جمع]: (نت) شجرٌ من الفصيلة القرنيّة له زهر شديد الحُمْرة، حسن المنظر، عديم الرائحة، حلو الطعم. 

أُرْجُوان2 [مفرد]: صبغ أحمر قانٍ يميل إلى البنفسجيّ، يُستخرج من بعض الأصداف "قطيفة أرجوان- أحمر أُرْجُوانِيٌّ: إذا كان قانئًا". 

أرجى [مفرد]: اسم تفضيل من رجا: أكثر أملا، وتوسّلاً مشفوعًا بتلطُّف "أرجى منه: أكثر أملاً". 

ارتجاء [مفرد]: مصدر ارتجى. 

ترجية [مفرد]: مصدر رجَّى. 

رَجاء [مفرد]: مصدر رجا ° رجاءً: عبارة تستخدم كردٍّ إيجابيّ مهذّب لعرض- قطَع الرَّجاء: يئس- مع خالص رجائي لك بالصِّحَّة والعافية.
• أفعال الرَّجاء: (نح) أفعال تدل على رجاء وقوع الفعل، وتعمل عمل كان أي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر مثل: عسى الكربُ ينفرج. 

رُجُوّ [مفرد]: مصدر رجا. 
رجو
: (و (} الرَّجاءُ) ؛ بالمدِّ: (ضِدُّ اليَأْسِ) .
قَالَ الَّراغبُ: هُوَ ظنٌّ يَقْتضِي حُصُول مَا فِيهِ مَسَرَّة.
وقالَ الحرالِيّ: هُوَ تَرَقّبُ الانْتِفاعِ بِمَا تقدَّمَ لَهُ سَبَب مَّا.
وقالَ غيرُهُ: هُوَ لُغَةُ الأمَلِ، وعُرْفاً تَعَلّق القَلْب بحُصُولِ مَحْبُوبٍ مُسْتَقْبلاً، كَذَا عَبَّر ابنُ الكَمالِ.
وقالَ شيْخُنا: هُوَ الطَّمَعُ فِي مُمْكِنِ الحُصُولِ، أَي بخلافِ التَّمنِّي فإنَّه يكونُ فِي المُمْكِن والمُسْتَحِيل، ويَتَعارَضان وَلَا يَتَعَلَّقان إلاَّ بالمَعانِي.
وتَمَنَّيْتُ زيْداً ورَجَوْتُه بمعْنىً؛ ( {كالرَّجْوِ) ، بالفتْحِ، ومثْلُه فِي المُحْكَم والصِّحاحِ.
وضَبَطَه صاحِبُ المِصْباح كعُلُوَ.
(} والرَّجاة {والمَرْجاة} والرَّجاوَة) .
وقالَ ابنُ الأثيرِ: هَمْزةُ {الرَّجاءِ مُنْقَلِبَة عَن واوٍ بدَلِيلِ ظُهُورها فِي رَجاوَة؛ وشاهِدُ} الرَّجاةِ الحدِيثُ: (إلاَّ {رَجَاةَ أَنْ أَكُونَ مِن أَهْلِها) ، وقولُ الشاعِرِ:
غَدَوْتُ رَجاةً أَن يَجودَ مُقاعِسٌ
وصاحِبُه فاسْتَقْبَلانِيَ بالعذرِولا يُنْظَرُ إِلَى قَوْلِ الليْثِ حيثُ قالَ: ومَنْ قالَ فَعَلْت رَجاةَ كَذَا فقد أَخْطَأَ، إنَّما هُوَ} رَجاءَ كَذَا، انتَهَى، لكَوْنِه فِي الحدِيثِ وَفِي كَلامِ العَرَبِ.
( {والتَّرَجِّي} والارْتجاء {والتَّرْجِيَة) ، كُلُّ ذلكَ بمعْنَى} الرَّجاءِ. وَفِي الصِّحاحِ قالَ بشْرٌ يُخاطِبُ ابْنَتَه:
فرَجِّي الخَيْرَ وانْتَظِرِي إيَابِي
إِذا مَا القارِظُ العَنَزِيُّ آبَا ( {والرَّجا) ، مَقْصُوراً: (النَّاحِيَةُ) عامَّةً.
(أَو ناحِيَةُ البِئْرِ) مِن أَعْلاها إِلَى أَسْفَلها.
وَفِي الصِّحاحِ: ناحِيَةُ البِئْرِ وحَافَتاها، وكلُّ ناحِيَةٍ} رَجا.
وقالَ الَّراغبُ: رَجا البِئْرِ والسَّماءِ وغيرِهما: جانِبُها.
(ويُمَدُّ، وهُما {رَجَوانِ) ؛ بالتَّحرِيكِ، (ج} أَرْجاءٌ) ، كَسَبَبٍ وأَسْبابٍ؛ وَمِنْه قَوْلُه تَعَالَى: {والمَلَكُ على {أَرْجائِها} .
(و) } رَجا: (ة بسَرَخْسَ) ، مِنْهَا: عبدُ الرشيدِ بنُ ناصِرٍ! الرّجائيُّ السَّرَخْسيُّ الواعِظُ، وحَفِيدُه أَبو محمدٍ عبدُ الرَّشيدِ بنُ محمدِ بنِ عبْدِ الرَّشِيد، أَجازَ لمَنْ أَدْرَكَه، وكانَ مَلِيحَ الوَعْظِ حَجَّ وسَمِعَ من ابنِ البطي، ماتَ سَنَة 621 فِي ذِي القعْدَةِ.
قالَ الحافِظُ: وكَوْنُ رَجا قَرْيَة بسَرَخْسَ هَكَذَا قالَ أَبو الفَضْل بنُ طاهِرٍ فِي تَرْجمةِ أَبي الفَضْل {الرّجائيّ، وتَعَقَّبَه ابنُ السّمعاني بأنَّه سَأَلَ عَنْهَا جماعَةً مِن أَهْل سَرَخْس فَلم يَعْرِفْها أَحَدٌ؛ قالَ فلعلَّ النِّسْبَة إِلَى مَسْجِد أبي} رَجَاء السَّرَخْسيّ.
(و) {رَجا: (ع بوَجْرَةَ) ؛ قالَ نَصْر: فِي شعبٍ قَرِيبٍ مِن وَجْرَةَ والصَّرائمِ.
(} وأَرْجَى البِئْرَ) {إرْجاءً: (جَعَلَ لَهَا} رَجاً.
(و) {أَرْجَى (الصَّيْدَ: لم يُصِبْ مِنْهُ شَيْئا) ،} كأرْجَأَهُ.
قالَ ابنُ سِيدَه: وإنَّما قَضَيْنا بأنَّ هَذَا كُلّه وَاو لوُجُودِ رج ومَلْفوظاً بِهِ مُبَرْهناً عَلَيْهِ، وعَدَم رُجي.
(و) قَالُوا: (رُمِيَ بِهِ {الرَّجَوانِ) : أَي (اسْتِهْزَاءٌ) ، كَذَا فِي النسخِ والصَّوابُ اسْتُهِينَ بِهِ، كَمَا هُوَ نَصّ المُحْكَم، (كأنَّه رُمِيَ بِهِ} رَجَوَا بِئْرٍ) .
وَفِي الصِّحاحِ: أَرادُوا أنَّه طُرِحَ فِي المهالِكِ، وأَنْشَدَ للمرادي:
كأَنْ لَمْ تَرَ قَبْلي أَسِيراً مُكَبَّلاً
وَلَا رَجُلاً يُرْمَى بِهِ {الرَّجَوان ِوقالَ آخَرُ:
فَلَا يُرْمَى بيَ الرَّجوانِ أنِّي
أَقَلُّ القَوْمِ مَنْ يُغْنِي مَكانِيوقالَ الزَّمْخَشريُّ: قوْلُهم: لَا يُرْمَى بِهِ الرَّجَوانِ، يُضْرَبُ لمَنْ لَا يُخْدَعُ فيُزالُ عَن وَجْهٍ إِلَى آخر، وأَصْلُه الدَّلْو يُرْمَى بِهِ رَجَوَ البِئْرِ.
(} والأرْجُوانُ، بالضَّمِّ: الأحْمَرُ.
(و (قالَ ابنُ الأعرابيِّ: (ثِيابٌ حُمرٌ.
(و) قَالَ الزجَّاج: (صِبغٌ أَحْمَرُ) شَديدُ الحُمْرةِ.
(و) قَالَ غيرُهُ: (الحُمْرَةُ.
(و) قالَ أَبو عبيدٍ: هُوَ الَّذِي يقالُ لَهُ (النَّشَاسْتَجُ) الَّذِي تُسَمِّيه العامَّةُ النّشَا، قالَ: ودُونَه البَهْرَمان.
قالَ الجوهريُّ: ويقالُ أَيْضاً {الأُرْجُوانُ مُعَرَّبٌ وَهُوَ بالفارِسِيَّةِ أُرْغُوان، وَهُوَ شجرٌ لَهُ نَوْرٌ أَحْمَرُ أَحْسَن مَا يكونُ، وكلُّ نَوْرٍ يُشْبِهُه فَهُوَ} أُرْجُوانٌ، قالَ عَمرُو بنُ كُلثوم:
كأَنَّ ثِيابَنا مِنَّا ومِنْهُم
خُضِبْنَ {بأُرْجُوانٍ أَو طُلِينا (و) يقالُ: (أَحْمَرُ} أُرْجُوانيُّ) أَي (قانِىءٌ) ، كَذَا فِي النُّسخِ والصَّوابُ أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ بغيرِ ياءِ النَّسْبَةِ، كَمَا هُوَ نَصّ الجَوهريّ والأساسِ، قَالَا قَطِيفَةٌ حَمْراءُ أُرْجُوان، وَهُوَ أَيْضاً نَصّ المُحْكَم.
قالَ فِيهِ: وحكَى السِّيرافي أَحْمَرٌ أُرْجُوانٌ على المُبالَغَةِ بِهِ، كَمَا قَالُوا أَحْمَرٌ قانِىءٌ، وذلكَ أنَّ سِيْبَوَيْه إنَّما مَثَّل بِهِ فِي الصِّفَةِ، فإمَّا أَن يُرِيدَ المُبالَغَة كَمَا قالَ السِّيرافي، أَو يُرِيد الأُرْجُوان الَّذِي هُوَ الأحْمَر مُطْلقاً.
قالَ ابنُ الأثيرِ: والأكْثَرُ فِي كَلامِهم إضافَة الثَّوْبِ أَو القَطِيفَةِ إِلَى {الأُرْجُوان، قالَ: وقيلَ: الكَلِمَةُ عَربيَّة والألِفُ والنُّونُ زائِدَتَانِ.
(} والإِرْجاءُ: التَّأْخِيرُ) . يقالُ: {أَرْجَيْت الأَمْرَ وأَرْجَأْتُه، يُهْمَزُ وَلَا يُهْمَزُ.
وقُرِىءَ: {وآخَرُونَ} مُرْجَوْنَ لأَمْرِ اللَّهِ} { {وأَرْجِه وأَخاه} كَمَا فِي الصِّحاحِ.
(} والمُرْجِئَةُ) : طائِفَةٌ مِن أَهْلِ الاعْتِقادِ مَرَّ ذِكْرُهم (فِي (ر ج أ) ، سُمُّوا) بذلكَ (لتَقْديمِهم القولَ! وإرْجائِهم العَمَلَ، و) إِذا وَصَفْتَ الرَّجُلَ بِهِ قُلْتَ: (هُوَ {مُرْجٍ ومُرْجِىءٌ، و) إِذا نَسَبْتَ إِلَيْهِ قُلْتَ: هُوَ (} مُرْجِيٌّ) ، بالتَّشْديدِ، (ومُرْجائِيٌّ) على مَا ذُكِرَ فِي الهَمْزِ.
(وأَرْجَأَتِ) الحامِلُ: (دَنَتْ أَن يَخْرُجَ ولدُها) {فرُجيَ ولادُها.
قالَ الَّراغبُ: وحَقِيقَتُه جعلت لصاحِبها} رَجَاء فِي نَفْسِه بقُرْبِ نِتاجِها، قالَ ذُو الرُّمَّة:
إِذا أَرْجَأَتْ ماتَتْ وحيّ سَلِيلها ويقالُ أَيْضاً: {أَرْجَتْ بِلا هَمْز، (فَهِيَ مُرْجِئَةٌ ومُرْجِىءٌ.
(} ورَجِيَ) الرَّجُلُ، (كرَضِيَ: انْقَطَعَ عَن الكَلامِ) .
وقالَ الأزهريُّ: إِذا دُهِشَ.
وقالَ الفرَّاءُ: يقالُ بَعِلَ وبَقِرَ ورَتِجَ ورَجِي وعَقِرَ إِذا أَرادَ الكَلامَ فأُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(ورُجِيَ عَلَيْهِ، كعُنِيَ: أُرْتِجَ عَلَيْهِ.
(و) مِن المجازِ: ( {ارْتَجاهُ) إِذا (خافَهُ) يقالُ: لَقِيتُ هولاً وَمَا} ارْتَجَوْتُه، أَي مَا خفْتُه؛ نقلَهُ الزَّمَخْشريُّ، وأَنْشَدَ الليْثُ:
لَا {تَرْتَجِي حِينَ تُلاقِي الذَّائِدَا
أَسَبْعَةً لاقَتْ مَعًا أَو واحِدَاأَي لَا تَخافُ.
(} والأُرْجِيَةُ، كأُثْفِيَّةٍ: مَا أُرْجِىءَ مِن شيءٍ) ، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه.
(! ورَجَّاءُ، مشدَّدةً، صَحابيَّةٌ غَنَوِيَّةٌ) ، أَي من بَني غَنِيَ، (بَصْريَّةٌ) ، أَي نَزَلَتْ البَصْرَة، (رَوَى عَنْهَا) إمامُ المُعبِّرين محمدُ (بنُ سِيرينَ) الحدِيثَ (فِي تَقْدِيمِ ثَلاثَةٍ من الوَلَدِ) ، رَواهُ هِشامُ عَن ابنِ سِيرينَ عَنْهَا، والحدِيثُ فِي المسْنَدِ صَحِيح، وأَوْرَدَه أَيْضاً الشَّرَف الدِّمْياطِي فِي التسلى والاغْتِباطِ بسَنَدِه المُتَّصِل.
وممَّا يُسْتدركُ عَلَيْهِ: {رَجِيَهُ} يَرْجاهُ، كرَضِيَه، لُغَةٌ فِي {رَجاهُ} يَرْجُوه، عَن الليْثِ.
وأَنْكَرَه الأزْهريُّ عَلَيْهِ وقالَ: لم أَسْمَعْه لغيرِه مَعَ أَنَّ ابنَ سِيدَه ذَكَرَه أيْضاً.
قالَ الليْثُ {والرَّجْو المُبالاةُ، مَا} أَرْجُو مَا أُبالِي.
قالَ الأزْهريُّ: وَهَذَا مُنْكَرٌ وإنَّما يُسْتَعْمل الرَّجاء بمعْنى الخَوْف إِذا كانَ مَعَه حَرْف نفْي، وَمِنْه {مَا لَكُم لَا {تَرْجُونَ للَّهِ وَقاراً} ؛ المعْنَى: مَا لَكُم لَا تَخافُون للَّهِ عَظَمَة.
قالَ الفرَّاءُ: وَلم نَجِدْ مَعْنى الخَوْفِ يكون} رَجاءً إلاَّ وَمَعَهُ جَحْدٌ، فَإِذا كانَ كذلكَ كانَ الخَوْفُ على جِهَةِ الرَّجاء والخوفِ وكانَ الرَّجاءُ كذلكَ، تقولُ: مَا {رَجَوْتُك أَي مَا خِفْتُكَ، وَلَا تقولُ رَجَوْتُك فِي مَعْنى خِفْتُك؛ قالَ أَبو ذُؤَيْب:
إِذا لَسَعَتْه النَّحْلُ لم} يَرْجُ لَسْعَها
وحالَفَها فِي بَيْتِ نُوبٍ عَواسِلِقالَ الجَوْهريُّ: أَي لم يَخَفْ وَلم يُبالِ.
وأَنْشَدَ الزَّمخشريُّ فِي الأساسِ:
تَعَسَّفْتُها وَحْدِي وَلم {أَرْجُ هَوْلَها
بحَرْفٍ كقَوْسِ البانِ باقٍ هِبابهاوقالَ الراغبُ بَعْدَما ذكرَ قَوْل أَبي ذُؤَيْب: ووَجْهُ ذَلِك أَنَّ الرَّجاءَ والخَوْفَ يَتلازمانِ.
وَفِي المِصْباح: لأنَّ} الرَّاجي يَخافُ أنَّه لَا يُدْرِكُ مَا {يَتَرَجَّاه.
} ورَجاءٌ {ومُرَجّىً: اسْمانِ؛ وكَذلِكَ} المُرْتَجى.
وأَبو {رَجاءٍ: العُطارِديُّ محدِّثٌ.
وأَبو رَجاءٍ السَّرْخَسيُّ صاحِبُ الجامِعِ بسَرْخَس الَّذِي نُسِبَ إِلَيْهِ أَبو الفَضْل} الرّجائيّ. {وأَرْجاءُ: مَوْضِعٌ بأَصْبَهان مِنْهُ: عليُّ بنُ عُمَر بنِ محمدِ بنِ الحَسَنِ} الأَرْجائيُّ المحدِّثُ.
وأَبو {رَجوان: قَرْيةٌ بمِصْرَ فِي الصَّعيد الأَدْنى.

قشع

(ق ش ع) : (انْقَشَعَ) السَّحَابُ وَتَقَشَّعَ وَأَقْشَعَ إذَا زَالَ وَانْكَشَفَ وَقَشَعَتْهُ الرِّيحُ كَشَفَتْهُ.

قشع

1 قَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحَابَ The wind removed, or cleared off, the clouds; (S, K;) as also ↓ أَقْشَعَتْهُ. (K.) 4 أَقْشَعَ and ↓ اِنْقَشَعَ and ↓ تقشّع It (a cloud) became removed, or cleared off. (S, K.) See 1.5 تَقَشَّعَ see 4.7 إِنْقَشَعَ see 4.
ق ش ع : انْقَشَعَ السَّحَابُ إذَا انْكَشَفَ وَتَقَشَّعَ مِثْلُهُ وَقَشَعَتْهُ الرِّيحُ مِنْ بَابِ نَفَعَ فَأَقْشَعَ هُوَ بِالْأَلِفِ مِنْ النَّوَادِرِ الَّتِي تَعَدَّى ثُلَاثِيُّهَا وَقَصَرَ رُبَاعِيُّهَا عَكْسُ الْمُتَعَارَفِ. 
(قشع) - في حديث الاسْتِسْقاء: " فتقشَّعَ السَّحابُ"
: أي تَصدَّع وأَقْلَع، وكذا أَقشَعَ وانقَشَعَ. وقَشَعَتْه الرِّيحُ: كَشَفَتْه.
(قشعر) ومن رُباعِيّه قَولُه عزّ وجلّ: {تَقْشَعِرُّ مِنْهُ}
: أي تَنْقَبِض. واقْشَعَرَّ النَّبْتُ: لم يَجد رِيًّا.
ق ش ع: (الْقِشَعُ) بِوَزْنِ الْعِنَبِ الْجُلُودُ الْيَابِسَةُ الْوَاحِدَةُ (قَشْعٌ) بِوَزْنِ فَلْسٍ وَهُوَ فِي حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ. وَفِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «لَوْ حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا أَعْلَمُ لَرَمَيْتُمُونِي بِالْقَشْعِ» . 

قشع


قَشَعَ(n. ac. قَشْع)
a. Dispersed, drove away.

قَشِعَ(n. ac. قَشَع)
a. Was light, frivolous.
b. [ coll. ], Saw, perceived.

أَقْشَعَa. see I
& V.
تَقَشَّعَa. Became dispersed; cleared away (clouds);
became scattered.
إِنْقَشَعَa. see Vb. [ coll. ], Was seen, perceived.

قَشْعa. Cloud.
b. Sweepings of the baths.
c. Stupid.
d. Dry hides.
e. Crust of ice.

قَشْعَة
(pl.
قِشَاْع)
a. Scattered clouds.
b. Dry skin; hide.

قِشْعa. see 1 (a) (b).
قِشْعَة
(pl.
قِشَع)
a. see 1t
قَشِعa. Dry, arid.
b. Fickle, inconstant; frivolous.

قِشَاْعa. Rag.

قَشُّوْع
a. [ coll. ], Kid forsaken by its
mother.
N. P.
قَشڤعَ
a. [ coll. ], Seen, perceived;
visible.
قشع
القَشْعُ: بَيتٌ من أدم. والسحاب المُقْلِع، وَقَشَعَتْهُ الريحُ فأقْشَعَ وانْقَشَعَ. والقومُ المتفرقون عن بلادهم، وقد أقْشَعوا. والقَشْعَةُ: قطعةٌ من السحاب تبقى إذا انقطع الغَيْم.
وانْقَشعَ البَرْدُ وتقَشع: ذهَبَ. والقَشْعُ: كُناسَة الحَمام. وأتى وما عليهِ قِشاعٌ: أي شيء من الثياب. وأراكَةٌ قَشِعَةٌ: مُلْتَفة.
والقَشْعُ: ريشٌ منْتَشِر. والفَرْوُ الخَلَق. والنطع. والزنبيل. وذَكَرُ الضباع. والنُّخامَة - وهي القشاعَة أيضاً، وقد قَشَعَ بها. والأحمق. وما أخَذْتَه عن وجه الأرض فرميتَ به. والذي لا يَثْبت على ما يُراد منه. وما جَمَدَ من الماء رقيقاً على شيء. وشاة قَشِعَةٌ: غَثةٌ.
وهو أَذل من القَشْعَة: وهي الكَشُوثاء. وعجوز قَشْعَة: رَذْلَة. وقَشِعَ الشيءُ: جف.
ق ش ع

انقشع الغيم وتقشّع وأقشع، وقشعته الريح.

ومن المجاز: انقشع الظلام والبرد. واجتمعوا عليه ثم انقشعوا. وانقشعوا عن الماء وتقشّعوا: تفرّقوا. وانقشع الهمّ عن القلب. وانقشع البلاء عن البلاد. وانقشعوا عن أماكنهم: جلوا عنها. وفلان يقشع بنخامته: يرمى بها، ويرمى بقشاعته. والنور يقشع الظلام. قال:

كهولاً وشبّاناً على قسماتهم ... قواشع نورٍ أو بروق أوالق

و" طارت به أم قشعم " أي المنية. وفلان لم تتقشع جاهليّته. قال القطاميّ:

إذ باطلي لم تقشع جاهليته ... عنّي ولم يترك الخلاّن تقوادي

قودي إلى الباطل.
[قشع] فيه: لا أعرفن أحدكم يحمل «قشعًا» من أدم، أي جلدًا يابسًا، وقيل: نطعًا، وقيل: القرابة البالية، وهو إشارة إلى الخيانة في الغنيمة أو غيرها من الأعمال. ومنه ح: فنفلني جارية عليها «قشع»، قيل: أراد به الفرو الخلق. ن: هو بفتح قاف وبكسر وسكون معجمة النطع. ج: قشع من آدم، أي جلد يابس. نه: وفي ح أبي هريرة: لو حدثتكم بكل ما أعلم رميتموني «بالقشع»، هي جمع قشع بلا قياس، وقيل: جمع قشعة، وهي ما يقشع عن وجه الأرض من المدر والحجر، كبدرة وبدر، وقيل: القشعة نخامة يقتلعها الإنسان من صدره، أي ليزقتم في وجهي استخفافًا بي وتكذيبًا لقولي، يروى: لرميتموني بالقشع - على الإفراد وهو الجلد، أو من القشع: الأحمق، لأي لجعلتموني أحمق. وفيه ح: «فتقشع» السحاب، أي تصدع وأقلع، وكذا أقشع وقشعته الريح.
قشع وَقَالَ [أَبُو عبيد -] : فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لَو حدثتكم بِكُل مَا أعلم لرميتموني بالقِشَع. [قَالَ الْأَصْمَعِي وَغَيره -] القِشَع: الْجُلُود الْيَابِسَة [وَلَا يكون القِشَع أبدا إِلَّا يَابسا -] الْوَاحِد مِنْهَا قَشْع [قَالَ أَبُو عبيد: وَهَذَا على غير قِيَاس الْعَرَبيَّة وَلكنه هَكَذَا يُقَال وَمِنْه حَدِيث سَلمَة ابْن الْأَكْوَع فِي غزَاة بني فَزارة قَالَ: أغرنا عَلَيْهِم فَإِذا امْرَأَة عَلَيْهَا قشع فأخذتها فَقدمت بهَا الْمَدِينَة. وَمِمَّا يُــحَقّق ذَلِك قَول متمم بن نُوَيْرَة يرثى أَخَاهُ فَقَالَ: (الطَّوِيل)

وَلَا بَرَمٌ تُهْدِي النساءُ لعِرْسِه ... إِذا القَشْع من بَرْد الشتَاء تقعقعا -] 
[قشع] الأصمعيّ: القِشَعُ: الجلود اليابسة، الواحدةُ قَشْعٌ على غير قياس، لان قياسه قشعة وقشع، مثل بدرة وبدر، إلا أنه هكذا يقال. وفى حديث سلمة بن الاكوع في غزاة بنى فزارة قال: " أغرنا عليهم فإذا امرأة عليها قشع لها، فأخذتها فقدمت بها المدينة ". ومنه حديث أبى هريرة: " لو حدثتكم بكل ما أعلم لرميتموني بالقشع ". والقشع: بيتٌ من جلد، فإن كان من أَدَمٍ فهو الطِرافُ. قال متمِّم بن نويرة يرثي أخاه مالكاً: ولا بَرَماً تُهْدي النساءُ لعِرسِهِ * إذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا * وقَشَعَتِ الريحُ السحابَ، أي كشفته، فانْقَشَعَ وتَقَشَّعَ وأقْشَعَ أيضا. وقشعته أنا، مثل كببته فأكب. والقشعة بالكسر: القطعة من السَحاب تبقى بعد انقشاع الغيم. وقشعت القوم فأقشعوا وتَقَشَّعوا، أي فرَّقْتُهُمْ فتفرَّقوا. وأقْشَعَ القوم عن الماء: أقلعوا عنه.
قشع
قشَعَ يَقشَع، قَشْعًا، فهو قاشِع، والمفعول مَقْشوع
• قشَع القوْمَ: فَرّقَهُمْ وأذهبهم "قشَع الزِّلزالُ أبناءَ القرية".
• قشَع النورُ الظلامَ: أزاله.
• قشَعتِ الرِّيحُ السحابَ: كشفته "قشَعت الرِّيحُ الغيمَ فسطعت الشّمسُ". 

أقشعَ يُقشع، إقْشاعًا، فهو مُقشِع، والمفعول مُقشَع (للمتعدِّي)
• أقشع القومُ: تفرَّقُوا.
• أقشعتِ السَّماءُ: انكشفَتْ "كان الجوّ غائمًا ثم أقشَعت السّماءُ وسطعت الشمسُ".
• أقشعتِ الرِّيحُ السَّحابَ: قَشَعَته؛ بدّدته وذهبت به بعيدًا. 

انقشعَ/ انقشعَ عن ينقشِع، انْقِشاعًا، فهو مُنْقشِع، والمفعول مُنْقَشَع عنه
• انقشعَ السَّحابُ: مُطاوع قشَعَ: انكشف، تفرّق، زال شيئًا فشيئًا "انقشَع اللَّيلُ/ القومُ/ البردُ/ الظَّلامُ/ الضَّبابُ".
• انقشعَ الهَمُّ عن القلب: زال عنه وانكشف "انقشَعَ البلاءُ عن البلاد- انقشعتْ عن نفسه غيُومُ الاضطِراب". 

تقشَّعَ/ تقشَّعَ عن يتقشَّع، تقشُّعًا، فهو مُتقشِّع، والمفعول مُتقَشَّع عنه
• تقشَّع السَّحابُ: انقشع، زال شَيْئًا فشيئًا.
• تقشَّعَ القومُ: أقشعُوا، تفرّقوا عن المكان في مُهْلَة "تقشَّع المتظاهرون بعد تدخُّل الشرطة".
• تقشَّع عنه الشَّيءُ: زال عنه "تقشَّع الظّلامُ عن الصُّبح- تقشَّع السّحابُ عن الجوّ- تقشّع الهمُّ عن القلب- تقشَّع البلاءُ عن البلاد". 

قَشْع [مفرد]: مصدر قشَعَ. 

قَشْعَة [مفرد]: ج قَشَعات وقَشْعات وقِشاع: قِطعة من السَّحاب تبقى في أفق السَّماء إذا انقشع الغيمُ. 
(ق ش ع)

القَشْع: بَيت من أَدَم، قَالَ متمم:

وَلَا بَرَماً تُهْدِى النِّساءُ لعِرْسِه ... إِذا الْقَشْعُ من برْد الشِّتاءِ تقَعْقَعا

وَرُبمَا اتخذ من جُلُود الْإِبِل، صوانا لما فِيهِ من الْمَتَاع. والقَشْع، والقَشْعة: قِطْعَة نطع خلق. وَقيل: هُوَ النطع نَفسه. والقَشْع أَيْضا: الفرو الْخلق. وَجمع كل ذَلِك: قُشوع.

والقَشْعة، والقِشْعة. الْقطعَة الْخلق الْيَابِسَة من الْجلد. وَجمع القَشعة: قِشاع، وَجمع القَشْعَة: قِشَع.

وقَشِع الشَّيْء قَشَعا: خفَّ، كَاللَّحْمِ الَّذِي يُسمى الحساس.

والقُشاع: دَاء يوبس جلد الْإِنْسَان.

والقِشاعُ: الرقعة الَّتِي تُوضَع على النجاش عِنْد خرز الاديم.

وانقشع عَنهُ الشَّيْء وتقشَّع: غشيه، ثمَّ انجلى عَنهُ، كالظلام عَن الصُّبْح، والهم عَن الْقلب، والسحاب عَن الجو.

والقَشْع: السَّحَاب الذَّاهِب المُتقشَّع عَن وَجه السَّمَاء. والقَشْعة والقِشْعة: قِطْعَة مِنْهُ تبقى فِي أفق السَّمَاء إِذا تَقَشِّع الْغَيْم.

وَقد اقشع الْغَيْم، وانقَشَع، وتقشَّع، وقشَعتْه الرّيح قَشْعا.

قَالَ ابْن جني: جَاءَ هَذَا معكوسا مُخَالفا للمعتاد، وَذَلِكَ انك تَجِد فيهمَا " فَعَل " مُتَعَدِّيا، و" أفعل " غير مُتَعَدٍّ. وَمثله: شنق الْبَعِير واشنق هُوَ، وأجفل الظليم وجفلته الرّيح، وَسَيَأْتِي.

وأقشع لقوم، وتقشعوا، وانقشعوا: ذَهَبُوا وافترقوا. وقشعوا عَن مجلسهم: ارتفعوا. هَذِه عَن ابْن الْأَعرَابِي.

والقِشْع والقِشْع: كناسَة الْحمام والحجام. وَالْفَتْح أَعلَى.

والقِشْعَة: النُّخامة، وَبِه فسر حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: لَو حدثتكم بِكُل مَا رويت لرميتموني بالقِشْع. قَالَ الْمُفَسّر: أَي لبصقتم فِي وَجْهي، تفنيدا لي. حَكَاهُ الْهَرَوِيّ فِي الغريبين. والقُشاع: صَوت الضبع. وَقَالَ أَبُو مهراس:

كأنّ نِداءَهنَّ قُشاعُ ضَبْعٍ ... تفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أكِيلا

وأراكه قَشِعَة: ملتفة كَثِيرَة الْوَرق.

والمِقْشَع: الناووس، يَمَانِية.

قشع: القَشْعُ والقَشْعةُ: بيت من أَدَمٍ، وقيل: بيت من جِلْد، فإِن كان

من أَدَمٍ فهو الطِّراف؛ قال متمم بن نويرة يرثي أَخاه:

ولا برَم تُهْدِي النساءُ لِعِرْسِه،

إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشتاءِ تَقَعْقَعا

وربما اتخذ من جُلُودِ الإِبل صِواناً لما فيه من المتاعِ، والجمع

قِشْعٌ؛ وقول الراجز:

فَخَيَّمَتْ في ذَنَبانٍ مُنْقَفِعْ،

وفي رُفُوضِ كَلإٍ غيرِ قَشِعْ

أَي رطْبٍ لم يَقْشَعْ، والقَشِعُ: اليابسُ، والمُنْقَفِعُ:

المُتَقَبِّضُ. والقَشْعُ: الرجل الكبير الذي انْقَشَعَ عنه لحمه من الكِبَرِ؛ قال

أَبو منصور: القَشْع الذي في بيت متمم هو الشيخ الذي انقشع عنه لحمه من

الكِبَرِ فالبرد يؤذيه ويَضُرُّ به. والقَشْعُ والقَشْعةُ: قِطْعة نِطَعٍ

خَلَقٍ، وقيل: هو النطع نفسه. والقَشْعُ أَيضاً: الفَرْوُ الخلَقُ، وجمع

كل ذلك قُشُوعٌ. والقَشْعةُ والقِشْعةُ: القطعة الخلَقُ اليابسةُ من

الجلد، والجمع قِشَعٌ، وقيل: إِن واحده قَشْعٌ على غير قياس لأَن قياسه قشعة

مثل بَدْرةٍ وبِدَرٍ إِلا أَنه هكذا يقال. ابن الأَعرابي: القِشَعُ

الأَنْطاعُ المُخْلِقةُ. وفي حديث سلمة بن الأَكوع في غزاة بني فَزارةَ قال:

أَغرنا عليهم فإِذا امرأَة عليها قَشْعٌ لها فأَخذتها فقدمت بها المدينة؛ قال

ابن الأَثير: أَراد بالقَشْع الفَرْوَ الخَلَق، وأَخرجه الهروي عن أَبي

بكر قال: نَفَّلَنِي رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، جارية عليها قَشْعٌ

لها. وفي الحديث: لا أَعْرِفَنَّ أَحدَكم يَحْمِلُ قَشْعاً من أَدَمٍ

فينادِي: يا محمد فأَقول: لا أَملِك لك من الله شيئاً، قد بَلَّغْتُ، يعني

أَدِيماً أَو نِطَعاً، قاله في الغُلولِ، وقال ابن الأَثير: أَراد

القِرْبةَ البالية وهو إِشارة إِلى الخيانةِ في الغنيمةِ أَو غيرها من الأَعمال؛

قيل: مات رجل بالبادية فأَوصَى أَن ادفنوني في مكاني ولا تنقلوني عنه، ثم

قال:

لا تَجْتَوِي القَشْعةُ الخَرْقاءُ مَبْناها؛

الناسُ ناسٌ، وأَرضُ اللهِ سَوّاها

قوله مبناها: حيث تنبُتُ القَشْعةُ

(* قوله« حيث تنبت القشعة» لعل

المراد بها الكشوثاء ففي القاموس والقشعة الكشوثاء وان كان شارحه استشهد به

على القشعة بمعنى المرأَة)، والاجْتِواء: أَن لا يوافقك المكان ولا

ماؤُه.وقَشِعَ الشيءُ قَشَعاً: جَفَّ كاللحم الذي يسمى الحُساسَ.

والقُشاعُ: داءٌ يُؤْيِسُ الإِنسانَ. والقِشاعُ: الرُّقْعةُ التي توضعُ

على النِّجاش عند خَرْزِ الأَدِيمِ.

وانْقَشَعَ عنه الشيءُ وتَقشََّعَ: غَشِيَه ثم انجلى عنه كالظَّلام عن

الصبح والهَمِّ عن القلبِ والسَّحابِ عن الجوِّ. قال شمر: يقال للشَّمالِ

الجِرْبِياءُ وسَيْهَكٌ وقَشْعة لقَشْعِها السَّحاب. والقَشْعُ

والقِشْعُ: السحابُ الذاهبُ المُتَقَشِّعُ عن وجه السماء، والقَشْعةُ والقِشْعةُ:

قِطْعةٌ منه تبقى في أُفُقِ السماء إِذا تَقَشَّع الغيمُ. وقد انْقَشَع

الغيمُ وأَقْشَعَ وتَقَشَّعَ وقَشَعَتْه الريحُ أَي كَشَفَتْه فانقشَع؛ قال

ابن جني: جاءَ هذا معكوساً مخالفاً للمعتاد وذلك أَنك تجد فيها فعَل

متعدِّياً وأَفعَل غير متعد، ومثله شَنَقَ البعِيرَ وأَشنَقَ هو، وأَجفَلَ

الظَّلِيمُ وجَفَلَتْه الريحُ، وكل ذلك مذكور في موضعه. وفي حديث الاستسقاء:

فَتَقَشَّعَ السحابُ أَي تصدَّع وأَقلع، وكذلك أَقْشَعَ، وقَشَعَتْه

الريحُ.

وقَشَعْتُ القومَ فأَقْشَعوا وتقشَّعوا وانقشَعوا: ذهبوا وافترقوا.

وأَقشَعَ القومُ: تفرَّقوا. وأَقْشَعُوا عن الماء: أَقْلَعوا، وعن مجلسهم:

ارتفعوا؛ هذه عن ابن الأَعرابي. والقَشْعُ والقُشْعُ والقِشْعُ: كُناسةُ

الحمَّامِ والحجَّامُ، والفتح أَعلى. والقَشْعةُ: العجوز التي انقطع عنها

لحمها من الكِبَرِ. والقُشاعُ: صوت الضَّبُعِ الأُنثى؛ وقال أَبو مهراس:

كأَنَّ نِداءَهُنَّ قُشاعُ ضَبعٍ،

تَفَقَّدُ من فَراعِلَةٍ أَكِيلا

والقِشْعةُ: النُّخامةُ، وجمعها قِشَعٌ، وبه فسر حديث أَبي هريرة، رضي

الله عنه: لو حدثتكم بكل ما أَعلم لرميتموني بالقِشَع، وروي: بالقَشْعِ،

وقال: القَشْعُ ههنا البُزاقُ؛ قال المفسر: أَي بَصَقْتُم في وجهي

تَفْنِيداً لي؛ حكاه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ، وقال ابن الأَثير: هي جمع

قَشْعٍ على غير قياس، وقيل: هي جمع قَشْعةٍ وهي ما يُقْشَع عن وجه الأَرض من

المدَر والحجر أَي يقلع كبَدْرةٍ وبِدَرٍ، وقيل: القِشْعةُ النُّخامة

التي يَقْتَلِعُها الإِنسان من صدره ويُخْرِجُها بالتنخم، أَي لبصقتم في وجهي

استخفافاً بي وتكذيباً لقولي؛ ويروى: لرميتموني بالقَشْعِ، على

الإِفراد، وهو الجِلْد أَو من القَشْعِ الأَحمق أَي لجعلتموني أَحمَق. وقال أَبو

منصور عقيب إِيراد هذا الحديث: القِشَعُ الجُلود اليابسة، وقال: قال بعض

أَهل اللغة القَشْعةُ ما تَقَلَّفَ من يابِس الطينِ إِذا نَشَّتِ

الغُدْرانُ وجفّت، وجمعها قِشَعٌ. والقَشْعُ: أَن تَيْبَسَ أَطرافُ الذّرةِ قبل

إِناها، يقال: قَشَعَت الذُّرةُ تَقْشَعُ قَشْْعاً: الحِرْباءُ؛ وأَنشد:

وبَلْدةٍ مُغْبَرّةِ المَناكِبِ،

القَشْعُ فيها أَخضَرُ الغَباغِبِ

وأَراكةٌ قَشِعةٌ: مُلْتَفّةٌ كثيرة الورق.

والمِقْشَعُ: الناوُوس، يمانية.

قشع
القَشْعُ، بالفَتْحِ، وذِكْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَكٌ، كَمَا نَبَّهْنَا عَلَيْهِ غَيْرَ مَرَّةٍ: الفَرْوُ الخَلَقُ، بلُغَةِ قُشَيْرٍ، ونَقَلَه أَبُو زَيْدٍ عَنْهُم، وَبِه فَسَّرَ ابنُ الأثِير حَدِيَثَ سَلَمَةَ بنِ الأكْوَعِ: فَإِذا امْرَأةٌ عَلَيْهَا قَشْعٌ لَهَا، فأخَذْتُها فقَدِمْتُ بهَا المَدِينة وأخْرَجَه الهَرَوِيّ عَن أبي بَكْرٍ القِطْعَةُ مِنْهُ بهاءٍ والجَمْعُ قُشُوعٌ.
والقَشْعُ: كُنَاسَةُ الحَمّامِ نَقَلَه ابنُ فارسٍ عَن بَعْضِهِم، وزادَ غَيْرُه، الحَجّام، ويُثَلَّثُ، عَن ابنِ فارِسٍ الكَسْرُ، وَزَاد صاحِبُ اللِّسَانِ الفَتْح، وقالَ: والفَتْحُ أعْلَى، وأمّا الضَّمُّ فَلم أرَ مَنْ ذَكَرَه، فليُنْظَرْ ذَلِك.
والقَشْعُ، الأحمَقُ، سُمِّيَ بِهِ لأنَّ عَقْلَه قد تَقَشَّع عَنهُ: انْكَشَف، وذهَبَ، وبِهِ فُسِّرَ حَدِيثُ أبِي هريرَةَ: لَو حَدَّثْتُكُم بكُلِّ مَا أعْلَمُ لَرَمَيْتُمُوني بالقَشْعِ فيمَنْ رواهُ بالفَتْحِ، والمَعْنَى لدَعَوْتُمُونِي بالقَشْعِ، وحمَّقْتُمُوني.
والقَشْعُ: رِيشُ النَّعَامِ، وَهُوَ مَأخوذٌ من قَوْلِ القُشَيْرِيينَ فِي مَعْنَى القَشْعِ: الفَرْوُ الغَلِيظُ، قالَ الشاعِرُ: جَدُّكَ خَرْجَاءُ عَلَيْهَا قَشْعُ أَلا تَرى إِلَى قَوْلِ عَنْتَرةَ يصفُ الظَّلِيم:
(صَعْلٍ يَعُودُ بذِي العُشَيْرَةِ بَيْضَهُ ... كالعَبْدِ ذِي الفَرْوِ الطَّوِيلِ الأصْلَمِ)
والقَشْعُ أيْضاً: النُّخَامَةُ الَّتي تُرْمَى، يَقْتَلِعُها الإنْسَانُ من صَدْرِه، ويُخْرِجُهَا بالتَّنَخُّمِ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ السّابِقُ، أَي لبَصَقْتُمْ فِي وَجْهِي اسْتِخْفافاً بِي، وتَكْذيباً لِقَولِي، كالقِشْعَةِ، بالكَسْرِ، وَهِي النُّخَامةُ، وَقد رُوِيَ الحَدِيثُ بالكَسْرِ أيْضاً، وفُسِّرَ بالبُزَاقِ. حكاهُ الهَرَوِيُّ فِي الغَرِيبيْنِ.
والقُشَاعَةُ، كُثمَامَةٍ: بَيْتٌ من جِلْدٍ، هكَذَا فِي النُّسَخِ، وَهُوَ غَلَطٌ، والصّوابُ فِي العِبَارَة: وبَيْتٌ من) جِلْد، ج: قُشُوعٌ، كَمَا هُوَ نَصُّ اللَّيْثِ، إلاّ أنَّه قَالَ: من أدَمٍ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ على الصِّحَةِ، فالقُشَاعَةُ: لُغَةٌ فِي القِشْعَةِ، بمَعْنَى النُّخَامَة، نَقَلَه الزَّمَخْشَريُّ، وَقد سَقَطَ الواوُ من نُسَخِ المُصَنِّفِ سَهْواً من النُّسَّاخِ، بِدَليلِ مَا سَيَأتي من المَعْطُوفَاتِ عَلَيْهِ، زادَ اللَّيْثُ: ورُبَّما اتُّخِذَ من جُلودِ الْإِبِل صِوَانا للمَتَاعِ، وزادَ الجَوْهَرِيُّ: فإنْ كَانَ من أدَمٍ فهُوَ الطِّرَافُ، وأنشَدَ لمُتَمِّمِ بنِ نُويْرَة: رضِيَ اللهُ عَنهُ يَرْثِي أخاهُ مالِكاً:
(وَلَا بَرَماً تُهْدِي النِّسَاء لعِرْسِهِ ... إِذا القَشْعُ من بَرْدِ الشَّتَاءِ تَقَعْقَعَا)
زادَ الصاغَانِيُّ: ويُرْوَى مِنْ حسِّ الشِّتَاء وذلكَ أنَّه إِذا ضَرَبَتْه الرِّيحُ والبَرْدُ تَقْبَّضَ، فَإِذا حُرِّك تَقَعْقَعَت أثْناؤُه، أَي نوَاحِيه.
قَالَ ابنُ المُبَارَكِ: القَشْعُ: النِّطَعُ نفسُه، أَو قِطْعَةٌ من نِطَعٍ خَلَقٍ.
وقِيلَ: هِيَ القِرْبَةُ اليابِسَةُ، هَكَذَا فِي سائِرِ النُّسَخ، والصَّوابُ: البالِيَةُ كَمَا فِي العُبَابِ واللِّسانِ.
وجمعُ كُلِّ ذَلِك قُشُوعٌ.
وبكُلٍّ من النِّطَعِ أَو القِطْعَة مِنْهُ، والقِرْبَةِ فُسِّر الحَدِيثُ: لَا أعْرِفَنَّ أحْدَكُم يَحْمِلُ قَشْعاً من أدَمٍ، فيُنادي يَا مُحَمّدُ، فأقُولُ: لاأمْلِكُ لكَ من اللهِ شَيْئاً، قد بَلَّغْتُ يَعْني نِطَعاً، أَو قِطْعَةً من أدِيمٍ، قالَهُ الهَرَوِيُّ فِي الغُلُولِ، وقالَ ابنُ الأثيرِ: أرادَ القِرْبَةَ البَالِيَةَ، وَهُوَ إشارَةٌ إِلَى الخِيانَةِ فِي الغَنِيمَةِ، أَو غيرَها من الأعْمالِ.
وقالَ الأزْهَرِيُّ: القَشْعُ الَّذِي فِي بَيْتِ مُتَمِّمٍ السّابِق هُو الرَّجُلُ المُنْقَشِعُ لَحْمَهُ عَنهُ كِبَراً، فالبَرْدُ يُؤْذِيه ويضُرُّه، وَهِي بهاءٍ، وأنْشَدَ اللَّيْثُ:
(لَا تَجْتَوِي القَشْعَةُ الخَرْقَاءُ مَبْنَاهَا ... الناسُ ناسٌ وأرْضُ اللهِ سَوّاهَا)
قولُه: مَبْنَاها، أَي حَيْثُ تَنبُتُ القَشْعَةُ، والاجْتِواءُ: أَن لَا يُوَافِقَك المَكَانُ وَلَا ماؤُه، قالَه رجُلٌ ماتَ فِي البادِيَةِ، فأوْصى أنْ يُدْفَنَ فِي مَكانِه، وَلَا يُنْقَل عَنهُ.
والقَشْعُ: الحِرْبَاءُن قالَ: وبَلْدَةٍ مُغْبَرَّةِ المَناكِبِ القَشْعُ فِيهَا أخْضَرُ الغَبَاغِبِ القَشْعُ: السَّحَابُ الذَّاهِبُ المُنْقَشِعُ عَن وَجْهِ السَّمَاءِ، ويُكْسَرُ، والقِطْعَةُ مِنْهُ قَشْعَةٌ، وقِشْعَةٌ، ويَذْكُره المُصَنِّفُ قَرِيباً.)
وقالَ ابنُ عَبّادٍ: القَشْعُ: الزِّنْبِيلُ.
وأيْضاً: مَا جَمَدَ مِنَ الماءِ رَقِيقاً على شَيءٍ.
ونَقَلَ الأزْهَرِيُّ عَن بَعْضِ أهْلِ اللُّغَةِ: القَشْعُ مَا تَقَلَّفَ من يَابِسِ الطِّينِ إِذا نَشَّتِ الغُدْرَانُ وجَفَّتْ، والقِطْعَةُ مِنْهُ قَشْعَةٌ، والجَمْعُ: قِشَعٌ، كَبْدرَةٍ، وَبِه فُسِّرَ حَدِيثُ أبي هُرَيْرَةَ السابِقُ، فِيمَن روَاه بكَسْرِ القافِ وفَتْحِ الشِّينِ، أَي لَرَمَيْتُمُونِي بالحَجَرِ والمَدَرِ، نَقَلَهُ ابنُ الأثيرِ.
والقَشْعُ أيْضاً: مَا تَقْشَعُ أَي تَقْلَعُ مِنْ وجْهِ الأرْضِ بِيَدِكَ أَي تَقْلَعُ مِنْ وَجْهِ الأرْضِ من رُسَابَةِ الطِّينِ وغَيْرِها، ثُمّ تَرْمِي بِه، وهُو قَرِيبٌ من الأوّلِ.
وقِيلَ: القَشْعُ: الجِلْدُ اليابِسُ ج: كعِنَبٍ، نَقَلَه الأصْمَعِيُّ، قَالَ الجَوْهَرِيُّ: وَهُوَ على غَيْرِ قِيَاسٍ لأنَّ قِياسَه قَشْعَةٌ وقِشَعٌ، مثل: بَدْرَةٍ وبِدَرٍ، إلاّ أنَّهُ هكَذَا يُقَال، وَبِه فَسَّرَ الجَوْهَرِيُّ حَدِيثَ أبي هُرَيرَةَ السابقَ، والمَعْنَى: لَرَمَيْتُمونِي بالجُلُودِ اليابِسَةِ.
ويُحتمَلُ أَن يُرَادَ بهَا الدِّرَّةُ أَو السَّوْطُ، ويُرْوَى الحَدِيثُ أَيْضا بالإفْرادِ، أَي لَرَمْيتُموني بالجِلْدِ اليابِسِ، إنْكَاراً عليَّ، وتَهَاوُناً بِي، فظَهَر مِمّا تَقَدَّمَ أنَّ الحَدِيثَ قد فُسِّر على خَمْسَةِ أوْجهٍ، ذَكَر أحَدَها الجَوْهَرِيُّ وذكَرَ المُصَنِّفُ الأرْبَعَةَ نَقْلاً عَن العُباب والنِّهايَةِ وَغَيرهمَا، وتَفْصِيلُ ذَلِك: فَمن رَوَاه بالفَتْح فبمَعْنَى الأحْمَق، والنُخَامَة، والجِلْد، ويابِسِ الطِّينِ، وَمن رَوَاهُ بالكَسْرِ فبمَعْنى البُزاقِ، وَمن رَواهُ بِكَسْرٍ ففْتحٍ، فبمعْنَى النُّخَامَةِ على أنَّهُ جَمْعُ قِشْعَة بالكَسْرِ، أَو الجُلُودِ اليابِسَة، وعِنْدَ التَّأمُّلِ فِيمَا ذَكَرْنا يَظْهَرُ لَك الزِّيادَةُ.
وقَشَعَ القَوْمَ، كَمَنَع: فَرَّقَهُم، فأقْشَعُوا: تَفَرَّقُوا، قَالَ العَباسُ بن عبْدِ المُطَّلِبِ: رضيَ الله عَنهُ:
(نَصَرْنَا رسُولَ اللهِ فِي الحَرْبِ تِسْعَةً ... وَقد فَرَّ منْ قَدْ فَرَّ عَنْه فأقْشَعُوا)
نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ، وَهُوَ نادِرٌ مثل: كَبَبْتُه فأكَبَّ، قالَهُ الجَوْهَرِيُّ.
قلتُ: وَزَاد الزَّوْزِنيُّ: عَرَضْتُه فأعْرَضَ، وتَقَدَّمَ للمُصَنِّفِ ذَلِك، وَقَالَ ابْن جِنِّي: جاءَ هَذَا مَعْكوساً مُخَالِفاً للمُعْتَادِ، وَذَلِكَ أنَّك تَجِدُ فِيهَا فَعَلَ مُتَعَدِّياً وأفْعَلَ غيرَ مُتَعَدٍّ، ومِثْلُه شَنَقَ البَعِيرَ وأشْنَقَ هُوَ، وأجْفَلَ الظَّلِيمُ وجَفَلَتْهُ الرِّيحُ، وكُلُّ ذلكَ مَذْكورٌ فِي مَوضِعِهِ.
وَقد مَرَّ البَحْثُ فيهِ فِي كبب فراجِعْه.
وقَشَعَتِ الرِّيحُ السَّحابَ، أَي كَشَفَتْه، كَمَا فِي الصِّحاحِ، كأقْشَعَتْهُ، كَمَا فِي العبابِ، فأقْشَعَ السَّحابُ نَفْسُه، وانْقَشَع، وتَقَشَّعَ، أَي انْكَشَفَ، وشَاهِدُ الأخِيرِ قولُ رُؤْبَةَ:)
ومَثَلُ الدُّنْيا لِمَنْ تَرَوَّعَا ضَبابَةٌ لَا بُدَّ أَن تَقَشَّعا وَفِي المَثَل: سحابَةُ صَيْفٍ عَن قَلِيلٍ تَقَشَّعُ يُضْرَبُ فِي انْقِضاءِ الشَّيءِ بسُرْعَةٍ، وَفِي حَديثِ الاسْتِسْقَاءِ: فَتَقَشَّعَ السَّحَابُ أَي: تَصَدَّع وأقْلَع.
وقَشَعَ الناقَةَ: حَلَبَها، نَقَلَه ابنُ القَطّاعِ.
ويُقالَ: هُوَ أذَلُّ من القَشْعَةِ، بالفَتْحِ، وَهِي الكَشُوثاءُ نَقَله ابْن عَبّادٍ، وَبِه سُمِّيَت العَجُوزُ المُنْقَطِعُ عَنْهَا لحْمُها من الكِبَرِ قَشْعَةً، وَقد سَبَقَ ذلكَ للمُصَنِّفِ، وذَكَرْنا شَاهِدَه فهوَ تَكْرارٌ.
والقِشْعَةُ، بالكَسْرِ والفَتْح: القِطْعَةُ من السحابِ تَبْقَى فِي أُفُقِ السَّماءِ بَعْدَ انْقِشاعِ الغَيْمِ، أَي انْجِلائِه وانْكِشَافِه.
والقَشعَةُ أَيْضا، بالوَجْهَين: القِطْعَةُ من الجِلْدِ اليابِسِ، جَمْعُ المَكْسُورِ قِشَعٌ، كعِنَبٍ وجَمْعُ المَفْتُوحِ قِشَاعٌ، كجِبالٍ.
وَالَّذِي يَظْهَرُ من كَلامِ الجَوْهَرِيِّ الّذي نَقَلَهُ عَن الأصْمَعِيِّ أنَّ القِشَعَن كعِنَبٍ: جَمْعُ قَشْعٍ، بالفَتْحِ، كَمَا تَقَدَّم، وَهُوَ على غَيْرِ قِيَاسٍ.
وقالَ: هكَذا يُسْتَعْمَلُ، ومُقْتَضَى كَلامِه أنَّ غَيْرَه لول كَانَ مطابِقاً للقِيَاسِ لكنَّه غَيْرُ مُسْتَعْمَلٍ وَفِي التَّهْذيبِ وغَيْرِه: أنَّ القَشْعَةَ والقَشْعَ بفَتْحِهما جَمْعُهما قُشُوعٌ، فتَأمَّلْ ذَلِك.
وشَاةٌ قِشِعَةٌ، كفَرَحَةٍ: غَثَّةٌ. نَقَلَه الصّاغَانِيُّ.
والقَشِعُ، ككَتِفٍ: اليابِسُ قالَ عُكّاشَةُ السَّعْدِيُّ يَصِفُ إبِلاً: فَخَيَّمَتْ فِي ذَنَبَانٍ مُنْقَفِعْ وَفِي رُفُوضِ كَلأٍ غَيْرِ قَشِعْ والقَشِعُ: الرَّجُلُ لَا يَثْبُتُ على أمْرٍ.
ويُقال: أتَى وَمَا عَلَيْه قِشَاعٌ، كَقِزَاعٍ زِنَةً ومَعْنىً، أَي شَيْءٌ من الثِّيَابِ، نَقَلَه ابْن عَبّادٍ.
وَعَن النَّضْرِ: القُشَاعُ، كغُرَابٍ: صَوْتُ الضَّبُعِ الأُنْثَى، هكَذا هُوَ فِي العُبَابِ واللِّسَانِ.
قَالَ شيْخُنَا: وكأنَّه جَرَى على رأْي أنَّ الضَّبُعَ عامٌّ، وإلاّ فقد سَبَقَ أنَّه خاصٌّ بالأُنْثَى، فَلَا يُحْتَاجُ للوَصْفِ بِهِ، انتهَى، وَقَالَ أَبُو مِهْراسٍ:) (كأنَّ نِدَاءَهُنَّ قُشاعُ ضَبْعٍ ... تَفَقَّدُ من فَرَاعِلَةٍ أكِيلا)
وقَشِعَ الشَّيْءُ. كَسَمِعَ: جَفَّ كاللَّحْمِ الَّذِي يُسَمَّى الحُسَاسَ، نَقَلَه ابنُ دُرَيدٍ.
وكَلأٌ قَشِيعٌ، كأمِيرٍ: مُتَفَرِّقٌ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ: هُو أقْشَعُ مِنْهُ، أَي أشْرَفُ.
وأقْشَعُوا: تَفَرَّقُوا. وَهَذَا قَدْ تَقَدَّم للمُصَنِّفِ ومَرَّ شاهِدُه من قَوْلِ العَبّاسِ رَضِي الله عَنْه، فَهُوَ تَكْرَار.
وأقْشَعُوا عَن الماءِ أقْلَعُوا، وَهُوَ مَجَازٌ.
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: القُشَاعُ، بالضَّمِّ: داءٌ يُوْبِسُ الإنْسَانَ.
والقِشَاعُ، بالكَسْرِ: رُقْعَةٌ تُوضَعُ على النِّجَاشِ عندَ خَرْزِ الأدِيمِ.
وانْقَشعَ عَنهُ الشَّيءُ، وتَقَشَّعَ: غَشَيِه ثُمَّ انْجَلَى عَنْه، كالظَّلامِ عَن الصُبحِ، والهَمِّ عَن القَلْبِ، والبَلاءِ عَن البِلاد، وَهُوَ مَجَازٌ.
وَقَالَ شَمِرٌ: يُقَالُ للشَّمَالِ: الجِرْبِيَاءُ، وسَيْهَكٌ، وقَشْعَةُ، لقَشْعِهَا السَّحَابَ.
وتَقَشَّعَ القَوْمُ: ذَهَبُوا وافْتَرَقوا.
وأقْشَعُوا عَن مَجْلِسِهم: ارْتَفَعُوا، وَهَذِه عَن ابنِ الأعْرَابِيِّ.
والقَشْعُ: أنْ تَيْبَسَ أَطْرَافُ الذُّرَةِ قَبْلَ إنَاهَا، يُقَالُ: قَشَعَت الذُّرَةُ تَقْشَعُ قَشْعاً، هُنَا ذَكَرَه صاحِبُ اللِّسَانِ وابنُ القَطّاعِ، وخالَفَهُم الصّاغَانِيُّ، فذَكَرَه فِي الْفَاء، وقَلَّدَه المُصَنِّفُ، فوَهِمَا.
وأرَاكَةٌ قَشِعَةٌ، كفَرِحَةٍ: مُلْتَفَّةٌ كثِيرَةُ الوَرَقِ، كَمَا فِي اللِّسَان والمُحِيط.
والقُشَاعُ، بالضَّمِّ: مَا يَتَلَوَّى على الشَّجَرِ، ذَكَرَه الزَّمْخشَرِيُّ فِي الفاءِ، وَهَذَا مَحَلُّ ذِكْرِه، وسيَأتِي أيْضاً فِي الغَيْنِ المُعْجَمَةِ مَعَ الفاءِ. والمِقْشَعُ، كمِنْبَر: النّاووسُ، يَمَانِيّةٌ.
والقَشْعُ، بالفَتْحِ: الفَهْمُ، شَامِيَّةٌ عامِّيَّةٌ، وَقد يَصِحُّ مَعناهَا بضَرْبٍ من المَجَاز.
والقَشْعُ، بالفتْحِ: رِيشٌ مُنْتَشِرٌ.
عَن ابنِ عَبّادٍ.
وانْقَشَعُوا عَن أماكِنِهم، جَلَوْا عَنْهَا، وَهُوَ مجَازٌ.
وَهُوَ يَقْشَعُ بقُشَاعَتِه، أَي يَرْمِي بنُخامَتِه. وَهُوَ مَجَازٌ.
والقَاشِعُ: الحُسَاسُ، وَهُوَ سَمَكٌ يُجَفَّف، يأكلُه أهلُ البَحْرَيْنِ، ويُطْعِمُونَه الإبِلَ والبَقَر والغَنَم. نَقله ابنُ) دُريْدٍ. وفُلانٌ لم تَتَقَشَّعْ جَاهِليَّتُه. نَقَله الزَّمَخْشَرِيُّ، وَهُوَ مَجازٌ.
وانْقَشَع اللَّيْلُ: أدْبَرَ وذَهَبَ، قالَ سُوَيْدٌ:
(ويُزَجِّيها على إبْطَائِها ... مُغْرَبُ اللَّوْنِ إِذا اللَّيْلُ انْقَشَعْ)
وقِشْعُ بنُ عَقِيلٍ، بالكَسْرِ: رَجُلٌ من بنِي تَمِيمٍ، وَهُوَ جَدُّ صَبيغِ بن عِسْلٍ الّذِي نَفَاه عُمَرُ رضيَ اللهُ عنْهُ إِلَى البَصْرَةِ
قشع: قشع: أبصر. (بوشر، رولاند، ميهرن ص33، محيط المحيط).
قشع: نظر، عاين، تطلع إلى (ألف ليلة برسل 3: 306).
قشع: حاول أن يعمل شيئا ففي حكاية باسم الحداد (ص67): ما قشعوا يعرضوا الرسل إلا في هذا اليوم.
قشع: استعاد صفوه. (فوك).
انقشع الغبار: انجلس، انكشف، زال (كوسج طرائف ص76) ومن هذا يقال: انقشع القتام عن أي انجلى الغبار وأنكشف عن. ففي بسام (3: 178و): فما أتم قوله حتى لاح لهما قتام فانقشع عن سرية خيل.
انقشع الثلج والجليد: ذاب. ففي ابن خلدون (طبعة تورنبرج ص23): انقشع الثلج وانحل.
انقشع: استعاد صفوة. (فوك) وفي تاريخ البربر (2: 33): انقشع الجو.
انقشع عن فلان: رفع عنه الحصار (أخبار ص97) لنقشع: تقلص، ضاق، انكمش. كما ترجمها السيد سلان (تاريخ البربر 2: 143).
انقشع عن فلان: لم يتبين لي معناها في العبارة التي نقلتها في مادة جولة. القشوع: من أولاد المعز الذي لا ترامه أمه ولا ترضعه، وهو من كلام العامة. (محيط المحيط).

لجز

[لجز] اللَجِزُ: مقلوب اللزِجِ. قاله ابن الكسيت في كتاب القلب والإبدال، وأنشد لابن مقبل: يَعْلونَ بالمَرْدَقوشِ الوردِ ضاحيةً * على سعابيبِ ماء الضالة اللجز

لجز: اللَّجِزُ: مقلوب اللَّزجِ؛ قال ابن مقبل:

يَعْلُون بالمَرْدَقُوشِ الوَرْد ضاحِيَةً،

على سَعابِيبِ ماءِ الضَّالَةِ اللَّجِزِ

هكذا أَنشده الجوهري؛ قال ابن بري: وصوابه ماء الضَّالَةِ اللَّجِنِ،

وقبله:

من نِسْوَةٍ شُمُسٍ لا مَكْرَهٍ عُنُفٍ،

ولا فَواحِشَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ

المَرْدَقُوش: المَرْزَجُوشُ. وضاحية: بارزة للشمس. والسعابيب: ما جرى

من الماء لَزِجاً. واللَّجِنُ: اللَّزِجُ. وشُمُسٌ: لا يَلِنَّ للخَنا،

الواحدة شَمُوسٌ. ومَكْرَه: كَرِيهاتُ المَنْظَرِ. وعُنُفٌ: ليس فيهنَّ

خُرْقٌ ولا يُفْحِشْنَ في القول في سِرٍّ ولا عَلَنٍ.

لجز
اللَّجِز، ككَتِفٍ: قلبُ اللَّزِج، وَهُوَ صحيحٌ، نَقله يعقوبُ فِي المُبدَل. واستشهادُ الجَوْهَرِيّ بِبَيْت ابنِ مُقبل:
(يَعْلُونَ بالمَرْدَقوشِ الوَرْدِ ضاحِيَةً ... على سَعابيبِ ماءِ الضالَةِ اللَّجِزِ)
تَصحيفٌ واضحٌ، والصوابُ فِي الْبَيْت، كَمَا حقّقَــه ابنُ بَرّيٍّ وتَبِعَه الصَّاغانِيّ. ماءَ الضالَةِ اللَّجِنِ، بالنُّون، وَالْقَصِيدَة نونيَّةٌ، وقبلَه:
(مِن نِسوَةٍ شُمُسٍ لَا مَكْرَهٍ عُنُفٍ ... وَلَا فَواحِشَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَنِ)
قَالَ ابنُ بَرّيٍّ: وضاحيةٌ: بارزةٌ للشمس، والسَّعابيب: مَا جرى من الماءِ لَزجاً، واللَّجِنُ: اللَّزج، وشُمُسٌ لَا يَلِنَّ للخَنا، ومَكْرَه: كَريهاتُ المَنظر، وعُنُف: لَيْسَ فيهنّ خُرْقٌ وَلَا يُفحِشْنَ فِي القَوْل فِي سِرٍّ وَلَا عَلَنِ. قلتُ: وأوّلُ القصيدة:
(قد فرَّقَ الدهرُ بَيْنَ الحَيِّ بالظَّعْنِ ... وبينَ أَهْوَاءِ شِرْبٍ يَوْمَ ذِي يَقَنِ)
وَقد نَقله الجَوْهَرِيّ عَن ابْن السِّكِّيت فِي بَاب القَلب والإبدال فِي مَادَّة سعب، وَهُوَ صحيحٌ، إلاّ أنّه مَا قَالَ إنّ اللّجزَ مقلوبُ اللَّزج وَإِنَّمَا عَنى أنّ الثاءَ تُبدَلُ سيناً، يُقَال: سَعابيب وثَعابيب، والعجَبُ من أبي زكريَّا وَأبي سَهْلٍ النَّحْويِّ كَيفَ فاتَهما هَذَا مَعَ التصدي للأخذِ على الجَوْهَرِيّ، بل ذَلِك منسوبٌ إِلَى السَّهْوِ الَّذِي لَا عِصمةَ مِنْهُ، ورامَ شَيْخُنا أَن يَنْتَصِرَ للجوهريِّ فَلم يَفْعَلْ شَيْئا.

لغس

لغس
ذِئْبٌ لَغْوَسٌ وذِئابٌ لَغَاوِسُ: أي خَبِيثةٌ، وكذلك اللِّصُّ.
واللَّغْس: سُرْعَةُ الأكْل. واللِّغْوَاسُ: السَّرِيعُ الأكل الخفيف ومنه اشْتِقاقُ لَغْوَس بن عَطِيَّة.
وطَعامٌ مُلَغْوَسٌ: مِثلُ مُلَهْوَجٍ.
واللَّغْوَسُ: ما رَقَّ من النَّباتِ والبَقْل.
ولَغْوَسَةٌ من خَبَرٍ: إذا لم يَتَــحَقَّقْــه ولا شَيْئاً منه.
(ل غ س)

اللَّغْوَسة: سُرعة الْأكل، وَنَحْوه.

واللَّغْوَسُ: السيع الْأكل.

واللّغْوسُ: الذِّئْب الشَّره الحَريص.

واللَّغوسُ: عشبة من المرعى، حَكَاهُ أَبُو حنيفَة.

قَالَ: واللغوس، أَيْضا: الرَّقِيق الْخَفِيف من النَّبَات، قَالَ ابنُ احمر:

فَبدَرْتُه عَيْناً ولَجّ بِطِرْفه عنَّي لُعاعةُ لَغْوس مُتَزَيَّد

وَقيل: اللَّغوس: عُشبٌ لين رَطْب يُؤكل سؤيعا. ولَحْمُ مُلَغْوَسٌ، ومَلْغُوسٌ: احمرُ ينضج.

لغس: اللَّغْوَسَة: سُرْعة الأَكل ونحوه. واللَّغْوَس: السريع الأَكل.

واللَّغْوَس: الذئب الشَّرِه الحريص، والعين فيه لغة؛ قال ذو الرمة:

وماءٍ هَتَكْتُ السِّتْرَ عنه، ولم يَرِدْ

رَوايا الفِراخِ والذِّئابُ اللَّغاوِسُ

ويروى بالعين المهملة. وذئب لَغْوَس ولِصٌّ لَغْوَس: خَتُول خبيث.

واللَّغْوَس: عُشْبة من المَرْعى؛ حكاه أَبو حنيفة قال: واللَّغْوَس أَيضاً

الرَّقيق الخفيف من النَّبات؛ قال ابن أَحمر يصف ثوراً:

فَبَدرْتُه عَيْناً، ولَجَّ بِطَرْفِه

عَنِّي لُعَاعَةُ لَغْوَس مُتَزَيِّدِ

(* قوله «متزيد» ويروى مترئد، كما في شرح القاموس.)

معناه أَني نظرتُ إِليه وشغَلَتْه عني لُعاعَةُ لَغْوس، وهو نبت ناعِم

رَيَّان، وقيل: اللَغْوَس عُشْب ليِّن رَطْب يؤكل سريعاً.

ولحم مُلَغْوَس ومَلْغُوس: أَحمر لم يَنْضَج. ابن السكيت: طعام

مُلَهْوَج ومُلَغْوس وهو الذي لم يَنْضَج.

لغس
الفرّاء: اللَّغْوَس واللَّعْوَس - بالغَين والعَين -: الذِّئب الحَريص الشَّرِه، قال ذو الرُّمَّة:
وماءٍ هَتَكْتُ الدِّمْنَ عنه ولم تَرِدْ ... رَوَايا الفِرَاخَ والذِّئابُ اللَّغَاوِسُ ويروى: هَتَكْتُ اللَّيْلَ.
ولِصٌ لَغْوَسٌ: خَتُوْلٌ خَبيثٌ.
وأمّا قول عمرو بن أحْمَرَ الباهِليّ يصف ثوراً وَحْشِياً:
فغدا بِشِرَّتِهِ يَلُوحُ قَمِيْصُهُ ... بينَ الشَّقائقِ والفَضَاءِ الأجْرَدِ
فَبَدَرْتُهُ عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنّي لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ
ويُروى: " مُتَرَبِّدِ ": فمعناه أنّي نظرتُ إليه وشَغَلَتْهُ عنّي لُعاعَةُ لَغْوَسٍ. قال الدِّيْنَوَريُّ: قيلَ في اللَّغْوَسِ: إنَّه عُشْبَة مِنَ المَرُعى، وقيل: بَل اللَّغْوَس الرَّقيق من النبات الخفيف. والمُتَرَئِّد: الذي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه.
وقال ابن عبّاد: اللَّغْس: سرعة الأكل.
قال: ويقال: لَغْوَسَة من خَبَر: إذا لم يَتَــحَقَّق شَيْئٌ منه.
وقال ابن السكِّيت: يقال طعام مُلَهْوَج ومُلَغْوَس؛ وهو الذي لم يُنْضَج.
لغس
اللَّغْوَسُ، كجَرْوَلٍ، أَهملَه الجَوْهَرِيُّ، وَقَالَ الفَرَّاءُ: اللَّعْوَسُ، بالعَيْن، لغةٌ فِيهِ، وَهُوَ الذِّئْبُ الحَرِيصُ الشَّرِهُ السَّرِيعُ الأَكْلِ، وذِئابٌ لَغَاوِسُ، وأَنشد اللَّيْثُ قولَ ذِي الرُّمّةِ السابِقَ. واللَّغْوَسُ: اللَّصُّ الخَتُولُ الخَبِيثُ، ويُوصَفُ بِهِ الذِّئْبُ أَيضاً. واللَّغْوَسُ: عُشْبَةٌ تُرْعَى، والَّذي فِي نَصِّ أَبي حَنيفَةَ: عُشْبَةٌ من المّرْعَى، قَالَ: واللَّغْوَسُ أَيضاً: الرَّقِيقُ من النَّبَاتِ الخَفِيفُ النّاعِمُ الرَّيَّانُ.
وَقيل: هُوَ عُشْبٌ لَيِّنٌ رَطْبٌ يُؤْكَلُ سَرِيعاً. والمُتّرَئِّدُ: الّذِي يَهْتَزُّ من نَعْمَتَه، هَذَا مأْخوذٌ من قَول ابنِ أَحْمَرَ يصِفُ ثَوْراً: (فبَدَرْتُه عَيْناً ولَجَّ بِطَرْفِهِ ... عَنِّى لُعَاعَةُ لَغْوَسٍ مُتَرَئِّدِ)
ويُرْوَى مُتَرَبِّد وَمَعْنَاهُ: أَنِّي نَظَرْتُ إِليه وشَغَلَتْه عَنِّي. لُعَاعَةُ لَغْوَس، وَهُوَ نَبْتٌ ناعِمٌ رَيّانُ.
والمُتَرَئِّدُ: نَعْتٌ لَهُ، وَهُوَ الَّذِي يَهْتَزُّ من نَعْمَتِه، وَلَا يَخْفَي بُعَدُ هَذَا من تفسيرِ كلامِ ابنِ أَحْمَرَ، فَلَا مَدْخَلَ لَهُ هُنَا، وَقد وَهِمَ فِيهِ، فإنظُرْه وتأَمَّلْ. والمُلَغْوَسُ، كمُطَرْبَلٍ: الطَّعامُ النِّيءُ الّذي لم يَنْضَجْ، وَهُوَ المُلَهْوَجُ. قَالَه ابنُ السِّكِّيتِ، وقالَ غيرُه: لَحْمٌ مُلَغْوَسٌ: أَحْمَرُ لم يَنْضَجْ. وَيُقَال: هُوَ لَغْوَسَةٌ مِن خَبَرٍ، إِذا لم يُتَــحَقَّقْ شيءٌ مِنْه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ، عَن ابْن عَبّادٍ. ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ: اللَّغْوَسَةُ: سُرْعَةُ الأَكْلِ ونَحْوِه. واللِّغْوَاسُ، بالكَسْر: الكَثيرُ الأَكْلِ، وَمِنْه إِشْتِقَاقُ لَغْوَسِ بنِ عَطِيَّةَ.

لقس

ل ق س

لقست نفسه: غثت. وفي الحديث: " لا يقولنّ أحدكم خبثت نفسي ولكن ليقل لقست نفسي " ولقسته: لقّبته. وعبته، ولاقسته: لاقبته، وعن الأعاريب: نحن نتلاقس: نتلاقب.
[لقس] اللاقِسُ: العَيَّابُ. وقد لَقَسَهُ يلقسه لقسا بالضم، حكاه أبو زيد. واللقس: الذى يلقِّب الناسَ ويسخر منهم ويفسد بينهم. قال ابن السكيت: يقال فلان لقس، أي شَكِسٌ عَسِرٌ. ولَقِسَتْ نفسي من الشئ تلقس لقسا، أي غثت وخبثت.
(ل ق س)

لقست نَفسه لقساً، وَهِي لقسةٌ: غثت.

وَقيل: نازعته إِلَى الشَّرّ.

وَقيل: بخلت وَضَاقَتْ.

واللقس: العياب للنَّاس، الملقب، الساخر.

ولقسه يلقسه لقساً: شَتمه.

ولاقس: اسْم.

لقس


لَقَسَ(n. ac.
لَقْس)
a. Scolded; reproved.

لَقِسَ(n. ac. لَقَس)
a. [Ila], Hankered after.
b. [Min], Loathed.
c. Heaved.

لَقَّسَ
a. [ coll. ], Delayed.
لَاْقَسَa. Reviled.

تَلَقَّسَ
a. [ coll. ], Was delayed; was
behindhand.
تَلَاْقَسَa. Abused each other.

لَقْسa. Itch, scab.

لَقِسa. Abusive.
b. Mischief-maker.

لَاْقِسa. see 1
N. Ag.
لَاْقَسَa. Patient.

لَقِّيْس
a. [ coll. ], Late, behindhand.
[لقس] نه: فيه: لا يقولن أحدكم: خبثت نفسي، وليقل: "لقست"، أي غثت، وكرهه هربًا من لفظه. ط: هو بكسر قاف، كانوا يقولونه إذا فسد مزاجها وحصل فيهم غثيان أو سوء هضم، فنهوا عنه كراهة أن يضيف المؤمن إلى نفسه الخباثة التي هي صفة الشيطان. ن: هما بمعنى، وكرهه لبشاعة اللفظ. نه: وفي ح عمر في الزبير: وعقة "لقس"، هو السيء الخلق، وقيل: الشحيح، ولقست نفسه إليه- إذا حرصت عليه ونازعته إليه.
لقس
اللَقِسُ: الشَرِهُ النَفْس، لَقِسَتْ نَفسه إلى كذا: أي نازَعَتْه إليه، تَلْقَسُ لَقَساً.
وتَلاقَسُوا بالكلام: سب بعضُهم بعضاً.
واللَقِسُ: الذي يُلقَبُ الناسَ ويَسْخَرُ منهم. ولَقَسْتُ الناسَ ألْقَسُهم: لَقَبْتهم، ولاقَسْتُهم مُلاقَسَة، والاسْمُ اللَقَاسَة.
ولَقسَتْ نَفْسُه: خَبُثَتْ. والمُلاقِسُ: المُصَابِرُ.
واللاّقِسُ: الجَرِبُ، وهو اللَّقْسُ. وهو لَقِسٌ بكذا: أي فَطِنٌ به.

لقس

1 لَقِسَتْ نَفْسُهُ, (S, A, K,) aor. ـَ (S, K,) inf. n. لَقَسٌ, (S, TA,) His soul [or stomach] heaved; or became agitated by a tendency to vomit; or became heavy; syn. غَثَتْ, [q. v.,] (S, A, K,) and خَبُثَتْ; (S, K;) مِنَ الشَّىْءِ in consequence of the thing. (S, K.) Mohammad desired his followers to use this expression instead of خَبُثَتْ نَفْسُهُ, which he disliked. (K, TA.) b2: With إِلى الشَّىْءِ following it, His soul strove with him to incline him to the thing, (K,) and became greedy for it. (TA.) [But Az seems to disapprove of this explanation.]

لَقِسَةٌ, as an epithet applied to نَفْسٌ, is the part. n. of لَقِسَتْ in the [first and] second of the senses explained above. (TA.)
لقس: لَقِس النفْس: حزين، مكتئب (معجم مسلم).
لقاس: اسم نبات يدعى أيضاً قَعْنَب (ابن البيطار 309:2): ويعرفها بعض أهل البادية باللقاس. هكذا وردت في مخطوطة A إلا أن قراءتها غير مــحققــة وقد وردت في مخطوطة B دون نقاط أما في طبعة بولاق (المجلد الرابع ص26 مادة قعنب فقد وردت بالعين أي لعاس).
لَقَيس: (سريانية) متأخر (بوشر كاسراوان).
لقّيس: (في محيط المحيط) (اللقيس المتأخر عن وقته وهو ضد البكّير وكلاهما من السريانية).
لقّيس: في الآرامية والعبرية تفيد معنى المطر الذي يسقط في آخر الموسم (مرقس أرشيف الجزء الأول ص163).

لقس: اللَّقِسُ: الشَّرِه النفْس الحَريص على كل شيء. يقال: لَقِسَت

نفسُه إِلى الشيء إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَت عليه؛ قال: ومنه الحديث: لا

يَقُولَنَّ أَحدُكم خَبُثتْ نفسي ولكن لِيَقُلْ لَقِسَت نفسي أَي

غَثَتْ. واللَّقَسُ: الغَثَيان، وإِنما كَرِه خَبُثَتْ هَرَباً من لفظ الخُبْث

والخبيث. ولَقِسَت نفسُه من الشيء تَلْقَسُ لَقَساً، فهي لَقِسَة،

وتمَقَّسَت نفسُه تَمَقُّساً: غَثَتْ غَثَياناَ وخَبُثَت، وقيل: نازعته إِلى

الشرِّ، وقيل: بَخِلَت وضاقَتْ؛ قال الأَزهري: جعل الليث اللَّقَس الحِرْص

والشَّرَه، وجعله غيره الغَثَيَان وخُبْث النَّفْس، قال: وهو الصواب.

أَبو عمرو: اللَّقِس الذي لا يستقيم على وجْه. ابن شميل: رجل لَقِس

سَيّء الخلُق خَبيثُ النَّفس فَحَّاشٌ. وفي حديث عُمر وذكر الزبير، رضي

اللَّه عنهما، فقال: وَعِْقَةٌ لَقِسٌ؛ اللَّقِس: السَّيّء الخلق، وقيل:

الشَّحِيح. ولَقِسَت نفسُه إِلى الشيء إِذا حَرَصَتْ عليه ونازعتْه إِليه.

واللَّقِس: العَيَّاب للناس المُلَقِّب الساخِر يلقِّب الناس ويسخَر منهم

ويفسد بينهم. واللاَّقِس: العَيَّاب. ويقال: فلان لَقِس أَي شَكِس عَسِر،

ولَقَسَه يَلْقِسُهُ لَقْساً. وتَلاقَسُوا: تَشاتَمُوا. أَبو زيد: لَقِسْت

الناس أَلقَسُهم ونَقِسْتُهم أَنقَسُهم، وهو الإِفساد بينهم وأَن تسخَر

منهم وتلقِّبهم الأَلقاب. ولاقِس: اسم.

لقس
لَقَسَهُ يَلْقُسُه ويَلْقِسُه لَقْساً - والكسر عن ابن عبّاد -: إذا عابَه.
واللَّقِسُ: الذي يُلَقِّب النّاسَ ويَسْخَرُ منهم؛ قاله أبو زيد. ومنه حديث عمر؟ رضي الله عنه - في الخُلَفاء، وذُكْرَ له الزُبَير - رضي الله عنه - فقال: وعْقَةٌ لَقِسٌ. الوَعْقَةُ: الحريص الوَقّاع في الأُمور بِجَهْلٍ وضِيْقِ نَفْسٍ وسوءِ خُلُقٍ، وقد كُتِبَ الحديث بِتَمامِه في تركيب ض ب س.

وقال أبو عمرو: اللَّقِسُ: الذي لا يَسْتَقيمُ على وجْهٍ.
ويقال: لَقِسَتْ نَفْسُه إلى الشَّيْءِ: إذا نازَعَتْه إليه.
ولَقِسَتْ نَفْسي من الشَّيء تَلْقَسُ لَقَساً - بالتَّحريك -: أََي غَثَتْ وخَبُثتْ. ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا يَقُولَنَّ أحدكم خَبُثَتْ نَفسْي، ولكن ليَقُلْ لَقِسَتْ نَفْسي. وإنَّما كَرِهَ لَفْظَ " خَبُثَت " لِقُبْحِه ولئِلاّ يَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إلى نَفْسِه.
وقال ابن عبّاد: اللاّقِس: الجَرِب، وهو اللَّقْسُ.
وهو لَقِسٌ بِكَذا: أي فَطِنٌ به.
واللِّقَاسَة: الاسم من المُلاقَسَة؛ وهي أنْ يُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضاً.
قال: والمُلاقِس: المُصابِر. قال الكُمَيْت يذكُرُ قَيْساً وخِنْدِفَ:
وإن أدعُ في حَيَّيْ رَبيعَةَ تأتِني ... عَرَانينُ يُشْجِيْنَ الألَدَّ المُلاقِسا
وتَلاقَسوا بالكلام: سَبَّ بَعْضُهم بعضاً.
والتركيب يدل على نعتٍ غير مَرْضِيٍّ.
لقس
لَقَسَهُ يَلْقِسُه ويَلْقُسُه: عَابَهُ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ونَصَرَ، لَقْساَ، الأُولَى عنِ ابنِ عَبّادٍ. واللَّقِسُ، ككَتِفٍ: مَنْ يُلَقَّبُ النَّاسَ ويُعِيبُهُم ويَسْخَرُ مِنْهُم ويُفْسِدُ بَيْنَهُم، قَالَ أَبو زَيْدٍ: لَقَسْتُ النَّاسَ أَلْقُسِهُم ونَقَسْتُهم أَنْقُسِهُم: وَهُوَ الإِفْسَادُ بَيْنَهُم، وأَنْ تَسْخَرَ مِنْهُم. وَقَالَ أَبو عَمْروٍ: اللَّقِسُ: الَّذي لَا يَسْتَقيمُ علَى وَجْهٍ. واللَّقِسُ أَيضاً: الفَطِنُ بالشَّيْءِ، عَن ابْن عَبّادٍ، وقَد لَقِسَ بِهِ، أَي فَطِنَ بِهِ، نقلَه الصّاغَانِيُّ.
ولَقِسَتْ نَفْسُه إِلى الشَّيْءِ، كفَرِحَ، إِذا نازَعَتْه إِليه وحَرَصَتْ عَلَيْهِ، فَهِيَ لَقِسَةٌ، وَمِنْه الحَدِيثُ: لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي ولكِنْ لِيَقُلْ: لَقِسَتْ نَفْسِي، أَي غَثَتْ وخَبُثَتْ، واللَّقَسُ: الغَثَيَانُ، وإِنَّمَا كَرِهَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ لَفْظَ خَبُثَتْ، هَرَباً من لفظَةِ الخُبْثِ والخَبِيثِ، لقُبْحِه ولِئَلاَّ يَنْسُبَ المُسْلِمُ الخُبْثَ إِلى نَفْسِهِ، كَذَا حقَّقَــه ابنُ الأَثير وغَيْرُه. واللَّقْسُ واللاَّقِسُ: الجَرَبُ، عَن ابنِ عَبّادٍ.
واللِّقَاسُ، بالكَسْرِ: الإسْمُ من المُلاَقَسَةِ: وَهُوَ أَنْ يُلَقِّبَ بَعْضُهم بَعْضاً بالأَلْقَاب الرَّديئَةِ.
والمُلاَقِسُ: المُصَابِرُ، قالَ الكُمَيْت يَذْكُرُ قَيْساً وخِنْدِفاً:
(وإِنْ أَدْعُ فِي حَيَّيْ ربِيعَةَ تَأْتِنِي ... عَرَانِينُ يُشْجِينَ الأَلَدَّ المُلاَقِسَا)
والتَّلاقُسُ: التَّسَابُّ والتَّشاتُمُ. ومِمَّا يُسْتَدْرَك عَلَيْهِ. اللَّقِسُ، ككَتِفٍ: الشَّرِهُ النَّفْسِ، الحَرِيصُ على كلِّ شيْءٍ، قالَهُ اللَّيْثُ. وَقَالَ غيرُه: تَلَقَّسَتْ نَفْسُه من الشَّيْءِ، وتَمَقَّسَتْ: بَخِلَتْ وضَاقَتْ، قَالَ الأَزْهَرِيُّ: جَعل اللَّيْثُ اللَّقَسَ الحِرْصَ والشَّرَهَ، وجَعَلَه غيرُه الغَثَيَانَ وخُبْثَ النَّفْسِ، قَالَ: وَهُوَ الصّوابُ. وَقَالَ ابنُ شُمَيْلٍ: رَجُلٌ لَقِسٌ: سَيِّءُ الخُلْقِ خَبِيثُ النَّفْسِ فَحَّاشٌ. ويُقَال: فُلانٌ لَقِسٌ، أَي شَكِسٌ عَسِرٌ. ولاَقِسٌ: اسمُ رَجُلٍ.

لطط

لطط


لَطَّ(n. ac. لَطّ)
a. [Bi], Applied himself to.
b. Lowered let down (veil).
c. Closed, shut.
d. ['Ala], Concealed.
e. [acc. & 'An], Concealed from.
f. Denied, withheld from.

أَلْطَطَa. see I (b) (d).
b. Denied; repudiated (debt).
تَلَطَّطَa. see IV (b)
إِلْتَطَطَa. Veiled himself.
b. [Bi], Was impregnated with.
لَطّ
(pl.
لِطَاْط)
a. Bead-necklace.

لَطَّةa. A kind of vermicelli.

لَطَطa. Repudiation of a debt.

لَاْطِطa. Rascal, scamp.

لَطَاْطa. Rock, crag.

لَطِيْطَةa. see 1t
مِلْطَاْطa. see 22b. Hand-mill.
c. Rolling-pin.

N. Ag.
أَلْطَطَa. see 21
(لطط) - في حديث الشِّجاج ذُكِر: " المِلْطَاطُ"
وهو السِّمْحاق. ويُقال له: المِلْطَأ والمِلْطاةُ؛ وهي قِشرةٌ رقيقةٌ بينَ عَظم الرَّأسَ ولَحْمِه.
والَّلاطئَةُ: خُرَاجٌ بالإنسان لا يَكادُ يَبْرَأ منه، ولَطِطْتُه بالعَصَا: ضَرَبتُه.
ومِلطاطُ البَعِير: حَرفٌ في وَسَط رَأسِه.
والمِلْطَاط: أعْلى حَرْف الْجَبَل، وصَحْن الدَّار، والمِحْوَر الذي يُبْسَط به الخُبزَ، وكلُّ حَرفِ نَهرٍ أوْ وَادٍ.
والِّلطْلِطُ: السَّحاةُ البَيضَاءُ المُلبَسَةُ العَظْم.
وطريقٌ مِلْطاطٌ: مَنْهَج مَوطُوءٌ.
[لطط] نه: فيه: "لا تلطط" في الزكاة، أي لا تمنعها، لط الغريم والط- إذا منع الحق، ولط الحق بالباطل- إذا ستره- ومر. ش: هو بكسر الطاء الأولى وجزم الثانية للنهي- ومر في نلحد. نه: وفيه: أنشأت "نلطها"، أي تمنعها حقها. وفيه:
أخلفت الوعد و"لطت" بالذنب
أراد منعته بضعها، من لطت الناقة بذنبها- إذا سدت فرجها إذا سدت فرجها به إذا أرادها الفحل، وقيل: أراد توارت وأخفت شخصها عنه كما تخفي الناقة فرجها بذنبها. ش: و"لط" دوني الحجاب، بضم لام وشدة مهملة، من لط الستر. نه: وفيه: "تلط" خوضها، أي تلصقه بالطين حتى تسد خلله. وفيه "الملطاط"، طريق بقية المؤمنين هرابا من الدجال، وهو ساحل البحر، والملطاط: الشجاج- ومر-، وأصلها من ملطاط البعير وهو حرف في وسط رأسه، وأيضًا أعلى حرف الجبل وصحن الدار، وميمه في الكل زائدة. 
[ل ط ط] لَطَّ الشَّيْ يَلُطُّه لَطّا: أَلْزَقَه. ولَطَّ به يَلُطُّ لَطّا: لَزِمَه. ولَطَّ بالحَقِّ دُونَ البَاطِلِ، وأَلَطَّ، والأُولَي أَجْوَدُ: دَافَعَ. ولَطَّ حَقَّه، ولَطَّ عَلِيهِ: جَحدَه، وقَوْلُهم: لاطٌّ مُلِطٌّ، كَقَوْلٍِ هم: خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، أي: أَصْحَابُه خُبَثاءُُ. ولَطَّ عَلَى الشَّيءِ، وأَلَِطَّ: سَتَرَ، والاسمُ اللَّطَطُ، ولَطَّ الشَّيءَ لَطّا: سَتَرَه. ولَطَّ الحِجابَ: أَرْخَاهُ وسَدَلَه، قال:

(لَجِجْنا ولَجَّتْ هَذِه في التَّغَضُّب ... ولَطِّ الحِجابِ دُونُنَا والتَّتَقُّبِ)

ولَطَّ عنه الخَبرَ لَطّا: لَوَاهُ وكَتَمَه. ولَطَّ البَابَ لَطّا: أَغْلَقَه. ولَطَّتِ النَّاقَةُ بذَنَبِها تَلِطُّ لَطّا: أَدْخَلَتْه بَيْنَ فَخِذَيْها. واللَّطُّ: العِقْدُه، وَقِيلَ: هُوَ القِلادَةُ من حَبِّ الحَنْظَلِ المُصَبَّع، والجِمعُ: لِطاطٌ. واللَّطاطُ والمِلْطَاطُ: حَرْفٌ من أَعْلَى الجَبَلِ، وجَانِبُه. ومِلْطاطُ البَعيرِ: حَرفٌ في وَسَِطَ رَأْسِه. والمِلْطَاطَانِ: ناحِيتَاَ الرَّأْسِ، وقِيلَ: مِلْطَاطُ الرَّأْسِ: جُمْلَتُه، وقِيلَ: جِلْدَتُه. وكُلُّ شِقٍّ من الرأْسِ: مِلْطَاطٌ. واللِّطلِطُ: الغَلِيظُ الأَسْنانِ، قَالَ جَرِيرٌ.

(تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المَنابِتِ لَطْلطٍ ... مِثلِ العِجانِ وَضِرسُها كالحَافِرِ ... )

واللِّطْلِطُ: النَّاقَةُ الهَرِمَةُ. واللِّطْلِطُ: العجوز.
[لطط] لَطَّ بالأمر يَلُطُّ لَطًّا: لزمه. ولططت الشئ: ألصقته. ولططت حقه، إذا جحدته. وربما قالوا: تلطيت حقه، لانهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات، فأبدلوا من الطاء الأخيرة ياءً، كما قالوا من اللَعاعِ تَلَعَّيْتُ. وألَطَّهُ عليَّ، أي أعانه أو حَمَله على أن يَلطَّ حقِّي. يقال: مالك تعينه على لَطَطِه. ولَطَّ السِتْرَ، أي أرخاه. وكل شئ سترته فقد لَطَطْتَهُ. قال الأعشى: ولقد ساءها البياضُ فَلَطَّتْ * بحِجابٍ من دُونِنا مصدوف * ويروى: " مصروف ". ولطت الناقة بذنبها، إذا جعلته بين فخذَيها وتُرْسٌ مَلْطوطٌ، أي منكبٌّ على وجهه. قال ساعدة بن جؤية صب اللهيف لها السُبُوبَ بطَغْيَةٍ * تُنْبي العُقابَ كما يُلَطُّ المِجْنَبُ * واللَطُّ: قلادةٌ. يقال: رأيت في عنقها لَطًّا حَسَناً، وكَرْماً حَسَناً، وعِقْداً حَسَناً، كله بمعنى، عن يعقوب. والجمع لطاط. وألط، أي اشتدَّ في الأمر والخصومة. والأَلَطُّ: الذي سقطت أسنانه، أو تأكَّلتْ وبقيتْ أصولها. يقال: رجلٌ أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ. ومنه قيل للعجوز لِطْلِطٌ، وللناقة المسنَّة لِطْلِطٌ، إذا سقطتْ أسنانها. والمِلْطاطُ: رَحى البِزْرِ. ومِلْطاطُ البعيرِ: حَرْفٌ في وسط رأسه. والملطاط: حافة الوادي وشَفيره، وساحلُ البحر. قال رؤبة:

نحن جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ * قال الأصمعيّ: يعني ساحل البحر. وقول ابن مسعود: " هذا الملطاط طريق بقية المؤمنين هرابا من الدجال " يعنى به شاطئ الفرات. قال عدى بن زيد * ساكنات بجانب الملطاط
لطط
لطْ بالأمرِ يلط لطاً: لزمهَ.
ولططتُ الشيْءَ: ألصقته.
ولططتُ حقه: إذا جحدْتهَ، ومنه حديث يحي بن يعمرَ: أنّ امرأة خاصمتَ زوجها إليه فقال: أأن سألتكَ نمن شكرْها وشبرْكَ أنشأتَ تلطها وتضهلها، ويروى: تطلها: أي ثمطلها، وهذه رواية أبي حاتمٍ، والأوْلي عن غيرِ أبي حاتمِ. قال القتيي: فإن كان هذا هو المحْفوظ فهو من لططتُ في الخصوْمةِ.
وقال ابن دريدٍ: لط عن حقَ فلانٍ: إذا جحده. قال: وكلّ شيءٍ سترْته: فقد لططتهَ، وأنشدَ:
ولا تلطَ وراءَ النّارِ بالسترِ
أي: لا تسترها. ووراء - هاهنا -: بمعنى قدُامَ.
وأنشد غيرهُ للأعْش:
ولقدْ ساءَها البياضُ فلطتْ ... بحجابٍ من دونناِ مصدوْفِ
ويرْوى: " مصروْفِ ". وأنشد الليثُ: كما لطّ بالأستارِ دونَ العرَائسِ
وأنشدَ الأهرزي:
وإذا أتاني سائلّ لم اعْتللْ ... لألطّ من دونِ السَوامِ حجابيَ
ولطاط - مثالُ قطاط، على فعالِ -: من التطتِ المرأةّ: أي أسْترتْ.
ولطتِ الناقة بذنبها لطاً: إذا ألصقته بحيائها وخلْفها عند العدوِ، ومنه قولُ أعْش بني الحرْمازِ واسمه عبد الله بن الأعوْار:
أخلفتِ الوعْدَ ولطتْ بالذنبُ
وقد كتبتِ القصة بتمامها في تركيبِ أش ب.
وقال ابن دريدٍ: اللطّ: قلادة من حنظلٍ، والجمعُ: لطاطّ، وأنشدَ:
جوارٍ يحتلْينَ اللطاطَ يزينهاُ ... شرائحُ أحْوافٍ من الأدَمِ الصرّف
الأحواف: جمع حوف؛ وهو شبيهّ بالمئزرِ يتخذُ للصبيانِ من أدمٍ ويشق من أسافلهِ ليمكنَ المشيُ فيه، وهو الذي يسمى الرهْطَ تلبسهُ الحيضُ.
قال فأما قولهم: لاطّ ملط: فهو مثلُ قولهم: خَبيث مخبث: أي له أصحاب خبثاءُ.
والألط: الذي سقطت أسنانه وتآكلتْ وبقيتْ أصوْلها، يقال: رجل الط بين اللططِ.
وقال أبو زيدٍ: يقال هذا لطاطُُ الجبلش، وثلاثةُ ألطةٍ - مثالُ زمامٍ وأزمةٍ - وهو طريق في عرْض الجبلِ.
وترس ملطوط: المنكبّ على وجههْ، قال ساعدة بن جوية الهذلي:
صبّ اللهيفُ لها السبوبَ بطغيةٍ ... تنبي العقابَ كما يلطَ الجنبُ
واللططُ: - بالكسر -: العجوزُ؛ من اللططِ، وقد فسر، وقال ابن فارسٍ: لأنه ملازمةِ لمكانها لا تبرحُ.
وقال الأصمعي: اللططُ: العجوز الكبيرةُ.
وقال أبو عمرو: هي من النوقِ المسنة التي قد أكلتْ أسنانها.
وقال الليثُ: اللطلطُ: الغليطُ من الأسنان.
وانشد لجرير يهجوُ الأخْطلَ:
تفترّ عن قردِ المنابتِ لطلطٍ ... مثْلِ العجانِ وضرْسهاُ كالحافرٍ
قال: واللّطُلُط: النابُ الهرمةُ، وأنشدَ:
والُحْكحُ اللط ذاةُ المختَبرْ
وقول أبي النّجْمِ:
جاريةِ إحدْى بناَتِ الزّطَ ... ذاةُ جهازٍ مضْغطٍ ملطِ
أي: يضْيقُ ويلّط بالفَعْلِ فلا يخرْجُ.
والملْطاطُ: رحى البْزرِ، وقيل: يدُ الرّحىَ،؟؟ قال:
فَرشْطَ الماكرُهَ الفرَشْاطُ ... بِفَيْشةٍ كأنهاّ ملطاطُ
وملْطاطُ البعَيرِ: حرْفّ في وسطِ رأسهِ.
والملْطاطُ: حافةُ الوادي وشفيرُهُ، وساحلُ البَحْرِ، قال رؤبة:
نَحْنُ جمَعْنا النّاسَ بالملْطاطِ ... فأصْبحواُ في ورَطةِ الأوْرَاطِ
وفي حديث ابن مسعْودٍ - رضي الله عنه -: هذا الملطاطُ طريقُ بقيةِ المؤمنين هرّاباً من الدّجاّلِ. أرادَ: شاطئ الفراتِ، وقيل: ساحلَ البحْرِ.
وقال الأصمعي: يقال لكلّ شفْير نَهرٍ أوْ وادٍ: ملطاط ولطاط.
وقال غيره: طريق ملْطاط: أي منهجّ موْطوءّ، وهو من قولهم: لططته بالعصاَ وملطته: أي ضربتهُ بها، وكعناهُ: طريق لطّ كثيراً: أي ضَربتهْ السيارةَ ووطاتْه، كقولهمْ: طريق مئتاء: للذي أتي كثيراً.
والملْطاطُ: حرفُ الجبلَ.
والملْطاطُ والملْطاةُ والملْطى والملْطاءُ في الشجاجَ: التي تبلغُ الدماغَ، وقيل: هي السمحاقُ: أي التي بينهماْ وبين العظمِ القشرْةُ الرقيقةُ.
والملْطاةُ: حرف الجبل.
وقاتل الفراءُ: يقال لصوب جش الخبازِ: الملطاطُ، وهو المحورُ الذي يبسْط به الخبزُ.
والملْطاط: المالجُ.
ولطاطِ - مثال قطامِ -: السنةَ الساترةُ عن العطاءِ الحاجبةُ، قال المتنخلُ الهذليّ:
وأعْطي غير منزوْرٍ تلادي 
... إذا التطتْ لدى بخلٍ لطاطِ
أي: حسرتَ ساترةَ عند بخلِ ذوي الجودْ.
وقال ابن الأعرابيّ: ألط الغريمُ: إذا منعَ الحقّ؛ مثلُ: لطْ، قال: وفلان ملطّ؛ ولا يقال: لاطّ، وفي حديث النبيّ - صلّى الله عليه وسلّم -: لاتلْططْ في الزكاةِ، وقد كتب الحديث بتمامهِ في تركيبْ وط ا.
وقال أبو سعيدٍ: إذا اختصمَ رجلانِ فكانَ لأحدهما رفيد يرفدهُ ويشدّ على يده فذلك المعين هو الملط، والخصمُ هو اللأط، وألطهُ: أي أعانه على أنْ يلْطُ بالحق أو حمله على ذلك.
وقال ابن عبادٍ: ألط قبرهَ: إذا ألْرقه بالأرضِ.
قال: وألتطتِ المرأةُ: اسْتتراتْ.
وألتط بالمسْكِ: تلَطخَ به.
وقال غيرهُ: التط الشيءَ: أي ستره؛ مثلُ الطهُ والتركيبُ يدلُ على مقارب وملازمةٍ وإلحاحٍ.

لطط: لَطَّ الشيءَ يَلُطُّه لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ به يَلُطُّ

لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ الغَريمُ بالحقّ دُون الباطِل وأَلَطَّ، والأُولى

أَجْود: دافَعَ ومَنَعَ الحقّ. ولَطَّ حقَّه ولطّ عليه: جَحَده، وفلان

مُلِطٌّ ولا يقال لاطٌّ، وقولهم لاطٌّ مُلِطٌّ كما يقال خَبِيث مُخْبِث أَي

أَصحابه خُبَثاء. وفي حديث طَهْفةَ: لا تُلْطِطْ في الزّكاةِ أَي لا

تَمْنَعْها؛ قال أَبو موسى: هكذا رواه القتيبي لا تُلْطِطْ على النهي للواحد،

والذي رواه غيره: ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ ولا تَثاقُل عن الصلاة

ولا يُلْطَطُ في الزكاة ولا يُلْحَدُ في الحياةِ، قال: وهو الوجه لأَنه

خطاب للجماعة واقع على ما قبله، ورواه الزمخشري: ولا نُلْطِط ولا نُلْحِد،

بالنون. وأَلَطَّه أَي أَعانَه أَو حمله على أَن يُلِطُّ حقي. يقال: ما

لكَ تُعِينُه على لَطَطِه؟ وأَلَطَّ الرجلُ أَي اشْتَدَّ في الأَمر

والخُصومة. قال أَبو سعيد: إِذا اختصم رجلان فكان لأَحدهما رَفِيدٌ يَرْفِدُه

ويشُدُّ على يده فذلك المعين هو المُلِطُّ، والخَصم هو اللاَّطُ. وروى

بعضهم قولَ يحيى بنِ يَعْمَرَ: أَنْشأْتَ تَلُطُّها أَي تَمْنَعُها حَقَّها

من المَهر، ويروى تطُلُّها، وسنذكره في موضعه، وربما قالوا تَلَطَّيْتُ

حقّه، لأَنهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات فأَبدلوا من الأَخيرة ياء كما

قالوا من اللَّعاع تَلَعَّيْت. وأَلَطَّه أَي أَعانه. ولَطَّ على الشيء

وأَلَطَّ: ستَر، والاسم اللَّطَطُ، ولَطَطْتُ الشيءَ أَلُطّه: سترتُه

وأَخْفيته. واللّطُّ: الستْر. ولطَّ الشيءَ: ستَره؛ وأَنشد أَبو عبيد

للأَعشى:ولَقَدْ ساءها البَياضُ فَلَطَّتْ

بِحِجابٍ، مِنْ بَيْنِنا، مَصْدُوفِ

ويروى: مَصْرُوفِ، وكل شيء سترته، فقد لَطَطْتَه. ولطّ السِّتر:

أَرْخاه. ولطّ الحِجاب: أَرْخاه وسدَلَه؛ قال:

لَجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ،

ولطّ الحجاب دُوننا والتَّنَقُّبِ

واللّطُّ في الخبَر: أَن تَكْتُمه وتُظْهر غيره، وهو من الستر أَيضاً؛

ومنه قول الشاعر:

وإِذا أَتاني سائلٌ، لم أَعْتَلِلْ،

لا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابي

ولَطَّ عليه الخَبرَ لَطّاً: لَواه وكتَمه. الليث: لَطَّ فلان الحَقَّ

بالباطل أَي ستَره. والناقةُ تَلِطُّ بذنبها إِذا أَلزَقَتْ بفرجها

وأَدخلته بين فخذيها؛ وقَدِم على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَعْشَى بني

مازِن فشكا إِليه حَلِيلَته وأَنشد:

إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ،

أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ

أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها وموضِعَ حاجتِه منها، كما تَلِطُّ

الناقةُ بذنبها إِذا امتنعت على الفحل أَن يضْربها وسدّت فرجها به، وقيل:

أَراد تَوارَتْ وأَخْفت شخصها عنه كما تُخْفِي الناقةُ فرجَها بذنبها.

ولطَّتْ الناقةُ بذنبها تَلِطُّ لَطّاً: أَدخلته بين فخذيها؛ وأَنشد ابن بري

لقَيْسِ بن الخَطِيم:

لَيالٍ لَنا، وُدُّها مُنْصِبٌ،

إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها

ولَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقه. ولَطَطْتُ بفلان أَلُطُّه لَطّاً إِذا

لَزِمْته، وكذلك أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً، والأَول بالطاء، رواه أَبو

عُبيد عن أَبي عُبيدةَ في باب لُزومِ الرَّجلِ صاحبه. ولَطَّ بالأَمر

يَلِطُّ لطّاً: لَزِمَه. ولططت الشيءَ: أَلصَقْتُه. وفي الحديث: تَلُطُّ

حوْضها؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في الموطّإِ، واللَّطُّ الإِلصاق، يريد

تُلْصِقُه بالطّين حتى تسُدّ خَلَلَه. واللَّطُّ: العِقْدُ، وقيل: هو

القِلادةُ من حبّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ، والجمع لِطاطٌ؛ قال الشاعر:

إِلى أَميرٍ بالعِراق ثَطِّ،

وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّيَتْ في لَطِّ،

تَضْحَكُ عن مِثْلِ الذي تُغَطِّي

أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ؛ قال الشاعر:

جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطاطَ، يَزِينُها

شَرائحُ أَحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرفِ

واللَّط: قِلادة. يقال: رأَيت في عُنقها لَطّاً حسنَاً وكَرْماً حسنَاً

وعِقْداً حسنَاً كله بمعنى؛ عن يعقوب.

وترس مَلْطُوطٌ أَي مَكْبُوب على وجهه؛ قال ساعدة بن جُؤيّةَ:

صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ،

تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

تُنْبي العُقاب: تَدْفعُها من مَلاستها. والمِجْنب: التُّرْس؛ أَراد أَن

هذه الطَّغْية مثل ظهر الترس إِذا كبَبْتَه. والطَّغْيةُ: الناحيةُ من

الجبَل.

واللِّطاطُ والمِلْطاطُ: حرف من أَعْلَى الجبل وجانبه. ومِلعطاطُ

البعير: حَرْف في وسط رأْسه. والمِلْطاطانِ: ناحِيتا الرأْس، وقيل: مِلْطاطُ

الرأْس جُمْلته، وقيل جِلْدته، وكل شِقّ من الرأْس مِلْطاط؛ قال: والأَصل

فيها من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حرف

الجبل وصَحْنُ الدّار، والميم في كلها زائدة؛ وقول الراجز:

يَمْتَلِخُ العَيْنينِ بانْتِشاطِ،

وفَرْوةَ الرّأْسِ عن المِلْطاطِ

وفي ذكر الشِّجاج: المِلْطاط وهي المِلْطاء والمِلْطاط طريق على ساحل

البحر؛ قال رؤبة:

نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ،

في وَرْطةٍ، وأَيُّما إِيراطِ

ويروى:

فأَصْبَحُوا في ورْطةِ الأَوْراطِ

وقال الأَصمعي: يعني ساحل البحر. والمِلْطاطُ: حافةُ الوادِي وشَفِيرُه

وساحِلُ البحر. وقول ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طَريقُ بَقِيّةِ المؤمنين

هُرّاباً من الدَّجّالِ، يعني به شاطئ الفُراتِ، قال: والميم زائدة.

أَبو زيد: يقال هذا لطاط الجبل

(* قوله «لطاط الجبل» قال في شرح

القاموس: اطلاقه يوهم الفتح، وقد ضبطه الصاغاني بالكسر كزمام.) وثلاثة أَلِطّة،

وهو طريق في عُرض الجبل، والقِطاطُ حافةُ أَعْلى الكَهْف وهي ثلاثة

أَقِطَّة. ويقال لصَوْبَجِ الخَبَّازِ: المِلْطاط والمِرْقاق. واللِّطْلِطُ:

الغَلِيظُ الأَسنان؛ قال جرير:

تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المنابِتِ لِطْلِطٍ،

مِثْلِ العِجان، وضِرْسُها كالحافِر

واللِّطْلِطُ: الناقةُ الهَرِمةُ. واللِّطلِطُ: العَجوز. وقال الأَصمعي:

اللطلط العجوز الكبيرة، وقال أَبو عمرو: هي من النوق المسِنة التي قد

أُكل أَسنانُها. والأَلَطُّ: الذي سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت وبَقِيَتْ

أُصُولُها، يقال: رجل أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ، ومنه قيل للعجوز لِطْلِط،

وللناقة المسنة لِطْلط إِذا سقطت أَسنانها. والمِلْطاطُ رَحَى البَزِر.

والملاط: خشبة البزر

(* قوله «والملاط خشبة البزر» كذا بالأصل، ولعلها

الملطاط.)؛ وقال الراجز:

فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشاطُ،

بِفَيْشةٍ كأَنها مِلْطاطُ

لطط
{لَطَّ بالأَمْرِ} يَلِطُّ، من حَدِّ ضَرَب، كَمَا هُوَ مُقْتَضَى قاعِدَتِه، وضَبَطه فِي الصّحاحِ من حَدِّ نَصَر: لَزِمَهُ. وَفِي المُحْكَم: أَلْزَقَه. وروَى أَبو عُبَيْدٍ فِي بَاب لُزُومِ الرَّجُلِ صاحبَه عَن أَبِي عُبَيْدَةَ: {لَطَطْتُ بفُلانٍ أَلُطُّه} لَطّاً، إِذَا لَزِمْتَه، وكذلِكَ أَلْظَظْتُ بِهِ إلْظاظاً، الأُولَى بالطَّاءِ. (و) {لَطَّ عَلَيْهِ: سَتَرَ،} كأَلَطَّ، والاسمُ: اللَّطَطُ. ولَطَّ عَنْهُ الخَبَرَ وَكَذَا عَلَيْه الخَبَرَ: طَوَاهُ. هكَذا فِي النُّسَخِ، وصَوَابُه لَوَاهُ وكَتَمَهُ، ويُقَال: {اللَّطُّ فِي الخَبرِ: أَنْ تَكْتُمَه وتُظْهِرَ غيرَه.
ولَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقَهُ. ولَطَطْتُ الشَّيْءَ أَلْصَقْتُه، كَمَا فِي الصّحاحِ. وَفِي الحَدِيثِ} تَلُطُّ حَوْضَهَا قَالَ ابنُ الأَثِيرِ: كَذَا جاءَ فِي المُوَطَّإِ، يُرِيدُ تُلْصِقُه بالطِّينِ حَتّى تَسُدَّ خَلَلَه.
(و) {لَطَطْتُ حَقَّهُ وَكَذَا عَنْه وهذِه عَن ابْنِ دُرَيْدٍ، وَفِي بعضِ الأُصُولِ عَلَيْهِ: جَحَدْتُه،} كأَلْطَطْتُ.
وَفِي بعضِ النُّسَخِ: كأَلَطَّ. وفُلانٌ {مُلِطٌّ، وَلَا يُقَال:} لاَطٌّ. وَفِي حَدِيثِ طَهْفَةَ: لَا {تُلْطِطْ فِي الزَّكاة أَيَ لَا تَمْنَعْهَا. قَالَ أَبو مُوسَى: هكَذَا رَوَاهُ القُتَيْبِيُّ، وَرَوَاهُ غيرُه: لَا يُلْطَطُ، بالخطابِ، للجَمَاعَةِ، ويُؤَيِّدُهُ سِيَاقُ الحَدِيثِ، ورَواه الزَّمَخْشَرِيُّ وَلَا} نُلْطِطُ وَلَا نُلْحِد بالنُّون.
(و) {لَطَّتِ النّاقَةُ} تَلِطُّ بِذَنَبِهَا: أَلْصَقَتْه بِحَيَائِهَا عِنْدَ العَدْوِ، وعِبَارَةُ الصّحاحِ: جَعَلَتْه بينَ فَخِذَيْهَا، وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لقَيْسِ بن الخَطِيمِ:
(لَيالٍ لنا وُدُّهَا مُنْصِبٌ ... إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِهَا)
وقَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّم أَعْشَى بَنِي مازِنٍ، فشَكَا إِليهِ حَلِيلَتَه، وأَنْشَدَ:
(أَشْكُو إِلَيْكَ ذِرْبَةً من الذِّرَبْ ... أَخْلَفَتِ العَهْدَ، ولَطَّتْ بالذَّنَبْ) أَرادَ أَنَّها مَنَعَتْه بُضْعَها وموْضعَ حاجَتِه مِنْهَا، كَمَا {تَلِطُّ الناقةُ بِذَنَبِهَا إِذا امْتنعت على الفَحْل أَن يَضْرِبَها وسَدَّت فَرْجَهَا بِهِ. وَقيل: أَرادَ تَوَارَتْ وأَخْفَت شَخْصَها عَنهُ كَمَا تُخْفِي الناقةُ فَرْجَها بذَنَبِهَا. وفِي العُبَابِ: هُوَ أَعْشى بَنِي الحِرْمَازِ، واسْمُه عبدُ الله بنُ الأَعْورَ.
} والَّلطُّ: العِقْدُ، يُقَال: رأَيتُ فِي عُنُقِهَا {لَطّاً حَسَناً، وكَرْماً حَسَناً، وعِقْداً حَسَناً، كُلُّه بِمَعْنى، عَن يَعْقُوبَ، وقِيلَ: هُوَ القِلادَةُ من حَبِّ الحَنْظَلِ المُصَبَّغِ، قَالَ الشّاعِرُ:)
(إِلى أَمِيرٍ بالعرَاقِ ثَطِّ ... وَجْهِ عَجُوزٍ جُليَتْ فِي} لَطِّ)
تَضْحَكُ عَن مِثْلِ الذِي تُغَطِّي أَرادَ أَنَّهَا بَخْراءُ الفَمِ، ج: لِطَاطٌ، قَالَ الشّاعِرُ:
(جَوارٍ يُحَلَّيْنَ {اللِّطاطَ يَزِينُهَا ... شَرَائحُ أَحْوَافٍ من الأَدَمِ الصِّرْفِ)
} والمِلْطاطُ، بالكَسْرِ: حَرْفٌ مِنْ أَعْلَى الجَبَلِ، وجَانِبُه، {كاللِّطَاطِ، الأَخِيرَةُ عَن أَبِي زَيْدٍ، وإِطْلاقُه يُوهِمُ الفَتْحَ، وَقد ضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالكَسْرِ، فإِنَّهُ نَقَلَ عَن أَبِي زَيْدٍ، قالَ: يُقَالُ: هذَا لِطَاطُ الجَبَلِ، وثَلاثَةُ} أَلِطَّةٍ، مثل زِمَامٍ وأَزِمَّةٍ، وَهُوَ طَرِيقٌ فِي عُرْضِ الجَبَلِ.
(و) {المِلْطَاطُ: رَحَى البِزْرِ، كَمَا فِي الصّحاحِ، أَو: يَدُ الرَّحَى، قَالَ الرّاجزُ:
(فَرْشَطَ لَمَّا كُرِه الفِرْشَاطُ ... بِفَيْشَةٍ كأَنَّهَا} مِلْطاطُ)
(و) ! المِلطاطُ: حَافَةُ الوَادِي وشَفِيرُه، كَمَا فِي الصّحاحِ. والمِلْطَاطُ: طَرِيقٌ على ساحِلِ البَحْرِ، قَالَ رُؤْبَةُ:
(نَحْنُ جَمَعْنَا النّاسَ {بالمِلْطاطِ ... فِي وَرْطَةٍ وأَيُّما إِيراطِ)
قالَ الأَصْمَعِيُّ: يعنِي ساحِلَ البَحْرِ. وَفِي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودِ: هَذَا} المِلْطَاطُ طَرِيقُ بَقِيَّةِ المُؤْمِنِينَ هُرّاباً من الدَّجّال يَعْنِي بِهِ شاطِئَ الفُراتِ.
(و) {المِلْطَاطُ: المَنْهَجُ المَوْطُوءُ، من لَطَّهُ بالعَصَا، إِذا ضَرَبَهُ بهَا، ومَعْنَاه: طَرِيقٌ لُطَّ كثيرا، أَي ضَرَبَتْه السَّيَارَةُ ووَطِئَتْه، كقَوْلهِم: طَرِيقٌ مِيتَاءٌ: للَّذِي أُتِيَ كَثِيراً.
والمِلْطَاطُ: صَوْبَجُ الخَبّازِ، عَن الفَرّاءِ، وَهُوَ المِحْوَرُ، يُقال. عَرِّضِ الخُبْزَ بالمِلْطاطِ، ويُقَالُ لَه: المِرْقَاقُ أَيضاً. والمِلْطاطُ: مَالَجُ الطَّيَّانِ، على التَّشْبِيه بِهِ. والمِلْطاطُ من الشِّجاجِ: السَّمْحاقُ، كالّلاطِئَة، أَو الَّتِي تَبْلُغُ الدِّماغَ، كالمِلْطاةِ، والمِلْطاءِ والمِلْطَى، مَقْصُورَةً، بكَسْرِهِنَّ، وَقد سَبَق للمُصَنِّفِ فِي ل ط أَ. والمِلْطاطُ: حَرْفٌ فِي وَسَطِ رَأْسِ البَعِيرِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ.
وقِيل: المِلْطَاطُ: نَاحِيَةُ الرَّأْسِ، وهُمَا} مِلْطَاطَانِ، أَو جُمْلَتُه، أَو جِلْدَتُه، أَو كُلّ شِقٍّ مِنْهُ {مِلْطاطٌ، والأَصْلُ فِيها من مِلْطاطِ البَعِيرِ، قَالَ الرّاجِزُ:
(يَمْتَلِخُ العَيْنَيْنِ بانْتِشاطِ ... وفَرْوَةَ الرَّأْسِ عَن المِلْطَاطِ)
} والِّلطْلِطُ، بالكَسْرِ: الغَلِيظُ الأَسْنَانِ، قالَهُ اللَّيْثُ. وأَنْشَدَ لجَرِيرٍ يهجُو الأَخْطَلَ:
(تَفْتَرُّ عَن قَرِدِ المَنَابِتِ لِطْلِطٍ ... مِثْلِ العِجَانِ وضِرْسُها كالحَافِرِ)

(و) {اللِّطْلِطُ: الناقَةُ الهَرِمَةُ، زَاد أَبو عَمْرٍ و: الَّتِي قَدْ أَكَلَتْ أَسْنَانَها.
والِّطْلِطُ: المَرْأَةُ العَجُوزُ، عَن الأَصْمَعِيِّ.
وَهُوَ} لاطٌّ {مُلِطٌّ، كَقَوْلِهِم: خَبِيثٌ مُخْبِثٌ، أَي أَصْحابُه خُبَثاءُ.
} والأَلَطُّ: مَنْ سَقَطَت أَسْنَانُه وتَأَكَّلَتْ، وَفِي الصّحاحِ: أَو تَأَكَّلَت وبَقِيتَ أُصُولُها، يُقَالُ: رَجُلٌ {أَلَطٌّ بَيِّنُ} اللَّطَطِ، وَمِنْه قِيلَ للعَجُوزِ والنّاقَةِ المُسِنَّةِ: لِطْلِطٌ.
{ولَطَاطِ، كقَطَامِ: السَّنَةُ الساتِرَةُ عَن العَطَاءِ الحاجِبَةُ، مَأْخُوذٌ من التَطَّتِ المَرْأَةُ، أَي اسْتَتَرَت، قَالَ المُتَنَخِّلُ:
(وأُعْطِي غَيْرَ مَنْزُورٍ تِلاَدِي ... إِذا} الْتَطَّتْ لَدَى بَخَلٍ لَطَاطِ)
{وأَلَطَّ قَبْرَهُ إِلْطاطاً: أَلْزَقَه بالأَرْضِ، عَن ابْنِ عَبّاد، وَكَذَا} لَطَّ الشّيْءَ، {ولَطَّ بِهِ.
} وأَلَطَّ الغَرِيمُ بالحَقِّ دُونَ الباطِلِ ولَطَّ: دافَعَ ومَنَعَ من الحقِّ ولَطَّ أَجودُ من أَلَطَّ.
{والْتَطَّ بالمِسْكِ: تَلَطَّخَ بِهِ، عَن ابْنِ عَبّادٍ. (و) } الْتَطَّتِ المَرْأَةُ، أَي اسْتَتَرَتْ، عَن ابْنِ عَبّادٍ.
والتْطَّ الشَّيْءَ: سَتَرَهُ، كلَطَّه، وأَلَطَّه. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: {أَلَطَّهُ: أَعانَهُ أَو حَمَلَه على أَنْ يَلِطَّ حَقِّي، يُقالُ: مالَكَ تَعِينُه على} لَطَطِه، كَمَا فِي الصّحاحِ. {وأَلطَّ الرَّجُلُ، أَي: اشْتدَّ فِي الأَمْرِ والخُصُومَةِ.
وَقَالَ أَبو سَعيدٍ: إِذا اخْتَصَمَ رَجُلانِ فَكَانَ لأَحَدِهِمَا رَفِيدٌ يَرْفِدُه ويَشُدُّ على يَدِه، فذلِك المُعِينُ هُوَ المُلِطُّ، والخَصْمُ هُوَ} الَّلاطُّ، ورُبما قَالُوا: {تَلَطَّيْتَ حَقَّه، لأَنَّهُم كَرِهُوا اجْتِمَاع ثلاثَ طاءَاتٍ، فأَبْدَلَوا منَ الأَخِيرَة يَاءٍ، كَمَا قَالُوا من اللَّعَاع: تَلَعَّيْتُ. حَقَّقَــه الجَوْهَرِيّ:} ولَطَّ الشَّيْءَ: سَتَرَه وأَخْفاهُ، وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْدٍ للأَعْشَى:
(وَلَقَد ساءَهَا البَيَاضُ {فلطَّتْ ... بحِجَابٍ من بَيْنِنَا مَصْدُوفِ)
} ولَطَّ السِّتْرَ: أَرْخاه. ولَطَّ الحِجَابَ: أَرْخاه وسَدَلَه، قَالَ:
(لَجَجْنَا ولَجَّتْ هذِه فِي التَّغَضُّبِ ... ولَطِّ الحِجَابِ دُونَنا والتَّنَقُّبِ)
وقالَ اللَّيْثُ: {لَطّ فُلانٌ الحَقَّ بالبَاطِلِ، أَي سَتَرَه، وَهُوَ مَجاز.
} ولَطَّ سِرَّه: كَتَمَه.
{وأَلَطَّ الحَقَّ بالباطِلِ،} كلَطَّ. {ولَطَّتِ المَرْأَةُ: مَنَعَت زَوْجهَا عَن البِضَاعِ، وَهُوَ مَجاز.
وتُرْسٌ} مَلْطُوطٌ، أَي مَكْبُوبٌ على وَجْهِه، وَفِي الصّحاح: مُنْكَبٌّ، وأَنْشَدَ لساعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ:)
(صَبَّ اللَّهِيفُ لَهَا السُّبُوبَ بطَغْيَةٍ ... تُنْبِي العُقَابَ كَمَا {يُلَطُّ المِجْنَبُ)
يَعْنِي هُنَا الَّذِي يَأْخُذُ العَسَلَ، واللَّهِيفُ: المَكْرُوب. والطَّغْيَةُ: ناحِيَةٌ من الجَبَلِ، والسُّبُوب: الحِبَال، وتُنْبِي العُقَابَ، أَي لَا يَقْدِرُ أَنْ يَقَعَ بهَا لِمَلاسَتِهَا.
والمِجْنَب: التُّرْسُ.} ويُلَطُّ: يُسْتَتَر بِهِ، أَرادَ أَنَّ هَذِه الطَغْيَةَ مثلُ ظَهْرِ التُّرْسِ حِينَ يُسْتَنَزُ بِهِ، كَمَا يُقَال شرحِ الدِّيوان، وَقَالَ ابنُ بَرِّي: أَراد أَنَّ هَذِه الطَّغْيةَ مثلُ ظهْرِ التُّرْسِ إِذا كَبَبْتَه. {والمِلْطاطُ: صَحْنُ الدارِ.} ولَطَّه بالعَصَا: ضَرَبَه، وَهُوَ مَجَازٌ، نَقله الزَّمَخْشَرِيُّ، وكذلِكَ لَطَأَه.
! والِّلطَاطُ، بالكَسْرِ: شَفِيرُ الوادِي.
ل ط ط

لطّ الشيء وألطه: ستره. وفلان لا يلطّ قدره: لا يسترها من الضّيفان. وعن بعض العرب: لطّ السّحاب أسفل الحمرّة. ولطّ الحجاب وألطّه وبالحجاب: أرخاه. قال عبّاد بن عمرو الباهليّ:

وإذا أتاني سائل لم أعتلل ... لألط من دون السّوام حجابي

وقال الأعشى:

ولقد ساءها البياض فلطّت ... بحجابٍ من دونها مسدوف

ولطّت الناقة بذنبها: جعلته بين فخذيها في عدوها. وهي تلطّ بعينها الكحل: تلزقه. ومشوا على الملطاط وهو حافة الوادي. وعرّض الخبز بالملطاط: بالمحور.

ومن المجاز: لطّ فلانٌ دون الحقّ بالباطل وألطّ. قال الربيع بن الحقيق:

لا تجعل الباطل حقاً ولا ... تلطّ دون الحقّ بالباطل

ولطّ سرّه: كتمه. قال:

تعالى لا ألطّ ولا تلطّى ... ونبدي ما نكنّ ولا نغطّي ولطّه بالعصا: ضربه.

الحرف

الحرف: الزائد، ما سقط في بعض تصاريف الكلمة.
الحرف: الأصلي، ما ثبت في تصاريف الكلمة لفظا أو تقديرا.
الحَرف: أعني حرف المباني وهي الحروف الهجائية قال القاري: "قالوا في تعريف الحرف: هو صوتٌ معتمد على مقطع مــحقق وهو أن يكون اعتمادُه على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة أو مقطع مقدرٌ وهو هواء الفم".
الحرف:
[في الانكليزية] Particle
[ في الفرنسية] Particule
في اصطلاح النحاة كلمة دلّت على معنى في غيره ويسمّى بحرف المعنى أيضا، وبالأداة أيضا. ويسمّيه المنطقيون بالأداة. ومعنى قولهم على معنى في غيره على معنى ثابت في لفظ غيره، فإنّ اللام في قولنا الرجل مثلا يدلّ بنفسه على التعريف الذي هو في الرجل، وهل في قولنا هل قام زيد يدلّ بنفسه على الاستفهام الذي هو في جملة قام زيد. وقيل المعنى على معنى حاصل في غيره أي باعتبار متعلّقه لا باعتباره في نفسه. وهذا هو التحقيق؛ وقد مرّ ذلك مستوفى في لفظ الاسم.
ثم الحروف بعضها عاملة جارة كانت أو جازمة أو ناصبة صرفة كان وأخواتها، أو مع الرفع كالحروف المشبّهة بالفعل وهي إنّ وأنّ وكأنّ وليت ولعلّ ولكنّ فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر على عكس ما ولا المشبّهتين بليس، وبعضها غير عاملة كحروف العطف كالواو وأو وبل ونحوها مما يحصل به العطف، وحروف الزيادة التي لا يختلّ بتركها أصل المعنى كإن المكسورة المخففة وتسمّى بحروف الصّلة كما يجيء في لفظ الصلة. وحروف النفي الغير العاملة، وحروف النداء التي يحصل بها النداء كيا، وحروف الاستثناء وحروف الاستفهام، وحروف الإيجاب كنعم وبلى، وحروف التنبيه كها وألا، وحروف التحضيض كهلا وألّا، وحروف التفسير كأي، وحروف التنفيس كالسين وسوف، وحرف التوقّع كقد، وحرف الردع أي الزجر والمنع وهو كلّا، وغير ذلك. وإن شئت تفاصيل هذه فارجع إلى كتب النحو.
الحرف:
* " صوت مُعتمد على مقطع مــحقق أو مقدر "، وهو ما يتألف منه الكلام، وهي (أ، ب، ت .. إلخ، والمشهور في عدتها تسعة وعشرون حرفاً، منها عشرة أحرف زائدة، وتسعة عشر حرفاً أصلياً، أما (الحروف الزائدة) فمجموعة في (سألتمونيها) وهي التي لا يقع في كلام العرب حرف زائدة في اسم ولا فعل إلا من هذه الأحرف العشرة، والمقصود بالزيادة هناك أن يأتي زائداً على وزن (فعل) أي ليس بفاء الكلمة ولا عينها ولا لامها، نحو (استكبر)، وتقع هذه الزوائد في مواضع أخرى أصلاً، ولذلك تلقب بـ (الحروف المذبذبة) وأما (الحروف الأصلية) فهي ما عدا الحروف الزائدة المذكورة وعدتها تسعة عشر حرفاً، وإنما سميت بذلك لأنها لا تقع في كلام العرب إلا أصولاً. وثمة خمسة حروف فرعية زائدة على التسعة والعشرين مستعملة في كلام العرب ونزل بها القرآن الكريم وهي النون الخفيفة والألف الممالة والألف المغلظة كما في طريق الأزرق (ت في حدود 240 هـ) عن ورش (ت 197 هـ) في تغليظ اللامات والصاد المشمة صوت الزاي كما في (صراط) وما أشبه عن حمزة (ت 156 هـ) والهمزة المسهلة بَينَ بَينَ، ويقال لها: (الحروف المشربة) و (الحروف المشوبة) و (الحروف المخالطة)؛ لأنها مشربة بغيرها وتتخالط في اللفظ مع غيرها.
القراءة، " فمعناه أن قراءة كل إمام تسمى حرفاً، كما يقال: قرأ بحرف نافع وبحرف أبي وبحرف ابن مسعود، وكذلك قراءة كل إمام تسمى حرفاً ".
الحرف:
[في الانكليزية] Letter ،phoneme
[ في الفرنسية] Lettre ،phoneme
بالفتح وسكون الراء المهملة في العرف أي عرف العرب كما في شرح المواقف يطلق على ما يتركب منه اللفظ نحو اب ت لا ألف وباء وتاء، فإنّها أسماء الحروف لا أنفسها كما في النظامي شرح الشافية ويسمّى حرف التهجي وحرف الهجاء وحرف المبني. وماهيته واضحة بديهية وجميع ما ذكر في تعريفها المقصود منها التنبيه على خواصها وصفاتها.
وبهذا الاعتبار عرفه القرّاء بأنه صوت معتمد على مقطع مــحقّق وهو أن يكون اعتماده على جزء معين من أجزاء الحلق واللسان والشفة، أو مقطّع مقدّر وهو هواء الفم إذ الأنف لا معتمد له في شيء من أجزاء الفم بحيث إنه ينقطع في ذلك الجزء، ولذا يقبل الزيادة والنقصان ويختصّ بالإنسان وضعا كذا في تيسير القاري.
وعرّفه ابن سينا بأنه كيفية تعرض للصوت بها أي بتلك الكيفية يمتاز الصوت عن صوت آخر مثله في الحدة والثقل تمييزا في المسموع. فقوله كيفية أي هيئة وضعية. وقوله تعرض للصوت أراد به ما يتناول عروضها له في طرفه عروض الآن للزمان، فلا يرد ما قيل إنّ التعريف لا يتناول الصوامت كالتاء والطاء والدال فإنها لا توجد إلّا في الآن الذي هو بداية زمان الصوت أو نهايته فلا تكون عارضة له حقيقة، إذ العارض يجب أن يكون موجودا مع المعروض، وهذه الحروف الآنية لا توجد مع الصوت الذي هو زماني. وتوضيح الدفع أنها عارضة للصوت عروض الآن للزمان والنقطة للخط، فإنّ عروض الشيء للشيء قد يكون بحيث يجتمعان في الزمان وقد لا يكون، وحينئذ يجوز أن يكون كلّ واحد من الحروف الآنية طرفا للصوت عارضا له عروض الآن للزمان. وقوله مثله في الحدّة والثقل ليخرج عن التعريف الحدّة والثّقل فإنّهما وإن كانتا صفتين مسموعتين عارضتين للصوت يمتاز بهما ذلك الصوت عما يخالفه في تلك الصفة العارضة، إلّا أنه لا يمتاز بالحدّة صوت عن صوت آخر يماثله في الحدّة ولا بالثقل صوت عما يشاركه فيه. وقوله تمييزا في المسموع ليخرج الغنّة وهي التي تظهر من تسريب الهواء بعضها إلى جانب الأنف وبعضها إلى الفم مع انطباق الشفتين، والبحوحة التي هي غلظ الصوت الخارج من الحلق، فإنّ الغنّة والبحوحة سواء كانتا ملذتين أو غير ملذتين صفتان عارضتان للصوت يمتاز بهما عما يشاركه في الحدّة والثّقل، لكنهما ليسا مسموعين، فلا يكون التمييز الحاصل منهما تمييزا في المسموع من حيث هو مسموع ونحوهما كطول الصوت وقصره، وكونه طيبا وغير طيب، فإنّ هذه الأمور ليست مسموعة أيضا. أما الطول والقصر فلأنهما من الكميات المحضة والمأخوذة مع الإضافة ولا شيء منهما بمسموع وإن كان يتضمن هاهنا المسموع، فإنّ الطول إنما يحصل من اعتبار مجموع صوتين صوت حاصل في ذلك الوقت وهو مسموع وصوت حاصل قبل ذلك الوقت وهو ليس بمسموع. وأمّا كون الصوت طيبا أي ملائما للطبع أو غير طيب فأمر يدركه الوجدان دون السمع فهما مطبوعان لا مسموعان، إذ قد تختلف هذه الأمور أعني الغنّة والبحوحة ونحوهما والمسموع واحد، وقد تتّحد والمسموع مختلف، وذلك لأنّ هذه الأمور وإن كانت عارضة للصوت المسموع إلّا أنها في أنفسها ليست مسموعة فلا يكون اختلافها مقتضيا لاختلاف المسموع، ولا اتحادها مقتضيا لاتحاده، بخلاف العوارض المسموعة فإنّ اختلافها يقتضي اختلاف المسموع الذي هو مجموع الصوت وعارضه واتحادها يقتضي اتحاد المسموع لا مطلقا بل باعتبار ذلك العارض المسموع. والحق أنّ معنى التمييز في المسموع ليس أن يكون ما به التمييز مسموعا بل أن يحصل به التمييز في نفس المسموع بأن يختلف باختلافه ويتّحد باتحاده، كالحرف بخلاف الغنّة والبحوحة ونحوهما، كذا في شرح المواقف في مبحث الأصوات.
ويعرّف الحرف عند أهل الجفر بأنّه بناء مفرد مستقل بالدلالة وتسمّى دلالة الحروف دلالة أولية، ودلالة الكلمة دلالة ثانية، وهو موضوع علم الجفر، وبهذا صرح في بعض رسائل الجفر. ولذا يسمّى علم الجفر بعلم الحروف.
تقسيمات حروف الهجاء
الأول إلى المعجمة وهي المنقوطة وغير المعجمة وهي غير المنقوطة وتسمى بالمهملة أيضا. الثاني إلى نوراني وظلماني. قال أهل الجفر الحروف النورانية حروف فواتح السور ومجموعها صراط علي حق نمسكه والباقية ظلمانية. ومنهم من يسمّى الحروف النورانية بحروف الحق والظلمانية بحروف الخلق. ومنهم من قال: النورانية تسمّى الأعلى والظلمانية قسمان. منها سبعة حروف تسمّى الأدنى وهي:
ب، ت، د، ذ، ض، و، غ، والسبعة الباقية تسمّى أدنى الأدنى. كذا في بعض رسائل الجفر. الثالث: إلى المسروري والملبوبي والملفوظي. وفي بعض رسائل الجفر: الحروف ثلاثة أقسام: 1 - ملفوظى: وهي التي تلفظ بواسطة 3 حروف مثل: ألف وجيم ودال. وهذه 13 حرفا تنحصر في قسمين: قسم زائد الحركة مثل الألف التي وسطها متحرك وقسم زائد الأول وهو ثلاثة حروف: الميم والنون والواو.
2 - 
ملبوبي: وهو ما يلفظ بحرفين وهي 12 حرفا. انتهى كلامه. وينبغي أن يعلم أنّ الحرف الملفوظي يشترك فيه أن لا يكون أوّله وآخره نفس الحرف، وإلّا فالمسروري يمكن اعتباره من الملفوظي. فحينئذ يلغي التقابل بين الأقسام. وهذا مبطل للتّقسيم الثلاثي ومؤيّد لما ذكره في قاموس جهانگيري حيث قال: إنّ علماء العربية ذكروا أنواع الحروف وقسّموها إلى ثلاثة أقسام: الأول: مسروري وهو ما يتم لفظه بواسطة حرفين اثنين وعددها: 12 حرفا وهي با تا ثا حا خا را زا طا ظا فا ها يا.

والثاني: ملفوظى: وهو ما يلفظ بثلاثة أحرف لا يكون آخرها مثل أوّلها: وهي 13 حرفا: الف جيم دال ذال سين شين صاد ضاد عين غين قاف كاف لام.

والقسم الثالث: يقال له: ملبوبي ومكتوبي:
وهو ثلاثي الحروف وآخره مثل أوله ومجموعه 3 أحرف هي: الميم والنون والواو. انتهى.
ولا يخفى أنّه في هذا الكلام أطلق اسم الملبوبي على المسروري بعكس الكلام السابق.

الرابع: إلى المنفصلة وغيرها في أنواع البسط يأتي بالألف والدال والذال والراء والزاي والواو ولا، ويسمّيها الحروف السبعة المنفصلة وما عداها يقال لها: غير منفصلة.

الخامس: إلى المفردة والمتزاوجة التي تسمّى بالمتشابهة أيضا. ويقول في أنواع البسط:
الحروف إما متشابهة، وتسمّى أيضا متزاوجة، وهي الحروف التي لا اختلاف بينها في الصورة إلّا في النقط مثل الحاء والخاء.

وإمّا مفردة: وهي التي ليست كذلك. السادس إلى المصوّتة والصامتة فالمصوتة حروف المدّ واللين أي حروف العلّة الساكنة التي حركة ما قبلها مجانسة لها. والصامتة ما سواها سواء كانت متحركة أو ساكنة ولكن ليس حركة ما قبلها من جنسها. فالألف أبدا مصوتة لوجوب كونها ساكنة وما قبلها مفتوحا. وإطلاق اسم الألف على الهمزة بالاشتراك اللفظي. وأما الواو والياء فقد تكونان صامتتين أيضا كذا في شرح المواقف. السابع إلى زمانية وآنية. وفي شرح المواقف الحروف إمّا زمانية صرفة كالمصوتة فإنها زمانية عارضة للصوت باقية معه زمانا بلا شبهة. وكذا بعض الصوامت كالفاء والقاف والسين والشين ونحوها ممّا يمكن تمديدها بلا توهّم تكرار، فإنّ الغالب على الظنّ أنها زمانية أيضا. وإمّا آنية صرفة كالتاء والطاء وغيرهما من الصوامت التي لا يمكن تمديدها أصلا فإنها لا توجد في آخر زمان حبس النفس كما في لفظ بيت وفرط، أو في أوله كما في لفظ تراب، أو في آن يتوسطهما، كما إذا وقعت تلك الصوامت في أوساط الكلم فهي بالنسبة إلى الصوت كالنقطة والآن بالنسبة إلى الخط والزمان. وتسميتها بالحروف أولى من تسميتها بغيرها لأنها أطراف الصوت والحرف هو الطرف. وأما آنية تشبه الزمانية وهي أن تتوارد افرادا آنية مرارا فيظن أنها فرد زماني كالراء والحاء والخاء، فإنّ الغالب على الظن أنّ الراء في آخر الدار مثلا راءات متوالية، كلّ واحد منها آني الوجود، إلّا أنّ الحسّ لا يشعر بامتياز أزمنتها فيظنها حرفا واحدا زمانيا، وكذا الحال في الحاء والخاء كذا في شرح المواقف. الثامن إلى المتماثلة والمتخالفة. فالمتماثلة ما لا اختلاف بينها بذواتها ولا بعوارضها المسمّاة بالحركة والسكون كالياءين المتحركين بنوع واحد من الحركة. والمتخالفة ما ليس كذلك سواء كانت متخالفة بالذات والحقيقة كالياء والميم، أو بالعرض كالياء الساكنة والمتحركة كذا في شرح المواقف. هذا لكن المذكور في فن الصرف أنّ المتماثلة هي المتفقة في الحقيقة وإن كانت مختلفة بالعوارض. قال في الإتقان في بحث الإدغام نعني بالمتماثلين ما اتفقا مخرجا وصفة كالياءين واللامين، وبالمتجانسين ما اتفقا مخرجا واختلفا صفة كالطاء والتاء والظاء والثاء، وبالمتقاربين ما تقاربا مخرجا أو صفة كالدال والسين والضاد والشين انتهى. فالحروف على هذا أربعة أقسام. المتماثلة والمتجانسة والمتقاربة وما ليس شيئا منها. التاسع إلى المجهورة والمهموسة فالمجهورة ما ينحصر جري النّفس مع تحركه. والمهموسة بخلافها أي ما لا ينحصر جري النفس مع تحركه.
والانحصار الاحتباس وهي السين والشين والحاء والخاء والثاء المثلثة والتاء المثناة الفوقانية والصاد المهملة والفاء والهاء والكاف.
والمجهورة ما سواها، ففي المجهورة يشبع الاعتماد في موضعه. فمن إشباع الاعتماد يحصل ارتفاع الصوت، والجهر هو ارتفاع الصوت فسمّيت بها. وكذا الحال في المهموسة لأنه بسبب ضعف الاعتماد يحصل الهمس وهو الإخفاء، فإذا أشبعت الاعتماد وجرى الصوت كما في الضاد والزاء والعين والغين والياء فهي مجهورة رخوة، وإذا أشبعته ولم يجر الصوت كالقاف والجيم والطاء والدال فهي مجهورة شديدة. قيل المجهورة تخرج أصواتها من الصدر، والمهموسة تخرج أصواتها من مخارجها في الفم وذلك مما يرخي الصوت، فيخرج الصوت من الفم ضعيفا. ثم إن أردت الجهر بها وإسماعها أتبعت صوتها بصوت من الصدر لتفهم. وتمتحن المجهورة بأن تكرّرها مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، رفعت صوتك بها أو أخفيته، سواء أشبعت الحركات حتى تتولّد الحروف نحو قا قا قا، أو قو قو قو، أو قي قي قي، أو لم تشبعها نحو ققق فإنّك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النّفس إلّا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت. وأما مع الصوت فلا يجري وذلك لأنّ النّفس الخارج من الصدر وهو مركّب الصوت يحتبس إذا اشتدّ اعتماد الناطق على مخرج الحرف، إذ الاعتماد على موضع من الحلق أو الفم يحبس النّفس وإن لم يكن هناك صوت، وإنّما يجري النّفس إذا ضعف الاعتماد. وإنّما كرّرت الحروف في الامتحان لأنك لو نطقت بواحد منها غير مكرّر فعقيب فراغك منه يجري النّفس بلا فصل فيظن أنّ النفس إنّما خرج مع المجهورة لا بعده، فإذا تكرّر وطال زمان الحرف ولم يخرج النّفس مع تلك الحروف المكرّرة عرفت أنّ النطق بالحروف هو الحابس للنفس. وإنّما جاز إشباع الحركات لأنّ الواو والألف والياء أيضا مجهورة، فلا يجري مع صوتها النّفس. وأما المهموسة فإنّك إذا كرّرتها مع إشباع الحركة أو بدونها فإنّ جوهرها لضعف الاعتماد على مخارجها لا يحبس النّفس، فيخرج النّفس ويجري كما يجري الصوت نحوك، وقس على هذا. العاشر إلى الشديدة والرخوة وما بينهما. فالشديدة ما ينحصر جري صوته في مخرجه عند إسكانه فلا يجري الصوت والرخوة بخلافها. وأما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجري. وإنما اعتبر إسكان الحروف لأنّك لو حرّكتها، والحركات أبعاض الحروف من الواو والياء والألف وفيها رخاوة ما، لجرت الحركات لشدة اتصالها بالحروف الشديدة إلى شيء من الرخاوة فلم يتبين شدتها. فقيد الإسكان لامتحان الشديدة من الرخوة. فالحروف الشديدة الهمزة والجيم والدال والطاء المهملتان والباء الموحدة والتاء المثناة الفوقانية والكاف والقاف. والرخوة ما عدا هذه الحروف المذكورة، وما عدا حروف لم يرو عنا فإنها ليست شديدة ولا رخوة فهي مما بينهما. وإنّما جعل هذه الأحرف الثمانية أي اللام والميم والياء المثناة التحتانية والراء المهملة والواو والعين المهملة والنون والألف مما بينهما أي بين الشديدة والرخوة لأنّ الشديدة هي التي ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف، وهذه الأحرف الثمانية ينحصر الصوت في مواضعها عند الوقف أيضا لكن يعرض لها إعراض توجب حصر الصوت من غير مواضعها.
أما العين فينحصر الصوت عند مخرجه لكن لقربه من الحاء التي هي من المهموسة ينسلّ صوته قليلا فكأنّك وقفت على الحاء. وأما اللام فمخرجها أعني طرف اللسان لا يتجافى عن موضعه من الحنك عند النطق به، فلا يجري منه صوت، لكن لمّا لم يسدّ طريق الصوت بالكلية كالدال بل انحرف طرف اللسان عند النطق به خرج الصوت عند النطق به من متشدّق اللسان فويق مخرجه. وأمّا الميم والنون فإنّ الصوت لا يخرج عن موضعهما من الفم، لكن لمّا كان لهما مخرجان في الفم والخيشوم جرى الصوت من الأنف دون الفم لأنّك لو أمسكت أنفك لم يجر الصوت بهما. وأمّا الراء فلم يجر الصوت في ابتداء النطق به لكنه جرى شيئا لانحرافه وميله إلى اللام كما قلنا في العين المائل إلى الحاء، وأيضا والراء مكرّر فإذا تكرّر جرى الصوت معه في أثناء التكرير. وكذلك حروف العلّة لا يجري الصوت معها كثيرا، لكن لمّا كان مخارجها تتسع لهواء الصوت أشدّ من اتساع غيرها من المجهورة كان الصوت معها يكثر فيجري منه شيء. واتساع مخرج الألف لهواء صوته أكثر من اتساع مخرجي الواو والياء لهواء صوتهما، فلذلك سمّي الهاوي أي ذا الهواء كالناشب والنابل. وإنّما كان الاتساع للألف أكثر لأنّك تضم شفتيك للواو فتضيق المخرج وترفع لسانك قبل الحنك للياء. وأما الألف فلا يعمل له شيء من هذا، فأوسعهنّ مخرجا الألف ثم الياء ثم الواو، فهذه الحروف أخفى الحروف لاتساع مخارجها وأخفاهن الألف لسعة مخرجها أكثر.
اعلم أنّ الفرق بين الشديدة والمجهورة أن الشديدة لا يجري الصوت بها بل إنّك تسمع به في آن ثم ينقطع. والمجهورة لا اعتبار فيها لعدم جري الصوت بل الاعتبار فيها لعدم جري النّفس عند التصويت بها. هذا كله ما ذهب إليه ابن الحاجب واختاره الرضي. وبعضهم أخرج من المجهورة الأحرف السبعة التي هي من الرخوة أي الضاد والطاء والذال والزاء والعين والغين والياء، فيبقى فيها الحروف الشديدة، وأربعة أحرف مما بينهما وهي اللام والميم والواو والنون، فيكون مجموع المجهورة عنده اثنى عشر حرفا، وهي حروف ولمن أجدك قطبت. وهذا القائل ظنّ أنّ الرخاوة تنافي الجهر وليس بشيء لأنّ الرخاوة أن يجري الصوت بالحرف، والجهر رفع الصوت بالحرف سواء جرى الصوت أو لم يجر. الحادي عشر إلى المطبقة والمنفتحة. فالمطبقة ما ينطبق معه الحنك على اللسان لأنّك ترفع اللسان إليه فيصير الحنك كالطبق على اللسان، فتكون الحروف التي يخرج بينهما مطبقا عليهما، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء. وأما قول ابن الحاجب من أنّها ما ينطبق على مخرجه الحنك فليس بمطّرد لأنّ مخرج الضاد حافّة اللسان وحافته ينطبق عليها الأضراس وباقي اللسان ينطبق عليه الحنك. قال سيبويه لولا الإطباق في الصاد لكان سينا وفي الظاء لكان ذالا وفي الطاء لكان دالا، ولخرجت الضاد من الكلام لأنه ليس شيء من الحروف في موضعها غيرها.
والمنفتحة بخلافها لأنه ينفتح ما بين اللسان والحنك عند النطق بها، وهي ما سوى الحروف الأربعة المطبقة. الثاني عشر إلى المستعلية والمنخفضة. فالمستعلية ما يرتفع بسببها اللسان وهي الحروف الأربعة المطبقة والخاء والغين المعجمتان والقاف لأنه يرتفع بهذه الثلاثة أيضا اللسان، لكن لا إلى حدّ انطباق الحنك عليها. والمنخفضة ما ينخفض معه اللسان ولا يرتفع وهي ما عدا المستعلية. وبالجملة فالمستعلية أعمّ من المطبقة إذ لا يلزم من الاستعلاء الإطباق ويلزم من الإطباق الاستعلاء.
ولذا يسمّى الأحرف الأربعة المطبقة مستعلية مطبقة. الثالث عشر إلى حروف الذّلاقة والمصمتة، فحروف الذّلاقة ما لا ينفك عنه رباعي أو خماسي إلّا شاذا كالعسجد والدهدقة والزهزقة والعسطوس، وهي الميم والراء المهملة والباء الموحدة والنون والفاء واللام. والمصمتة بخلافها وهي حروف ينفك عنها رباعي وخماسي وهي ما سوى حروف الذلاقة.
والذلاقة الفصاحة والخفة في الكلام، وهذه الحروف أخفّ الحروف. ولذا لا ينفك عنها رباعي وخماسي فسمّيت بها. والشيء المصمت هو الذي لا جوف له فيكون ثقيلا فسمّيت بذلك لثقلها على اللسان. الرابع عشر إلى حروف القلقلة وغيرها. فحروف القلقلة ما ينضم إلى الشدّة فيها ضغط في الوقف وذلك لاتفاق كونها شديدة مجهورة معا. فالجهر يمنع النّفس أن يجري معها، والشدّة تمنع الصوت أن يجري معها، فلذلك يحصل ما يحصل من الضغط للمتكلّم عند النطق بها ساكنة فيحتاج إلى قلقلة اللسان وتحريكه عن موضع، حتى يجري صوتها فيسمع، وهي القاف والدال المهملة والطاء المهملة والباء الموحدة والجيم. وقال المبرّد ليس القاف منها بل الكاف وغيرها ما سواها.
الخامس عشر إلى حروف الصفير وغيرها.
فحروف الصفير ما يصفر بها أي يصوت بها وهي الزاء المعجمة والصاد والسين المهملتان، سمّيت بها لوجود الصفير عند النطق بها وغيرها غيرها. السادس عشر إلى حروف العلّة وغيرها. فحروف العلة الألف والواو والياء، سمّيت بها لكثرة دورانها على لسان العليل فإنّه يقول واي وغيرها غيرها. وحروف العلّة تسمّى بالحروف الجوفية أيضا لخروجها من الجوف. ثم إنّ حروف العلّة إذا سكنت تسمّى حروف لين، ثم إذا جانسها حركة ما قبلها فتسمّى حروف مدّ، فكلّ حرف مدّ حرف لين ولا ينعكس. والألف حرف مدّ أبدا والواو والياء تارة حرفا مدّ وتارة حرفا لين، هكذا ذكر في بعض شروح المفصل. وكثيرا ما يطلقون على هذه الحروف حرف المدّ واللين مطلقا، فهو إمّا محمول على هذا التفصيل أو تسمية الشيء باسم ما يئول إليه. هكذا في جاربردي شرح الشافية في بحث التقاء الساكنين. وقيل بتباين المدّ واللين وعدم صدق أحدهما على الآخر، لكن من المــحققــين من جعل بينهما عموما وخصوصا مطلقا كذا في تيسير القاري. السابع عشر إلى حروف اللين والمدّ وغيرها وقد عرفت قبيل هذا. الثامن عشر إلى الأصلية والزائدة.
فالأصلية ما ثبت في تصاريف اللفظ كبقاء حروف الضرب في متصرفاته. والزائدة ما سقط في بعضها كواو قعود في قعد. ثم إذا أريد تعليم المتعلمين فالطريق أن يقال إذا وزن اللفظ فما كان من حروفه في مقابلة الفاء والعين واللام الأولى والثانية والثالثة فهو أصلي وما ليس كذلك فهو زائد. وليس المراد من الزائد هاهنا ما لو حذف لدلّ الكلمة على ما دلّت عليه وهو فيها، فإنّ ألف ضارب زائدة لو حذفت لم يدل الباقي على اسم الفاعل، كذا في جاربردي حاشية الشافية. وحروف الزيادة حروف: اليوم تنساه، أعني أنه إذا وجد في الكلمة زائد لا يكون إلّا من تلك الحروف لا من غيرها.
ولمعرفة الزائد من الأصلي طرق كالاشتقاق وعدم النظير وغيرهما يطلب من الشافية وشروحه في بحث ذي الزيادة.
والحروف في اصطلاح الصوفية الصورة المعلومية في عرضة العلم الإلهي قبل انصباغها بالوجود العيني. كذا قال الشيخ الكبير صدر الدين في النفحات. ويجيء في لفظ الكلمة. وفي الإنسان الكامل في باب أم الكتاب: أمّا الحروف فالمنقوطة منها عبارة عن الأعيان الثابتة في العلم الإلهي، والمهملة منها نوعان، مهملة تتعلق بها الحروف ولا تتعلّق هي بها وهي خمسة: الألف والدال والراء والواو واللام، فالألف إشارة إلى مقتضيات كمالاته وهي خمسة، الذات والحياة والعلم والقدرة والإرادة إذ لا سبيل إلى وجود هذه الأربعة إلّا للذات، فلا سبيل إلى كمالات الذات إلّا بها.
ومهملة تتعلّق بها الحروف وتتعلّق هي بها وهي تسعة. فالإشارة بها إلى الإنسان الكامل لجمعه بين الخمسة الإلهية والأربعة الخلقية وهي العناصر الأربع مع ما تولّد منها فكانت أحرف الإنسان الكامل غير منقوطة لأنّه خلقها على صورته، ولكن تميّزت الحقائق المطلقة الإلهية عن الحقائق المقيّدة الإنسانية لاستناد الإنسان إلى موجد يوجده. ولو كان هو الموجد فإنّ حكمه أن يستند إلى غيره. ولذا كانت حروفه متعلّقة بالحروف وتتعلّق الحروف بها. ولما كان حكم واجب الوجود أنّه قائم بذاته غير محتاج في وجوده إلى غيره مع احتياج الكلّ إليه.
كانت الحروف المشيرة إلى هذا المعنى من الكتاب مهملة تتعلّق بها الحروف ولا تتعلق هي بحرف منها. ولا يقال إنّ لام ألف حرفان فإن الحديث النبوي قد صرّح بأن لام ألف حرف واحد فافهم.
واعلم أنّ الحروف ليست كلمات لأنّ الأعيان الثابتة لا تدخل تحت كلمة كن إلّا عند الإيجاد العيني، وأمّا هي ففي أوجهها وتعيينها العلمي فلا يدخل عليها اسم التكوين، فهي حقّ لا خلق، لأنّ الخلق عبارة عمّا دخل تحت كلمة كن، وليست الأعيان في العلم بهذا الوصف، لكنها ملحقة بالحدوث إلحاقا حكميا لما تقتضيه ذواتها من استناد وجود الحادث في نفسه إلى قديم. فالأعيان الموجودة المعبّر عنها بالحروف ملحقة في العالم العلمي بالعلم الذي هو ملحق بالعالم فهي بهذا الاعتبار الثاني قديمة انتهى كلامه.

وقال الشيخ عبد الرزاق الكاشي: إنّ حروف الحقائق بسيطة وهي من الأعيان، وأمّا الحروف العالية فهي للشئون الذاتية وهي كامنة في غيب الغيوب، كالشّجرة في النواة. واعلم أنّ أهل الجفر يقولون لبعض حروف الزمام حروف أوتاد. وذلك كالأوّل والرابع، ومثل هذين الحرفين يتجاوزونهما ويأخذون الحرف الثالث كما سيرد في بحث الوتد. ويقول بعضهم: الحروف أدوار. وهي دائما أربعة:

الأول: حرف زمام، والثاني: الحرف الأخير، والثالث: الحرف الأول للزمام الأخير. والحرف الرابع: الحرف الأخير لذلك. ويسمّى بعضهم الحروف قلوبا. وتلك الحروف هي التي وسط الزمام. وعليه فإذا كانت الحروف والسطور كل منها شفعا فتكون حروف القلوب أربعة وهي وسط جميع الحروف، وإذا كانت مفردة كلاهما. فهو واحد (أي حرف القلب) وفي غير هذا الشّكل حروف القلوب اثنان. مثلا: إذا كان عدد الحروف والسطور كلّ منها تسعة. وعليه فحرف القلب هو الخامس من السطر الخامس.
وإذا كان عدد الحروف ثمانية وعدد السطور أربعة فالحرف الرابع والخامس من كلّ من السطر الثاني والثالث هي حروف قلوب. يعني كل أربعة وإذا كانت الحروف سبعة والسطور أربعة، فالحرف الرابع من كلّ السطرين الثاني والثالث هي حروف قلوب. وإذا كانت الحروف عشرة والسطور خمسة، فالخامس والسادس من السطر الثالث هي حروف قلوب. وعلى هذا فقس. كذا في أنواع البسط. 

الرَّسْم النَّاقِص

الرَّسْم النَّاقِص: الْمُعَرّف الَّذِي يكون خَاصَّة وَحدهَا. أَو يكون مركبا مِنْهَا وَمن الْجِنْس الْبعيد. أَو من عرضيات يخْتَص جُمْلَتهَا من حَيْثُ الْمَجْمُوع بِحَقِيقَة وَاحِدَة. الأول: كتعريف الْإِنْسَان بالضاحك. وَالثَّانِي: كتعريفه بالجسم الضاحك. وَالثَّالِث: كتعريفه بِأَنَّهُ ماش على قَدَمَيْهِ عريض الْأَظْفَار بَادِي الْبشرَة مُسْتَقِيم الْقَامَة ضحاك بالطبع إِمَّا كَونه رسما فَلَمَّا مر من أَن الْخَاصَّة اللَّازِمَة من آثَار الشَّيْء فَيكون تعريفا بالأثر الَّذِي هُوَ الرَّسْم. وَإِمَّا كَونه نَاقِصا فلعدم ذكر بعض أَجزَاء الرَّسْم التَّام حَتَّى تتَــحَقَّق المشابهة بِالْحَدِّ التَّام كتــحققــها بَين الرَّسْم التَّام وَالْحَد التَّام.

قنط

قنطرة}: المكملة. كما تقول: ألوف مؤلفة. وقال الفراء: المقنطرة: المضعفة.
قنط: {القانطون}: اليائسون.
(ق ن ط)

قنط يقنط، ويقنط، وَقَنطَ قنطا، وقنوطا، فيهمَا: يئس.

وَقَالَ ابْن جني: قنط يقنط. كأبى يَأْبَى، وَالصَّحِيح مَا بدأنا بِهِ.
ق ن ط : الْقُنُوطُ بِالضَّمِّ الْإِيَاسُ مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَنِطَ يَقْنِطُ مِنْ بَابَيْ ضَرَبَ وَتَعِبَ وَهُوَ قَانِطٌ وَقَنُوطُ وَحَكَى الْجَوْهَرِيُّ لُغَةً ثَالِثَةً مِنْ بَابِ قَعَدَ وَيُعَدَّى بِالْهَمْزَةِ. 
(قنط)
قنوطا يئس أَشد الْيَأْس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {وَهُوَ الَّذِي ينزل الْغَيْث من بعد مَا قَنطُوا} فَهُوَ قانط وقنوط

(قنط) قنوطا وقناطة يئس وَفِي التَّنْزِيل الْعَزِيز {لَا تقنطوا من رَحْمَة الله}
[قنط] القُنوطُ: اليأسُ. وقد قَنَطَ يقنط قنوطا مثل جلس يجلس جلوسا. وكذلك قنط يقنط مثل قعد يقعد، فهو قانِطٌ. وفيه لغةٌ ثالثة قنط يقنطا قنطا، مثل تعب يتعب تعبا، وقناطة فهو قنط. وقرئ: {فلا تكن من القنطين} . وأما قنط يقنط بالفتح فيهما، وقَنِطَ يَقْنِطُ بالكسر فيهما، فإنَّما هو على الجمع بين اللغتين. قاله الاخفش.

قنط


قَنَطَ(n. ac.
قَنْط
قُنُوْط)
a. Was discouraged, desponded, despaired.
b. [Min], Despaired, desponded of.
c. [acc. & 'An], Withheld from.
قَنِطَ(n. ac. قَنَط)
قَنُطَ(n. ac. قَنَاْطَة)
a. see supra
(a) (b).
قَنَّطَa. Made to despair.

أَقْنَطَa. see II
قَنَطa. Despair; despondency, discouragement
dejection.

قَنِطa. see 21
قَاْنِطa. Despairing; despondent, discouraged, dejected.

قَنُوْطa. see 21
قُنُوْطa. see 4
قنط
قَنِطَ يَقْنَطُ وقنَطَ يَقْنِطُ قُنُوْطاً: وهو اليَأْسُ من الخَيْرِ. وبنو فلان يَقْنِطُونَ ماءهم عَنّا قَنْطاً: أي يمْنَعُونَه. والقُنْطُ: زبَيْبُ الصَّبيِّ.
نقط
نَقَطَ يَنْقُطُ نُقًوطاً، والنُّقْطَة الاسْمُ، والنًقْطَة: فَعْلَةٌ واحِدَةٌ.
والنُّقْطَةُ من الكَلإِ: قِطْعَةٌ بعد قِطْعَةٍ. وتَنَقَّطْتُ الخَبَرَ: أخَذْته شَيْئاً شَيْئاً.
ق ن ط: (الْقُنُوطُ) الْيَأْسُ وَبَابُهُ جَلَسَ وَدَخَلَ وَطَرِبَ وَسَلِمَ فَهُوَ (قَنِطٌ) وَ (قَنُوطٌ) وَ (قَانِطٌ) وَقُرِئَ: «فَلَا تَكُنْ مِنَ الْقَنِطِينَ» فَأَمَّا (قَنَطَ) يَقْنَطُ بِالْفَتْحِ فِيهِمَا وَ (قَنِطَ) يَقْنِطُ بِالْكَسْرِ فِيهِمَا فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى الْجَمْعِ بَيْنَ اللُّغَتَيْنِ. 
قنط
القُنُوطُ: اليأس من الخير. يقال: قَنَطَ يَقْنِطُ قُنُوطاً، وقَنِطَ يَقْنَطُ . قال تعالى: فَلا تَكُنْ مِنَ الْقانِطِينَ
[الحجر/ 55] ، قال: وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ
[الحجر/ 56] ، وقال: يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ
[الزمر/ 53] ، وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ
[فصلت/ 49] ، إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ
[الروم/ 36] .
قنط
القُنُوْطُ: اليأسُ. وقد قنط يقنط قنوطاً - مثال جلس يجلس جلوساً -، وكذلك قنط يقنط - مثال قعد يقعدُ -، وقرأ الأعمشُ وأبو عمرو والأشهبُ العُقيليُّ وعيس بن عمر وعبيدُ بن عميرٍ وزيد بن عليَّ وطاوُسُ:) قال ومن يقنُطُ (بضم النون، فهو قانُط، وفيه لغةُ ثالثة وهي: قنط يقنُط قنطاً - مثال فرح يفرح فرحاً - وقناطةً، فهو قنط، وقرأ ابن وثابٍ والأعمشُ ومبشَّر بن عبيٍد وطلحةُ والحسين عن أبي عمرو:) فلا تكن من القانطين (.
وأما قنط يقنطُ - بالفتح فيهما - وقنط يقنط؟ بالكسر - فيهما فإنما هما على الجمع بين اللغتين، قاله الأخفشُ، واللغة الفصحى: قنط يقنط - مثال جلس يجلس -، وقرأ أبو رجاء العطاردي والأعْمشُ والدوري عن أبي عمرو:) من بعدما قنطوا (بكسر النون، وقرأ الخليل:) من بعدما قنطوا (بضم النون. وقال ابن عبادٍ: بنو فلان يقنطون ماءهم عنا قنطاً: أي يمنعونه.
قال: والقنْطُ: زبيبُ الصَّبي. َّ وقنَّطه تقْنيطاً: إذا أبأسهُ.
والتركيب يدلُ على الياس.

قنط: القُنُوط: اليأْس، وفي التهذيب: اليأْس من الخير، وقيل: أَشدّ

اليأْس من الشيء. والقُنُوط، بالضم، المصدر. وقَنَط يقنِطُ ويَقْنُطُ

قُنُوطاً مثل جلَس يجلِس جُلوساً، وقَنِطَ قَنَطاً وهو قانِطٌ: يَئِسَ؛ وقال ابن

جني: قَنَطَ يَقْنَطُ كأَبى يَأْبَى، والصحيح ما بدأْنا به، وفيه لغة

ثالثة قَنِطَ يَقْنَطُ قَنَطاً، مثل تعِب يَتْعَب تعباً، وقَناطة، فهو

قَنِطٌ؛ وقرئ: ولا تكن من القَنِطِين. وأَما قَنَط يقْنَطُ، بالفتح فيهما،

وقَنِطَ يَقْنِط، بالكسر فيهما، فإِنما هو على الجمع بين اللغتين؛ قاله

الأَخفش. وفي التنزيل: قال ومن يَقْنُطُ من رحمة ربه إِلا الضالون، وقرئ:

ومن يَقْنِطُ، قال الأَزهري: وهما لغتان: قَنَطَ يَقْنُطُ، وقَنَط

يَقْنِطُ قُنوطاً في اللغتين، قال: قال ذلك أَبو عمرو بن العلاء.

ويقال: شر الناس الذين يُقَنِّطُون الناس من رحمة اللّه أَي

يُؤْيِسُونهم.

وفي حديث خزيمة في روايةٍ: وقُطَّتِ القَنِطةُ، قُطَّتْ أَي قُطِعَتْ،

وأَما القَنِطةُ فقال أَبو موسى: لا نعرفها، قال ابن الأَثير: وأَظنه

تصحيفاً إِلا أَن يكون أَراد القَطِنةَ بتقديم الطاء، وهي هَنة دون القِبةِ.

ويقال للجمة بين الوركين أَيضاً: قَطِنَةٌ.

قنط

1 قَنَطَ, aor. ـِ and قَنَطَ, aor. ـُ and قَنِطَ, aor. ـَ (S, Msb, K;) and قَنُطَ, aor. ـُ (K;) and قَنَطَ, aor. ـَ and قَنِطَ, aor. ـِ each of the last two being a mixture of two dialects; (Akh, S, K;) inf. n. قُنُوطٌ, (S, Msb, K,) which is of the first and second, (S, K, TA,) and of the fourth and sixth also; (K; [but this is doubtful;]) and قَنَطٌ, which is of the third; (S, K;) and قَنَاطَةٌ, which is also of the third, (S, K,) or [more probably, agreeably with analogy,] of the fourth; (TK;) He despaired (S, Msb, K) of (مِنْ) the mercy of God, (Msb,) or, as in the T, of good: or, as some say, he despaired most vehemently of a thing. (TA.) It is said in the Kur, [xv. 56,] accord. to different readings, وَمَنْ يَقْنِطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ and يَقْنُطُ (Bd, TA) and يَقْنَطُ (Bd) [And who despaireth of the mercy of his Lord except those who are in error?]

A2: قَنْطٌ is also syn. with مَنْعٌ. (K.) You say, قَنَطَ مَآءَهُ عَنَّا He withheld, kept, or debarred, his water from us. (Sgh on the authority of Ibn-'Abbád.) 2 قنّطهُ, (Msb, K,) inf. n. تَقْنِيطٌ, (K,) He made him to despair; (Msb, K;) as also ↓ اقنطهُ. (Msb.) You say, شَرُّ النَّاسِ الَّذِينَ يُقَنِّطُونَ النَّاسَ مِنْ رَحْمَةِ اللّٰهِ The worst of men are those who make men to despair of the mercy of God. (TA.) 4 أَقْنَطَ see 2.

قَنِطٌ: see what follows.

قَنُوطٌ: see what follows.

قَانِطٌ (S, Msb) and ↓ قَنِطٌ (S, TA) and ↓ قَنُوطٌ, (Msb, TA,) but the last has an intensive signification, (Bd, xli. 49,) Despairing: (S, Msb, TA:) pl. of the first with ون; (Kur xv. 55, accord. to the prevailing reading;) and so of the second. (S, TA.)
قنط: قنط: يئس. والمصدر قناط. (الكالا).
قنط من: سئم من، برم به، وتبرم، ضجر، تضجر. (كرتاس ص157، 216). وقنط فقط تدل على نفس المعنى (كرتاس ص269).
قنط (بالتشديد): فعل مشتق من الكلمة الأسبانية Canuto وهو يدل على المعاني التالية: قنط الحصير: ضفر الحصير ونسجها (فوك ص235، والمصدر تقمنيط في ص66).
قنط: حل الغزل، ردن. كب، كبب، وجعله شليلة (الكالا) وجعله وشيعة (بوسييه).
أقنط: قنط، ايس. جعله ييأس. (فوك).
أقنط: قنط، يئس، (الكالا).
قنوط: قناط: يائس، وتجمع على قنوطون. (فوك)، قنوط، قنود (بالأسبانية canuto قطعة من القصب بين عقدتين منه سيمونيه ص312 - 313).
والجمع قنانيط، وقنانط، وقنانيد: قصبة (فوك) وفيه قنوط بالطاء، (الكالا) وفيه قنود بالدال.
قنود: قصبة تستعمل أنبوبا. (ابن العوام 1: 150).
وفيه: قنود مثقوب، وهذا هو صواب الكلمة بدل قيود (ص308) وردت في عبارة صححتها في مادة قادوس وفيه (1: 647): أن جعل عنقود العنب الخ وهو صغير في قالب غير خشن أو في قنود غليظ من قصب الخ.
(وفي مخطوطتنا وردت كلمة قنود خالية من النقط وكذلك في المطبوع). وفيه (2: 465): إن سرك أن تذل البقر فادقق الورد اليابس ثم انفخه في منخره ومرط (بقنوط) قصبة.
قنوط: ملف، مكب، وشيعة. (مارسيل، بوسييه) وانظر مادة: قنط.
قنوط: وعاء صغير يحتوي على الصمغ العربي الذي يستعمل في الكتابة 0الكالا)، وربما أطلق عليه هذا الاسم لأنه في شكل القصبة.
تركيب القنوط (بالأسبانية injerto de canutillo) : تطعيم الصفارة، تأببر بالصفارة.
تطعيم الأنبوب. يقول ابن ليون (ص33 ق): تركيب الأنبوب ويسمى تركيب القنوط قال الطغنري يركب بالقنوط شجر التين واللوز والزيتون والتوت والدفلى الخ.
قناطة: هو في بعض سواحل المغرب أبو زيد البحر، سيبدج، حبار صنف من الرخويات وهي حيوانات تحتوي محارا أو صدفا كلسيا. وقد ذكر ابن البيطار ضبط الكلمة (2: 14) وانظر سيمونيه (ص312).
قانط: يائس بلغ به اليأس بحيث يريد أن يشنق نفسه (الكالا).
اقنط: من كان في حال شديدة من الهم والقلق. (عباد 2: 199).
قنط
قنَطَ يقْنُط ويقْنِط، قُنُوطًا، فهو قانِط وقَنوط
• قنَط الشَّخصُ: يئِس أشدَّ اليأس "عجبت لمن يقنط ومعه الاستغفار- وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ مَا عِنْدَ اللهِ مِنَ الرَّحْمَةِ مَا قَنَطَ مِنْ جَنَّتِهِ أَحَدٌ [حديث]- {لاَ تَقْنُطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ} [ق]- {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} - {فَلاَ تَكُنْ مِنَ الْقَانِطِينَ} ". 

قنُطَ يقنُط، قنوطًا، فهو قانط
• قنُط الشَّخصُ: قنَط؛ يئس أشد اليأس وسخط " {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنُطُوا} [ق] ". 

قنِطَ يَقْنَط، قُنُوطًا وقَناطةً، فهو قانِط وقَنُوط
• قنِط الشَّخصُ: قَنَط، يئِس أشدّ اليأس " {وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنِطُوا} [ق]- {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} ". 

أقنطَ يُقْنِط، إقناطًا، فهو مُقْنِط، والمفعول مُقْنَط
• أقنط الشَّخْصَ: جعله يَيْأس "أَقْنَطه من المساعدة/ الفوز في الامتحان- إنَّ صعوبة الامتحان قد أَقْنَطت الطُّلاب من النَّجاح". 

قنَّطَ يُقَنِّط، تقنيطًا، فهو مُقَنِّط، والمفعول مُقَنَّط
• قنَّط فلانًا: حمله على القُنُوط واليأس "قَنَّطه من تحقيق المشروع إخفاقُه فيه مرّتين". 

قَناطة [مفرد]: مصدر قنِطَ. 

قَنوط [مفرد]: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من قنَطَ وقنِطَ. 

قُنوط [مفرد]: مصدر قنَطَ وقنُطَ وقنِطَ. 
قنط
قَنَط، كنَصَرَ، وضَرَبَ، وحَسِبَ، وكُرُمَ وسَقَطَ فِي بَعْضِ النُّسَخِ وحَسِبَ قُنُوطاً، بالضَّمِّ مَصْدَرُ الأَوَّل والثّانِي، قَالَ ذلِكَ أَبو عَمْرِو ابنُ العَلاءِ، وبِهِمَا قُرِئَ قولُه تَعَالَى: ومَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّه إِلاَّ الضّالُّونَ. قلتُ: أَمَّا يقنُط، كيَنْصُر، فَقَرَأَ بِهِ الأَعْمَشُ، وأَبو عَمْرٍ و، والأَشْهَبُ العُقَيْلِيُّ، وعِيسَى ابنُ عُمَرَ، وعُبَيْدُ بن عُمَيْر، وزَيْدُ بنُ عَلِيٍّ، وطاوُوس، فَهُوَ قانِطٌ. وَفِيه لغةٌ أُخْرَى: قَنِطَ، كَفَرِحَ، وقَرَأَ أَبُو رجَاءٍ العُطَارِدِيُّ والأَعْمَشُ والدُّورِيُّ عَن أَبِي عَمْرٍ وَمن بَعْدِ مَا قَنِطُوا. بكسرِ النُّونِ، وَقَرَأَ الخَلِيلُ من بَعْدِ مَا قَنُطُوا بضمِّ النُّونِ، قَنَطاً، مُحَرَّكةً، وقَنَاطَةً، كسَحَابَةٍ. وقَنَطَ، كمَنَعَ وحَسِبُ، وهاتَانِ على الجَمْعِ بَين اللُّغَتَيْنِ، نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عَن الأَخْفَشِ، أَي يَئِسَ، فَهُوَ قَنِطٌ كفَرِحٍ وقُرِئَ: فَلَا تَكُنْ من القَنِيطِينَ. قلتُ: هُوَ قِرَاءَةُ ابنِ وَثّابٍ والأَعْمَش وبِشْر بنِ عُبَيْد وطَلْحَةَ والحُسَيْنِ عَن أَبِي عَمْرٍ و.
والقُنُوطُ: اليَأْسُ، وَفِي التَّهْذِيب: اليَأْسُ من الخَيْرِ، وقِيلَ: أَشَدُّ اليَأْسِ من الشَّيْءِ.
وَقَالَ ابنُ جِنِّى: وقَنَطَ يَقْنُطُ، كأَبَي يَأْبَى، أَي فِي الشُّذُوذِ، وَقد حَقَّقْــنَا هَذَا البَحْثَ فِي كتابِنَا التَّعْرِيف بضَرُورِيِّ قَوَاعِدِ التَّصْرِيف فراجِعْهُ. وقَنَّطَه تَقْنِيطاً: آيَسَهُ، يُقَال: شرُّ النّاسِ الَّذِين يُقَنِّطُونَ النّاسَ من رَحْمَةِ اللهِ، أَي يُؤْيِسُونهم. والقَنْطُ: المَنْعُ، يُقَال: قَنَطَ ماءَهُ عَنَّا، أَي مَنَعَه، نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عَن ابْنِ عَبّادٍ. قَالَ والقَنْطُ: زَبَيْبُ الصَّبِيِّ وضَبَطه فِي التَّكْمِلَةِ بضَمِّ القَافِ. ومِمّا يُسْتَدْرَكُ عَليه: القَنُوطُ، كصَبُورٍ: الآيسُ كالقَانِطُ، وَفِي حَدِيثِ خُزَيْمَةَ: وقُطَّتِ القَنِطَةُ هكَذا رُوِي، أَي: قُطِعَتْ.
والقَنِطَةُ: مَقْلُوبُ القَطِنَة، وَهِي هَنَةٌ دُون القِبَةِ، قالَهُ ابنُ الأَثِير، وَلم يَعْرِفْهَا أَبُو مُوسَى.
ق ن ط

قنط من الرحمة يقنط ويقنّط قنوطاً، وهو قانط وقنوط. وتقول: قلب المؤمن بالرجاء منوط، والكافر آيس قنوط. وتقول اكتتب ونقط، ثم اكتأب وقنط.
[قنط] فيه: ذكر «القنوط» وهو أشد اليأس من الشيء، وهو بالضم مصدر قنط يقنط. وفيه: وقطت «ىلقنطة»، أي قطعت، وأما القنطة فظن أنه تصحيف، إلا أن يكون أراد القطنة - بتقديم طاء وهي هنة دون القبة، ويقال: للحمة بين الوركين أيضًا.

حمم

ح م م : الْحُمَمَةُ وِزَانُ رُطَبَةٍ مَا أُحْرِقَ مِنْ خَشَبٍ وَنَحْوِهِ وَالْجَمْعُ بِحَذْفِ الْهَاءِ وَحَمَّ الْجَمْرُ يَحَمُّ حَمَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ إذَا اسْوَدَّ بَعْدَ خُمُودِهِ وَتُطْلَقُ الْحُمَمَةُ عَلَى الْجَمْرِ مَجَازًا بِاسْمِ مَا يَئُولُ إلَيْهِ حَمَّ الشَّيْءَ حَمًّا مِنْ بَابِ ضَرَبَ قَرُبَ وَدَنَا وَأَحَمَّ بِالْأَلِفِ لُغَةٌ وَيُسْتَعْمَلُ الرُّبَاعِيُّ مُتَعَدِّيًا فَيُقَالُ أَحَمَّهُ غَيْرُهُ وَحَمَّمْتُ وَجْهَهُ تَحْمِيمًا إذَا سَوَّدْتَهُ بِالْفَحْمِ.

وَالْحَمَامُ عِنْدَ الْعَرَبِ كُلُّ ذِي طَوْقٍ مِنْ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالدَّوَاجِنِ وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ الْوَاحِدَةُ حَمَامَةٌ وَيَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فَيُقَال حَمَامَةٌ ذَكَرٌ وَحَمَامَةٌ أُنْثَى وَقَالَ الزَّجَّاجُ إذَا أَرَدْتَ تَصْحِيحَ الْمُذَكَّرَ قُلْت رَأَيْتُ حَمَامًا عَلَى حَمَامَةٍ أَيْ ذَكَرًا عَلَى أُنْثَى وَالْعَامَّةُ تَخُصُّ الْحَمَامَ بِالدَّوَاجِنِ وَكَانَ الْكِسَائِيُّ يَقُولُ الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ وَقَالَ الْأَصْمَعِيُّ الْيَمَامُ حَمَامُ الْوَحْشِ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ وَالْحَمَّامُ مُثَقَّلٌ مَعْرُوفٌ وَالتَّأْنِيثُ أَغْلَبُ
فَيُقَالُ هِيَ الْحَمَّامُ وَجَمْعُهَا حَمَّامَاتٌ عَلَى الْقِيَاسِ وَيُذَكَّرُ فَيُقَال هُوَ الْحَمَّامُ وَالْحُمَّى فُعْلَى غَيْرُ مُنْصَرِفَةٍ لِأَلِفِ التَّأْنِيثِ وَالْجَمْعُ حُمَّيَاتٌ وَأَحَمَّهُ اللَّهُ بِالْأَلِفِ مِنْ الْحُمَّى فَحُمَّ هُوَ بِالْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَهُوَ مَحْمُومٌ.

وَالْحَمِيمُ الْمَاءُ الْحَارُّ وَاسْتَحَمَّ الرَّجُلُ اغْتَسَلَ بِالْمَاءِ الْحَمِيمِ ثُمَّ كَثُرَ حَتَّى اُسْتُعْمِلَ الِاسْتِحْمَامُ فِي كُلِّ مَاءٍ.

وَالْمِحْمُ بِكَسْرِ الْمِيمِ الْقُمْقُمَةُ وَحَامِيم إنْ جَعَلْته اسْمًا لِلسُّورَةِ أَعْرَبْته إعْرَابَ مَا لَا يَنْصَرِفُ وَإِنْ أَرَدْتَ الْحِكَايَةَ بَنَيْتَ عَلَى الْوَقْفِ لِمَا يَأْتِي فِي يس وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِلسُّوَرِ كُلِّهَا وَالْجَمْعُ ذَوَاتُ حَامِيمَ وَآلُ حَامِيمَ وَمِنْهُمْ مَنْ يَجْعَلُهَا اسْمًا لِكُلِّ سُورَةٍ فَيَجْمَعُهَا حَوَامِيم. 
حمم وَقَالَ [أَبُو عُبَيْد -] : فِي حَدِيثه عَلَيْهِ السَّلَام أَن رجلا أوصى بنيه فَقَالَ: إِذا [أَنا -] مت فأحرقوني بالنَّار حَتَّى إِذا صرت حممًا فاسحقوني ثُمَّ ذروني [فِي الرّيح -] لعَلي أضلّ (أضلّ) الله. 

حمم


حَمَّ(n. ac. حَمّ)
a. Was, became hot.
b.(n. ac. حَمّ
حَمَم), Was black.
c.(n. ac. حَمّ), Heated, made hot.
d. Melted (fat).
e. Urged on (animal).
f. [pass.], Had the fever.
g. Decreed, appointed.

حَمَّمَa. Heated.
b. Blackened.
c. Sprouted ( hair, feathers, vegetation ).
d. Washed, bathed (another).
حَاْمَمَa. Approached, drew near to.

أَحْمَمَa. Heated.
b. Washed, bathed (another).
c. Was fever-stricken (country).
d. Drew near; was imminent; was at hand.

تَحَمَّمَa. Took a hot bath.
b. Was, became black.

إِحْتَمَمَa. Was troubled, restless.

إِسْتَحْمَمَa. Took a hot bath; washed himself.

حَمّa. Heat.

حَمَّةa. Thermal spring.

حُمَّةa. Blackish-brown.

حُمَّىa. Fever; feverish heat.

حُمَمa. Charcoal.

أَحْمَمُ
(pl.
حُمّ)
a. Black.

مِحْمَمa. Kettle.

حَاْمِمَةa. Relations, kinsmen; family.

حَمَاْمa. Pigeon, dove.

حَمَاْمَة
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. see 22b. Middle of the breast.

حِمَاْمa. Death; fate.

حَمِيْم
(pl.
حَمَاْئِمُ)
a. Midsummer.
b. Hot water.
c. Rain that falls after heat.
d. (pl.
أَحْمِمَآءُ), Relation, kinsman; friend.
حَمَّاْمa. Hot bath.

حَمَّاْمِيّa. Bath-keeper; bathing attendant.
ح م م

أسود أحم ويحموم. وهو أحم المقلتين. وحمم وجه الزاني: سخم. وفي الحديث " الزاني يحمم ويجبه ويجلد " وحمم الفرخ: طلع زغبه. وحمم وجه فلان إذا خرج وجهه والتحى. قال كثير:

وهم بناتي أن يبنّ وحمّمت ... وجوه رجال من بني الأصاغر

وحمم رأس المحلوق: نبت شعره بعد الحلق، وهو من الحمم وهو الفحم. وطلق امرأته وحممها أي منعها. وتوضأ بالحميم وهو الماء الحار. واستحم الرجل: اغتسل. واستحم: دخل الحمام. وبضّ حميمه أي عرقه. ويقال للمستحم: طابت حمتك وحميمك، وإنما يطيب العرق على المعافى، ويخبث على المبتلى، فمعناه أصح الله جسمك، وهو من باب الكناية. وسخن الماء بالمحم وهو القمقم أو المرجل. " ومثل العالم كمثل الحمة " وهي العين الحارة. وذابوا ذوب الحم وهو ما اصطهرت إهالته من الألية. وحم الرجل حمّى شديدة، وهو محموم. وخيبر أرض محمة. وهو حميمي، وهي حميمتي أي وديدي ووديدتي، وهم أحمائي. وتقول المرأة: هم أحمائي وليسوا بأحمائي. وعرف ذ العامة والحامة أي الخاصة. وهو مولاي الأحم أي الأخص والأحب. قال:

وكفيت مولاي الأحم جريرتي ... وحبست سائمتي على ذي الخلة

وحم الأمر: قضيَ. وحم حمامه. ونزل به القدر المحموم، والقضاء المحتوم. وتركت أرض بني فلان وكأن عضاهها سوق الحمام، يريد حمرة أغصانها.

ومن المجاز: أخذ المصدق حمائم أموالهم أي كرائمها، الواحدة حميمة.
حمم بن وَقَالَ أَبُو عبيد: فِي حَدِيث عبد الرَّحْمَن [بْن عَوْف -] [رَحمَه الله -] أَنه طلّق امْرَأَته فمتعها بخادم سَوْدَاء حَمَّمها إِيَّاهَا. قَوْله: حمَّمها [إِيَّاهَا -] يَعْنِي متَّعها بهَا بعد الطَّلَاق وَكَانَت الْعَرَب تسميها التحميم قَالَ الراجز: [الرجز]

أَنْت الَّذِي وَهَبْتَ زيدا بَعْدَمَا ... هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحمَّما

يَعْنِي أَن أطلقها وأمتعها قَالَ الْأَصْمَعِي: التحميم فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء هَذَا أَحدهَا وَيُقَال: حَمّم الفرخُ إِذا نَبتَ ريشه وحَمَّمْتَ وَجه الرجل إِذا سوّدته بالحمم. وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه أَنه أَرَادَ قَول الله [تبَارك -] تَعَالَى {ولِلْمُطَلَّقاتِ مَتَاٌع بِاْلَمعُروفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِيْنَ} و {حَقَّا عَلَى المُحِسِنْينَ} وَلِهَذَا قَالَ شُريح لرجل طلق امْرَأَته: لَا تابَ أَن تكون من الْمُتَّقِينَ لَا تابَ أَن تكون من الْمُحْسِنِينَ وَلم يجْبرهُ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا أفتاه فُتيا. وَأما الَّتِي يجْبر عَلَيْهَا فالتي تطلّق قبل الدّخول وَلم يسمّ لَهَا صَدَاقا لقَوْل الله تبَارك وَتَعَالَى {لاَ جُنَاحَ عَلَيْكُم إِن طَلَّقْتُمُ النِسَاءَ مَا لَم تَمَسُّوهُنَّ أوَ تَفْرِضُوْا لَهُنَّ فَرِيْضَةً وَّمِتّعُوْهُنَّ عَلَى المُوْسِعِ قَدَرُهْ وَعَلَى المقتر قدره} . أَحَادِيث سعد أبي وَقاص [رَحمَه الله -]
حمم روض أنق [قَالَ أَبُو عبيد -] قَالَ الْفراء: قَوْله: آل حمّ إِنَّمَا هُوَ كَقَوْلِك: آل فلَان وَآل فلَان كَأَنَّهُ نسب السُّورَة كلهَا إِلَى حم وَأما قَول الْعَامَّة: الحواميم فَلَيْسَ من كَلَام الْعَرَب ألم تسمع قَول الْكُمَيْت:

[الطَّوِيل]

وجدنَا لكم فِي آل حاميمَ آيَة ... تأوّلها منا تقىٌ ومُعزِبُ

وَهَكَذَا رَوَاهَا الْأمَوِي بالزاي وَكَانَ أَبُو عَمْرو يَرْوِيهَا بالراء. وَأما قَول عبد الله فِي الروضات [فَإِنَّهَا -] الْبِقَاع الَّتِي تكون فِيهَا صنوف النَّبَات من رياحين الْبَادِيَة وَغير ذَلِك وَيكون فِيهَا أَنْوَاع النُّور والزهر فَشبه حسنهنَّ بآل حمّ. وَقَوله: أتأنق فِيهِنَّ يَعْنِي أتتبّع محاسنهن وَمِنْه قيل: منظر أنِيق إِذا كَانَ حسنا معجبا. وَكَذَلِكَ قَول عبيد بن عُمَيْر: مَا من عاشية أشدّ أنَقًا وَلَا أبعد شبَعا من طَالب علم طَالب الْعلم جَائِع على الْعلم أبدا. وَمِمَّا يُــحَقّق قَوْلهم فِي آل حمّ أَن السُّورَة منسوبة إِلَيْهِ حَدِيث يرْوى عَن النَّبِيّ صلي اللَّه عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: حَدثنِي ابْن مهْدي عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن الْمُهلب بن أبي صفرَة عَمَّن سمع النَّبِيّ صلي الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِن بُيِّتُّم اللَّيْلَة فَقولُوا: حمّ لَا يُنصرون. فَكَأَن الْمَعْنى: أللهم لَا ينْصرُونَ [يكون دُعَاء وَيكون جَزَاء -] والمحدثون يَقُولُونَ بالنُّون وَأما فِي الْإِعْرَاب فبغير نون [لَا يُنصَروا -] وحم اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى.
(ح م م) : (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ (وَمِنْهُ) الْمِحَمُّ الْقُمْقُمَةُ وَمَثَلُ الْعَالِمِ كَمَثَلِ (الْحَمَّةِ) وَهِيَ الْعَيْنُ الْحَارَّةُ الْمَاءِ (وَالْحَمَّامُ) تُذَكِّرُهُ الْعَرَبُ وَتُؤَنِّثُهُ وَالْجَمْعُ الْحَمَّامَاتُ (وَالْحَمَّامِيُّ) صَاحِبُهُ (وَاسْتَحَمَّ) دَخَلَ الْحَمَّامَ (وَفِي الْحَدِيثِ) «لَا يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي مُسْتَحَمِّهِ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ فِيهِ» وَيُرْوَى فِي مُغْتَسَلِهِ وَتحمم غَيْرُ ثَبْتٍ (وَحَمَّامُ أَعْيَنَ) بُسْتَانٌ قَرِيبٌ مِنْ الْكُوفَةِ (وَحُمَّ) مِنْ الْحُمَّى (وَمِنْهُ حَدِيثُ بِلَالٍ) «أَمَحْمُومٌ بَيْتُكُمْ أَوْ تَحَوَّلَتْ الْكَعْبَةُ فِي كِنْدَةَ» كَأَنَّهُ رَأَى فِيهِمْ بَيْتًا مُزَيَّنًا بِالثِّيَابِ مِنْ خَارِجٍ فَكَرِهَهُ وَقَالَ اسْتِهْزَاءً أَصَابَتْهُ حُمَّى حَيْثُ أُلْقِيَ عَلَيْهِ الثِّيَابُ أَمْ انْتَقَلَتْ الْكَعْبَةُ إلَيْكُمْ وَذَلِكَ لِأَنَّ مِثْلَ هَذَا التَّزْيِينِ مُخْتَصٌّ بِالْكَعْبَةِ (وَالْحُمَمُ) الْفَحْمُ وَبِالْقِطْعَةِ مِنْهُ سُمِّيَ وَالِدُ جَبَلَةَ بْنِ حُمَمَةَ عَنْ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَحُمَيْدٍ تَصْحِيفٌ (وَمِنْهُ) حُمِّمَ وَجْهُ الزَّانِي وَسُخِّمَ أَيْ سُوِّدَ مِنْ الْحُمَمِ وَالسُّحَامِ (وَمِنْهُ) الْحَدِيثُ «رَأَى يَهُودِيَّيْنِ مُحَمَّمَيْ الْوَجْهِ» وَعَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَكَانَ إذَا حُمِّمَ رَأْسُهُ خَرَجَ فَاعْتَمَرَ أَيْ اسْوَدَّ بَعْدَ الْحَلْقِ وَهُوَ مِنْ الْحُمَمِ أَيْضًا (وَأَمَّا التَّحْمِيمُ) فِي مُتْعَةِ الطَّلَاقِ خَاصَّةً فَمِنْ الْحَمَّةِ أَوْ الْجِيم لِأَنَّ التَّمْتِيعَ نَفْعٌ وَفِيهِ حَرَارَةُ شَفَقَةٍ (قَوْلُهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -) فِي شِعَارِهِمْ لَيْلَةَ الْأَحْزَابِ «إنْ بُيِّتُّمْ فَقُولُوا حم لَا يُنْصَرُونَ» عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ مَعْنَاهُ اللَّهُمَّ لَا يُنْصَرُونَ وَعَنْ ثَعْلَبٍ وَاَللَّهِ لَا يُنْصَرُونَ وَهُوَ كَالْأَوَّلِ وَفِي هَذَا كُلِّهِ نَظَرٌ لِأَنَّ حم لَيْسَ بِمَذْكُورٍ فِي أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى الْمَعْدُودَةِ وَلِأَنَّهُ لَوْ كَانَ اسْمًا كَسَائِرِ الْأَسْمَاءِ لَأُعْرِبَ لِخُلُوِّهِ مِنْ عِلَلِ الْبِنَاءِ قَالَ شَيْخُنَا - رَحِمَهُ اللَّهُ - وَاَلَّذِي يُؤَدِّي إلَيْهِ النَّظَرُ أَنَّ السُّوَرَ السَّبْعَ الَّتِي فِي أَوَائِلِهَا حم سُوَرٌ لَهَا شَأْنٌ فَنَبَّهَ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عَلَى أَنَّ ذِكْرَهَا لِشَرَفِ مَنْزِلَتِهَا وَفَخَامَةِ شَأْنِهَا عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مِمَّا يُسْتَظْهَرُ بِهِ عَلَى اسْتِنْزَالِ رَحْمَةِ اللَّهِ فِي نُصْرَةِ الْمُسْلِمِينَ وَقِلَّةِ شَوْكَةِ الْكُفَّارِ وَقَوْلُهُ لَا يُنْصَرُونَ كَلَامٌ مُسْتَأْنَفٌ كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ قُولُوا حم قَالَ لَهُ قَائِلٌ مَاذَا يَكُونُ إذَا قِيلَتْ هَذِهِ الْكَلِمَةُ فَقَالَ لَا يُنْصَرُونَ.
(حمم) - في حدِيثِ عبدِ الله بن مُغَفَّل ، رضي الله عنه، قال: "يُكرَه البَولُ في المُسْتَحَمِّ".
المسْتَحَمُّ: الموضِع الذي يُغتَسل فيه بالحَمِيم، وهو المَاءُ الحَارُّ.
- ومنه حَدِيثُ ابنِ عَبَّاس، رَضِى اللهُ عنهما: "أن امْرأًة استحَمَّت من جَنَابَة، فَجاءَ النَّبِى، - صلى الله عليه وسلم -، يَستَحِمُّ من فَضْلِها" .
أَصلُ الاستِحْمام: أن يكون بالحَمِيم، ثم يقال للاغْتِسَال الاسْتَحْمام، بأَىِّ ماءٍ كان.
- في حَدِيث طَلْق: "كُنَّا بأَرضِ وَبِيئة مَحَمَّة".
: أي ذات حُمَّى، كالمَأْسَدَة والمِضَبَّة، وأَحمَّت الأَرضُ: صارت ذَاتَ حُمَّى فهى مُحَمَّة، وأَحمَّه اللهُ عزَّ وجل.
وقيل: مِحَمَّة: ذَاتُ حُمَّى، وطَعامٌ مِحَمٌّ: يجَلِب الحُمَّى، فعَلَى هذا يَجُوز مَحَمَّة، وُمحِمَّة، ومِحَمَّة.
- في شِعْرِ عَبدِ الله بنِ رَواحَة، رَضِى عنه". * هذَا حِمامُ المَوتِ قد صَلِيتِ *
قيل: الحِمامُ: قَضاءُ المَوتِ، من قَولِهم: حُمَّ كَذَا: أي قُدِّرَ.
- في الحَدِيثِ: "كان يُعجِبُه النَّظَرُ إلى الأَترُجِّ، وإلى الحَمام الأَحْمَر."
وَجَدْتُه بخَطِّ أبِى بَكْر بنِ أبى عَلِى، عن أَبِى بَكْر بنِ المَقَّرِى، ثنا الحَسَن بن سُقْطان الرّقّى، ثنا هِلالُ بنُ العَلاء بإسناده عن أبى كَبْشَةَ، رَضِى اللهُ عنه، بهَذَا الحَدِيثِ مَرفُوعًا.
قال أبو عُمَر هِلَال: الحَمامُ يَعنِى به التُّفَّاح، وهذا التَّفْسِير لم أَرَه لغَيرْهِ.
- في الحَدِيثِ: "إن بُيَّتُّم فلْيكُن شِعارُكم: حم لا يُنْصَرُون"
قال الخطابى : بلَغَنَى عن ابنِ كَيْسَانَ النَّحوِىِّ أَنّه سأل أَبَا العَبَّاس النَّحْوى - أَحمدَ بنَ يَحْيَى - عنه، فقال: مَعْنَاه الخَبَر، ولو كان بِمَعْنَى الدُّعاء لَكَان "لا يُنْصَرُوا" مَجْزُوما كأَنَّه قال: واللهِ لا يُنْصَرُون.
وقد رُوِى عن ابنِ عَبَّاس، رضي الله عنهما: "أَنَّ حَامِيمَ اسمٌ من أَسماءِ الله تَعالَى". فكأَنه حَلَف بأَنَّهم لا يُنْصَرون .
وقال غَيرُ الخَطَّابِى: "حَامِيم" غير مَعْرُوفٍ في أَسْماءِ الله تَعالَى، ولأَنَّه ما مِنْ اسمْ إلَّا وهو صِفَة مُفصِحَة عن ثَناءٍ، وحَامِيم حَرْفَان من المُعْجَم، لا مَعْنَى تَحتَه يَصلُح أن يكون مِثلَها، ولو كان اسماً لأُعْرِب، لأنه عَارٍ من عِلَل البِناء، أَلَا ترى أنه لما جُعِل اسماً للسُّورة أَعربَه فقال:
يُذَكِّرُنى حَامِيمَ ... 
ومَنَعَه الصرَّف، لأَنَّه عَلَم ومُؤَنَّث لَكِن سُوَر "حم" لها شَأْن فنَبَّه أنّ ذِكرَها لِشَرفِ مَنْزِلَتِها، مِمّا يُسْتَظْهر به عِندَ الله تَعالَى في استِنْزال النَّصْر.
لِهذَا قال ابنُ مَسْعود: "إذا وَقَعْتُ في آلِ حَامِيم فكأنى وقعْت في رَوْضَات دَمِثات" "ولا يُنْصَرون": كَلامٌ مُسْتَأْنف، كأَنّه حِين قال: قُولُوا حَامِيم، قِيلَ: ماذا يَكُون إذا قُلنَاها، فقال: "لا يُنْصَرُون" و"حمِ" لا يُجمَع، إنما يُقالُ: آلُ حَامِيم: أي جَماعَتُها.
[حمم] نه: مر بيهودي "محمم" مجلود أي مسود الوجه، من الحممة الفحمة وجمعها حمم. توسط: نهى عن الاستنجاء به لأنه جعل الرزق للجن فيه ولم يرد كيفية حصول الرزق فيه ولا ينحصر الرزق في الأكل فلعلهم ينتفعون به من وجه آخر. نه ومنه ح: إذا مت فأحرقوني حتى إذا صرت "حمماً" فاسحقوني. وح لقمان: خذي مني أخي ذا "الحممة" أراد سواد لونه. وح أنس: كان إذا "حمم" رأسه بمكة خرج واعتمر، أي اسود بعد الحلق بنبات شعره أي لا يؤخر العمرة إلى المحرم وإنما كان يخرج إلى الميقات ويعتمر في ذي الحجة. وح ابن زمل: كأنما "حمم" شعره بالماء، أي سود لأن الشعر إذا شعث أغبر فإذا غسل ظهر سواده، ويروى بالجيم أي جعل جمة. وح: الوافد في الليل "الأحم" أي الأسود. وفي ح عبد الرإنه طلق امرأته ومتعها بخادم "حممها" إياها، أي متعها بها، ويسمون المتعة تحميما. ومنه: أقل الناس في الدنيا هما أقلهم "حما" أي مالاً ومتاعاً، وهو من التحميم المتعة. وفيه: جئناك في غير "محمة" من أحمت الحاجة إذا أهمت ولزمت، وقيل: من أحم الشيء إذا قرب ودنا، والمحمة الحاضرة. وحمة النهضات شدتها ومعظمها، وحمة كل شيء معظمه، من الحم الحرارة، أو من حمة السنان حدته. وفيه: مثل العالم مثل "الحمة" الحمة عين ماء جار يستشفى بها المرضى. ومنه ح الدجال: أخبروني عن "حمة" زغر، أي عينها، وهو موضع بالشام. ومنه ح: كان يغتسل "بالحميم" أي الماء الحار. وفيه: لا يبولن أحدكم في "مستحمه" بفتح حاء أي الموضع الذي يغتسل فيه بالحميم، وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل للاغتسال بأي ماء: استحمام، وإنما نهى عنه إذا لم يكن له مسلك يذهب فيه البول أو كان المكان صلباً فيوهم المغتسل أنه أصابه منه شيء فيحصل منه الوسواس. ط: فإن عامة الوسواس منه، أي أكثره يحصل منه لأنه يصير الموضع نجساً فيوسوس قلبه بأنه هل أصابه من رشاشه، ثم يغتسل عطف على الفعل المنفي، وثم استبعادية أي بعيد من العاقل الجمع بينهما، ويجوز فيه الرفع والنصب لكنه يلزم على النصب النهي عن الجمع والنهي عنه مطلق، ويتم في الوسواس. نه ومنه: إن بعض نسائه "استحمت" من جنابة فجاء النبي صلى الله عليه وسلم "يستحم" من فضلها، أي يغتسل. وفيه: كنا بأرض وبئة "محمة" أي ذات حمى من أحمت الأرض صارت ذات حمى. والحمام الموت، وقيل: وقدر الموت وقضاؤه من حم كذا قدر. ومنه ش:
هذا حمام الموت قد صليت
أي قضاؤه. وفيه مرفوعاً: كان يعجبه النظر إلى الأترج و"الحمام" الأحمر، قيل: هو التفاح. وفيه: هؤلاء أهل بيتي و"حامتي" أذهب عنهم الرجس، حامة الإنسان وحميمه خاصته ومن يقرب منه. ومنه ح: انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى "حامته". وفيه: إذا بيتم فقولوا "حم لا ينصرون" قيل: معناه اللهم لا ينصرون، ويريد به الخبر لا الدعاء وإلا لقال: لا ينصروا، بالجزم، فكأنه قال: والله لا ينصرون، وقيل: إن السور التي أولها حم لها شأن فنبه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يستظهر به على استنزال النصر من الله، وقيل: لا ينصرون كلام مستأنف كأنه حين قال: قولوا حم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: ينصرون. ك: "حم" مجازها، لعلنا نتعرض له في ميم .. وح:
تذكرني "حاميم" والرمح شاجر
قصته أن محمد بن طلحة كلما حمل عليه أحد يوم الجمل يقول: نشدتك بحم، حتى شد عليه شريح فقتله وأنشأ:
تذكرني حم والرمح شاجر أي مختلف، وقيل: أراد "قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى" وجه الاستدلال أنه أعربه، ولو كان حروفاً متهجاة لم يكن كذلك. وفيه: وسورتين من آل "حم" أي من السور التي أولها حم، وقد عدهما فيما مر من المفصل. ج: وقيل: "حم" من أسمائه تعالى. وح: فجعلنا "التحميم" والجلد مكان الرجم، هو تسويد الوجه من الحمة. ن: توفى "حميم" لأم جيبة، أي قريب. وكأنما يمشي في "حمام" يعني لم يجد برداً ولا ريحاً شديداً ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم حتى رجع فعاد إليه البرد وعادوا "حمماً" بضم وفتح ميم أولى مخففة جمع حممة الفحم أي صاروا فحماً. ط: ويتم في امتحشوا. ومنه: أحدث نفسي بالشيء لأن أكون "حممة" أحب إلي، جملة أن أكون أحب صفة للشيء لأنه نكرة معنى أن فحماً ورماداً، وضمير رد أمره للشيطان، وهو بمعنى ضد النهي فإنه كان قبل ذلك يأمرهم بالكفر، أو للرجل فالأمر بمعنى الشأن أي رد شأن هذا الرجل من الكفر إلى الوسوسة، وهذه الوسوسة هي التي سبقت من نحو من خلق الله ونحو التشبيه والتجسيم. ومنه: سوداء كأنهم "الحمم" من حممت الجمرة تحم بالفتح إذا صارت فحماً. وفيه: لم يترك "حميماً" أي قريباً يهتم لأمره. غ: و"حمم" الفرخ شوك وهو بعد التزغيب.
[حمم] الحَمُّ: ما يبقى من الأَلْية بعد الذَوب، الواحدة حَمَّةٌ. والحَمُّ: ما أذيب منها. قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ * وحَمَمْتُ الألْية، أي أذبتها. والحَمَّةُ: العين الحارّة يَستشفِي بها الأعلاّء والمرضى. وفي الحديث: " العالِمُ كالحَمَّة ". وحَمَمْتُ حَمَّكَ، أي قصدتُ قصدَك. قال الشاعر يصف بعيره: فلمَّا رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ تَلَمَّكَ لو يُجدي عَليه التَلَمُّكُ وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحالَهُ. قال: يقال: حَمَمْتُ ارْتحالَ البعير، أي عَجَّلْتُهُ. وحَمَمْتُ الماء، أي سخّنته أَحُمُّ، بالضم في جميع ذلك. وحُمَّ أيضاً بمعنى قُدِّرَ. وحم الشئ وأحم، أي قدر، فهو محمومٌ. وحَمِّتِ الجَمْرَةُ تَحَمُّ بالفتح، إذا صارت حُمَمَةً. ويقال أيضاً: حَمَّ الماءُ، أي صار حارا. وأحمه أمر، أي أهمه. وأحم خروجنا، أي دنا. قال الاصمعي: ما كان معناه قد حان وقوعه فهو أجم بالجيم، وإذا قلت أحم بالحاء فهو قدر. ولم يعرف أحم . وقال الكسائي: أجم الامر وأحم، أي حان وقته. وأنشد ابن السكيت للبيد لتذودهن وأيقنت إن لم تَذُدْ أَنْ قد أحم من الحتوف حمامها قال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء في قول زهير " وأجمت " يروى بالجيم والحاء جميعا. وحم الرجلُ من الحُمَّى. وأَحَمَّهُ الله عز وجلّ فهو مَحمومٌ، وهو من الشواذّ. وأَحَمَّتْ الأرضُ: صارت ذاتَ حُمَّى. والحَميمُ: الماء الحارّ. والحَميمَةُ مثله. وقد اسْتَحْمَمْتُ، إذا اغتسلتَ به. هذا هو الأصلُ ثمَّ صار كلُّ اغتسالٍ استحماماً بأي ماء كان. وأَحْمَمْتُ فلاناً، إذا غسلته بالحَميمِ. ويقال: أَحِمُّوا لنا من الماء، أي أَسْخِنوا. والحَميمُ: المطر الذي يأتي في شدَّة الحرّ. والحميمُ: العَرَقُ. وقد استحم، أي عرق. وقال يصف فرسا: وكأنه لما استحم بمائه حولي غربان أراح وأمطرا وحميمك: قريبك الذي تهتمُّ لأمره. والحَميمُ: القيظُ. والمِحَمُّ بالكسر: القُمْقمُ الصغير يُسَخَّنُ فيه الماء. وحَمَّمَ امرأتَه، أي متعها بشئ بعد الطلاق. وحمم الفرخُ، أي طلع ريشُه. وحَمَّمَ رأسه، إذا اسود بعد الحلق. وحممت الرجل: سخمت وجهه بالفحم. والحمحم بالكسر: الشديد السواد. والاحم: الأسود. تقول: رجل أَحَمُّ بيّن الحَمم. وأَحَمَّهُ الله سبحانه: جعلَه أحم. وكميت أحم بين الحمة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتَةِ لونان: يكون الفرس كُمَيْتاً مُدَمَّى، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ. وأشدُّ الخيل جلوداً وحوافر الكمت الحم. والحمم. الرماد والفحمُ وكلُّ ما احترق من النار، الواحدة حممة. وحمحم الفرس وتحمحم، وهو صوته إذا طلب العلف. واليحموم: اسم فرس النعمان بن المنذر. قال لبيد:

والتبعان وفارس اليحموم * واليحموم أيضا: الدخان. والحَمَّاءُ، على فعلاء: سافلة الإنسان ، والجمع حُمٌّ. والحَميمَةُ: واحدة الحمائِمِ، وهي كرائم المال. يقال: أخذ المُصَدِّقُ حَمائمَ الإبل، أي كرائمها. ويقال ما له سم ولا حم غيرك، أي ماله هم غيرك. وقد يضمان أيضا. وما لى منه حَمٌّ وحُمٌّ، أي بُدٌّ. واحْتَمَمْتُ، مثل اهْتَمَمْتُ. الأموي: حامَمْتُهُ، أي طالبته. والحِمامُ بالكسر: قَدَر الموت. والحُمَّةُ بالضم: السواد. وحُمَّةُ الحر أيضا: معظمه. وحُمَّةُ الفِراقِ أيضاً: ما قُدِّرَ وقُضي . الأصمعيّ: يقال: عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراقِ، أي قَدَرُ الفراق. وأما حُمَةُ العقرب سَمُّهَا فهي مخفّفة الميم، والهاء عوض، وقد ذكرناه في المعتلّ. والحمامُ عند العرب: ذوات الأطواق، من نحو الفَواخِتِ، والقَمارِيّ، وساقِ حُرٍّ، والقطا، والوراشين وأشباه ذلك، يقع على الذكر والانثى، لان الهاءَ إنَّما دخلته على أنّه واحد من جنس، لا للتأنيث. وعند العامة أنها الدواجن فقط. الواحدة حمامة. قال حُمَيد بن ثورَ الهلالي: وما هاج هذا الشوقَ إلاّ حَمامَةٌ دَعَتْ ساقَ حُرّ تَرْحَةً وترنما والحمامة هاهنا قمرية. وقال الأصمعيّ في قول النابغة: واحكم كحكم فتاة الحى إذ نَظرتْ إلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَمدِ هذه زرقاء اليمامة، نظرتْ إلى قطاً، ألا ترى إلى قولها: ليت الحمامَ لِيَهْ إلى حَمَامَتَيهْ ونِصْفَهُ قَدِيَهْ تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ وقال الأمويّ: الدواجن: التي تُسْتَفْرَخُ في البيوت حَمامٌ أيضاً، وأنشد :

قواطنا مكة من ورق الحمى * يريد الحمام فحذف الميم، وقلب الالف ياء، ويقال إنه حذف الالف كما يحذف الممدود فاجتمع الميمان فلزمه التضعيف، فقلب أحدهما ياء كما قالوا تظنيت. وجمعُ الحَمامَةِ حَمَامٌ، وحَمَاماتٌ وحمائِمٌ، وربَّما قالوا حَمامٌ للواحد. قال الشاعر :

حماما قَفْرَةِ وَقَعا فَطارَا * وقال جِران العَود: وذَكَّرَني الصِبا بَعْدَ التَنائي حَمامَةُ أَيْكَةٍ تدعو حَماما والحَمَّامُ مشدَّداً: واحد الحَمَّاماتِ المبنية. وأما اليمام فهو الحمام الوحشى، وهو ضرب من طيران الصحراء. وهذا قول الاصمعي. وكان الكسائي يقول: الحمام هو البرى، واليمام هو الذى يألف البيوت. والحمام بالضم: حمى الابل. وأرضٌ مَحَمَّةٌ : ذات حُمَّى. والحَامَّةُ: الخاصَّة. يقال: كيف الحامَّةُ والعامّة. وهؤلاء حامَّةُ الرجل، أي أقرباؤه. وإبلٌ حَامَّةٌ، إذا كانت خياراً. وآل حم: سور في القرآن، قال ابن مسعود رضي الله عنه: " آل حم ديباجُ القرآن ". قال الفراء: إنما هو كقولك: آلُ فلانٍ، كأنّه نَسَبَ السُوَرَ كلّها إلى حم. قال الكميت: وجَدْنا لكم في آل حم آيةً تَأَوَّلها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ وأما قول العامة الحواميم، فليس من كلام العرب. وقال أبو عبيدة: الحَوَاميمُ: سُوَرٌ في القرآن، على غير القياس. وأنشد:

وبالحَوَاميمِ التي قد سُبِّعِتْ * قال: والأَوْلى أن تُجْمَعَ بذواتِ حم. وحمان، بفتح الحاء: اسم رجل.
حمم
حَمَّ1 حَمَمْتُ، يَحَمّ، احْمَمْ/ حَمَّ، حَمَمًا، فهو أحمُّ
• حمَّ الماءُ: سَخُن "حمَّت مياهُ الحوض المعرّض للشَّمس". 

حَمَّ2 حَمَمْتُ، يَحُمّ، احْمُمْ/ حُمَّ، حَمًّا وحَمَمًا، فهو حامّ، والمفعول مَحْموم (للمتعدِّي)
• حمَّ الشَّيءُ: اسودَّ.
• حمَّ الماءُ/ حمَّ الحديدُ: سخُن.

• حمَّ التَّنُّورَ ونحوَه: أوقَدَه.
• حمَّ الماءَ ونحوَه: سخَّنَه.
• حمَّ اللهُ الأمرَ: قضاه وقدّره. 

حُمَّ1 يُحَمّ، حُمامًا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الشَّخصُ: أصابَتْه الحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم "فإن أمرض فما مرض اصطباري ... وإن أُحْمَمْ فما حُمَّ اعتزامي". 

حُمَّ2 يُحَمّ، حَمًّا، والمفعول مَحْموم
• حُمَّ الأمرُ: قُضِي "*فقد حُمَّت الحاجاتُ والليل أليل*" ° حُمَّ له ذلك: قُدِّر وقُضِيَ. 

أحمَّ يُحِمّ، أحْمِمْ/ أحِمَّ، إحمامًا، فهو مُحِمّ، والمفعول مُحَمّ
• أحمَّ الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• أحمَّ الطِّفلَ ونحوَه: غسل جسمَه بالماءِ الحارّ.
• أحمَّ اللهُ فلانًا: أصابَه بالحُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم.
• أحمَّ اللهُ الأمرَ: حمَّه؛ قضاه وقدَّره "أحمَّ اللهُ موتَه". 

استحمَّ يستحمّ، اسْتَحْمِمْ/ اسْتَحِمَّ، استحمامًا، فهو مُستحِمّ
• استحمَّ الشَّخصُ: اغتَسَل بالماء أو دخل الحمّام "استحمّ في البحر". 

تحمَّمَ يتحمَّم، تحمُّمًا، فهو مُتحمِّم
• تحمَّم الشَّخصُ: مُطاوع حمَّمَ: استحمّ؛ اغتسَلَ بالماء أو دخل الحمَّام "تتمايل الزهور مع النسيم كأنّها تتحمّم بأشعة الشمس- كان يتحمّم كلَّ صباح". 

حمَّمَ يحمِّم، تحميمًا، فهو مُحمِّم، والمفعول محمَّم
• حمَّم الماءَ ونحوَه: حمَّه؛ سخّنه.
• حمَّمتِ الأمُّ طفلَها: أحمَّته؛ غسلت جسمَه بالماء الحارّ. 

أحمُّ [مفرد]: ج حُمّ، مؤ حَمَّاءُ، ج مؤ حُمّ: صفة مشبَّهة تدلّ على الثبوت من حَمَّ1. 

حمائميَّة [مفرد]:
1 - اسم مؤنَّث منسوب إلى حمائمُ: على غير قياس "شخصيّة حمائميّة: تميل للسلام".
2 - مصدر صناعيّ من حمائمُ: إرادة السّلام "حمائميّة السُّلطة الفلسطينيّة تتنافى مع دمويّة القيادات الإسرائيليّة". 

حَمام [جمع]: جج حمائِمُ، مف حمامة: (حن) جنس طير من الفصيلة الحماميّة يعيش في كل مدن العالم تقريبًا، يتغذى على الحبوب والحشرات والنباتات، له قدرة عجيبة في التعرّف على طريق العودة إلى المكان الذي ينشأ فيه ولذلك استخدم قديمًا في نقل الرسائل من مكان إلى مكان على بُعْد مئات الأميال، وهو أنواع (للمذكَّر والمؤنَّث) "رجَّعت الحمامة في شدوها: قطعت شدوها- وذكَّرني الصِّبا بعد التَّنائي ... حمامةُ أيكةٍ تدعو حَماما" ° الحمائم والصُّقور: كناية عن فريق متساهل وآخر متشدِّد في موقف سياسيّ- بُرْج الحمام: بناء خاص يأوي إليه، بيته- بَيْتُ الحمام: ثقب في بُرج الحمام يُعَشِّش فيه- حَمَام الحَرَم: يُضرب به المثل في الأمن والصيانة- حمامةُ السَّلام: حمامَة بيضاء تُتَّخذ رمزًا للسّلام- طوق الحمام: يُضرب مثلاً لما يلزم ولا يبرح ويقيم ويستديم- فَرْخ الحمام: وَلَدُه.
• حمامة مُطوَّقة: حمامة يوجد حول رقبتها طوق، أو ريش يخالف سائر لونها.
• حَمام هزَّار: نوع من الحمام له حويصلة كبيرة تنتفخ عند الهدير.
• بيض الحَمام: نوع من العنب كبير الحجم.
• رِعْي الحمام: (نت) جنس نبات برِّيّ وتزيينيّ له فوائد طبيّة.
• حمام الزَّاجل: (حن) نوع من الحمام يُرسل إلى مسافات بعيدة بالرَّسائل، والزّاجل هو الشخص المرسِل له. 

حُمام [مفرد]:
1 - مصدر حُمَّ1.
2 - حُمَّى تصيب الدّوابّ.
3 - حُمَّى، وهي علَّة ترتفع بها حرارةُ الجسم. 

حِمام [مفرد]: قضاء الموت وقدره "وافاه الحِمامُ". 

حَمّ [مفرد]: مصدر حَمَّ2 وحُمَّ2 ° حَمُّ الظَّهيرة: شدّة حرِّها، وسط النهار- ما لك عن ذلك حَمٌّ ولا رَمٌّ: ما لك بُدٌّ- ما له حَمٌّ ولا رَمّ: ما له قليل ولا كثير. 
1475 - 
حَمَم [مفرد]: مصدر حَمَّ1 وحَمَّ2. 

حُمَم [جمع]: مف حُمَمَة:
1 - فحم.
2 - رماد.
3 - كلّ ما احترق من النَّار "صبَّت الطَّائرات حُمَمَها على قوَّات العدوّ".
4 - صخور مُذابة تصل إلى سطح الأرض عن طريق البراكين والتصدّعات ° حُمَم بُركانيَّة/ حُمَم البراكين: مقذوفاتها، موادّ منصهرة تتدفّق من البركان. 

حَمّام [مفرد]: ج حَمّامات:
1 - مكانٌ يُغْتَسل فيه ° حمَّام الدَّم: مذبحة يقترفها طاغٍ للتخلّص من بعض معارضيه تثبيتًا لأقدامه في الحكم وقد أطلق عليها لفظ حمّام لكثرة ما يُراق فيها من الدماء- حمَّام بخار: تعريض الجسم لأبخرة ساخنة لإسالة العرق وإزالة الشحوم- حمَّام زيت: تدليك الشعر بأنواع من الزيوت الدافئة لتغذيته- حمَّام السِّباحَة: حوض كبير للسِّباحة- حمَّام شمس: تعريض الجسم بعد تعريته للشَّمس- حمَّام عامّ: مفتوح لعامّة النّاس- حمَّام كبريتيّ: الاغتسال في المياه الكبريتيّة- ليفة الحمَّام: الإسفنجة.
2 - مِرْحاض. 

حَمّاميّ [مفرد]:
1 - اسم منسوب إلى حَمّام.
2 - صاحب الحمَّام العامّ.
3 - عامل في الحمَّام العامّ. 

حَمَّة [مفرد]: (جو) عين ماء شديدة الحرارة تنبع من الأرض، يستشفى بالاغتسال من مائها. 

حُمَّة [مفرد]: حُمَّى؛ علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم وهي أنواع كالحُمَّى التيفوديَّة والحُمَّى القرمزيَّة إلخ. 

حُمَّى [مفرد]: (طب) علّة ترتفع بها درجة حرارة الجسم، وهي أنواع الحُمَّى التيفوديّة والحُمَّى القرمزيَّة ... إلخ "زالت عنه الحُمَّى بعد أن فعل الدواءُ فعلَه" ° الحُمّى المتقطِّعة: التي تأتي بأدوار متناوبة، بخلاف اللازمة- الحُمّى النَّائبة: التي تأتي كلَّ يوم- حُمَّى الانتخابات: مواعيد إجراء الانتخابات وما يصاحبها- حُمَّى العَرَض: هي التي تصيب الإنسانَ بالعدوى- حُمَّى الغبّ: التي تأخذ يومًا وتدع يومًا- حُمَّى باردة: حُمَّى تسبقها رجفة- هَذَيان الحُمَّى: التكلّم بغير تفكير.
• الحُمَّى الرُّوماتيزميَّة: (طب) مرض مُعْدٍ من أعراضه التهاب المفاصل والحمّى والنزيف في الأنف والطَّفح الجلديّ، وفي الحالات المتقدِّمة تتضخَّم صمامات القلب وينتج عن ذلك تشوُّهات في هذه الصِّمامات، يعالج بالبنسلين مع الرَّاحة التَّامّة لمنع النّكسة والإصابة بمرض روماتيزم القلب.
• الحُمَّى القُلاعيَّة: (طب) مرض فيروسيّ سريع الانتشار بين الحيوانات ذات الظّلف المشقوق، من أعراضه تكوّن فقاعات أو حويصلات مائيّة مليئة بالفيروس على اللسان والشفتين والفم والحلق والمناطق الرقيقة من الجلد، وقد تنتقل هذه الفيروسات عبر الهواء لتصيب الإنسان والحيوان "حظَّرت وزارة الزراعة استيراد الماشية من الدول التي انتشرت فيها الحمّى القلاعيّة". 

حَميم [مفرد]: ج أحِمَّاءُ (للعاقل) وحمائِمُ (لغير العاقل)، مؤ حميمة، ج مؤ حمائِمُ:
1 - قريبٌ تودُّه ويودّك، قريبك الذي تهتمّ لأمره "صديق حميم- {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} - {فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ. وَلاَ صَدِيقٍ حَمِيمٍ} " ° الخِلّ الحميم: الذي يُكِنُّ لك حبًّا شديدًا- على علاقة حميمة معه: أي متينة وقويّة.
2 - ماءٌ حارّ " {كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ. كَغَلْيِ الْحَمِيمِ} ".
3 - ماء بارد (ضدّ) "وساغ لي الشراب وكنت قبلاً ... أكاد أغصّ بالماء الحميمِ".
4 - قيظ وحرّ "الجوّ اليوم حميم". 

محموم [مفرد]:
1 - اسم مفعول من حُمَّ1 وحَمَّ2 وحُمَّ2.
2 - متهيِّج مندفع "انتظار/ تصرُّف/ نشاط محموم". 

يَحْمُوم [مفرد]: ج يَحاميمُ:
1 - شديد الحرارة " {وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ. لاَ بَارِدٍ وَلاَ كَرِيمٍ} ".
2 - جَبَلٌ في جهنَّم يلجأ إلى ظِلِّه أهلُ النَّار " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
3 - دخان شديد السواد والحرارة " {فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ. وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ} ".
4 - كُتَلٌ ناريّة غازيّة تقذفها البراكين.
5 - (حن) نوعٌ من الحمام، أسود البطن والعُنق والرأس والصدر، أصفر المنقار والرّجلين. 

حمم: قوله تعالى: حم؛ الأزهري: قال بعضهم معناه قضى ما هو كائن، وقال

آخرون: هي من الحروف المعجمة، قال: وعليه العَمَلُ. وآلُ حامِيمَ:

السُّوَرُ المفتتحة بحاميم. وجاء في التفسير عن ابن عباس ثلاثة أقوال: قال حاميم

اسم الله الأعظم، وقال حاميم قَسَم، وقال حاميم حروف الرَّحْمَنِ؛ قال

الزجاج: والمعنى أن الر وحاميم ونون بمنزلة الرحمن، قال ابن مسعود: آل

حاميم دِيباجُ القرآنِ، قال الفراء: هو كقولك آلُ فُلانٍ كأَنه نَسَبَ

السورةَ كلها إلى حم؛ قال الكميت:

وَجَدْنا لكم في آلِ حامِيمَ آيةً،

نأَوَّلَها مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ

قال الجوهري: وأَما قول العامة الحَوامِيم فليس من كلام العرب. قال أَبو

عبيدة: الحَواميم سُوَرٌ في القرآن على غير قياس؛ وأَنشد:

وبالطَّواسِين التي قد ثُلِّثَثْ،

وبالحَوامِيم التي قد سُبِّعَتْ

قال: والأَولى أن تجمع بذَواتِ حاميم؛ وأَنشد أَبو عبيدة في حاميم

لشُرَيْحِ بن أَوْفَى العَبْسِيّ:

يُذَكِّرُني حاميمَ، والرُّمْحُ شاجِرٌ،

فهلاَّ تَلا حامِيمَ قبلَ التَّقَدُّمِ

قال: وأنشده غيره للأَشْتَرِ النَّخْعِيّ، والضمير في يذكرني هو لمحمد

بن طَلْحَة، وقتله الأَشْتَرُ أَو شُرَيْحٌ. وفي حديث الجهاد: إذا

بُيِّتُّمْ فقولوا حاميم لا يُنْصَرون؛ قال ابن الأثير: قيل معناه اللهم لا

يُنْصَرُون، قال: ويُرِيدُ به الخَبرَ لا الدُّعاء لأَنه لو كان دعاء لقال لا

يُنصروا مجزوماً فكأنه قال والله لا يُنصرون، وقيل: إن السُّوَر التي

أَوَّلها حاميم لها شأْن، فَنبَّه أن ذكرها لشرف منزلتها مما يُسْتَظهَرُ

به على استنزال النصر من الله، وقوله لا يُنصرون كلام مستأْنف كأنه حين

قال قولوا حاميم، قيل: ماذا يكون إذا قلناها؟ فقال: لا يُنصرون. قال أبو

حاتم: قالت العامة في جمع حم وطس حَواميم وطَواسين، قال: والصواب ذَواتُ طس

وذَواتُ حم وذواتُ أَلم.

وحُمَّ هذا الأمرُ حَمّاً إذا قُضِيَ. وحُمَّ له ذلك: قُدِّرَ؛ قأَما ما

أَنشده ثعلب من قول جَميل:

فَلَيْتَ رجالاً فيكِ قد نذَرُوا دَمِي

وحُمُّوا لِقائي، يا بُثَيْنَ، لَقوني

فإنه لم يُفَسِّرْ حُمُّوا لِقائي. قال ابن سيده: والتقدير عندي للِقائي

فحذف أَي حُمَّ لهم لِقائي؛ قال: وروايتُنا وهَمُّوا بقتلي. وحَمَّ

اللهُ له كذا وأَحَمَّهُ: قضاه؛ قال عمرو ذو الكلب الهُذَليُّ:

أَحَمَّ اللهُ ذلك من لِقاءٍ

أُحادَ أُحادَ في الشهر الحَلال

وحُمَّ الشيءُ وأُحِمَّ أَي قُدِّرَ، فهو مَحْموم؛ أَنشد ابن بري

لخَبَّابِ بن غُزَيٍّ:

وأَرْمي بنفسي في فُروجٍ كثيرةٍ،

وليْسَ لأَمرٍ حَمَّهُ الله صارِفُ

وقال البَعيثُ:

أَلا يا لَقَوْمِ كلُّ ما حُمَّ واقِعُ،

وللطَّيْرِ مَجْرى والجُنُوب مَصارِعُ

والحِمامُ، بالكسر: قضاء الموت وقَدَرُه، من قولهم حُمَّ كذا أي

قُدِّرَ. والحِمَمُ. المَنايا، واحدتها حِمَّةٌ. وفي الحديث ذكر الحِمام كثيراً،

وهو الموت؛ وفي شعر ابن رَواحةَ في غزوة مُؤْتَةَ:

هذا حِمامُ الموتِ قد صَلِيَتْ

أي قضاؤه، وحُمَّهُ المنية والفِراق منه: ما قُدِّرَ وقُضِيَ. يقال:

عَجِلَتْ بنا وبكم حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ الموت أي قَدَرُ الفِراق،

والجمع حُمَمٌ وحِمامٌ، وهذا حَمٌّ لذلك أي قَدَرٌ؛ قال الأَعشى:

تَؤُمُّ سَلاَمَةَ ذا فائِشٍ،

هو اليومَ حَمٌّ لميعادها

أي قَدَرٌ، ويروى: هو اليوم حُمَّ لميعادها أَي قُدِّر له. ونزل به

حِمامُه أي قَدَرُهُ وموتُه. وَحَّمَ حَمَّهُ: قَصَدَ قَصْدَه؛ قال الشاعر

يصف بعيره:

فلما رآني قد حَمَمْتُ ارْتِحالَهُ،

تَلَمَّكَ لو يُجْدي عليه التَّلَمُّكُ

وقال الفراء: يعني عَجَّلْتُ ارتحاله، قال: ويقال حَمَمْتُ ارتحال

البعير أي عجلته. وحامَّهُ: قارَبه. وأَحَمَّ الشيءُ: دنا وحضر؛ قال

زهير:وكنتُ إذا ما جِئْتُ يوماً لحاجةٍ

مَضَتْ، وأَحَمَّتْ حاجةُ الغَد ما تَخْلو

معناه حانَتْ ولزمت، ويروى بالجيم: وأَجَمَّتْ. وقال الأَصمعي:

أَجَمَّتِ الحاجةُ، بالجيم، تُجِمُّ إجْماماً إذا دنَتْ وحانت، وأَنشد بيت زهير:

وأَجَمَّتْ، بالجيم، ولم يعرف أَحَمَّتْ،بالحاء؛ وقال الفراء: أَحَمَّتْ

في بيت زهير يروى بالحاء والجيم جميعاً؛ قال ابن بري: لم يرد بالغَدِ

الذي بعد يومه خاصةً وإنما هو كناية عما يستأْنف من الزمان، والمعنى أَنه

كلَّما نال حاجةً تطلَّعتْ نفسه إلى حاجة أُخرى فما يَخْلو الإنسان من

حاجة. وقال ابن السكيت: أَحَمَّت الحاجةُ وأَجَمَّت إذا دنت؛ وأَنشد:

حَيِّيا ذلك الغَزالَ الأَحَمَّا،

إن يكن ذلك الفِراقُ أَجَمَّا

الكسائي: أَحَمَّ الأمرُ وأَجَمَّ إذا حان وقته؛ وأَنشد ابن السكيت

للبَيد:

لِتَذودَهُنَّ. وأَيْقَنَتْ، إن لم تَذُدْ،

أن قد أَحَمَّ مَعَ الحُتوفِ حِمامُها

وقال: وكلهم يرويه بالحاء. وقال الفراء: أَحَمَّ قُدومُهم دنا، قال:

ويقال أَجَمَّ، وقال الكلابية: أَحَمَّ رَحِيلُنا فنحن سائرون غداً،

وأَجَمَّ رَحيلُنا فنحن سائرون اليوم إذا عَزَمْنا أن نسير من يومنا؛ قال

الأَصمعي: ما كان معناه قد حانَ وُقوعُه فهو أَجَمُّ بالجيم، وإذا قلت أَحَمّ

فهو قُدِّرَ. وفي حديث أبي بكر: أن أَبا الأَعور السُّلَمِيَّ قال له: إنا

جئناك في غير مُحِمَّة؛ يقال: أَحَمَّت الحاجة إذا أَهَمَّتْ ولزمت؛ قال

ابن الأثير: وقال الزمخشري المُحِمَّةُ الحاضرة، من أَحَمَّ الشيءُ إذا

قرب دنا.

والحَمِيمُ: القريب، والجمع أَحِمَّاءُ، وقد يكون الحَمِيم للواحد

والجمع والمؤنث بلفظ واحد. والمْحِمُّ: كالحَمِيم؛ قال:

لا بأْس أني قد عَلِقْتُ بعُقْبةٍ،

مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْلِ مُصِيبُ

العُقْبَةُ هنا: البَدَلُ. وحَمَّني الأَمرُ وأَحَمَّني: أَهَمَّني.

واحْتَمَّ له: اهْتَمَّ. الأَزهري: أَحَمَّني هذا الأَمر واحْتَمَمْتُ له

كأنه اهتمام بحميم قريب؛ وأَنشد الليث:

تَعَزَّ على الصَّبابةِ لا تُلامُ،

كأَنَّكَ لا يُلِمُّ بك احْتِمامُ

واحْتَمَّ الرجلُ: لم يَنَمْ من الهم؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عليها فتىً لم يَجعل النومَ هَمَّهُ

ولا يُدْرِكُ الحاجاتِ إلا حَمِيمُها

يعني الكَلِفَ بها المُهْتَمَّ. وأَحَمَّ الرجلُ، فهو يُحِمُّ إحْماماً،

وأمر مُحِمٌّ، وذلك إذا أخذك منه زَمَعٌ واهتمام. واحْتَمَّتْ عيني:

أَرِقتْ من غير وَجَعٍ. وما له حُمٌّ ولا سُمٌّ غيرك أي ما له هَمٌّ غيرُك،

وفتحهما لغة، وكذلك ما له حُمٌّ ولا رُمّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ، وما لك عن

ذلك حُمٌّ ولا رُمٌّ، وحَمٌّ ولا رَمٌّ أَي بُدٌّ، وما له حَمٌّ ولا رَمٌّ

أي قليل ولا كثير؛ قال طرفة:

جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلَها

من ربيعٍ ديمةٌ تَثِمُهْ

وحامَمْتُه مُحامَّةً: طالبته. أَبو زيد: يقال أَنا مُحامٌّ على هذا

الأمر أي ثابت عليه. واحْتَمَمْتُ: مثل اهتممت. وهو من حُمَّةِ نفسي أي من

حُبَّتها، وقيل: الميم بدل من الباء؛ قال الأزهري: فلان حُمَّةُ نفسي

وحُبَّة نفسي.

والحامَّةُ: العامَّةُ، وهي أيضاً خاصَّةُ الرجل من أهله وولده. يقال:

كيف الحامَّةُ والعامة؟ قال الليث: والحَميمُ القريب الذي تَوَدُّه

ويَوَدُّكَ، والحامَّةُ خاصةُ الرجل من أهله وولده وذي قرابته؛ يقال: هؤلاء

حامَّتُه أي أَقرِباؤه. وفي الحديث: اللهمَّ هؤلاء أهلُ بيتي وحامَّتي

أَذْهِبْ عنهم الرِّجْسَ وطَهِّرْهم تطهيراً؛ حامَّة الإنسان: خاصتُه ومن يقرب

منه؛ ومنه الحديث: انصرف كلُّ رجلٍ من وَفْد ثَقيف إلى حامَّته.

والحَمِيمُ القَرابةُ، يقال: مُحِمٌّ مُقْرِبٌ. وقال الفراء في قوله

تعالى: ولا يسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً؛ لا يسأَل ذو قرابة عن قرابته، ولكنهم

يعرفونهم ساعةً ثم لا تَعارُفَ بعد تلك الساعة. الجوهري: حَميمكَ قريبك

الذي تهتم لأمره.

وحُمَّةُ الحَرِّ: معظمُه؛ وأَنشد ابن بري للضِّباب بن سُبَيْع:

لعَمْري لقد بَرَّ الضِّبابَ بَنُوه،

وبَعْضُ البنين حُمَّةٌ وسُعالُ

وحَمُّ الشيء: معظمه. وفي حديث عمر: إذا التقى الزَّحْفانِ وعند حُمَّةِ

النَّهْضات أي شدتها ومعظمها. وحُمَّةُ كل شيء: معظمه؛ قال ابن الأَثير:

وأَصلها من الحَمِّ الحرارة ومن حُمَّة ِ السِّنان.، وهي حِدَّتُه.

وأَتيته حَمَّ الظَّهيرةِ أي في شدة حرها؛ قال أَبو كَبير:

ولقد ربَأْتُ، إذا الصِّحابُ تواكلوا،

حَمَّ الظَّهيرةِ في اليَفاع الأَطْولِ

الأزهري: ماء مَحْموم ومَجْموم ومَمْكُول ومَسْمول ومنقوص ومَثْمود

بمعنى واحد. والحَمِيمُ والحَمِيمةُ جميعاً: الماء الحارّ. وشربتُ البارحة

حَميمةً أي ماء سخناً.

والمِحَمُّ، بالكسر: القُمْقُمُ الصغير يسخن فيه الماء. ويقال: اشربْ

على ما تَجِدُ من الوجع حُسىً من ماء حَمِيمٍ؛ يريد جمع حُسْوَةٍ من ماء

حارّ. والحَمِيمَةُ: الماء يسخن. يقال: أَحَمُّوا لنا الماء أي أَسخنوا.

وحَمَمْتُ الماء أي سخنته أَحُمُّ، بالضم. والحَمِيمةُ أَيضاً: المَحْضُ

إذا سُخِّنَ. وقد أَحَمَّهُ وحَمَّمَه: غسله بالحَمِيم. وكل ما سُخِّنَ فقد

حُمِّمَ؛ وقول العُكْلِيِّ أنشده ابن الأَعرابي:

وبِتْنَ على الأَعْضادِ مُرْتَفِقاتِها،

وحارَدْنَ إلا ما شَرِبْنَ الحَمائِما

فسره فقال: ذهبتْ أَلْبانُ المُرْضِعاتِ إذ ليس لهن ما يأَكلْنَ ولا ما

يشربْنَ إلا أَن يُسَخِّنَّ الماء فيشربنه، وإنما يُسَخِّنَّهُ لئلا

يشربْنه على غير مأْكول فيَعْقِرَ أَجوافهن، فليس لهن غِذاءٌ إلا الماء

الحارُّ، قال: والحَمائِمُ جمع الحَمِيم الذي هو الماء الحارُّ؛ قال ابن سيده:

وهذا خطأٌ لأن فَعِيلاً لا يجمع على فَعائل، وإنما هو جمع الحَمِيمَةِ

الذي هو الماء الحارُّ، لغة في الحَميم، مثل صَحيفةٍ وصَحائف. وفي الحديث

أَنه كان يغتسل بالحَميم، وهو الماء الحارُّ.

الجوهري: الحَمّامُ مُشدّد واحد الحَمّامات المبنية؛ وأنشد ابن بري

لعبيد بن القُرْطِ الأَسديّ وكان له صاحبان دخلا الحَمّامَ وتَنَوَّرا

بنُورةٍ فأَحْرقتهما، وكان نهاهما عن دخوله فلم يفعلا:

نَهَيْتُهما عن نُورةٍ أَحْرقَتْهما،

وحَمَّامِ سوءٍ ماؤُه يَتَسَعَّرُ

وأنشد أبو العباس لرجل من مُزَيْنَةَ:

خليليَّ بالبَوْباة عُوجا، فلا أرى

بها مَنْزِلاً إلا جَديبَ المُقَيَّدِ

نَذُقْ بَرْدَ نَجْدٍ، بعدما لعِبَت بنا

تِهامَةُ في حَمَّامِها المُتَوَقِّدِ

قال ابن بري: وقد جاءَ الحَمَّامُ مؤنثاً في بيت زعم الجوهري أنه يصف

حَمّاماً وهو قوله:

فإذا دخلْتَ سمعتَ فيها رَجَّةً،

لَغَط المَعاوِلِ في بيوت هَدادِ

قال ابن سيده: والحَمَّامُ الدِّيماسُ مشتق من الحَميم، مذكر تُذَكِّرُه

العرب، وهو أَحد ما جاء من الأسماء على فَعّالٍ نحو القَذَّافِ

والجَبَّانِ، والجمع حَمَّاماتٌ؛ قال سيبويه: جمعوه بالألف والتاء وإن كان مذكراً

حين لم يكسَّر، جعلوا ذلك عوضاً من التكسير؛ قال أبو العباس: سألت ابن

الأَعرابي عن الحَمِيم في قول الشاعر:

وساغَ لي الشَّرابُ، وكنتُ قِدْماً

أكادُ أَغَصُّ بالماء الحَميمِ

فقال: الحَميم الماء البارد؛ قال الأزهري: فالحَميم عند ابن الأعرابي من

الأضداد، يكون الماءَ البارد ويكون الماءَ الحارَّ؛ وأَنشد شمر بيت

المُرَقِّش:

كلُّ عِشاءٍ لها مِقْطَرَةٌ

ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ، وحَميم

وحكى شمر عن ابن الأعرابي: الحَمِيم إن شئت كان ماء حارّاً، وإن شئت كان

جمراً تتبخر به.

والحَمَّةُ: عين ماء فيها ماء حارّ يُسْتَشْفى بالغسل منه؛ قال ابن

دريد: هي عُيَيْنَةٌ حارَّةٌ تَنْبَعُ من الأرض يَستشفي بها الأَعِلاَّءُ

والمَرْضَى. وفي الحديث مَثَلُ العالم مثَلُ الحَمَّةِ يأْتيها البُعَداءُ

ويتركها القُرَباءُ، فبينا هي كذلك إذ غار ماؤُها وقد انتفع بها قوم وبقي

أقوام يَتَفَكَّنون أي يتندَّمون. وفي حديث الدجال: أَخبروني عن حَمَّةِ

زُغَرَ أي عينها، وزُغَرُ: موضع بالشام. واسْتَحَمَّ إذا اغتسل بالماء

الحَميم، وأَحَمَّ نفسَه إذا غسلها بالماء الحار. والاستِحْمامُ: الاغتسال

بالماء الحارّ، هذا هو الأصل ثم صار كلُّ اغتسال اسْتِحْماماً بأي ماء

كان. وفي الحديث: لا يبولَنَّ أَحدُكم في مُسْتَحَمِّه؛ هو الموضع الذي

يغتسل فيه بالحَميم، نهى عن ذلك إذا لم يكن له مَسْلَكٌ يذهب منه البول أو

كان المكان صُلْباً، فيوهم المغتسل أنه أَصابه منه شيء فيحصل منه

الوَسْواسُ؛ ومنه حديث ابن مُغَغَّلٍ: أنه كان يكره البولَ في المُسْتَحَمِّ.

وفي الحديث: أن بعضَ نسائه اسْتَحَمَّتْ من جَنابةٍ فجاء النبي، صلى الله

عليه وسلم، يَسْتَحِمُّ من فضلها أي يغتسل؛ وقول الحَذْلَمِيّ يصف

الإبل:فذاكَ بعد ذاكَ من نِدامِها،

وبعدما اسْتَحَمَّ في حَمَّامها

فسره ثعلب فقال: عَرِقَ من إتعابها إياه فذلك اسْتحمامه.

وحَمَّ التَّنُّورَ: سَجَرَه وأَوقده.

والحَمِيمُ: المطر الذي يأْتي في الصيف حين تَسْخُن الأرض؛ قال

الهُذَليُّ:

هنالك، لو دَعَوْتَ أتاكَ منهم

رِجالٌ مثل أَرْمية الحَمِيمِ

وقال ابن سيده: الحَمِيم المطر الذي يأْتي بعد أَن يشتد الحر لأنه حارّ.

والحَمِيمُ: القَيْظ. والحميم: العَرَقُ. واسْتَحَمَّ الرجل: عَرِقَ،

وكذلك الدابة؛ قال الأَعشى:

يَصِيدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها

وجَحْشَيْهما، قبل أن يَسْتَحِم

قال الشاعر يصف فرساً:

فكأَنَّه لما اسْتَحَمَّ بمائِهِ،

حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أَراح وأَمطرا

وأنشد ابن بري لأَبي ذؤيب:

تأْبَى بدِرَّتها، إذا ما اسْتُكْرِهَتْ،

إلا الحَمِيم فإنه يَتَبَضَّعُ

فأَما قولهم لداخل الحمَّام إذا خرج: طاب حَمِيمُك، فقد يُعْنى به

الاستحْمامُ، وهو مذهب أبي عبيد، وقد يُعْنَى به العَرَقُ أي طاب عرقك، وإذا

دُعِيَ له بطيب عَرَقِه فقد دُعِي له بالصحة لأن الصحيح يطيب عرقُه.

الأزهري: يقال طاب حَمِيمُك وحِمَّتُكَ للذي يخرج من الحَمَّام أي طاب

عَرَقُك.والحُمَّى والحُمَّةُ: علة يسْتَحِرُّ بها الجسمُ، من الحَمِيم، وأما

حُمَّى الإبلِ فبالألف خاصة؛ وحُمَّ الرجلُ: أصابه ذلك، وأَحَمَّهُ الله

وهو مَحْمُومٌ، وهو من الشواذ، وقال ابن دريد: هو مَحْمُوم به؛ قال ابن

سيده: ولست منها على ثِقَةٍ، وهي أحد الحروف التي جاء فيها مَفْعُول من

أَفْعَلَ لقولهم فُعِلَ، وكأَنَّ حُمَّ وُضِعَتْ فيه الحُمَّى كما أن فُتِنَ

جُعِلَتْ فيه الفِتْنةُ، وقال اللحياني: حُمِمْتُ حَمّاً، والاسم

الحُمَّى؛ قال ابن سيده: وعندي أن الحُمَّى مصدر كالبُشْرَى

والرُّجْعَى.والمَحَمَّةُ: أرض ذات حُمَّى. وأرض مَحَمَّةٌ: كثيرة الحُمَّى، وقيل:

ذات حُمَّى. وفي حديث طَلْقٍ: كنا بأَرض وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ أي ذات

حُمَّى، كالمأْسَدَةِ والمَذْأَبَةِ لموضع الأُسود والذِّئاب. قال ابن سيده:

وحكى الفارسي مُحِمَّةً، واللغويون لا يعرفون ذلك، غير أَنهم قالوا: كان من

القياس أَن يقال، وقد قالوا: أَكْلُ الرطب مَحَمَّةٌ أي يُحَمُّ عليه

الآكلُ، وقيل: كل طعام حُمَّ عليه مَحَمَّةٌ، يقال: طعامٌ مَحَمَّةٌ إذا

كان يُحَمُّ عليه الذي يأْكله، والقياس أَحَمَّتِ الأرضُ إذا صارت ذات

حُمِّى كثيرة.

والحُمامُ، بالضم: حُمَّى الإبل والدواب، جاء على عامة ما يجيء عليه

الأَدواءُ. يقال: حُمَّ البعيرُ حُماماً، وحُمَّ الرجل حُمَّى شديدة.

الأزهري عن ابن شميل: الإبل إذا أكلت النَّدى أَخذها الحُمامُ والقُماحُ، فأَما

الحُمامُ فيأْخذها في جلدها حَرٌّ حتى يُطْلَى جسدُها بالطين، فتدع

الرَّتْعَةَ ويَذهَبُ طِرْقها، يكون بها الشهرَ ثم يذهب، وأما القُماحُ فقد

تقدم في بابه. ويقال: أخذ الناسَ حُمامُ قُرٍّ، وهو المُومُ يأْخذ

الناس.والحَمُّ: ما اصطَهَرْتَ إهالته من الأَلْيَةِ والشحم، واحدته حَمَّةٌ؛

قال الراجز:

يُهَمُّ فيه القومُ هَمَّ الحَمِّ

وقيل: الحَمُّ ما يَبقى من الإهالة أي الشحم المذاب؛ قال:

كأَنَّما أصواتُها، في المَعْزاء،

صوتُ نَشِيشِ الحَمِّ عند القَلاَّء

الأصمعي: ما أُذيب من الأَلْيَةِ فهو حَمٌّ إذا لم يبق فيه وَدَكٌ،

واحدتها حَمَّة، قال: وما أُذيب من الشحم فهو الصُّهارة والجَمِيلُ؛ قال

الأزهري: والصحيح ما قال الأصمعي، قال: وسمعت العرب تقول لما أُذيب من سنام

البعير حَمّ، وكانوا يسمُّون السَّنام الشحمَ. الجوهري: الحَمُّ ما بقي من

الألية بعد الذَّوْب. وحَمَمْتُ الأَليةَ: أذبتها. وحَمَّ الشحمةَ

يَحُمُّها حَمّاً: أَذابها؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:

وجارُ ابن مَزْرُوعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه

مُجَنَّبَةٌ، تُطْلَى بحَمٍّ ضُروعُها

يقول: تُطْلَى بَحمٍّ لئلا يرضعها الراعي من بخله. ويقال: خُذْ أَخاك

بحَمِّ اسْتِهِ أي خذه بأَول ما يسقط به من الكلام.

والحَمَمُ: مصدر الأَحَمّ، والجمعُ الحُمُّ، وهو الأَسود من كل شيء،

والاسم الحُمَّةُ. يقال: به حُمَّةٌ شديدة؛ وأَنشد:

وقاتمٍ أَحْمَرَ فيه حُمَّةٌ

وقال الأَعشى:

فأما إذا رَكِبوا للصَّباحِ

فأَوجُههم، من صدىَ البَيْضِ، حُمُّ

وقال النابغة:

أَحْوَى أَحَمّ المُقْلَتَيْن مُقَلَّد

ورجل أَحَمُّ بيِّن الحَمَم، وأَحَمَّهُ الله: جعله أَحَمَّ، وكُمَيْتٌ

أَحَمُّ بيِّن الحُمَّة. قال الأصمعي: وفي الكُمْتة لونان: يكون الفرس

كُمَيْتاً مْدَمّىً، ويكون كُمَيْتاً أَحَمَّ، وأَشدُّ الخيل جُلوداً

وحوافرَ الكُمْتُ الحُمُّ؛ قال ابن سيده: والحمَّةُ لون بين الدُّهْمَة

والكُمْتة، يقال: فرس أَحَمُّ بَيِّنُ الحُمَّة، والأَحَمُّ الأَسْود من كل

شيء. وفي حديث قُسّ: الوافد في الليل الأَحَمِّ أي الأَسود، وقيل: الأَحَمّ

الأَبيض؛ عن الهَجَريّ؛ وأَنشد:

أَحَمُّ كمصباح الدُّجى

وقد حَمِمْتُ حَمَماً واحمَوْمَيْتُ وتَحَمَّمْتُ وتَحَمْحَمْتُ؛ قال

أبو كبير الهُذَلي:

أحَلا وشِدْقاه وخُنْسَةُ أَنْفِهِ،

كحناء ظهر البُرمة المُتَحَمِّم

(* قوله «كحناء ظهر» كذا بالأصل، والذي في المحكم: كجآء).

وقال حسان بن ثابت:

وقد أَلَّ من أعضادِه ودَنا له،

من الأرض، دانٍ جَوزُهُ فَتَحَمْحَما

والاسم الحُمَّة؛ قال:

لا تَحْسِبَنْ أن يدي في غُمَّهْ،

في قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِيرُ حُمَّهْ،

أَمْسَحُها بتُرْبةٍ أو ثُمََّهْ

عَنَى بالحُمَّة ما رسَب في أَسفل النِّحيِ من مُسْوَدّ ما رسَب من

السَّمن ونحوه، ويروي خُمَّه، وسيأتي ذكرها.

والحَمَّاءُ، على وزن فَعْلاء: الاسْتُ لِسَوادها، صفة غالبة. الجوهري:

الحَمَّاء سافِلَةُ الإنسان، والجمع حُمٌّ.

والحِمْحِمُ والحُماحِمُ جميعاً: الأَسْود. الجوهري: الحِمْحِمُ،

بالكسر، الشديدُ السوادِ. وشاةٌ حِمْحِم، بغير هاء: سوداء؛ قال:

أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ

دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْن العِظْلِمِ،

تَحْلُبُ هَيْساً في الإِناء الأَعْظَمِ

الهَيْسُ، بالسين غير المعجمة: الحَلْبُ الرُّوَيْد. والحُمَمُ:

الفَحْمُ، واحدته حُمَمَةٌ. والحُمَمُ: الرَّماد والفَحْم وكلُّ ما احترق من

النار. الأَزهري: الحُمَم الفَحْم البارد، الواحدة حُمَمَةٌ، وبها سمي الرجل

حُمَمة. وروي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: إِن رجلاً أَوصى

بَنيه عند موته فقال: إِذا أَنا مُتُّ فأَحْرِ قُوني بالنار، حتى إِذا

صِرْتُ حُمَماً فاسْحَقوني، ثم ذَرُّوني في الريح لعلي أَضِلُّ اللهَ؛ وقال

طَرَفَةُ:

أَشَجاك الرَّبْعُ أَم قِدَمُهْ،

أَم رَمادٌ دارِسٌ حُمَمُه؟

وحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بالفتح، إِذا صارت حُمَمةً. ويقال أَيضاً:

حَمَّ الماءُ

أَي صار حارّاً. وحَمَّم الرجل: سَخَّم وجْهَه بالحُمَم، وهو الفحمُ.

وفي حديث الرَّجْم: أَنه أَمَرَ

بيهودي مُحَمَّم مَجْلود أَي مُسْوَدّ الوجه، من الحُمَمَة الفَحْمةِ.

وفي حديث لقمان بن عاد: خُذي مِنِّي أَخي ذا الحُمَمة؛ أَراد سَوادَ

لَونه. وجارية حُمَمَةٌ: سوداء. واليَحْموم من كل شيء، يفعول من الأَحَمِّ؛

أَنشد سيبويه:

وغير سُفْعٍ مُثَّلٍ يَحامِم

باختلاسِ حركةِ الميم الأُولى، حذف الياء للضرورة كما قال:

والبَكَراتِ الفُسَّجَ العَطامِسا

وأَظهر التضعيف للضرورة أَيضاً كما قال:

مهْلاً أَعاذِلَ، قد جَرَّبْتِ مِنْ خُلُقي

أَني أَجودُ لأَقْوامٍ، وإِنْ ضَنِنوا

واليَحْمومُ: دخان أَسود شديد السواد؛ قال الصَّبَّاح بن عمرو

الهَزَّاني:

دَعْ ذا فكَمْ مِنْ حالكٍ يَحْمومِ،

ساقِطةٍ أَرْواقُه، بَهيمِ

قال ابن سيده: اليَحْمومُ الدخانُ. وقوله تعالى: وظِلٍّ من يَحْمومٍ،

عَنى به الدخان الأَسود، وقيل أَي من نار يُعَذَّبون بها، ودليل هذا القول

قوله عز وجل: لهم من فوقهم ظُلَلٌ من النار ومن تحتهم ظُلَلٌ؛ إِلا أَنه

موصوف في هذا الموضع بشدة السواد، وقيل: اليَحْمومُ سُردِق أَهل النار،

قال الليث: واليَحْمومُ الفَرَس، قال الأَزهري: اليَحْمومُ اسم فرس كان

للنعمان بن المنذر، سمي يَحموماً لشدة سواده؛ وقد ذكره الأَعشى فقال:

ويأْمُرُ للْيَحْمومِ كلَّ عَشِيَّةٍ

بِقَتٍّ وتَعْليقٍ، فقد كاد يَسْنَقُ

وهو يَفْعولٌ من الأَحَمِّ الأَسْودِ؛ وقال لبيد:

والحارِثانِ كلاهما ومُحَرِّقٌ،

والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمومِ

واليَحْمومُ: الأَسْود من كل شيء. قال ابن سيده: وتسميته بالَيحْمومِ

تحتمل وجهين: إِما أَن يكون من الحَميمِ الذي هو العَرَق، وإِما أَن يكون

من السَّواد كما سميت فرس أُخرى حُمَمة؛ قالت بعض نساء العرب تمدح فرس

أَبيها: فرس أَبي حُمَمةُ وما حُمَمةُ. والحُمَّةُ دون الحُوَّةِ، وشفة

حَمَّاء، وكذلك لِثَةٌ حَمَّاءُ. ونبت يَحْمومٌ: أَخضرُ رَيَّانُ أَسودُ.

وحَمَّمَتِ الأَرضُ: بدا نباتُها أَخضرَ إِلى السواد. وحَمَّمَ الفرخُ:

طلَع ريشُه، وقيل: نبت زَغَبُهُ؛ قال ابن بري: شاهده قول عمر بن لَجَإٍ:

فهو يَزُكُّ دائمَ التَّزَعُّمِ،

مِثْلَ زَكيكِ الناهِضِ المُحمِّمِ

وحَمَّم رأْسُه إِذا اسْوَدَّ بعد الحَلْق؛ قال ابن سيده: وحَمَّمَ

الرأْسُ نبت شَعَرُه بعدما حُلِق؛ وفي حديث أَنس: أَنه كان إِذا حَمَّمَ

رأْسُه بمكة خرج واعتمر، أَي اسْوَدَّ بعد الحلْق بنبات شعره، والمعنى

أَنه كان لا يؤخر العمرة إِلى المُحَرَّمِ، وإِنما كان يخرج إِلى الميقات

ويعتمر في ذي الحِجَّة؛ ومنه حديث ابن زِمْلٍ: كأَنما حُمِّمَ شعره

بالماء أَي سُوِّدَ، لأَن الشعر إِذا شَعِثَ اغْبَرَّ، وإِذا غُسِل بالماء ظهر

سواده، ويروى بالجيم أَي جُعل جُمَّةً. وحَمَّمَ الغلامُ: بدت لحيته.

وحَمَّمَ المرأَةَ: متَّعها بشيء بعد الطلاق؛ قال:

أَنتَ الذي وَهَبْتَ زَيداً، بعدما

هَمَمْتُ بالعجوز أَن تُحَمَّما

هذا رجل وُلِدَ له ابنٌ فسماه زيداً بعدما كان هَمّ بتطليق أُمِّه؛

وأَنشد ابن الأَعرابي:

وحَمَّمْتُها قبل الفراق بِطعنةٍ

حِفاظاً، وأَصحابُ الحِفاظِ قليل

وروى شمر عن ابن عُيَيْنَةَ قال: كان مَسْلمَةُ بن عبد الملك عربيّاً،

وكان يقول في خُطبته: إِن أَقلَّ الناس في الدنيا هَمّاً أَقلُّهم حَمّاً

أَي مالاً ومتاعاً، وهو من التَّحْميمِ المُتْعَةِ؛ وقال الأَزهري: قال

سفيان أَراد بقوله أَقلُّهم حَمّاً أَي مُتْعةً، ومنه تَحْمِيم المطلَّقة.

وقوله في حديث عبد الرحمن بن عوف، رضي الله عنه: إِنه طلق امرأَته

فمتَّعها بخادمٍ سَوْداءَ حَمَّمَها إِياها أَي مَتَّعها بها بعد الطلاق،

وكانت العرب تسمِّي المُتْعةَ التَّحْميمَ، وعَدَّاه إِلى مفعولين لأَنه في

معنى أَعطاها إِِياها، ويجوز أَن يكون أَراد حَمَّمَها بها فحذف وأَوصَل.

وثِيابُ التَّحِمَّة: ما يُلْبِس المطلِّقُ

المرأَةَ إِذا مَتَّعها؛ ومنه قوله:

فإِنْ تَلْبَسي عَنّي ثيابَ تَحِمَّةٍ،

فلن يُفْلِحَ الواشي بك المُتَنَصِّحُ

الأَزهري: الحَمامة طائر، تقول العرب: حمامَةٌ ذكرٌ

وحمامة أُنثى، والجمع الحَمام. ابن سيده: الحَمام من الطير البَرّيُّ

الذي لا يأْلَف البيوت، قال: وهذه التي تكون في البيوت هي اليَمام. قال

الأَصمعي: اليَمام ضرب من الحمام برِّيّ، قال: وأَما الحمام فكلُّ ما كان

ذا طَوْق مثل القُمْريّ والفاخِتة وأَشباهِها، واحِدته حَمامة، وهي تقع

على المذكر والمؤنث كالحَيّة والنَّعامة ونحوها، والجمع حَمائم، ولا يقال

للذكر حَمام؛ فأَما قوله:

حَمامَيْ قفرةٍ وَقَعا فطارا

فعلى أَنه عَنى قطيعين أَو سِرْبين كما قالوا جِمالان؛ وأَما قول

العَجَّاج:

ورَبِّ هذا البلدِ المُحَرَّمِ،

والقاطِناتِ البيت غيرِ الرُّيَّمِ،

قواطناً مكةَ من وُرْقِ الحَمي

فإِنما أَرد الحَمام، فحذف الميم وقلب الأَلف ياء؛ قال أَبو إِسحق: هذا

الحذفُ شاذ لا يجوز أَن يقال في الحِمار الحِمي، تريد الحِمار، فأَما

الحَمام هنا فإِنما حذف منها الأَلف فبقيت الحَمَم، فاجتمع حرفان من جنس

واحد، فلزمه التضعيف فأَبدل من الميم ياء، كما تقول في تظنَّنْت تظنَّيْت،

وذلك لثقل التضعيف، والميم أَيضاً تزيد في الثقل على حروف كثيرة. وروى

الأَزهري عن الشافعي: كلُّ ما عَبَّ وهَدَر فهو حَمام، يدخل فيها

القَمارِيُّ والدَّباسِيُّ والفَواخِتُ، سواء كانت مُطَوَّقة أَو غير مطوَّقة،

آلِفةً أَو وحشية؛ قال الأَزهري: جعل الشافعي اسم الحَمام واقعاً على ما

عَبَّ وهَدَر لا على ما كان ذا طَوْقٍ، فتدخل فيه الوُرْق الأَهلية

والمُطَوَّقة الوحشية، ومعنى عبّ أَي شرب نَفَساً نَفَساً حتى يَرْوَى، ولم

يَنْقُر الماء نَقْراً كما تفعله سائر الطير. والهَدير: صوت الحمام كله، وجمعُ

الحَمامة حَمامات وحَمائم، وربما قالوا حَمام للواحد؛ وأَنشد قول

الفرزدق:

كأَنَّ نِعالَهن مُخَدَّماتٍ،

على شرَك الطريقِ إِذا استنارا

تُساقِطُ رِيشَ غادِيةٍ وغادٍ

حَمامَيْ قَفْرةٍ وقَعا فطارا

وقال جِرانُ العَوْد:

وذَكَّرَني الصِّبا، بعد التَّنائي،

حَمامةُ أَيْكةٍ تَدْعو حَماما

قال الجوهري: والحَمام عند العرب ذوات الأَطواق من نحو الفَواخِت

والقَمارِيّ وساقِ حُرٍّ والقَطا والوَراشِين وأَشباه ذلك، يقع على الذكر

والأُنثى، لأَن الهاء إِنما دخلته على أَنه واحد من جنس لا للتأْنيث، وعند

العامة أَنها الدَّواجِنُ فقط، الواحدة حَمامة؛ قال حُمَيْد بن ثوْرٍ

الهلالي:

وما هاجَ هذا الشَّوْقَ إِلاَّ حمامةٌ

دَعَتْ ساقَ حُرٍّ، تَرْحةً وتَرَنُّما

والحَمامة ههنا: قُمْرِيَّةٌ؛ وقال الأَصمعي في قول النابغة:

واحْكُمْ كحُكْمِ فتاة الحيّ، إِذ نَظَرتْ

إِلى حَمامٍ شِراعٍ وارِدِ الثَّمَدِ

(* وفي رواية أخرى: سِراعٍ)

هذه زَرْقاء اليمامة نظرت إِلى قَطاً؛ أَلا ترى إلى قولها:

لَيت الحَمامَ لِيَهْ

إِلى حمامَتِيَهْ،

ونِصْفَه قَدِيَهْ،

تَمَّ القَطاةُ مِيَهْ

قال: والدَّواجن التي تُسْتَفْرَخ في البيوات حَمام أَيضاً، وأَما

اليَمام فهو الحَمامُ الوحشيّ، وهو ضَرْب من طير الصحراء، هذا قول الأَصمعي،

وكان الكسائي يقول: الحَمام هو البرّيّ، واليمام هو الذي يأْلف البيوت؛

قال ابن الأَثير: وفي حديث مرفوع: أَنه كان يُعْجبه النظر إِلى الأُتْرُجِّ

والحَمام الأَحْمَر؛ قال أَبو موسى: قال هلال بن العلاء هو التُّفَّاحُ؛

قال: وهذا التفسير لم أَرَهُ لغيره.

وحُمَة العقرب، مخففة الميم: سَمُّها، والهاء عوض؛ قال الجوهري: وسنذكره

في المعتل. ابن الأَعرابي: يقال لِسَمّ العقرب الحُمَّة والحُمَةُ،

وغيره لا يجيز التشديد، يجعل أَصله حُمْوَةً. والحَمامة: وسَطُ الصَّدْر؛

قال:إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ حَمامةَ صَدْرِها

بتَيْهاء، لا يَقْضي كَراها رقيبها

والحَمامة: المرأَة؛ قال الشَّمَّاخ:

دارُ الفتاةِ التي كُنَّا نَقُولُ لها:

يا ظَبْيَةٌ عُطُلاً حُسّانَةَ الجيدِ

تُدْني الحمامةَ منها، وهي لاهِيةٌ،

من يانِعِ الكَرْمِ غرْبانَ العَناقيدِ

ومن ذهب بالحَمامةِ هنا إِلى معنى الطائر فهو وجْهٌ؛ وأَنشد الأَزهري

للمُؤَرِّج:

كأَنَّ عينيه حَمامتانِ

أَي مِرآتانِ. وحَمامةُ: موضع معروف؛ قال الشمَّاخ:

ورَوَّحَها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامةٍ

على كلِّ إِجْرِيَّائِها، وهو آبِرُ

والحَمامة: خِيار المال. والحَمامة: سَعْدانة البعير. والحَمامة: ساحة

القصر النَّقِيَّةُ. والحَمامةُ: بَكَرة الدَّلْو. والحَمامة: المرأَة

الجميلة. والحمامة: حَلْقة الباب. والحَمامةُ من الفَرَس: القَصُّ.

والحَمائِم: كرائم الإِبل، واحدتها حَميمة، وقيل: الحَميمة كِرام الإِبل، فعبر

بالجمع عن الواحد؛ قال ابن سيده: وهو قول كراع. يقال: أَخذ المُصَدِّقُ

حَمائِمَ الإِبل أَي كرائمها. وإِبل حامَّةٌ إِذا كانت خياراً. وحَمَّةُ

وحُمَّةُ: موضع؛ أَنشد الأَخفش:

أَأَطْلالَ دارٍ بالسِّباع فَحُمَّةِ

سأَلْت، فلما اسْتَعْجَمَتْ ثم صَمَّتِ

ابن شميل: الحَمَّةُ حجارة سود تراها لازقة بالأَرش، تقودُ في الأَرض

الليلةَ والليلتين والثلاثَ، والأَرضُ تحت الحجارة تكون جَلَداً وسُهولة،

والحجارة تكون مُتدانِية ومتفرقة، تكون مُلْساً مثل الجُمْع ورؤوس الرجال،

وجمعها الحِمامُ، وحجارتها مُتَقَلِّعٌ ولازقٌ بالأَرض، وتنبت نبتاً

كذلك ليس بالقليل ولا بالكثير. وحَمام: موضع؛ قال سالم بن دارَة يهجو

طَريفَ بن عمرو:

إِني، وإِن خُوِّفْتُ بالسِّجن، ذاكِرٌ

لِشَتْمِ بني الطَّمَّاح أَهلِ حَمام

إِذا مات منهم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَهُ

بِزيت، وحَفُّوا حَوْله بِقِرام

نَسَبهم إِلى التَّهَوُّدِ. والحُمَامُ: اسم رجل. الأَزهري: الحُمام

السيد الشريف، قال: أُراه في الأَصل الهُمامَ فقُلبت الهاء حاء؛ قال

الشاعر:أَنا ابنُ الأَكرَمينَ أَخو المَعالي،

حُمامخ عَشيرتي وقِوامُ قَيْسِ

قال اللحياني: قال العامري قلت لبعضهم أَبَقِيَ عندكم شيءٌ؟ فقال:

هَمْهامِ وحَمْحامِ ومَحْماحِ وبَحْباح أَي لم يبق شيء. وحِمَّانُ: حَيٌّ من

تميم أَحد حَيَّيْ بني سعد بن زيد مَناةَ؛ قال الجوهري: وحَمَّانُ،

بالفتح، اسم رجل

(* قوله «وحمان بالفتح اسم رجل» قال في التكملة:؛ المشهور فيه

كسر الحاء). وحَمُومةُ، بفتح الحاء: ملك من ملوك اليمن؛ حكاه ابن

الأَعرابي، قال: وأَظنه أَسود يذهب إِلى اشتقاقه من الحُمَّة التي هي السواد،

وليس بشيء. وقالوا: جارا حَمومةَ، فَحَمومةُ هو هذا الملك، وجاراه: مالك

بن جعفر ابن كلاب، ومعاوية بن قُشَيْر.

والحَمْحَمة: صوت البِرْذَوْن عند الشَّعِير

(* قوله «عند الشعير» أي عند

طلبه، أفاده شارح القاموس). وقد حَمْحَمَ، وقيل: الحَمْحَمة

والتَّحَمْحُم عَرُّ الفرس حين يُقَصِّر في الصَّهيل ويستعين بنفَسه؛ وقال الليث:

الحَمْحَمة صوت البِرْذَوْنِ دون الصوت العالي، وصَوتُ الفرس دونَ

الصَّهيل، يقال: تَحَمْحَمَ تَحَمْحُماً وحَمْحَمَ

حَمْحَمةً؛ قال الأَزهري: كأَنه حكاية صوته إِذا طلب العَلَفَ أَو رأَى

صاحبه الذي كان أَلِفه فاستأْنس إِليه. وفي الحديث: لا يجيء أَحدُكم يوم

القيامة بفرس له حَمْحَمةٌ. الأَزهري: حَمْحَم الثورُ إِذا

نَبَّ وأَراد السِّفادَ.

والحِمْحِمُ: نَبْتٌ، واحدتُه حِمْحِمةٌ. قال أَبو حنيفة: الحِمْحِم

والخِمْخِم واحد. الأَصمعي: الحِمْحِم الأَسْود، وقد يقال له بالخاء

المعجمة؛ قال عنترة:

وَسْطَ الديارِ تَسَفُّ حَبَّ الخِمْخِم

قال ابن بري: وحُماحِمٌ لون من الصِّبغ أَسود، والنَّسبُ إِليه

حُماحِمِيٌّ. والحَماحِم: رَيْحانة معروفة، الواحدة حَماحِمَةٌ. وقال مرة:

الحَماحِم بأَطراف اليمن كثيرة وليست بَبرّية وتَعْظُم عندهم. وقال مرة:

الحِمْحِم عُشْبةٌ كثيرة الماء لها زغَبٌ أَخشنُ يكون أَقل من الذراع.

والحُمْحُمُ والحِمْحِم جميعاً: طائر. قال اللحياني: وزعم الكسائي أَنه سمع

أَعرابّياً من بني عامر يقول: إِذا قيل لنا أَبَقِيَ عندكم شيء؟ قلنا:

حَمْحامِ.

واليَحْموم: موضع بالشام؛ قال الأَخطل:

أَمْسَتْ إِلى جانب الحَشَّاك جيفَتُهُ،

ورأْسُه دونَهُ اليَحْمُوم والصُّوَرُ

وحَمُومةُ: اسم جبل بالبادية. واليَحاميمُ: الجبال السود.

حمم

( {حُمَّ الأَمرُ، بالضَّمِّ) : إِذا (قُضِيَ) . (و) حُمَّ (لَهُ ذلِك: قُدِّر) فَهُوَ} مَحْمُوم، قالَ البعِيث:
(أَلا يَا لَقَوْمِ كلُّ مَا حُمَّ واقعُ ... وللطَّيرِ مَجْرَى والجُنُوبُ مَصارِعُ)

وَقَالَ الأَعْشَى:
(تَوُّمُّ سَلامَةَ ذَا فائِشٍ ... هُوَ اليومَ {حَمٌ لِميعادِها)

أَي قَدَّرٌ لَهُ.
(} وَحمَّ {حَمَّه) : أَي (قَصَد قَصْدَه) نَقله الجوهريّ. (و) حَمَّ (التَّنُّورَ)
} حَمًّا: (سَجَره) وَأَوْقَده، (و) {حَمَّ (الشَّحْمَةَ) حَمًّا: (أَذابَها) .
(و) حَمَّ (الماءَ) حَمًّا: (سَخِّنه) بالنّار، (} كَأَحَمَّه {وَحَمَّمَه) . يُقالُ:} أَحِمُّوا لنا الماءَ، أَي: أَسْخِنُوا.
(و) حَمَّ (ارْتِحالَ البَعِير) أَي: (عَجَّلَه) وَبِه فَسَّر الفَرّاءُ قولَ الشاعرِ يَصفُ بعيرَه:
(فَلَمَّا رآنِي قد {حَمَمْتُ ارتِحالَه ... تَلَمَّك لَو يُجْدِي عَلَيْهِ التَّلَمُّكُ)

(و) حَمَّ (الله لَك كَذَا) : أَي (قَضاهُ لَهُ) وَقَدَّره، (كأَحَمَّه) . قَالَ عَمروٌ ذُو الكَلْب الهُذَلِيّ:
(أَحَمَّ اللهُ ذَلِك من لِقاءٍ ... أُحادَ أحاد فِي الشَّهْرِ الحَلالِ)

وَأنْشد ابْن بَرّي لخَبَّاب بنِ غُزّيٍّ:
(وَأَرْمِي بِنَفْسي فِي فُروج كَثِيرةٍ ... وَلَيْسَ لأمرٍ حَمَّه اللهُ صارِفُ)

(و) } الحِمامُ، (كَكِتاب: قَضاءُ المَوْت وَقَدَّرُه) ، من قَوْلهم: حُمَّ لَهُ كَذَا، أَي: قُدِّر. وَفِي شعر ابْنِ رَواحَة:

(هَذَا {حِمامُ المَوْتِ قَدْ صَلِيت ... )

أَي قَضاؤُه. وَقَالَ غيرهُ، أنشدَنا غَيرُ وَاحِد من الشُّيُّوخ:
(أَخِلاّي لَو غَيْرُ الحِمام أَصابَكُم ... عَتَبْتُ ولكِن مَا عَلَى المَوْتِ مَعْتَبُ)

(و) } الحُمام، (كَغُراب: حُمَّى) الإِبِل، و (جَمِيعِ الدَّوابّ) ، جَاءَ على عامَّة مَا يَجِيء عَلَيْهِ الأَدْواء. يُقَال: حُمَّ البعيرُ {حُماماً. وَقَالَ الأَزهريّ عَن ابْن شُمَيْل: الإِبلُ إِذا أَكلت النَّدَى أَخذَها الحُمامُ والقُماحُ. فَأَما الحُمام فيأخذُها فِي جِلدِها حَرٌّ حَتَّى يُطْلَى جَسدُها بالطّين فتدَع الرَّتْعة ويَذهبُ طِرقُها، وَيكون بهَا الشَّهْرَ ثمَّ يَذْهَب.
(و) الحُمامُ: (السَّيِّدُ الشَّرِيفُ) ، قَالَ الأزهريُّ: أُراه فِي الأَصْل الهُمام فقُلِبت الهَاءُ حاء. قَالَ الشاعِرُ:
(أنَا ابنُ الأَكْرَمِينَ أَخُو المَعالِي ... } حُمامُ عَشِيرتي، وقِوامُ قَيْسِ)

(و) الحُمامُ: اسْم (رَجُل، وذُو الحُمام بُن مالكٍ: حِمْيِرِيٌّ) .
(و) ! الحَمامُ: (كَسَحاب: طائِرٌ بَرِّيّ لَا يألَفُ البُيوتَ، م) مَعْرفٌ، نَقَله ابنُ سِيدَه، قالَ: وهذِه الَّتِي تكُون فِي البُيوتِ فَهِيَ اليَمامُ. وَذكر أَرِسطُو الحَكِيم أَنَّ الحَمامَ يَعِيش ثَمانين سَنَة. (أَو) اليَمامُ: ضَرْب من الْحمام بَرِّيّ. وَأَمَّا الحَمام فَإِنَّهُ (كُلُّ ذِي طَوْق) مثلِ القُمْرِيِّ والفَاخِتةِ، وأَشباهِها، قَالَه الأصمَعِيُّ. وَزَاد الجوهَرِيُّ بعد الفاَخِتَة: وساقِ حُرٍّ، والقَطَا، والوَراشِين. قالَ: وَعند العامَّة أنَّها الدواجِنُ فَقَط. ثمَّ قَالَ: " وأَما الدَّواجِن الَّتِي تُسْتَفْرخ فِي البُيوتِ فَهِيَ حَمامٌ أَيْضا. وَأما اليَمام فَهُو الحَمامُ الوَحْشِيّ، وَهُوَ ضَرْب من طَيْر الصَّحْراء، قالَ: هَذَا قَولُ الأَصْمَعِيِّ ". وكانَ الكِسائيُّ يَقولُ: " الحَمامُ هُوَ البَرِّيّ، واليَمامُ هُوَ الَّذِي يَألَفُ البُيوتَ ".
قلت: وَإِلَيْهِ ذَهَب ابنُ سِيدَه، وإيّاه تَبع المُصنّف. وَبِه يَظْهر سُقوطُ اعتراضِ شَيْخِنا على المُصَنّفِ. ورَوَى الأزهريُّ عَن الشافِعيّ: " كل مَا عَبَّ وهَدَر فَهُوَ {حَمام، يدْخل فِيهَا القَمارِيّ والدَّباسِيّ والفَواخِت سَوَاء كَانَت مُطَوَّقةً أَو غَيْرَ مُطَوِّقَةٍ، آلِفةً أَو وحشيَّة ". قَالَ: " وَمعنى عَبَّ: شَرِبَ نَفَسًا نَفَسًا حَتَّى يَرْوَى، وَلم يَنقُر المَاءَ نَقْراً كَمَا تَفْعَله سائرُ الطّير. والهَدِير: صَوْتُ الحَمام كُلّه ".
(وتَقَع واحِدَتُه) الَّتِي هِيَ} حمامة (على الذَّكَر والأُّنثَى، كالحَيَّة) والنَّعامة ونَحْوِها (ج: {حمائِمُ. وَلَا تقل للذَّكَر حَمامٌ) . هَذَا كُلُّه سِياقُ ابنِ سِيدَه فِي المُحْكم.
وَقَالَ الجوهرِيُّ: " الحَمامُ يَقَع على الذَّكَر والأُّنْثى، لأنَّ الهاءَ إِنَّما دَخَلَتْه على أَنَّه وَاحِد من جنس، لَا للتَّأْنِيث "، وَقَالَ: " جَمْع} الحَمامة حَمام {وحَماماتٌ} وحَمائِمُ، ورُبَّما قَالُوا: حَمام للواحِدِ " , قَالُوا: (مُجاوَرَتُها) فِي البيوتُ (أَمانٌ من الخَدَر) - وَفِي بعض النُّسخ: الجُدّرِيّ، والأُولَى الصَّواب -.
(والفالجِ والسّكتةِ والجُمودِ والسُّباتِ) ، وخصَّ بعضُهم بِهِ الحَمامَ الأَحمَرَ. (ولَحمُه باهِيٌّ يَزِيدُ الدَّمَ والمَنِيَّ. وَوَضْعُها مَشْقُوقةً، وَهِي حَيَّةٌ على نَهْشةِ العَقْرَبِ مُجَرَّبٌ للبُرْء. ودَمُها يَقْطع الرُّعاف) عَن تَجْرِبة.
ومُحَمَّدُ بنُ يَزِيدَ {الحَمّامِيّ) هَكَذَا فِي النّسخ وَهُوَ غَلَط. وَالصَّوَاب مُحَمَّد بنُ بَدْر، وَهُوَ أَبُو الحَسَن مُحَمَّدُ بنُ أبي النّجم بَدْر الكَبِير مولى المُعْتَضِد، الحَمّامي، حَدَّث عَن أَبِيه وبَكْرِ بن سَهْلٍ الدّمياطي. وَعنهُ أَبُو نُعَيم الحَافِظ والدَّارقُطْني. وَلِي بلادَ فارِس بعد أَبِيه، وَكَانَ ثِقةً صَحِيحَ السّماع، مَاتَ سنة ثلاثِمائة وَأَربعٍ وسِتّين. وأَبُوه أَبُو النَّجم بَدْر من كبار أُمَرَاء المُعْتَضدِ، حَدَّث عَن عبدِ اللهِ بن رُماحس العَسْقَلانِي، وَعنهُ ابنُه مُحَمّد الْمَذْكُور، تُوفِّي سنة ثَلاثِمائة وإحْدَى عَشْرَة.
(و) أَبُو عَبْدَ اللهِ (محمدُ بنُ أحمدَ ابنِ محمّدِ بنِ فوارِسَ) بنِ العُرَيِّسَة، سَمِع أَبَا الوقْتِ، مَاتَ سنة سِتِّمائةٍ وَعشْرين، ذكره الذّهبيّ.
(وَأَبُو سَعِيد) هَكَذَا فِي النّسخ، والصَّوابُ أَبُو سَعْدِ بنِ (الطُّيورِيّ) ، وَيُقَال لَهُ: ابنُ الحَمّاميِ أَيْضا مَشْهور، وَأَخُوه المُباركُ بنُ عبد الْجَبَّار الصّيرفيّ ابْن الطّيوري وَابْن} الحَمَامي، انتخب عَلَيْهِ السِّلفَيّ وَهُوَ مَشْهُور أَيْضا.
(وهِبَةُ اللهِ بنُ الحَسَن) بنِ السِّبْط، أجَاز الفَخْر عِلِيًّا، و (وَدَاوُدُ بنُ عَلِيّ بن رَئِيس الرُّؤساء) عَن شَهْدَةَ، مَاتَ سنة سِتّمِائة واثْنَتَيْ عَشْرة ( {الحَمَامِيّون: مُحَدِّثون) ، وَهِي نِسْبة مَنْ يُطَيِّر الحَمام ويُرْسِلُها إِلَى الْبِلَاد.
(} وحَمَامُ بنُ الجَمُوح) الْأنْصَارِيّ السّلميّ، قُتِل بأُحُد. (وآخرُ غَيرُ مَنْسوب) من بَنِي أَسْلم: (صَحابِيًّان) رَضِيَ الله تَعَالَى عَنْهُمَا.
(! وحُمَّةُ الفِراقِ، بالضَّمّ: مَا قُدِّر وقُضِي) ، يُقَال: عَجِلْتْ بِنَا وبكُم {حُمَّةُ الفِراق وحُمَّةُ المَوْت أَي قَدَره.
(ج) } حُمَم {وحِمام (كَصُرَدٍ وجِبالٍ) . (} وحامَّه) مُحامَّة: (قارَبَه) .
( {وَأّحمَّ) الشيءُ: (دَنَا وحَضَر) .
قَالَ زُهَيْر:
(وكُنتُ إِذا مَا جِئتُ يَوماً لِحاجَةٍ ... مَضَتْ} وَأَحَمَّت حاجةُ الغَدِ مَا تَخْلُو)

ويروى بالجِيم إِجْمامًا ونَقَل الْوَجْهَيْنِ الفرّاءُ كَمَا فِي الصّحاح، والمَعْنى حانَت ولَزِمَت. وَقَالَ الأصمَعيُّ: أجَمَّت الحاجةُ بِالْجِيم إجْماعًا إِذا دَنَت وحانَت، وأنشدَ بَيتَ زُهَيْر، وَلم يعرف {أَحَمَّت بالحَاء. وَقَالَ ابنُ بَرِّي: لم يُرِد زُهَيْر: " بالغَدِ: الَّذِي بَعدْ يَومِه خاصَّة، وَإِنَّما هُوَ كِنَاية عَمَّا يُسْتَأنفُ من الزَّمان ". والمَعْنَى أَنَّه كُلَّما نَالَ حاجَةً تَطَلَّعت نفسُه إِلَى حَاجةٍ أُخْرى، فَمَا يَخْلُو الإنْسانُ من حَاجة. وَقَالَ ابنُ السِّكِّيت: أحمَّت الحاجَةُ وَأَجمَّت إِذا دَنَت وَأنْشد:
(حَيِّيا ذلكَ الغَزالَ} الأَحمّا ... إِنْ يَكُن ذَلِك الفِراقُ أَجَمَّا)

وَقَالَ الكِسائِيُّ: {أَحَمَّ الأَمرُ وَأَجَمَّ إِذا حَان وَقْتُه. وأَنْشَدَ ابنُ السَّكّيت لِلَبيدِ:
(لِتَذُودَ هُنَّ وأيقَنَت إِن لم تَذُدْ ... أَنْ قد أَحَمَّ من الحُتُوفِ} حِمامُها)

قَالَ: وكُلُّهم يَرْويه بِالْحَاء. وَقَالَ الفَرَّاءُ: أَحَمَّ قُدومُهم: دَنَا. وَيُقَال: أَجَمَّ. وَقَالَت الكِلابِيَّة: أحمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سَائِرُون غَدًا. وَأَجمَّ رَحِيلُنا فنَحْن سائِرون اليَوْم: إِذا عَزَمنا أَن نَسِيرَ مِنْ يومِنا. قَالَ الأصمعيُّ: مَا كَانَ مَعْناه قد حَانَ وَقوعُه فَهُوَ أَجَمّ بِالْجِيم، وَإِذا قلت أَحَمَّ فَهُوَ قُدِّر. (و) أَحَمَّ (الأَمرُ فُلاناً: أَهَمَّه {كحمَّه) ، وَيُقَال: أحمَّ الرجلُ إِذا أخذَه زَمَعٌ واهْتِمام.
(و) أَحَمّ (نَفْسَه: غَسَلَها بالماءِ البَارِدِ) على قَوْلِ ابْن الأعرابيّ، أَو المَاءِ الحارِّ كَمَا هُوَ عِنْد غَيْرِه، وَكَذَلِكَ} حمَّمَ نَفْسَه.
(و) {أَحَمّت (الأَرْضُ: صارتْ ذاتَ} حُمَّى) ، أَو كَثُرت بهَا {الحُمَّى.
(} والحَمِيمُ، كأميرٍ: القَرِيبُ) الَّذِي تَوَدُّه وَيَوَدُّك، قَالَه اللَّيث. وَفِي الصّحاح: {حَمِيمُك: قَرِيبُك الَّذِي تهتَمُّ لأَمره. وَقَالَ غَيره: هُوَ القَرِيب المُشْفِق الَّذِي يحتَدّ حِمايةً لِذَوِيه.
وَقَالَ الفَرِّاء فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ يَسْئَلُ} حَمِيمٌ {حَمِيماً} ، لَا يَسألُ ذُو قَرابةٍ عَن قَرابَته، " وَلكِنَّهمُ يُعَرَّفُونَهم سَاعَة ثمَّ لَا تَعارُفَ بعد تِلْكَ السَّاعَة " (} كالمُحِمّ كَمُهِمّ) ، وَهَذَا ضَبط غَريب يُقال: {مُحِم مُقْرِب.
(ج:} أَحِمَّاءُ) كَأَخِلاّء، واشْتَبه على شَيْخِنا فَظَنَّ أَنَّه بالتَّخْفِيف، فاعْترض على المُصّنِّف، وَقَالَ: الصَّحِيح {أَحْمامٌ إِن صَحَّ، وَقَالَ: ثمَّ ظَهَر لي أنّه لَعَلَّه أَحِمَّاءُ كَأَخِلاّء، وَفِي ثُبوتِه نَظَر فَتَأَمَّل.
قُلْتُ: وَهَذَا كَلام مَنْ لم يُراجِع كُتبَ اللُّغَة، وَهُوَ غَرِيب من شَيْخنا مَعَ سَعَة اطِّلاعه، كَيفَ وَقد صَرَّح بِهِ ابنُ سِيده فِي المُحْكَم، والزّمخشريُّ فِي الأَساسِ وغَيْرُهم.
(وَقد يَكونُ} الحَمِيمُ للجَمْع والمُؤَنَّث) والواحِدُ والمُذَكَّر بِلَفْظ، تَقول: هُوَ وِهِي حِميمِي أَي وَدِيدي وَوَدِيدتي، كَذَا فِي الأساس والتَّقْريب، قَالَ الشَّاعِر:
(لَا بَأْسَ أَنِّي قد عَلْقْت بعُقْبَةٍ ... مُحِمٌّ لكم آلَ الهُذَيْل مُصِيبُ)

العُقْبَةُ هُنَا البَدَلُ. (و) الحَمِيمُ: (الماءُ الحَارُّ {كالحَمِيمَة) ، نَقَله الجوهَرِيُّ. وَمِنْه الحَدِيث (أَنَّه كَانَ يَغْتَسِل} بالحَمِيم، وَيُقَال: شَرِيتُ البارِحَة {حَمِيمةً أَي مَاء سخنًا.
(ج:} حَمائِمُ) ظَاهره أَنه جَمْعٌ {لِحَمِيم كَسَفينٍ وَسَفَائِن، وَهُوَ نَصُّ ابنِ الأَعرابيّ فِي تَفْسِير قَوْلِ العُكْلِيّ:
(وبِتْن على الأَعْضادُ مُرْتَفِقاتِها ... وحارَدْن إِلَّا مَا شَرِبْنَ} الحَمائِمَا)

أَي ذَهَبت أَلْبانُ المُرضِعات فَلَيْسَ لَهُنّ غِذاءٌ إِلَّا الماءَ الحارَّ، وَإنَّما يُسَخِّنَّه لئَلاَّ يَشْرَبْنَه على غَيْرِ مَأْكُول فيعْقِر أَجْوافَهَن.
وَقَالَ ابنُ سِيدَه: هُوَ خَطَأ؛ لأنَّ فَعِيلا لَا يُجْمَع على فَعائِل وَإِنَّما هُوَ جَمْع {الحَمِيمة الَّذي هُوَ الماءُ الحارُّ لُغَةٌ فِي الحَمِيم مثل صَحِيفة وصَحائِف.
(و) قد (} استحَمَّ) بِهِ إِذا (اغْتَسَل بِهِ) ، وَمِنْه الحَدِيثُ: " أنَّ بعضَ نِسائِهِ {استَحَمَّت من جَنابَة فَجاءَ النبيُّ [
] } يَسْتَحِمّ من فَضْلِها "، أَي: يَغْتَسِل، قَالَ الجوهريُّ: هَذَا هُوَ الأَصْل، ثمَّ صارَ كلُّ اغتسال! استِحْمامًا بأَيِّ ماءٍ.
(و) وَقَالَ أَبُو العَبَّاس: سألتُ ابنَ الأعرابيّ عَن الحَمِيم فِي قَول الشّاعر:
(وسَاغَ لِيَ الشَّرابُ وكُنْتُ قِدْماً ... أَكادُ أَغَصُّ بالماءِ الحَمِيم)

فَقَالَ: الحَميِمُ: (الماءُ البَارِدُ) .
قَالَ الأَزْهَرِيُّ: فالحَمِيمُ عِنْده من الأَ (ضْد) ادِ، يكون الماءَ البارِدَ وَيَكُونُ الماءَ الحارَّ.
(و) الحَميمُ: (القَيْظُ) ، نَقله الجوهريّ. (و) الحَمِيمُ: (المَطَرُ يَأْتِي بَعْدَ اشْتِدادِ الحَرِّ) ؛ لأنَّه حارٌّ كَمَا فِي المُحْكَم. ونَصّ الصّحاح: يأتِي فِي شِدَّة الحَرّ. وَقَالَ غيرُه: الَّذِي يَأْتِي فِي الصَّيف حِين تَسْخُن الأَرْض، قَالَ الهُذَليّ:
(هُنالِكَ لَو دَعوتَ أتاكَ مِنْهُم ... رِجالٌ مِثلُ أَرمِيَة الحَمِيمِ)

(و) سُمِّي (العَرَقُ) {حَمِيماً على التَّشبِيه. وَأَنْشد ابنُ بَرّيّ لأَبِي ذُؤَيْب:
(تَأْبَى بِدِرَّتِها إِذا مَا اسْتُكْرِهَت ... إِلَّا الحَمِيمَ فَإِنَّه يَتَبَضَّعُ)

(و) } الحَمِيمةُ، (بهاء: اللَّبنُ المُسَخَّنُ) ، وَبِه فُسِّرَ قَولُهم: شَرِبْتُ البارحة {حَمِيمَةً.
(و) من المَجازِ: الحَمِيمَةُ: (الكَرِيمَةُ من الإِبِل ج:} حَمائِمُ) ، يُقَال: أخذَ المصدّقُ حَمائِمَ أَموالِهم أَي: كرائِمها. وَقيل: الحَمِيمة: كِرامُ الإبِل، فعَبَّر بالجَمْعِ عَن الواحِد. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَهُوَ قَولُ كُراع.
( {واحْتَمَّ) لَهُ: (اهْتَمّ) كَأَنَّهُ اهْتِمام} لحَمِيم قَرِيب، وأنشدَ الليثُ:
(تَعزَّ على الصَّبابَة لَا تُلامُ ... كَأَنَّكَ لَا يُلِمُّ بِكَ {احْتِمامُ)

ويُقالُ:} الاحْتِمام هُوَ الاهْتِمام (باللَّيلِ. أَو) {احتَمَّ الرجلُ: لم يَنَم من الهَمّ. و) } احتَمَّت (العَينُ) : أَرِقَت من غَيْرِ وَجَع) .
(و) يُقالُ: (مالَه! حَمٌّ وَلَا سَمّ) غيرُك، (ويُضَمَّان) أَيْضا، أَي مالَه (هَمٌّ) غَيْرك، كَمَا فِي الصّحاح، وَكَذَلِكَ مَاله حَمٌّ وَلَا رَمٌّ، بِفَتْحِهما وضَمِّهِما، (أَو) مَعْنَى قَوْلهم: مالَه حَمّ وَلَا رَمّ، أَي: (لَا قلِيلٌ وَلَا كَثِيرٌ. وَمَالك عَنْه) حُمٌّ وحَمٌّ ورُمٌّ وَرَمٌّ، أَي (بُدُّ) . ونَصّ الجوهريّ: مَالِي مِنْهُ حُمٌّ {وحَمٌّ، أَي: بُدّ.
(} والحَامَّة: العَامَّة. و) هِيَ أَيْضا (خاصّةُ الرَّجُل من أَهْلِهِ وَوَلدِه) وذِي قَرابتِهِ، يُقَال: هؤُلاء {حامَّتُه، أَي: أَقْرِباءُؤه، قَالَه اللَّيث. وَمِنْه الحَدِيث: " اللَّهُمّ هؤُلاء أهلُ بَيْتِي} وَحَامَّتي فَأَذْهِبْ عَنْهُم الرِّجْسَ وَطَهِّرهم تَطْهِيرًا ". وَفِي حَدِيث: " انْصَرف كُلُّ رجل من وَفْد ثَقِيف إِلَى حامَّته ".
(و) {الحَامَّة: (خِيارُ الْإِبِل) ، كَمَا فِي الصّحاح.
(} وحَمَّ الشًّيْء: مُعظَمُه. و) {الحَمُّ (من الظَّهِيرة: شِدَّةُ حَرّها) . يُقالُ: أتيتُه} حَمَّ الظَّهِيرة. قَالَ أَبو كَبِير الهُذَلِيّ:
(وَلَقَد ربأتُ إِذا الصّحابُ تَوَاكَلُوا ... حَمَّ الظَّهِيرة فِي اليَفاعِ الأَطْول)

(و) الحَمُّ: (الكَرِيمَةُ من الإٍ بِل، ج: حَمائِمُ) . وَقد تَقدَّم أَنَّ الحَمائِمَ جَمْع حَمِيمة كَصَحِيفة وَصحائِف.
( {والحَمَّام، كشَدَّادٍ: الدّيماسُ) إمّا لأنّه يُعْرِق، أَو لِمَا فِيهِ من المَاءِ الحَارّ.
قَالَ ابنُ سِيدَه: مُشْتَقّ من الحَمِيم (مُذَكَّر) تُذَكِّرُه العَرَب، وَهُوَ أَحدُ مَا جاءَ من الْأَسْمَاء على فَعَّال نَحْو القَذَّاف والجَبَّان، (ج:} حَمَّاماتٌ) .
قَالَ سِيبَوَيْه: جَمَعُوه بالأَلف والتّاء وَإِن كَانَ مُذَكَّرا حِينَ لم يُكَسَّر، جَعَلوا ذَلِك عِوَضًا عَن التَّكْسِير. وأنشدَ ابنُ بَرِّيّ لعُبَيْد بنِ القُرْطِ الأَسْدِيّ: .. نَهَيْتُها عَن نُورَةٍ أحرَقْتْهُما ... {وَحَمَّامِ سُوءٍ مَاؤُه يتَسَعَّر)

وأنشدَ أَبُو العَبَّاس لرجلٍ من مُزَيْنة:
(خَلِيليَّ بالبُوباة عُوجاً فَلَا أَرَى ... بِها مَنْزِلاً إِلَّا جَدِيبَ المُقَيَّد)

(نَذُقْ بَردَ نَجْدٍ بَعْدَمَا لَعِبَت بِنَا ... تِهامَةُ فِي} حَمَّامِها المُتَوقِّدِ)

قَالَ شَيْخُنا: نَقَل الشَّهاب عَن ابنِ الخَبَّاز أَن {الحَمَّام مُؤَنَّث، وغَلَّطُوه، وَقَالُوا: التَّأْنِيث غَيْرُ مَسْمُوع.
قُلتُ: وَذكر ابنُ بَرِّيّ تأْنِيثَه فِي بَيْت زَعَم الجوهريُّ أَنه يَصِف} حَمَّامًا، وَهُوَ قَولُه:
(فَإِذا دَخلتَ سَمِعْتَ فِيهَا رَجَّة ... لَغَط المَعاوِل فِي بُيُوتِ هَدَادِ)
(وَلَا يُقال) لِداخِل الحَمَّام إِذا خرج (طَابَ {حَمًّامُك، وإِنَّما يُقال: طابَتْ} حِمَّتُك، بالكَسْر، أَي) طابَ ( {حَمِيمُك أَي طابَ عَرَقُك) ، قَالَه الأَزْهَرِيّ.
وَقَالَ ابنُ بَرِّيّ: فأمَّا قَولُهم: طَابَ حَمِيمُك فقد يَعْنِي بِهِ} الاستِحْمام، وَهُوَ مَذْهَب أَبي عُبَيد، وَقد يَعْنِي بِهِ العَرَق، أَي طَابَ عَرقُك، وَإِذا دُعِي لَهُ بِطيبِ عَرَقه فقد دُعِي لَهُ بالصَّحّة، لأنَّ الصَّحِيح يَطِيب عَرقُه. وَفِي الأساس: وَيُقَال {للمُسْتَحِمّ: طابت حِمَّتُك} وحَمِيمُك، وإِنَّما يَطيبُ العَرَق على المُعافَى ويخبُث على المُبْتَلَى، فَمَعْناه أَصَحَّ الله جِسْمَك، وَهُوَ من بَاب الكِنَاية. وَإِذا عَرفتَ مَا ذَكرنا ظَهَر لَك أنّ مَا نَقَله شَيخُنا وَوَجَّهَه غَيرُ مُنَاسِب. ونَصّه: قلت: صَرَّحُوا بِأَنَّهُ مِنْ لازِم طِيبِ الحَمّام طِيب العَرَق، فالدُّعاء بِهِ دُعاءٌ بذلك، فَمَا وَجْه المَنْع؟ انْتهى.
قُلْتُ: وَقد يُوْجَدُ طِيبُ الحَمّام وَلَا يُوجدُ طِيبُ العَرَق فِيمَا إِذا دَخَله المُبْتَلَى، فَهَذَا هُوَ وَجْهُ المَنْع، فَلَا يكون الدُّعاء بِطيبِ الحَمّام دُعاءً بِطِيبِ العَرقِ؛ لأنّه لَا دَخْلَ لَهُ فِي ذلِك، ثمَّ قالَ: وَإِن استَحْسَنه البَدْرُ القَرافِيّ شارحُ الخُطْبة، وادّعاه لَطِيفةً، وَوَجَّهَه بِأَنَّهُ رُبَّما يُقال بكَسْر الحاءِ، وَهُوَ المَوْت، فَيَنْقَلِب الدُّعاء عَلَيْهِ. قَالَ شَيخُنا: قُلتُ: وَهُوَ من البُعْد بِمَكان، بل لَو صَحَّ هَذَا التَّحْرِيف لَكَانَ دُعاءً لَهُ أَيْضا، فتَأمّل وَالله أَعلم.
قُلتُ: وَهَذَا غَرِيبٌ من البَدْر القَرافِي مَعَ عُلُوّ مَنْزِلته فِي العِلْم، كَيفَ يُوَجِّه مِنْ عَقْله مَا يُخالِف نُقولَ الأَئِمة، وَهل لِمِثْل هَذِه القِياساتِ البَاطِلة مجالٌ فِي عِلْم اللُّغَة، وَعَجِيب من شَيْخِنا رَحمَه الله كَيفَ يَشْتَغِل بالرّدّ على مثل هَذَا الْكَلَام؟ واللهُ يغفِر لنا، ويُسامِحُنا أَجْمَعِينَ.
(وَأَبُو الحَسَن) عليُّ بنُ أحمدَ بنِ عُمَرَ ( {الحَمَّامِيُّ مُقْرِئُ العِراق) أخذَ عَن ابنِ السّماك وابنٍ النّجار، وَعنهُ أَبُو بَكر البَيْهقِيّ والخَطِيبُ، تُوفِّي سنة أَرْبَعِمائة وَسبع عشرَة ببغدادَ، ودُفِن عِنْد الإِمَام أَحْمد.
(وذاتُ الحَمَّام: ة بَيْن الإسْكَنْدَرِيِّة وأَفْرِيقِيَّة) عل طَرِيق حاجّ المَغْرِب. وَقَالَ نَصْرٌ: بل بَيْن مِصْر والقَيْرَوان، وَهُوَ إِلَى الغَرْب أقرب.
(} والحَمَّةُ: كُلُّ عَيْن فِيهَا ماءٌ حارُّ يَنْبَعُ) يُسْتَشْفى بالغُسْل مِنْهُ. وَقَالَ ابنُ دُرَيْد: هِيَ عُيَيْنَة حارَّة تَنْبَعُ من الأَرْض (تَسْتَشْفِي بهَا الأَعِلاِّء) والمَرْضَى. وَفِي الحَدِيث: " مَثَلُ العالِم مَثَلُ {الحَمَّة تَأْتِيها البُعَداءُ وَتَتْرُكُها القُرباءُ، فَبَيْنا هِيَ كذلِك إِذْ غارَ مَاؤها، وَقد انتَفَعَ بهَا قَومٌ، وَبَقِي أَقوامٌ يَتَفَكَّنُون " أَي يَتّذَّمون. وَفِي حَدِيث الدَّجّال: " أخبروني عَن} حَمَّة زُغَر " أَي: عَيْنِها. وزُغَرُ كَصُرَد: مَوْضِع بالشّام.
(و) الحَمَّة: (واحِدَة {الحَمِّ لما أَذَبْتَ إِهالَتَه من الأَلْيَة) إِذا لم يَبْقَ فِيهِ وَدَك، عَن الأَصْمَعِي، قَالَ: وَمَا أَذَبْتَ من الشَّحْم فَهُوَ الصُّهارة والجَمِيل. وَقَالَ غَيْرُه: الحَمّ: مَا اصْطَهَرتَ إهالَته من الأَلْيَةِ (والشَّحْمِ) ، واحِدَتُه حَمَّة. قَالَ الراجِزُ:
(يُهَمُّ فِيهِ القُوْمُ هَمّ الحَمّ ... )

(أَو) هُوَ (مَا يَبْقى من) الإهالَة، أَي: (الشَّحْمِ المُذابِ) ، قَالَ:
(كَأَنَّما أَصواتُها فِي المَعْزاء ... صوتُ نَشِيش الحَمِّ عِنْد القَلاَّء)

قَالَ الأَزْهريُّ: والصَّحِيح مَا قَالَ الأصمَعِيُّ. قَالَ: " وَسَمِعْتُ العربَ تَقول لِمَا أُذِيب من سَنامِ البَعِير: حَمّ. وَكَانُوا يُسمّون السّنام الشَّحْمَ ". وَقَالَ الجَوْهريّ: الحَمُّ: " مَا بَقِي من الأَلْية بَعْد الذّوب ". وَاَنْشَدَ ابنُ الأعرابِيّ:
(وجَارُ ابنِ مَزْروعٍ كُعَيْبٍ لَبُونُه ... مُجَنَّبةٌ تُطْلَى} بحَمٍّ ضُروعُها)

يَقُول: تُطْلَى بحَمٍّ لِئَلاَّ يَرْضَعَها الرّاعي من بُخْلِه.
(و) الحَمَّةُ: (وَادٍ باليَمامَة) . وَقَالَ نَصْرٌ: جَبَلٌ أسودٌ فِي دِيار كِلاب.
(! وحَمَّتَا الثُّوَيْر) والمُنْتَضَى: (جَبَلان) فِي دِيار بَنِي كِلاب لِكَعْبِ ابنِ عَبْدِ الله بنِ أَبي بَكْر بنِ كِلاب، وَبيْن {الحَمَّتَين المضياعَة سَبِخَة يُقَال لَهَا: السَّهْب تبِيضُ فِيهَا النَّعام.
(و) } الحِمَّة، (بالكَسْر: المَنِيَّة) ، والجَمْع {حِمَم.
(و) } الحُمَّة، (بالضَّمّ: لَوْن بَيْن الدُّهْمَة والكُمْتَة) ، كَمَا فِي المُحْكم. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: (و) هُوَ (دُونَ الحُوَّة) ، يُقال: شَفَة {حَمَّاء ولِثة حَمَّاء.
(و) } حُمَّة: (د) ، وَقَالَ نَصْر: هُوَ جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
(و) حُمَّةُ العَقْرب: (لُغَة فِي {الحُمة المُخَفَّفَة) ، عَن ابْن الأعرابِيّ، وغَيرُه لَا يُجِيز التَّشدِيد يَجْعَل أَصله} حُمْوَة، وَهِي سَمُّها. وَسَيَأْتِي فِي المُعْتَل.
(و) حُمَّة (ع) بالحِجاز. أنْشد الأَخْفَش:
(أَأَطْلال دَارِ بالنِّبَاعِ {فحُمّتِ ... سألتُ فَلَمَّا استْعَجَمَت ثمَّ صَمّتِ)

(و) الحُمَّةُ: (الحُمِّى) ، وَأنْشد ابنُ بَرِّيّ للضِّباب بنِ سُبَيْع:
(لَعَمْري لقد بَرّ الضِّبابَ بَنُوه ... وبَعْضُ البَنِين حُمَّةٌ وسُعال)

والحُمَّى} والحُمَّة: عِلّة يستَحِرّ بهَا الجِسْم، من الحَمِيم، قيل: سُمِّيت لِمَا فِيهَا من الْحَرَارَة المُفرِطة، وَمِنْه الحَدِيثُ: " الحُمَّى من فَيْح جَهَنَّم "، وَإِمّا لِمَا يَعْرِض فِيهَا من الحَمِيم وَهُوَ العَرَق، أَو لَكَوْنها من أَمارات الحِمَام لِقَوْلِهم: الحُمَّى رائِدُ المَوْت أَو بَرِيد المَوْت، وَقيل: بابُ المَوْت. ( {وحُمَّ) الرجلُ، (بالضَّمِّ: أَصابتْه) } الحُمَّى. ( {وأَحَمَّه اللهُ تَعالَى فَهُوَ} مَحْمُوم) ، وَهُوَ من الشّواذّ، قَالَه الجَوْهَري. وَقَالَ ابنُ دُرَيد: هُوَ مَحْمُوم بِهِ. قَالَ ابنُ سِيده: ولَستُ مِنْهَا على ثِقَة، وَهِي إْحْدَى الحُروفِ الَّتِي جَاءَ فِيهَا مَفْعول من أَفْعل لقَوْلِهم: فُعِل، وَكَأَن {حُمَّ: وُضِعَت فِيهِ الحُمّى، كَمَا أَنّ فُتِن جُعِلت فِيهِ الفِتْنة، (أَو يُقالُ:} حُمِمْت {حُمَّى، والاسمُ الحُمَّى بالضَّمّ) ، قَالَه اللِّحياني. قَالَ ابنُ سِيدَه: وَعِنْدي أنّ الحُمَّى مَصْدر كالبُشْرَى والرُّجْعَى.
وأرضٌ} مَحَمَّة، مُحَرَّكَةً) هَذَا الضَّبْط غَرِيبٌ، وَكَانَ الأَوْلى أَن يَقُول: كَمَقْمَّة أَو مَذَمَّة، قَالَ ابنُ سِيدَه: (و) حَكَى الفارِسِيُّ {مُحِمّة (بِضَمِّ المِيمِ وكَسْر الحاءِ) ، واللُّغَوِيّون لَا يَعْرِفون ذَلِك غَيْر أَنَّهم قَالُوا: كانَ من القِياس أَن يُقال: (ذَاتُ حُمَّى أَو كَثِيرَتُها) .
وَفِي حَدِيثِ طَلْق: " كُنّا بأرضٍ وَبِئَةٍ مَحَمَّةٍ " أَي: ذَات حُمَّى كالمَأْسَدَة والمَذْأَبَة لِمَوْضِع الأسودِ والذِّئابِ.
(و) قَالُوا: أَكْلُ الرُّطب مَحَمَّة، أَي:} يُحَمُّ عَلَيْهِ الآكِل. وَقيل: (كُلُّ مَا حُمَّ عَلَيْهِ) من طَعَام ( {فَمَحَمَّة) . يُقَال: طَعامٌ} مَحَمَّة إِذا كَانَ يُحَمّ عَلَيْهِ الَّذِي يأْكُلُه.
و (مَحَمَّة أَيْضا: ة بالصَّعِيد) .
(و) أَيْضا (كُورَةٌ بالشَّرْقِيَّة) من مِصْر.
(و) أَيْضا: (ة بِضَواحي الإِسْكَنْدَرِيّة) ، ذكرهَا أَبُو العَلاء الفرضي.
( {والأَحمُّ: القِدْحُ. و) أَيْضا (الأَسودُ من كُلّ شَيء} كاليَحْمُوم) ، يَفْعول من {الأَحَمُّ، جَمْعه} يَحامِيم، وَأنْشد سِيبَوَيْه: (وغيرُ سُفْعٍ مُثَّلٍ {يَحامِمِ ... )

حُذِفت اليَاءُ للضَّرورة.
(} والحِمْحِم كَسِمْسِم) ، هَذِه عَن الأَصْمَعِيّ، قَالَ الجوهَرِيّ: وَهُوَ الشَّدِيدُ السَّواد، (وهُداهِد) ، وَهَذِه عَن ابنِ بَرّيّ قَالَ: هُوَ لَوْنٌ من الصِّبغ أَسْود. وَفِي حَدِيثِ قُسّ: " الوافِدُ فِي اللَّيل الأَحمّ "، أَي: الْأسود.
(و) قيل: الأحمُّ: (الأَبيضُ) ، عَن الهَجَريّ، وَأنْشد:
( {أحَمُّ كمصباحِ [الدُّجَى] ... )

فَهُوَ إِذن (ضد. وَقد} حَمِمْتُ كفَرِحْتُ {حَمَماً) ، محركة، (} واحمَوْمَيْتُ {وَتَحَمَّمْتُ} وَتَحَمْحَمْتُ) . قَالَ أَبُو كَبِير الهُذَلِيّ:
(أخَلاَ وشدْقَاه وخُنْسَةُ أَنْفِه ... كحنّاءِ ظهرِ البُرمَة {المُتَحَمِّمِ)

وَقَالَ حَسَّانُ بنُ ثَابت:
(وَقد ألَّ من أَعضادِهِ وَدَنَا لَهُ ... من الأَرْض دَانِ جَوزُهُ} فَتَحَمْحَمَا)

(والاسْمُ {الحُمّة، بالضَّمّ) ، ورجلٌ} أَحَمُّ بَيِّن الحُمَّة والحَمَم، ( {وأَحَمَّه الله تَعَالَى) : جَعَلَهُ} أَحَمّ.
( {والحَمَّاءُ: الاسْتُ) ، وَفِي الصّحاح: السافِلَة، (ج:} حُمَّ، بالضَّمَّ) .
( {واليَحْمُوم: الدُّخانُ) كَمَا فِي الصّحاح والمُحْكم. زَاد غيرُهما: الشَّدِيد السَّواد. وَبِه فُسِّرت الْآيَة: {وظل من} يحموم} ، إنّما سُمِّي بِهِ لِمَا فِيهِ من فَرْط الحَرارة كَمَا فَسَّره فِي قَوْله تَعَالَى: {لَا بَارِد وَلَا كريم} ، أَو لِمَا تُصُوِّر فِيهِ من! الحَمْحَمَة، وَإِلَيْهِ أُشِير بِقَوْله: {لَهُم من فَوْقهم ظلل من النَّار وَمن تَحْتهم ظلل} إِلَّا أنَّه مَوْصُوفٌ فِي هَذَا المَوْضِع بِشِدَّة السَّواد. قَالَ الصَّبَّاحُ ابنُ عَمْرٍ والهَزَّانِيّ:
(دعْ ذَا فَكَمْ من حَالِكٍ يَحْمُومِ ... )

(سَاقِطَةٍ أوراقُه بَهِيمِ ... )

(و) {اليَحْمُومُ: (طائِرٌ) ، نُظِر فِيهِ إِلَى سَوادِ جَناحَيْه.
(و) اليَحْمُوم: الجَبَلُ الأَسودُ) . وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا. قَالُوا: هُوَ جَبَل أسودُ فِي النَّار.
(و) اليَحْمومُ: اسْم (فَرَس) أَبي عَبدِ اللهِ (الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ) بن أبِي طَالِب رَضِي الله تَعَالى عَنهُ. (و) أَيْضا (فَرسُ هِشامِ بنِ عَبْدِ المَلِك) المَرْوَانِيّ (من نَسْل الحَرُونِ) .
قُلْتُ: الَّذي قرأتُه فِي كِتابِ ابْن الكَلْبِيّ فِي الخَيْل المَنْسُوبِ نَقْلا عَن بَعضِ عُلَمَاء اليَمامة أَن هِشامَ بنَ عبدِ الْملك كَتب إِلَى إبراهيمَ بنِ عَرَبي الكِنانيّ: أَنِ اطلُبِْ فِي أعرابِ باهِلَة، لعَلَّك أَن تُصِيب فيهم من وَلَد الحَرُون شَيئاً، فَإِنَّهُ كَانَ يطُرْقُهم عَلَيْهِم، ويُحِب أَن يُبْقِيَ فيهم نَسْلَه، فَبَعَث إِلَى مشَايِخِهم، فسأَلَهُم، فَقَالُوا: مَا نَعْلَم شَيْئاً غيرَ فَرَس عِنْد الحَكَم بن عَرْعَرة النُّميريّ يُقال لَهُ: الجَمُوم فَبَعَث إِلَيْهِ فَجِيءَ بِهِ إِلَى آخر مَا قَالَ، فَهُوَ هَكَذَا مَضْبوط كَصَبُور بالجِيم. فَإِن كانَ مَا رَأيتُه صَحِيحاً فالَّذي عندَ المُصَنِّف غَلَط، فَتَأمَّل ذَلِك.
(و) أَيْضا (فَرسُ حَسّانَ الطائِيّ. و) قَالَ الأزهَرِيّ: " اليَحْمُومُ: فَرَسُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذِر) ، سُمّي بِهِ لِشِدَّة سَوادِه. وَقد ذَكَره الأعْشَى فَقالَ:
(وَيَأْمُر} لِلْيَحْمُوم كُلَّ عَشِيَّة ... بَقِتًّ وتَعْلِيقٍ فقد كادَ يَسْتَقُ)

وَقَالَ لَبِيد: والحَارِثَانِ كِلاهُما ومُحَرِّقٌ ... والتُّبَّعانِ وفارِسُ اليَحْمُومِ)

وَقَالَ ابْن سِيدَه: وتَسْمِيتُه {باليَحْمُوم يَحْتَمِل وَجْهَين: إِمَّا أَن يَكُونُ من الحَمِيم الَّذي هُوَ العَرَق، وإِمَّا أَن يَكُون من السَّواد.
(و) اليَحْمُومُ: (جَبَل بمَصْر) أسودُ اللَّون، ويُعْرَف أَيْضا بِجَبَل الدُّخان، ذكره كُثَيِّر فِي قَوْلِه:
(إِذا استَغْشَتِ الأَجْوافَ أجلادُ شَتْوَة ... وأَصْبَحَ يَحْمُومٌ بِهِ الَّثَّلْجُ جامِدُ)

(و) اليَحْمُوم: (ماءةٌ غربِيّ المُغِيثَةِ) على سِتَّة أَمْيال من السِّنْديَّة بِطَرِيق مَكّة. (و) أَيْضا (جَبَل) أسودُ طَوِيل (بدِيار الضِّبابِ) ، وَكَانَ قد الْتُقِطَتْ فِيهِ سامةٌ. والسامة: عِرْقُ فِيهِ وَشَيٌ من فضَّة، فجَاء إِنْسانٌ يُقالُ لَهُ ابْن نائل، فأنفق عَلَيْهِ أَمْوَالًا حَتَّى بلغ الأَرْض من تَحت الجَبَل فَلم يَجِد شَيْئًا، كَذَا فِي الْمُحكم.
(} والحُمَم، كَصَرَد: الفَحْمُ) البارِدُ، (واحِدَتُه بهاء) . قَالَ الأَزْهَرِيّ: وبِهَا سُمِّي الرَّجل. وَفِي الحَدِيث: " حَتَّى إِذا صِرْتُ {حُمَمًا فاسْحَقُوني ثمَّ ذُرُّوني فِي الرِّيح ". وَقَالَ طَرفَةُ:
(أشَجاكَ الرَّبْعُ أم قِدَمُه ... أم رَمادٌ دارِسٌ} حُمَمُهْ)

( {وَحَمَّمَ) الرجلُ: (سَخَّم الوَجْهَ بِه) . وَمِنْه حَدِيث الرَّجْم: " أنَّه مَرَّ بِيَهُودِيّ} مُحَمَّم مَجْلود "، أَي مُسْوَدِّ الوَجْهِ من {الحُمَمَة.
(و) } حَمَّمَ (الغُلامُ: بدَت لِحْيَتُه. (و) ! حُمَّ (الرَّأْسُ: نَبَت شَعْرُهُ بعد مَا حُلِق) . وَفِي حَدِيث أَنَس: " أنَّه كَانَ إِذا {حَمَّم رَأْسُه بِمَكَّة خَرَج واعْتَمَر "، أَي: اسْوَدَّ بعد الحَلْق بِنًبات شَعره. والمَعْنَى أَنه كَانَ لَا يُؤَخِّر العُمْرة إِلَى المُحَرَّم وإنّما كَانَ يَخْرُج إِلَى المِيقات ويَعْتَمِر فِي ذِي الحِجَّة. وَمِنْه حديثُ ابْن زِمْلٍ:
" كَأَنَّمَا} حُمِّم شَعْرُه بِالْمَاءِ " أَي: سُوِّد؛ لِأَن الشَّعر إِذا شَعِث اغْبَرَّ، فَإذا غُسِل بِالْمَاءِ ظَهَرَ سَوادُه. ويروى بالجِيم، أَي: جُعِلَ جُمَّةً.
(و) حَمَّم (المرأةَ: مَتَّعَها بالطَّلاق) ، وَفِي المُحْكَم: بِشَيْء بعد الطَّلاق، وَهَذَا هُوَ الصّواب، وقَولُ المُصَنّف: بالطّلاق غَيْر صَحِيح. وَأنْشد ابنُ الأَعْرابِيّ:
( {وَحَمَّمْتُها قبل الفِراق بِطَعْنَة ... حَفاظاً وَأَصحابُ الحِفاظ قلِيلُ)

وَفِي حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ عَوْف رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ: " أنّه طَلَّق امرَأَته، فَمَتَّعَها بِخَادِم سَوْداء،} حَمَّمَها إيَّاها "، أَي: مَتَّعها بهَا بعد الطَّلاق. وَكَانَت العَرَب تُسمّي المُتْعةَ {التَّحْمِيمَ، وَعَدَّاه إِلى مفعولين لأنَّه فِي مَعْنَى أَعْطاها إيّاها، وَيجوز أَن يَكُون أَرادَ حَمَّمَها بَهَا فَحَذَف وَأَوْصَل، وَقد ذَكَر المُصَنّف هَذِه اللَّفظة أَيْضا بالجِيم كَمَا تَقَدَّم.
(و) } حَمَّمَتِ (الأرضُ: بَدا نباتُها أخْضَرَ إِلَى السَّواد (و) حَمَّم (الفَرخُ: نَبَتَ رِيشُه) ، وقِيل: طَلَع زَغَبُه. قَالَ ابنُ بَرّي: شاهِدُه قَوْلُ عُمَر بن لَجَأ:
(فَهُوَ يَزُكُّ دائمَ التَّزعُّم ... )

(مَثْلَ زَكِيك النَّاهِضِ! المُحَمِّمِ ... ) ( {والحَمَامة، كسَحَابة: وَسَطُ الصَّدْر) ، قَالَ:
(إِذا عَرَّسَتْ أَلْقَتْ} حَمامة صَدْرِها ... بِتَيْهاءَ لَا يَقْضي كَراها رَقِيبُها)

(و) {الحَمَامةُ: (المَرأةُ، أَو الجَمِيلَة. و) أَيْضا: (ماءَةٌ) ، قَالَ الشَّمَّاخُ:
(وَرَوَّحها بالمَوْرِ مَوْرِ حَمامَةٍ ... على كُلّ إِجْرِيَّائِها وَهُوَ آبِرُ)

(و) الحَمامَةُ: (خِيارُ المَالِ. و) أَيْضا: (سَعْدانَةُ البَعِير. و) أَيْضا: (ساحَةُ القَصْر النَّقِيَّةُ. و) أَيْضا: (بَكَرة الدَّلْو. و) أَيْضا: (حَلْقَةُ البَابِ) .
(و) الحَمامَةُ (من الفَرَس: القَصُّ) .
(و) حَمامةُ: (فَرسُ إِيَاس بنِ قَبِيصَةَ. و) أَيْضا: (فَرسُ قُرادِ ابنِ يَزِيدَ) .
(} وحَمامَةُ الأَسْلمِيّ وحَبِيبُ بنُ حَمامة ذُكِرا فِي الصَّحابَةِ) ، وَإِنَّمَا عَبَّر بِهَذِهِ الْعبارَة؛ فَإِن ابْن فَهْد نَقَل فِي مُعْجَمه أَن حَمَامَة الأَسلميّ غَلِط فِيهِ بَعْضُهم، وَإِنَّمَا هُوَ ابنُ حَمَامة، أَو ابنُ أَبِي حَمامة. وَقَالَ فِي حَبِيب ابنِ حَمَامة: إِنَّه مَجْهُول، ذكره أَبُو مُوسَى.
( {وحِمَّانُ، بالكَسْر: حَيٌّ من تَمِيم) ، وَهُوَ} حِمّان بنُ عَبدِ العُزَّى بنِ كَعْب ابْن سَعْدِ بن زَيْدِ مَناة بن تَميم. مِنْهُم أَبُو يَحْيَى عَبْدُ الحَمِيد بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ ابنِ مَيْمُون {الحَمَّامي، عَن الأَعْمَش والثَّوْرِيّ، وَعنهُ ابْنه أَو زَكَرِيَّا يحيى، مَاتَ سَنَةَ مائَتَيْن وثَلاثٍ، وابْنُه يَحْيَى ماتَ سنَةَ مِائَتَيْن وثَمانٍ وعِشْرِين بسامَرّاءَ.
(} وحَمُومَةُ: مَلِك يَمَنِيٌّ) ، عَن ابْن الأَعْرابيّ قَالَ: وَأَظنُّه أَسْوَد؛ يَذْهَب إِلَى اشتِقاقه من {الحُمَّة الَّتِي هِيَ السَّواد. قَالَ ابنُ سِيدَه، وَلَيْس بشَيْء. وَقَالُوا: جارا} حَمومةَ؛ {فَحَمُومةُ هُوَ هَذَا الْملك وجَارَاه مَالِكُ بنُ جَعْفَر بنِ كِلاب ومُعاويةُ ابْن قُشَيْر.
(و) أَبُو الحَسَن (عَبْدُ الرَّحْمن بنُ عَرَفَة) ، كَذَا فِي النُّسخ، والصَّواب عبدًُ الرَّحْمن بنُ عُمَر (بنِ} حَمَّة) الخَلاّل العَدْل {الحَمِّي، نُسِب إِلَى جده، رَوَى عَن المُحامِلِيّ، وَعَن أَبِي بَكْرِ بنِ أحمدَ بنِ يَعْقُوبِ بنِ شَيْبَة. وَعنهُ أَبُو الحَسَن بنُ زَرْقَوَيهِ والبَرْقاني وَغَيرهمَا، وَمَات سنَة ثَلثِمائة وعِشْرين.
وأَبُوه عُمرُ بنُ أَحْمدَ بنِ مُحَمّد بنِ حَمَّة، يَرْوِي عَن مُحَمّد بنِ يَحْيَى المَرْوَزِيّ، وحَفِيده مُحَمَّد بن الحُسَيْن بنِ عَبدِ الرَّحْمن بنِ عُمَر بنِ حَمَّة، حَدَّث عَن أبي عُمَر بن مَهْدِي.
(وأحمدُ بنُ العَبَّاس بنِ حَمَّة) الخَلاّل، حَدَّث عَنهُ الحافِظُ أَبُو مُحَمَّد الخَلاّل: (مُحدِّثانِ) .
(} والحَمْحَمَةُ: صَوْتُ البِرْذَوْن عِنْد) طَلَب (الشَّعِير. و) أَيْضا: (عَرُّ الفَرَس حِين يُقَصِّر فِي الصَّهِيل ويَسْتَعِين بِنَفَسِهِ) وَقَالَ الليثُ: {الحَمْحَمَة: صَوتُ البِرْذَوْن دُونَ الصَّوتٍِ العَالِي، وَصَوتُ الفَرَس دُونَ الصَّهِيل، (} كالتَّحَمْحُمِ) ، قَالَ الأزهَرِيُّ: كَأَنَّه حِكايةُ صَوْتِه إِذا طَلَب العَلَف، أَو رَأَى صاحِبَه الَّذِي كَانَ أَلِفه فاسْتَأْنَسَ إِلَيْهِ. وَفِي الحدَِيث: " لَا يَجِيءُ أَحَدُكم يَوْمَ القِيامة بَفَرَسٍ لَهُ {حَمْحَمَة ".
(و) الحَمْحَمَةُ: (نَبِيبُ الثَّور للسِّفادِ) ، نَقله الأزهريُّ.
(و) } الحِمْحِمَة، (بالكَسْرِ ويُضَمّ: نَباتٌ) كَثِيرُ الماءِ، لَهُ زَغَب أَخْشَنُ أَقلُّ من الذِّراع، (أَو) هُوَ (لِسانُ الثَّورِ، ج: {حِمْحِمٌ) .
(} والحَماحِمُ: الحَبَقُ البُستانيّ العَرِيضُ الوَرَقِ، ويُسَمَّى الحَبَقَ النَّبطِيَّ، واحِدَتُه بِهاء) . وَقَالَ أَبُو حَنِيفةَ: {الحَماحِمُ بأطراف اليَمَن كَثِيرة وَلَيْسَت بِبَرِّية، وتَعظُم عِنْدهم، وَهُوَ (جَيّد للزُّكَامِ) ، مُفَتِّحٌ لسُدَدِ الدِّماغ، مُقَوِّ للقَلْبِ. وشُربُ مَقْلُوِّه يَشْفِي من الإسْهَالِ المُزْمِنِ بِدُهْن وَرْد وماءٍ باردٍ) .
(} والحُمْحُم، كَقُنْفُذ وسِمْسِم: طائِرٌ) أَسْوَدَ.
(وآلُ {حامِيمَ وذَواتُ حامِيم: السُورُ المُفْتَتَحَةُ بهَا) . قَالَ ابْن مَسْعُود: آلُ حَامِيم: دِيباجُ القُرآن. قَالَ الفَرَّاء: هُوَ كَقَوْلك: آلُ فُلانٍ وَآلُ فلانٍ، كَأَنَّهُ نَسَبَ السُّورَةَ كُلَّها إِلَى حم. قَالَ الكُمَيْت:
(وَجَدْنا لكم فِي آلِ حَامِيمَ آيَة ... تَأَوَّلها مِنّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ)

قَالَ الجَوهَرِيّ: (وَلَا تَقُل:} حَوامِيم) ؛ فَإِنَّهُ من كَلاَم العَامَّة ولَيْس من كَلام العَرَب. (وقَدْ جاءَ فِي شِعْر) ، إِشَارَة إِلَى قولِ أَبِي عُبَيْدة، فَإِنَّهُ قَالَ: {الحَواميمُ: سُورٌ فِي القُرآن على غَيْرِ قِياس، وَأَنْشَد:
(أَقْسَمْتُ بالسَّبْع اللَّواتي طُوِّلَتْ ... )

(والطَّواسِين الَّتِي قد ثُلِّثْتْ ... )

(} وبالحَوامِيم الَّتِي قد سُبِّعَتْ ... )

قَالَ: والأَوْلى أَنْ تُجْمَع بِذَواتِ حَامِيم، وأنْشَدَ أَبُو عُبَيْدةَ فِي حاميمَ لشُرَيْح بن أَوْفَى العَبْسِيّ: (يُذَكِّرني حَامِيمَ والرُّمْحُ شَاجِرٌ ... فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قبلَ التَّقَدُّم)

قَالَ: وأنشدَه غَيْرُه للأَشْتَر النَّخْعِيّ، والضًّمير فِي يُذَكِّرني هُوَ لِمُحَمَّد بنِ طَلْحَة، وَقَتَلة الأَشْتر، أَو شُرَيْح. وَقَالَ أَبُو حَاتِم: قَالَ العامّة فِي جَمْع حَم وطس: {حَوَامِيم وَطَوَاسِين، قَالَ: والصَّوابُ ذوَاتُ طس، وَذَوَاتُ حم، وَذَواتُ الم.
(و) جَاءَ فِي التَّفْسِير عَن ابنِ عَبّاس فِي حم ثَلاثةُ أَقْوال:
قَالَ: (هُوَ اسمُ اللهِ الأَعْظَمُ) ، ويُؤيّده حَدِيثُ الجِهاد: " إِذا بُيِّتم فقُولوا:} حَم لَا يُنْصَرون ". قَالَ: ابنُ الْأَثِير: قيل: مَعْناه اللَّهُم لَا يُنْصَرُون. قَالَ: ويُرِيد بِهِ الخَبَرْ لَا الدُّعاءَ. لِأَنَّهُ لَو كَانَ دُعاءً لقَالَ: لَا يُنْصَرُوا، مَجْزُوماً، فَكَأنَّهُ قَالَ: وَالله لَا يُنْصَرُون، وَهُوَ المُراد من قَوْله: (أَو قَسَمٌ) ، وَقيل: قَوْلُه: لَا يُنْصَرون كَلَام مُسْتَأْنَف كَأَنَّهُ حِينَ قَالَ: قُولُوا حَامِيم، قيل: مَاذَا يَكُون إِذا قُلْناها؟ فَقَالَ: لَا يُنْصَرُون. (أَو حُرُوفُ الرَّحْمنِ مُقَطَّعَةً) ، وَهَذَا هُوَ القَوْلُ الثَّالِث. قَالَ الزَّجَّاج: (وتَمامُه " الر " و " ن ") بِمَنْزِلَة الرَّحْمن.
قَالَ الأَزْهريّ: وَقيل: معَْنى حم قُضِي مَا هُوَ كَائِن.
وَقيل: هِيَ من الحُرُوف المُعْجَمَة، قَالَ: وَعَلَيْه العَمَل.
( {وَحَمَّت الجَمْرةُ تَحَمُّ، بِالْفَتْح) أَي: من حَدّ عَلِم، وظاهِرُ سِياقه أنَّه من حَدِّ مَنَع وَلَيْسَ كذلِكَ: (صَارَت} حُمَمة) أَي: فَحْمَة أَو رَماداً. (و) {حَمَّ (الماءُ) } حَمًّا: (سَخُن) ، وَفِي الصّحاح: صَار حَارًا.
( {وحامَمْتُه} مُحامَّةً: طَالبتُه) ، نَقله الجوهَرِيُّ عَن الأُمَوِيّ.
(و) قَالَ أَبو زَيْد: يُقَال: (أَنَا {مُحامٌّ على هَذَا) الْأَمر: أَي (ثَابِت) عَلَيْهِ.
(و) قَالَ اللِّحياني: " قَالَ العامِرِيّ: قُلْتُ لِبعْضِهم: أَبَقِيَ عِنْدَكم شَيْء؟ فَقَالَ: هَمْهامِ و (} حَمْحامِ) وَمَحْمَاحِ وَبَحْبَاحِ. كُلُّ ذلِكَ (مَبْنِيًّا على الكَسْر: أَي لم يَبْقَ شَيءٌ) .
(ومُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الله) بنِ العَبِّاس (أَبُو المُغِيث {الحَماحِمِيُّ: مُحَدِّثٌ) ، حَدَّث بحَماة عَن المُسَيَّب بنِ وَاضْح، وَعنهُ ابنُ المُقْرئ، وَأَبُو أحمدَ الحاكمُ.
(} وحُمَيْمَةُ، كَجُهَيْنَةَ: بُلَيْدَةٌ بالبَلْقاءِ) من الشَّام. (وحِمٌّ بالكَسْر وادٍ بدِيارِ طَيّئ) ، قَالَه نصر.
(و) {حُمٌّ، (بالضَّمّ: جُبَيْلات سودٌ بدِيارِ بَنِي كِلابٍ) بنَجْد، قَالَه نصر.
(} والحَمائِمُ) : أَجْبُلٌ (بِالْيَمَامَةِ) .
(و) أَبُو مُحَمَّد (عَبْدُ الله بنُ أَحْمَدَ ابنِ {حَمُّويَةَ كشَبُّويَةَ السَّرْخَسِيُّ رَاوِي الصَّحِيح) للبُخارِيّ عَن محمدِ بنِ يُوسُفَ بنِ مَطَرٍ الفِرَبْرِيِّ، وَعنهُ أَبُو بَكْر الهَيْثَمُ المَرْوَزِيّ، تُوفِّي بعد سنة ثَمانِين وثَلِثمائة.
(وَبَنُو حَمُّويَةَ الجُوَيْنِيّ مَشْيَخَةُ) ، قَالَه الذهَبِيّ. قَالَ الحافِظُ بنُ حَجَر: هَكَذَا سَمِعْنا مَنْ يَنْطِق بِهِ، وَالْأولَى أَن يُقال بِفَتْح المِيمِ بِغَيْر إشْباع؛ لأنَّه فِي لَفْظ النَّسَب لَا ينْطق فِيهِ بِمَا كَرِهُوه من لَفْظ " وَيْه ".
قُلْتُ: وَمِنْهُم أَبُو عَبْدِ الله مُحَمّدُ ابنُ حَمُّوية الجُوَيْني، يكتُب أَولادُه لأَنْفُسِهِمْ} الْحَمَوِيّ، تُوفِّي سنة خَمْسِمائة وَثَلاثِين بِنَيْسابُور، وَحُمِل إِلَى جُوَيْن ودُفِن بهَا.
(وَسَّمْوا حَمًّا) بالفَتْح (وبالضَّمِ وكَعِمْرانَ وعُثْمانَ ونَعَامَة وهُمَزَةٍ وَكَغُرابٍ وَكرْكِرةٍ {وحُمِّي مُمالَةً مَضْمُومَةً} وحُمَامِيّ بالضَّمّ) كَغُرابِيّ: فَمن الأُولَى أَبُو بَكْر محمدُ بنُ حَرْب بنِ عَبْدِ الرَّحْمن ابْن حاشِدٍ الْحَافِظ لَقَبه حَمُّ، وَهُوَ لقب غير وَاحِد. وَمن الثَّانِي حُمّ ابْن السَّرِيّ النَّسَفِي واسمُه مُحَمَّد، رَأَى البُخارِيّ، وروى عَن محمّد ابنِ مُوسَى بنِ الهُذَيل، فَرد. وَمن الثّالث {حِمَان البارِقِيّ جَدُّ عَمْرو بنِ سَعِيد} الحِمَّانِي الشَّاعِر، نُسِب إِلَى جَدّه، {وحِمَّانُ بنُ عَبْدِ العُزَّى جِدُّ القَبِيلة، وَقد ذَكَره المصنّف. وَأَبُو حِمَّان الهُنائي: تابِعِيّ، رَوَى عَن مُعاوِيةَ بنِ أَبي سُفيان، وَعنهُ أَخُوه أَبُو شَيْخ.
وَأما} حُمَّان، كَعُثمان، فَلم أجد من يَتَسَمَّى بِهِ، وَلَعَلَّه كسَحْبان؛ فإنّ الجوهريّ قَالَ: {وحَمَّان، بِالْفَتْح، اسْم، فَتَأَمّل. وَمن الْخَامِس ابنُ} حَمامَة: وَيُقَال: ابنُ أَبِي حَمامَة: صَحابِي. وَأَبُو حَمَامة من كُنَاهم. وَمن السًّادس عَمْرُو بنُ {حُمَمَة الدَّوسي، ذَكَره المُصَنِّف فِي (ق ر ع) وَمن السَّابع عَمْرو بن} الحُمَام الأَنصاري لَهُ صُحْبة، وحُصَيْن بنُ الحُمام المُرِّي لَهُ صُحْبَة. والأَكْدرُ ابنُ حُمام اللَّخْميّ شَهِد فَتْح مِصْر. وحُمَام بنُ أَحْمد القُرْطُبِيّ شَيْخُ أَبِي مُحَمَّد بن حَزْم، وَآخَرُونَ. وَمن التَّاسع يَحْمَدُ بنُ حُمَّى بنِ عُثْمان بن نَصْرِ بن زَهْران، جَدّ بَنِي زَهْران القَبيلة المَشْهُورة.
وَمن الأَخير {حُمامَى فَخُور بن وَهْب بِن عَمْرِو بن الفاتِك بن حَمَامة السَّامي من بَنِي سَامَة بنِ لُؤَيّ، وَكَذَا حُمامَى بن رَبِيعة،} وحُمامَى بن سَالم، ذَكَرهم ابنُ مَاكولا. ( {والحُمَيْمَاتُ) جمع} حُمَيْمَة، كَجُهَيْنَة بِمَعْنى (الْجَمْرَة) .
( {وأَحَمَّ بِنَفْسِه: غَسَلَها بالماءِ الباردِ) . وَهَذَا قد تَقَدَّم فَهُوَ تَكْرار.
(وَثِيابُ} التَّحِمَّة) ، بِفَتْح التّاء وَكَسْر الحَاءِ وَفَتْح المِيم المُشَدَّدة: (مَا يُلْبِس المُطلِّقُ امرأَتَه إِذا مَتَّعَها) ، وَمِنْه قَوْله:
(فَإن تَلْبَسِي عَني ثِيابَ {تَحِمَّةٍ ... فَلَنْ يُفلِح الوَاشِي بك المُتَنَصِّحُ)

(} واستَحَمّ) الرجلُ: (عَرِقَ)
وَكَذَلِكَ الدّابّة، قَالَ الأَعْشَى:
(يَصِيْدُ النَّحُوصَ ومِسْحَلَها ... وَجَحْشَيْهِما قبل أَنْ {يَسْتَحِمُّ)

وَقَالَ آخَر يَصِف فَرساً:
(فكأَنَّه لمَّا} استَحَمّ بمائه ... حَوْلِيُّ غِرْبانٍ أراحَ وَأَمْطَرَا)
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
{أُحِمَّ الشَّيءُ بالضَّمِّ، أَي: قُدِّر، فَهُوَ} مَحْمُوم.
{وحَامًّهُ} مُحامَّةً: قارَبَه.
وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: الحاضِرَةُ من {أَحَمَّ الشَّيْء إِذا قَرُب ودَنا.
} والحَمِيمُ بالحاجَة: الكَلِفُ بهَا والمُهْتَمّ لَهَا. وأَنْشَد ابنُ الأعرابيّ:
(عَلَيْهَا فَتى لم يَجْعَل النَّوْم هَمَّه ... ولاَ يُدْرِك الحَاجاتِ إِلا {حَمِيمُها)

وَهُوَ من حُمَّة نَفْسِي أَي: من حُبَّتها. وَقيل: المِيم بَدَل من الْبَاء.
ونَقَل الأزهرِيُّ: فلَان} حُمَّةُ نَفْسِي وحُبَّةُ نَفْسِي.
وَنقل الأزهرِيُّ: هم مَوْلايَ {الأَحَمُّ، أَي: الأَخَصُّ الأَحَبّ.
} وحُمَّةُ الحَرِّ، بِالضَّمِّ: مُعْظَمُه، نَقله الجَوْهَرِيّ: وَفِي حَدِيثِ عُمَر: " إِذا الْتَقَى الزَّحْفان وَعند حُمَّة النِّهْضات " أَي: شِدَّتها ومُعْظَمُها.
وحُمَّة السِّنان: حِدَّتُه.
وَمَاء {مَحْمومٌ؛ مثل مَثْمُود، نَقَله الأَزْهَرِيّ.
} والمِحَمُّ، بِكَسْر الْمِيم: القُمْقُم الصَّغِير يُسَخِّن فِيهِ المَاءُ، نَقَلَه الجوهَرِيُّ.
{والحَمِيمُ: الجَمْر يُتَبَخَّر بِهِ، حَكَاه شَمِر عَن ابنِ الْأَعرَابِي، وَأَنْشَدَ شَمِر للمُرَقِّش:
(كُلَّ عِشاءٍ لَهَا مِقْطَرَةٌ ... ذاتُ كِباءٍ مُعَدٍّ} وَحَمِيمْ)

{والمُسْتَحَمُّ: المَوْضِع الَّذِي يُغْتَسَل فِيهِ} بالحَمِيم: وَمِنْه حَدِيثُ ابنِ مُغَفّل: " أنّه كَانَ يَكْرَه البَولَ فِي {المُسْتَحَمّ ".
} واسْتَحَمّ: دَخَل {الحَمَّام.
} والحُمَّاء، بِالضَّمِّ مَمْدُوداً: حُمَّى الإِبِل خاصّة.
وَيُقَال: أَخَذَ النَّاسَ {حُمامُ قُرٍّ، وَهُوَ المُومُ يَأْخُذُ النَّاس.
} والحُمَّة، بِالضَّمِّ: السَّواد، قَالَ الأَعْشَى:
(فَأَمَّا إِذا رَكِبوا للصَّباح ... فأوجُهُهم من صَدَى البِيضِ {حُمّ)

وَرجل} أحمُّ المُقْلَتَين: أَسودُهما، قَالَ النَّابِغَة:
(أَحْوَى أَحَمِّ المُقْلَتَين مُقَلَّدٍ ... )

وَفَرسٌ أَحَمُّ بَيّن الحُمَّة، قَالَ الأَصْمَعِيُّ: وَأَشَدُّ الخَيْل جُلوداً وَحَوافِرَ الكُمْتُ! الحُمُّ.
نَقَلَه الجَوْهَرِيّ. والحُمَّة، بِالضَّمِّ: مَا رَسَب فِي أَسفَلِ النِّحْي من مُسْوَدِّ السّمن ونَحوِه. وَبِه فُسِّر قَولُ الراجز:
(لاَ تَحْسِبَنْ أَنّ يَدِي فِي غُمَّهْ ... )

(فِي قَعْرِ نِحْيٍ أَسْتَثِير حُمَّهْ ... )

(أَمْسَحُها بَتُرْبَةٍ أَوْ ثُمَّهْ)

ويُروَى بالخَاءِ وَيَأْتِي ذِكرها.
وشَاة {حِمْحِم، كزِبْرِج: سَوْدَاء، قَالَ:
(أَشَدُّ من أُمّ عُنُوقٍ حِمْحِمِ ... )

(دَهْساءَ سَوْداءَ كلَوْنِ العِظْلِم ... )

(تَحلُبُ هَيْسًا فِي الْإِنَاء الأَعْظَمِ ... )

} والحُمَم: الرَّماد، وكُلُّ مَا احْتَرق من النَّار. وَفِي حَدِيثِ لُقْمانَ بنِ عَاد: " خُذِي مِنّي أَخِي ذَا {الحُمَمة "، أَرادَ سَوادَ لَوْنِه. وجَارِية} حُمَمة: سَوْداء.
{واليَحْمُوم: سُرادِقُ أهلِ النّار. وَبِه فُسِّرت الْآيَة أَيْضا.
} وحُمَمَةُ: اسمُ فَرَس. وَمِنْه قَولُ بَعضِ نِساءِ العَرَب تمدحُ فَرسَ أَبِيها: فَرسُ أَبِي {حُمَمةُ وَمَا حُمَمَةُ.
ونَبْت} يَحْمُومٌ: أَخْضَرُ رَيَّانُ أَسْودُ.
{والحَمُّ: المَالُ والمَتاعُ. روى شَمِر عَن ابْن عُيَيِنَة قَالَ: كَانَ مَسْلَمَةُ بنُ عَبْد الْملك عَرَبِيًّا، وَكَانَ يَقُول فِي خُطْبته: " إِنَّ أَقَلَّ النَّاسِ فِي الدُّنيا هَمًّا أَقَلُّهم} حَمًّا "، أَي مَالا وَمَتَاعاً "، وَهُوَ من {التَّحْمِيم: المُتْعَة. وَنقل الأزهريّ: قَالَ سُفْيان: قَالَ: أرادَ بقَوله: أقَلُّهُمْ} حَمًّا أَي: مُتْعَة.
قَالَ ابنُ الأَثِير: " وَفِي حَدِيثٍ مَرْفوع: " أنَّه كَانَ يُعْجِبُه النِّظر إِلَى الأُتْرجّ! والحَمامِ الأَحْمَر ". قَالَ أَبُو مُوسَى: قالَ هِلَال بن الْعَلَاء: هُوَ التّفّاح. قَالَ: وَهَذَا التَّفْسِير لم أره لِغَيْره ".
{والحَمامَةُ: المِرْآة. وَأَنْشَدَ الأَزْهَرِيُّ للمُؤَرّج:
(كَأَنَّ عَيْنَيْه} حَمَامَتان ... )

أَي: مِرْآتان.
وَقَالَ ابنُ شُمَيْل: {الحَمَّة: حِجارَة سُودٌ تَراها لازِقَةً بالأَرض تَقُودُ فِي الأَرض اللَّيلةَ واللَّيْلَتَين والثَّلاثَ، والأرضُ تَحْت الحِجارة تَكُون جَلَدًا وسُهُولة، والحِجارةُ تكون مُتَدَانِيةً ومُتَفَرّقة، وَتَكون مُلْساً مثل [الجُمْع] رُؤُوس الرّجال، والجَمْع} حِمَامٌ.
وَذَات {الحُمام، كَغُراب: مَوْضِع بَين الحَرَمَيْن الشَّرِيفين. وَأَيْضًا ماءٌ فِي دِيار بني قُشَيْرٍ قريب الْيَمَامَة. وَأَيْضًا ماءٌ جاهلي بِضَرِيّة. وَغَمِيس} الحَمامِ بَين مَلَل وصُخَيرات الثّمام اجْتاز بِهِ رَسُول الله [
] يَوْمَ بَدْر.
{وحُمامُ من الْعقر بالبَحْرَين أُقْطِعَه ثَوْرُ بنُ عَزْرَةَ القُشَيْرِيُّ، قَالَه نَصْر.
قلت: وإِياه عَنَى سالِمُ بنُ دَارة يَهْجُو طَرِيفَ بنَ عَمْرٍ و:
(إِنِّي وإنْ خُوِّفْتُ بالسِّجن ذاكرٌ ... لِشَتْم بني الطَّمَّاح أهلِ} حُمامِ)

(إِذا ماتَ مِنْهُم مَيِّتٌ دَهَنوا اسْتَه ... بِزَيْتٍ وَحَفُّوا حَوْلَه بِقِرامِ) نَسَبهم إِلَى التَّهَوُّد، أَو هَو مَوْضِع آخر.
{وحُمام أَيْضا: صَنَم فِي دِيارِ بني هِند بنِ حَرَام بنِ عَبْدِ الله بنِ كَبِيرِ بن عَدِيّ، سُمِعَ مِنْهُ صَوْتٌ بِظُهُورِ الإِسْلامِ.
} وَحَمَّةُ: جَبَل بَيْن ثَوْر وسَمِيْراءَ عَن يَسار الطَّريق، بِهِ قِبابٌ وَمَسْجِد، قَالَه نَصْر.
وبالضَّمّ: جَبَل أَو وادٍ بالحِجاز.
{واليَحْمُوم: مَوْضِع بالشَأْم. قَالَ الأَخْطَل:
(أَمْسَت إِلَى جانِب الحَشَّاكِ جِيفَتُه ... ورأْسُه دُونَه} اليَحْمُوم والصُّوَرُ)

{وحَمُومَةُ: جَبَلٌ بالبادِيَة.
} واليَحامِيم: جِبالٌ سُودٌ متفرّقة مُطِلّة على الْقَاهِرَة بمِصْر من جَانِبها الشّرقي، وَتَنْتَهِي هَذِه الجِبال إِلَى بَعْض طَرِيق الْجب، وقيلَ لَهَا:
( {اليَحَاميم لاخْتلاف أَلْوانِها ... وَيَوْم اليَحَامِيم: من أَيَّام العَرَب)

قَالَ ياقُوت: وَأَظُنُّه المَاء: الَّذِي قُرْبَ المُغِيثة.
وَيُقَال: نَزَلْتُ أَرضَ بَنِي فُلانٍ كَأَنَّ عِضاهَهَا سُوقُ الحَمام، يُرِيد حُمْرةَ أغْصانِها.
وَبَنُو حَمامةَ: بَطْن من الأَزْد، مِنْهُم الأَشْتَرُ} الحَمَاميُّ الشَّاعِر.
ومحمَّدُ بنُ عليِّ بنِ خُطْلُج البابَصْرِيّ! الحَمَامِيّ، عَن أبي الحُسَيْن بنِ يُوسُف.
وأحمدُ بن أبي الحَسَن الدِّينَوَرِي الحَمَاميّ: من شُيوخ الدِّمياطِيّ.
وإبراهيمُ بنُ سَعْدِ بنِ إبراهيمَ الزُّهْرِيّ يُعْرَف بابْنِ حَمامة، تُوفِّيَ سنة ثَلَثِمائة وخَمْسٍ وَسَبْعِين.
وَأما سَعِيدُ بنُ المُبارك الحَماميّ وابنُه مَوْهوبٌ فَإِنَّهُ يَجوز تَخْفِيفه وتَثْقِيله؛ لأَنَّه يَنْتَسِب لِنِسْبَتَيْن، قَالَه ابنُ نُقْطَة.
{والحُمُوم، بالضَّم، بمَعْنى الاغْتِسال: لُغَة عامّيّة.
} واحْتَمّ لفُلانٍ، أَي: احْتَد.
حمم: {في الحميم}: ماء حار. أو القريب في النسبة. أو الخاص. أو العرق. {من يحموم}: دخان أسود. 
ح م م: (الْحَمَّةُ) الْعَيْنُ الْحَارَّةُ يَسْتَشْفِي بِهَا الْأَعِلَّاءُ وَالْمَرْضَى. وَفِي الْحَدِيثِ: «الْعَالِمُ كَالْحَمَّةِ» . وَ (حَمَّ) الْمَاءَ سَخَّنَهُ وَبَابُهُ رَدَّ. وَحُمَّ الْمَاءُ بِنَفْسِهِ صَارَ حَارًّا يَحَمُّ بِالْفَتْحِ (حَمَمًا) بِفَتْحَتَيْنِ. وَ (حُمَّ) الشَّيْءُ وَ (أُحِمَّ) عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ فِيهِمَا أَيْ قُدِّرَ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) . وَ (حُمَّ) الرَّجُلُ أَيْضًا مِنَ الْحُمَّى وَ (أَحَمَّهُ) اللَّهُ فَهُوَ (مَحْمُومٌ) وَهُوَ مِنَ الشَّوَاذِّ. وَ (الْحَمِيمُ) الْمَاءُ الْحَارُّ وَقَدِ (اسْتَحَمَّ) أَيِ اغْتَسَلَ بِالْحَمِيمِ. هَذَا هُوَ الْأَصْلُ ثُمَّ صَارَ كُلُّ اغْتِسَالٍ اسْتِحْمَامًا بِأَيِّ مَاءٍ كَانَ. وَ (أَحَمَّهُ) غَسَّلَهُ بِالْحَمِيمِ. وَ (حَمِيمُكَ) قَرِيبُكَ الَّذِي تَهْتَمُّ لِأَمْرِهِ. وَ (حَمَّمَهُ) تَحْمِيمًا سَخَّمَ وَجْهَهُ بِالْفَحْمِ. وَ (الْحُمَمُ) الرَّمَادُ وَالْفَحْمُ وَكُلُّ مَا احْتَرَقَ مِنَ النَّارِ الْوَاحِدَةُ (حُمَمَةٌ) . وَ (حَمْحَمَ) الْفَرَسُ وَ (تَحَمْحَمَ) وَهُوَ صَوْتُهُ إِذَا طَلَبَ الْعَلْفَ. وَ (الْيَحْمُومُ) الدُّخَانُ. وَ (الْحَمِيمَةُ) وَاحِدَةُ (الْحَمَائِمِ) وَهِيَ كَرَائِمُ الْمَالِ يُقَالُ: أَخَذَ الْمُصَدِّقُ حَمَائِمَ الْإِبِلِ أَيْ كَرَائِمَهَا. وَ (الْحِمَامُ) بِالْكَسْرِ قَدَرُ الْمَوْتِ. وَ (حُمَةُ) الْعَقْرَبِ مُخَفَّفَةٌ وَالْهَاءُ عِوَضٌ، وَقَدْ ذُكِرَ فِي الْمُعْتَلِّ. وَ (الْحَمَامُ) عِنْدَ الْعَرَبِ ذَوَاتُ الْأَطْوَاقِ نَحْوُ الْفَوَاخِتِ وَالْقَمَارِيِّ وَسَاقِ حُرٍّ وَالْقَطَا وَالْوَرَاشِينِ وَأَشْبَاهِ ذَلِكَ، الْوَاحِدَةُ (حَمَامَةٌ) يَقَعُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالْهَاءُ لِلْإِفْرَادِ لَا لِلتَّأْنِيثِ. وَعِنْدَ الْعَامَّةِ أَنَّهَا الدَّوَاجِنُ فَقَطْ. وَجَمْعُ الْحَمَامَةِ (حَمَامٌ) وَ (حَمَامَاتٌ) وَ (حَمَائِمُ) وَرُبَّمَا قَالُوا: (حَمَامٌ) لِلْوَاحِدِ. وَ (الْحَمَّامُ) مُشَدَّدًا وَاحِدُ (الْحَمَّامَاتِ) الْمَبْنِيَّةِ. وَالْيَمَامُ الْحَمَامُ الْوَحْشِيُّ وَهُوَ ضَرْبٌ مِنْ طَيْرِ الصَّحْرَاءِ هَذَا قَوْلُ الْأَصْمَعِيِّ. وَقَالَ الْكِسَائِيُّ: الْحَمَامُ هُوَ الْبَرِّيُّ، وَالْيَمَامُ هُوَ الَّذِي يَأْلَفُ الْبُيُوتَ. وَ (الْحَامَّةُ) الْخَاصَّةُ يُقَالُ: كَيْفَ الْحَامَّةُ وَالْعَامَّةُ؟. وَ (آلُ حم) سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: آلُ حم دِيبَاجُ الْقُرْآنِ. قَالَ الْفَرَّاءُ: وَأَمَّا قَوْلُ الْعَامَّةِ: (الْحَوَامِيمُ) فَلَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْعَرَبِ. وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: الْحَوَامِيمُ سُوَرٌ فِي الْقُرْآنِ عَلَى غَيْرِ الْقِيَاسِ وَأَنْشَدَ:

وَبِالْحَوَامِيمِ الَّتِي قَدْ سُبِّعَتْ
قَالَ: وَالْأَوْلَى أَنْ تُجْمَعَ بِذَوَاتِ حم. 

إتحاف الأخصا، بفضائل المسجد الأقصى

إتحاف الأخصا، بفضائل المسجد الأقصى
مختصر.
أوله: (الحمد لله الذي جلت نعماؤه... الخ).
للشيخ، المــحقق، كمال الدين: محمد بن محمد بن أبي شريف الشافعي، المصري.
(المتوفى: سنة ست وتسعمائة).
ألفه: في مجاورته بالقدس، سنة 875.
ورتب على: سبعة عشر بابا.
معتمدا في نقله على: (الروض المغرس)، لثقة مؤلفه.
فصار عمدة ما فيه.

المشهورات

(المشهورات) قضايا أَو آراء اتّفق كَافَّة النَّاس أَو أغلبهم على التَّصْدِيق بهَا مثل الْعدْل جميل وَالْكذب قَبِيح
المشهورات: هِيَ قضايا يعْتَرف بهَا جَمِيع النَّاس وَسبب شهرتها فِيمَا بَينهم. إِمَّا اشتمالها على مصلحَة عَامَّة كَقَوْلِنَا الْعدْل حسن وَالظُّلم قَبِيح - وَإِمَّا مَا فِي طباعهم من الرقة والرأفة كَقَوْلِنَا مُرَاعَاة الضُّعَفَاء محمودة - وَإِمَّا مَا فيهم من الحمية كَقَوْلِنَا كشف الْعَوْرَة مَذْمُوم - وَإِمَّا انفعالاتهم من عاداتهم كَقَوْل الْكفَّار ذبح الْبَقر مَذْمُوم. وَقَوْلنَا ذبح الْبَقر مَحْمُود - أَو من شرائع وآداب كالأمور الشَّرْعِيَّة وَغَيرهَا.
المشهورات:
[في الانكليزية] Admitted premisses or conventional
[ في الفرنسية] premisses admises ou conventionnelles
في عرف العلماء هي قضايا يعترف بها الناس وهي من المقدّمات الظّنّية، وليس المراد بالناس الاستغراق الحقيقي إذ لا قضية يعترف بها جميع أفراد الإنسان بل العرفي من قرن أو إقليم أو بلدة أو صناعة أو غير ذلك، ولا بدّ من اعتبار الحيثية أي يحكم بها العقل لأجل اعتراف الناس ليخرج الأوليات، أو يقال بخروجها لكونها من أقسام الظّنّيات. والقول بأنّه يجوز أن يكون بعض القضايا من الأوليات باعتبار ومن المشهورات باعتبار لا يعبأ به لأنّه لا يمكن أن تكون قضية يقينية باعتبار، وظنّية باعتبار، فظهر فساد ما قيل: الجدل قياس مركّب من قضايا مشهورة أو مسلّمة وإن كانت في الواقع يقينية أو أوّلية، على أنّه يستلزم تداخل الصناعات الخمس، هكذا حقّق المولوي عبد الحكيم في حاشية شرح الشمسية. وفي الصادق الحلوائي حاشية الطيبي المشهورات في المشهور ما اعترف به جميع الناس أو جمهورهم أو جماعة من أهل الصناعة أو من غيرهم، إمّا لكونها حقّة جليّة كقولنا الضدان لا يجتمعان أو مناسبة للحقّ الجلي مع مخالفتها إيّاه بقيد جلي، فتكون مشهورة مطلقا وحقّا مع ذلك القيد كقولنا حكم الشيء حكم شبهه وهو حقّ لا مطلقا، بل فيما هو شبهه له، أو لاشتماله على مصلحة عامة كقولنا الظلم قبيح والعدل حسن، أو لما يقتضيه الاستقراء كقولنا الملك العقر ظالم، أو لما في طباعهم كالرّقة كقولنا مراعاة الضعفاء محمودة، والحمية كقولنا كشف العورة مذموم [أو] لما أنّه من عاداتهم من غير نفع لهم كقبح ذبح الحيوانات عند أهل الهند، أو من شرائع وآداب كالأمور الشرعية وغيرها، ولكلّ قوم مشهورات بحسب آدابهم وعاداتهم، ولكلّ أهل صناعة أيضا مشهورات بحسب صناعاتهم تسمّى مشهورات خاصّة ومحدودة، كما أنّ مشهورات كافة الناس وجمهورهم تسمّى مشهورات مطلقة دائمة وآراء محمودة إن لم تكن يقينية. والمشهورات جاز أن تكون يقينية بل أوليّة لكن بجهتين مختلفتين، وما لا يكون كذلك ربّما تبلغ شهرته إلى حيث يلتبس بالأوليات، إلّا أنّ العقل إذا خلي ونفسه يحكم بالأوليات دون المشهورات وهي قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة، بخلاف الأوّليات فإنّها صادقة البتة. وربما يختصّ اسم المشهورات بما لا يكون يقينية لابتناء حكم القول بها على مجرّد الشهرة بل هذا القول هو المشهور. وقد تطلق المشهورات على ما يشبه المشهورات الحقيقية وتسمّى مشهورات في بادئ الرأي كقولنا القاتل الأجير يعان ولو كان ظالما انتهى.

المنقول

المنقول: ما كان مشتركا بين المعاني وترك استعماله في المعنى الأول، ويسمى به لنقله من المعنى الأول. والناقل إما الشرع فيكون منقولا شرعيا وإما غيره، وهو إما العرف العام فهو المنقول عرفي ويسمى حقيقة عرفية، أو العرف الخاص ويسمى منقولا اصطلاحيا كاصطلاح النحاة والنظار.
المنقول:
[في الانكليزية] Personal property ،transcribed ،modified ،neologism
[ في الفرنسية] Bien meuble ،effet mobilier ،transcrit ،transfere ،modifie ،neologisme
هو ما ينقل من مكان إلى مكان ويحول من هيئة إلى هيئة كالكتاب والمنشار والطست والجنازة وثيابها والسلاح والخيل والحمار والعبيد وآلات الزراعة والشجر والشرب مع الأرض والحمام مع البرج والنحل مع الكوّارة، كذا في جامع الرموز في كتاب الكراهية. هو عند أهل النظر يطلق على قول الغير المأتي عنه كما عرفت. وعند أهل العربية يطلق على لفظ وضع لمعنى بعد وضعه لمعنى آخر أولا، وعلى لفظ وضع لمعنى لمناسبته لمعنى وضع له ذلك اللفظ أولا، وعلى المعنى الأخصّ منه وهو لفظ غلب في غير المعنى الموضوع له أولا بحيث يفهم بلا قرينة مع وجود العلاقة بينه وبين المعنى الموضوع له أولا وينسب إلى الناقل، لأنّ وصف المنقولية إنّما حصل من جهته فيسمّى منقولا شرعيا إن كان ناقله شرعا، ومنقولا عرفيا إن كان ناقله عرفا، ومنقولا اصطلاحيا إن كان ناقله اصطلاحا. وباعتبار انقسام كلّ من وضعيه إلى لغوي وشرعي وعرفي واصطلاحي ينقسم ستة عشر قسما حاصلا من ضرب الأربعة في الأربعة إلّا أنّ بعض الأقسام مما لا تــحقّق له في الوجود كالمنقول اللغوي من معنى عرفي أو اصطلاحي مثلا وغير ذلك، لأنّ اللغة أصل والنقل طار عليه، فلا يقال منقول لغوي. ثم المعنى الثاني المنقول إن لم يكن من أفراد المعنى الأول فاللفظ حقيقة في المعنى الأول مجاز في المعنى الثاني من جهة الوضع الأول وبالعكس من جهة الوضع الثاني كالصلاة حقيقة في الدعاء مجاز في الأركان المخصوصة وبالعكس شرعا أي حقيقة في الأركان مجاز في الدعاء، وإن كان من أفراد المعنى الأول كالدابة لذي الأربع خاصة وهي في الأصل اسم لما يدبّ أي يتحرّك على الأرض، فإطلاق اللفظ على ما هو من أفراد المعنى الثاني أعني المقيّد إن كان باعتبار أنّه من أفراد المعنى الأول أعني المطلق فاللفظ حقيقة من جهة الوضع الأول مجاز من جهة الوضع الثاني، وإن كان باعتبار أنّه من أفراد المعنى الثاني فحقيقة من جهة الوضع الثاني مجاز من جهة الوضع الأول، مثلا لفظ الدابة في الفرس إن كان من حيث إنّه من أفراد ما يدبّ على الأرض فحقيقة لغة مجاز عرفا، وإن كان من حيث إنّه من أفراد ذوات الأربع فمجاز لغة حقيقة عرفا، لأنّ اللفظ لم يوضع في اللغة للمقيد بخصوصه ولا في العرف للمطلق بإطلاقه، فلفظ الدابة في الفرس بحسب اللغة حقيقة باعتبار مجاز باعتبار، وكذلك بحسب العرف، فتبيّن بهذا أنّ المنقول قسم من الحقيقة والمجاز. وأمّا ما قالوا من أنّ اللفظ إذا تعدّد مفهومه فإن لم يتخلّل بينهما نقل فهو المشترك وإن تخلّل فإن لم يكن النّقل لمناسبة فمرتجل، وإن كان فإن هجر المعنى الأول فمنقول وإلّا ففي الأول حقيقة وفي الثاني مجاز، فمبني على تمايز الأقسام بالحيثية والاعتبار دون الحقيقة والذات، كذا في التلويح في التقسيم الثاني.

ضدي

(ضدي)
ضدى امْتَلَأَ غَضبا
ضدي
: (ي {ضَدِيَ، بالكسْر،} ضَدًى) ، مَقْصورٌ:
أهْملَهُ الجوْهرِيُّ.
وقالَ غيرُهُ: أَي (غَضِبَ) ، أَو امْتَلأَ غَضَباً، وَهِي لُغَةٌ فِي ضَدِىءَ ضَدَأً بالهَمْزِ.
( {والضَّوادِي: الكَلامُ القَبيحُ.
(وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: الفُحشُ، (أَو مَا يُتَعَلَّلُ بِهِ) من الكَلامِ.
قالَ ابنُ سِيَدَه: (وَلَا يُــحَقَّقُ لَهُ فِعْلٌ) ؛ قالَ أُمَيَّة:
وَمَالِي لَا أُحَيّيه وعنْدِي
قَلائِص يطلعن من النِّجادِإليّ وانه للنَّاس نهى
وَلَا يعتل بالكَلِمِ} الضَّوادِي لم يَحْكِ هَذِه الكَلِمَة إلاَّ ابنُ دَرَسْتَوَيْه، وَلَا أَصْلَ لَهَا فِي اللغةِ.
( {وأَضْدَى) الرَّجُلُ: (تَلاَءَ إناءَهُ فأَتْرَعَهُ) ، كأَضَدَّهُ.
(} وضَادَاهُ) {مُضاداةً: (ضادَّهُ.
(وإنَّه لصاحِبُ} ضَدًى كقَفًى) ، وَهُوَ اسْمٌ من المُضادَاة.

صُرَحاءً

صُرَحاءً
الجذر: ص ر ح

مثال: كَانُوا صُرَحاءً في أقوالهم
الرأي: مرفوضة عند بعضهم
السبب: لصرف هذه الكلمة، مع وجود ما يستوجب منعها من الصرف.

الصواب والرتبة: -كانوا صُرَحاءَ في أقوالهم [فصيحة]
التعليق: تستحقّ كلمة «صُرَحاء» المنع من الصرف؛ لأنها منتهية بألف التأنيث الممدودة، وهي ليست من أصل الكلمة، وقد توهَّم من صَرَف هذه الكلمة أنها لا تــحقّق شروط صيغة منتهى الجموع لوجود حرف واحد بعد ألِفها، والواضح أنَّ علَّة المنع من الصرف فيها هي وجود ألف التأنيث الممدودة؛ ولذا لا تنوَّن في المثال.

إحسان

الإحسان: لغةً: فعل ما ينبغي أن يفعل من الخير. وفي الشريعة: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
الإحسان: هو التــحقق بالعبودية على مشاهدة حضرة الربوبية بنور البصيرة، أي رؤية الحق موصوفًا بصفاته بعين صفته، فهو يراه يقينًا ولا يراه حقيقة، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: "كأنك تراه" لأنه يراه من وراء حجب صفاته، فلا يرى الحقيقة بالحقيقة؛ لأنه تعالى هو الداعي، وصفة لوصفه، وهو دون مقام المشاهدة في مقام الروح".

قَطَّ 

(قَطَّ) الْقَافُ وَالطَّاءُ أَصْلٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى قَطْعِ الشَّيْءِ بِسُرْعَةٍ عَرْضًا. يُقَالُ: قَطَطْتُ الشَّيْءَ أَقُطُّهُ قَطًّا. وَالْقَطَّاطُ: الْخَرَّاطُ الَّذِي يَعْمَلُ الْــحُقَقَ، كَأَنَّهُ يَقْطَعُهَا. قَالَ:

مِثْلَ تَقْطِيطِ الْــحُقَقِ

وَالْقِطْقِطُ: الرَّذَاذُ مِنَ الْمَطَرِ، لِأَنَّهُ مِنْ قِلَّتِهِ كَأَنَّهُ مُتَقَطِّعٌ. وَمِنَ الْبَابِ الشَّعْرُ الْقَطَطُ، وَهُوَ الَّذِي يَنْزَوِي، خِلَافُ السَّبْطِ، كَأَنَّهُ قُطَّ قَطًّا. يُقَالُ: قَطِطٌ شَعْرُهُ، وَهُوَ مِنَ الْكَلِمَاتِ النَّادِرَةِ فِي إِظْهَارِ تَضْعِيفِهَا. وَأَمَّا الْقِطُّ فَيُقَالُ إِنَّهُ الصَّكُّ بِالْجَائِزَةِ.

فَإِنْ كَانَ مِنْ قِيَاسِ الْبَابِ فَلَعَلَّهُ مِنْ جِهَةِ التَّقْطِيعِ الَّذِي فِي الْمَكْتُوبِ عَلَيْهِ. قَالَ الْأَعْشَى:

وَلَا الْمَلِكُ النُّعْمَانُ يَوْمَ لَقِيتُهُ ... بِغِبْطَتِهِ يُعْطِي الْقُطُوطَ وَيَأْفِقُ

وَعَلَى هَذَا يُفَسَّرُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ} كَأَنَّهُمْ أَرَادُوا كُتُبَهُمُ الَّتِي يُعْطَوْنَهَا مِنَ الْأَجْرِ فِي الْآخِرَةِ.

وَمِمَّا شَذَّ عَنْ هَذَا الْبَابِ الْقِطَّةُ: السِّنَّوْرَةُ: يُقَالُ [هُوَ] نَعْتٌ لَهَا دُونَ الذَّكَرِ.

فَأَمَّا قَطْ بِمَعْنَى حَسْبُ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا الْبَابِ، إِنَّمَا ذَاكَ مِنَ الْإِبْدَالِ، وَالْأَصْلُ قَدْ، قَالَ طَرَفَةُ:

أَخِي ثِقَةٍ لَا يَنْثَنِي عَنْ ضَرِيبَةٍ ... إِذَا قِيلَ مَهْلًا قَالَ صَاحِبُهُ قَدِ لَكِنَّهُمْ أَبْدَلُوا الدَّالَ طَاءً فَيُقَالُ: قَطِي وَقَطْكَ وَقَطْنِي. وَأَنْشَدُوا:

امْتَلَأَ الْحَوْضُ وَقَالَ قَطْنِي ... حَسْبِي رُوَيْدًا قَدْ مَلَأْتَ بَطْنِي

وَيَقُولُونَ: قَطَاطِ، بِمَعْنَى حَسْبِي. وَقَوْلُهُمْ: مَا رَأَيْتُ مِثْلَهُ قَطُّ، أَيْ أَقْطَعُ الْكَلَامَ فِي هَذَا، بِقَوْلِهِ عَلَى جِهَةِ الْإِمْكَانِ. وَلَا يُقَالُ ذَلِكَ إِلَّا فِي الشَّيْءِ الْمَاضِي.

حطم

(حطم) : حَطَم بها، وحَضجَ بِها، أَي حَبَقَ.
حطم: {حطاما}: فتاتا. {في الحطمة}: النار تحطم كل شيء.
ح ط م : حَطِمَ الشَّيْءُ حَطَمًا مِنْ بَابِ تَعِبَ فَهُوَ حَطِمٌ إذَا تَكَسَّرَ وَيُقَالُ لِلدَّابَّةِ إذَا أَسَنَّتْ حَطِمٌ وَيَتَعَدَّى بِالْحَرَكَةِ فَيُقَالُ حَطَمْتُهُ حَطْمًا مِنْ بَابِ ضَرَبَ فَانْحَطَمَ وَحَطَّمْتُهُ بِالتَّشْدِيدِ مُبَالَغَةٌ وَالْحَطِيمُ حِجْرُ مَكَّةَ. 
(حطم)
الشَّيْء حطما كَسره وَيُقَال حطمه الْكبر وحطم الْأسد الْمَاشِيَة عاث فِيهَا وَالْمَرْأَة زَوجهَا أسن وَهِي مَعَه وَالنَّاس بَعضهم بَعْضًا تزاحموا حَتَّى آذَى بَعضهم بَعْضًا وَالرِّيح الشَّيْء أَتَت عَلَيْهِ فَهُوَ وَهِي حطوم

(حطم) حطما هزل من كبر أَو مرض فَهُوَ حطم وَالدَّابَّة أَصَابَهَا الحطم

حطم


حَطَمَ(n. ac. حَطْم)
a. Broke into pieces; crushed.

حَطِمَ(n. ac. حَطَم)
a. Was, became decrepit, broken down.

حَطَّمَa. Smashed, crushed, pounded.

تَحَطَّمَإِنْحَطَمَa. Broke, got broken.
b. Thronged, pressed (crowd).
حِطْمَة
(pl.
حِطَم)
a. Fragment, piece, bit; morsel, crumb.

حُطْمَةa. Barren year.

حَطِمa. Breaking; broken down, decrepit.

حُطَمَةa. Devouring fire, hell.
b. Voracious; glutton.

حُطَاْمa. Fragments, pieces.

حُطَاْمَةa. see 24
حَطِيْمa. Wall of the temple of Mecca.

حَطُوْم
حَطَّاْمa. Lion.

حَاْطُوْمa. Year of dearth.
ح ط م: (حَطَمَهُ) مِنْ بَابِ ضَرَبَ أَيْ كَسَرَهُ (فَانْحَطَمَ) وَ (تَحَطَّمَ) . وَ (التَّحْطِيمُ) التَّكْسِيرُ. وَ (الْحُطَمَةُ) مِنْ أَسْمَاءِ النَّارِ لِأَنَّهَا تُحْطِمُ مَا تَلْقَى. وَرِجْلٌ حُطَمَةٌ أَيْضًا كَثِيرُ الْأَكْلِ. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (الْحَطِيمُ) الْجَدْرُ يَعْنِي جِدَارَ حِجْرِ الْكَعْبَةِ. وَ (الْحُطَامُ) مَا تَكَسَّرَ مِنَ الْيَبِيسِ. 
(حطم) - حَدِيثُ جَعْفر: "كنا نَخرُج سَنَةَ الحَطْمَة".
قال الأصمَعِىُّ: الحَطْمة: السَّنَة الشَّدِيدة الجَدْب.
- وفي حديث سَوْدَة رَضِى الله عنها، "استَأْذنَت أن تَدفَع قبل حَطْمَةِ النَّاس" .
: أي قَبلَ أن يَحطِم بَعضُهم بعضًا، ويَزدحِمَ بَعضُهم على بَعْض. وأصل الحَطْم: الكَسْر.
- ومنه في حديث فَتْح مَكَّة: "احْبِس أبا سُفْيان عند حَطْم الجَبَل" .
: أي بالمَوضِع الذي حُطِم منه أي: ثُلِم من عُرضِه، فبَقِى منقطِعاً، ويحتمل أن يُرِيد: عند مَضِيق الجَبَل، حيث يَزحَم بَعضُهم بَعضًا.
حطم
الحَطْمُ: كسر الشيء مثل الهشم ونحوه، ثمّ استعمل لكلّ كسر متناه، قال الله تعالى: لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمانُ وَجُنُودُهُ
[النمل/ 18] ، وحَطَمْتُهُ فانحطم حَطْماً، وسائقٌ حُطَمٌ: يحطم الإبل لفرط سوقه، وسميت الجحيم حُطَمَة، قال الله تعالى في الحطمة: وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ [الهمزة/ 5] ، وقيل للأكول: حطمة، تشبيها بالجحيم، تصوّرا لقول الشاعر:
كأنّما في جوفه تنّور
ودرع حُطَمِيَّة: منسوبة إلى ناسجها أو مستعملها، وحطيم وزمزم: مكانان، والحُطَام: ما يتكسّر من اليبس، قال عزّ وجل: ثُمَّ يَهِيجُ فَتَراهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطاماً [الزمر/ 21] .
حطم الحَطْمُ كَسْرُكَ الشَّيْءَ اليابِسَ، حَطَمْتُه فانْحَطَمَ، والحُطَامُ ما تَحَطَّم من ذلك. وقِشْرُ البَيْضِ حُطَامُه. والحَطْمَةُ السَّنَةُ الشَّديدةُ. والحُطَمُ الرَّجُلُ الذي لا يَشْبَعُ، والذي يَحْطِمُ كلَّ شَيْءٍ ويَكْسِرُه. والحاطُوْمُ الجُوَارِشْنُ. وسَنَةٌ حاطُوْمٌ مُجْدِبَةٌ. وحَطْمُ الأسَدِ في المالِ عَيْثُه. والحُطَمَةُ النّارُ. وقيل بابٌ من أبْوابِ جَهَنَّمَ. والحَطِيْمُ حِجْرُ مَكَّةَ. وحَطْمَةُ السَّيْلِ دُفّاعُ مُعْظَمِه. والحَطَمُ الضَّعْفُ - بفَتْحَتَيْنِ -، يُقال حَطِمَتِ الدّابَّةُ تَحْطَمُ حَطَماً ضَعُفَتْ. وهو في كلِّ ذي حافِرٍ تَفَسُّخُ أرْسَاغِه وفَسَادُ عَصَبِه. وحَطَمَةُ القَوْمِ صَوتْهُم. وتَحَطَّمَ الزَّرْعُ اسْتَحْصَدَ. والحُطَمِيَّةُ دُرُوْعٌ، ولا أدْري إلى ما تُنْسَبُ. والحِطْمِطُ الصَّغِيرُ من كلِّ شَيْءٍ.
[حطم] حَطَمْتُهُ حَطْماً، أي كسرته فانْحَطَمَ وتَحَطَّمَ. والتَحْطيمُ: التكسير. وأصابتهم حَطْمَةٌ، أي سَنَةٌ وجدبٌ. قال ذو الخرق الطهوى إنا إذا حَطْمَةٌ حَتَّتْ لنا وَرَقاً نُمارس العودَ حتَّى ينبتَ الورقُ وحَطْمَةُ السيل، مثل طَحْمَتِهِ، وهي دَفْعته. والحطم: المتكسر في نفسه. ويقال للفرس إذا تهدَّمَ لطول عمره: حَطِمٌ. ويقال: حَطِمَتِ الدابّة بالكسر، أي أسنّتْ. وحَطَمَتْهُ السِنُّ بالفتح حطما. والحطمة، على وزن فعلة، من أسماء النار، لأنَّها تَحْطِمُ ما تَلْقى. ويقال أيضاً رجلٌ حُطَمَةٌ، للكثير الأكل ورجلٌ حُطَمٌ وحُطَمَةٌ أيضاً، إذا كان قليل الرحمة للماشية يَهشِم بعضَها ببعض. وفي المثل: " شرُّ الرعاء الحطمة ". وقال الراجز:

قد لفها الليل بسواق حطم * ويقال للعكرة من الإبل حُطَمَةٌ، لأنّها تَحْطِمُ كلَّ شئ. قال ابن عبّاس رضي الله عنهما: الحطيم: الجدر. يعنى جدار حِجْرِ الكعبة. والحُطامُ: ما تكسر من اليبيس.
ح ط م

حطم متنه فانحطم وتحطم. وأدس حطوم، وما أشد حطمته! وحطم الوادي. وذهبت بهم حطمة السيل. وطارت الريح بحطام التبن. وهذا حطام البيض: لكساره. وجمع حطام الدنيا، شبه بالكسار تخسيساً له. وعن بعض العرب: قد تحطمت الأرض يبساً، فأنشبوا فيها المخالب وهي المناجل أي تكسرت زروع الأرض وتفتتت لفرط يبسها فجزوها. وتحطم البيض عن الفراخ. قال كعب بن زهير:

روايا فراخ بالفلاة توائم ... تحطم عنها البيض حمر الحواصل

ومن المجاز: أصابتهم حطمة أي أزمة. قال:

إنا إذا حطمة حتت لنا ورقاً ... نمارس العود حتى ينبت الورق

وراع حطم وحطمة، كأنه يحطم المال لعنفه في السوق. قال:

قد لفها الليل بسواق حطم

و" شر الرعاء الحطمة ". وحطمته السن العالية. وحطمت فلانة زوجها إذا أسن وهي تحته، وحطم فلاناً قومه إذا أسن بين أظهرهم. ومنه الحديث: " وذلك بعد ما حطمتموه ". ورجل حطمة: أكول. ونعم حاطوم الطعام البطيخ! ولا تحطم علينا أي لا ترع عندنا فتفسد علينا المرعى.
حطم: حَطَم: مرادف كسر، ويستعمل مجازا بمعنى فلَّ العدو وهزمه (معجم المتفرقات).
حطم الفرس: جعله يسرع في جريه (ألف ليلة برسل 12: 175) وانظر في معجم لين يحطم المال.
حَطّم (بالتشديد): زاحم، جد في مطاردة العدو. ففي العبدري (ص59 و): فَأجْفَلَ الناسُ وحطَّم بعضهم بعضاً ورحلوا على أوفى ما يكون من الانزعاج. والشدَّة فوق الطاء موجودة في المخطوطة. ويذكر لين حطَّم بهذا المعنى.
حطّم النبات: أيبس النبات (فوك).
تحطَّم: تحطَّم النبات: يبس (فوك).
حَطْمه: مرادف كَسْرَه: هزيمة، (تاريخ البربر 1: 250) وعند حيان (ص90 ق): فخرجت عليهم خيل الاخابث فجرت على الجند حطمة.
حُطْمَة وجمعه حُطَم: هَرِم، طاعن في السن (بوشر).
حُطام: هشيم (فوك) واحدته حطامة. تبن (ألكالا). هشيم تبن (البكري ص172).
وحطام: لقاطة، ما يبقى في الأرض بعد الحصاد. وأصل الزرع يبقى بعد الحصاد. (ألكالا).
وحطام: أرض مستريحة، وهي الأرض التي زرعت في العام الساق وأعطت حاصلها ثم تركت تستريح لتزرع في العام التالي. فإذا زرعت الأرض سنتين متواليتين قيل لها ((حطام بارد)) كما لو أن الأرض قد بردت بزراعتها المتوالية. انظر ابن العوام (2: 10) مع تعليقة كلمنت موليه (2: 11 رقم 2). حَطِيم بمكة. لمعرفة اصل هذه الكلمة ومعناها الأصلي يمكن الرجوع إلى كتابي ( Die y sraeliten zu Mekka) ( ص182) أن كثيرا من رحالي القرون الوسطى يستخدمونه لتعيين مقامات الأئمة الأربعة التي وصفها بركهارت (معجم ابن جبير، رحلة ابن بطوطة 1: 347).
[حطم] في ح زواج فاطمة قال: أين درعك "الحطمية" أي التي تحطم السيوف أي تكسرها، وقيل: العريضة الثقيلة، وقيل: منسوبة إلى بطن يعملون الدروع. ومنه ح: شر الرعاء "الحطمة" هو العنيف برعاية الإبل في السوق والإيراد والإصدار ويلقي بعضها على بعضن ضربه مثلاً لوالي السوء. ج: هو بوزن همزة: الظلوم الشديد الوطء. نه: ويقال: حطم- بلا هاء. ومنه: احذروا "الحطم" احذروا القطم. وسميت النار "حطمة" لأنها تحطم كل شيء. وح: رأيت جهنم "تحطم" بعضها بعضاً. وح: تدفع من منى قبل "حطمة" الناس، أي قبل أن يزدحموا ويحطم بعضهم بعضاً. وح: إذا "يحطمكم" الناس، أي يدوسونكم ويزدحمون عليكم. ومنه: سمي "حطيم" مكة وهو ما بين الركن والباب، وقيل: الحجر لأن البيت رفع وترك هو محطوماً. ك: لا تقولوا "الحطيم" فإن الرجل. يعني فإنه من أوضاعهم، فإنهم إذا يحالفون بينهم كانوا يحطمون أي يدفعون نعلاً أو سوطاً أو قوساً إلى الحجر علامة لعقد حلفهم. وقوله: "حطمة" الناس، بفتح حاء وسكون طاء أي زحمهم. وقولها: أحب من مفروح، أي من كل شيء مفروح، ولعلها زعمت أن العلة مجرد الضعف لا مع وصف الثقل، ويحطم بكسر الطاء أي يأكل. نه وفيه: بعد ما "حطمه" الناس، وروى: "حطمتموه" من حطم فلاناً أهله إذا كبر فيهم كأنهم بما حملوه من أثقالهم صيروه شيخاً محطوماً. ومنه: غضب على رجل فجعل "يتحطم" عليه غيظاً، أي يتلظى ويتوقد من الحطمة النار. وسنة "الحطمة" السنة الشديدة الجدب. وفيه: احبس أبا سفيان عند "حطم" الجبل، هو الموضع الذي حُطم منه أي ثلم فبقي منقطعاً، قال: ويحتمل أن يريد مضيق الجبل حيث يزحم بعضهم بعضاً، وروى بخاء معجمة فوسر بالأنف النادر منه، والذي في البخاري: عندنا حطم الخيل، فإن صحت فمعناه يحبسه في الموضع المتضايق الذي يتحطم فيه الخيل أي يدوس بعضها بعضاً، ويزحم بعضها بعضاً، فيراها جميعاً وتكثر في عينه، وكذا أراد يحبسه عند خطم الجبل فإن الأنف النادر منه يضيق الموضع الذي يخرج منه. غ: "حطاماً" يابساً متحطماً.
باب الحاء والطاء والميم معهما ح ط م، ط م ح، ط ح م، م ح ط، ح م ط، م ط ح كلهن مستعملات

حطم: الحَطْمُ: كَسْرُك الشَّيْءَ اليابس كالعظام ونحوها، حَطَمْتُه فانحَطَمَ، والحُطامُ: ما تَحَطَّمَ منِه، وقِشْر البَيْض حُطام، قال الطرماح:

كأنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْف فيه ... فَراشُ صَميم أقحاف الشئون

والحَطْمَةُ: السَّنة الشديدة. وحَطْمةُ الأسَد في المال: عَيْثه وفَرْسُه. [والحُطَمَةُ: النّار] . وقيل: الحُطَمَةُ: بابٌ من جهنّم. والحطيم: حجر مكة. طحم: طَحْمة السَّيْل: دَفّاعُه ومُعْظَمُه. وطَحْمةُ الفِتْنة: جَوْلة الناس عندها، قال:

تَرمي بنا خِنْدُفُ يوم الايسادْ ... طَحْمةَ إبليسٍ ومَرداةَ الراد

محط: مَحَّطْتَ الوَتَرَ: أمرَرْتَ الأصابعَ عليه لتُصلِحَه، وكذلك تُمَحِّطُ العَقَبَ فَتُخَلَّصُه، والبازي يُمُحِّطُ ريشه: يُذهبه ، وتقول: امتَحَطَ البازي .

طمح: طَمَّحَ الفَرَسُ رأسه أي رفعه، وكذلك طَمَّحَ يَدَيْه . وطَمَحاتُ الدَّهْر: شَدائدُه، [وربّما خُفِّف] قال:

باتت همومي في الصدر تحضؤها ... طمحات دهر ما كنت أدرؤها

وطَمَّحْتُ الشْيَء وغيرَه في الهواء أي رَمَيْتُ به تطميحاً. وطَمَح ببَصَره إذا رَمَى به إلى الشيْء. وفَرَس طامِحُ البَصَر والطَّرْف، قال:  طمحت رءوسكم لتبلُغَ عِزَّنا ... إن الذليل بأن يُضامَ جديرُ

حمط: الحمطيط و [جمعه] الحَماطيط، والحَماط: نبْت. والحَماطة: حُرْقة يجدُها الرجلُ في حَلْقه، تقول. أجدُ في حَلْقي حَماطةً.
الْحَاء والطاء وَالْمِيم

الحَطْمُ: الْكسر فِي أَي وَجه كَانَ. وَقيل: هُوَ كسر الْيَابِس خَاصَّة. حَطَمَه يَحْطِمُه حَطْما، وحَطَّمَه، فانحَطَم وتحَطَّم. والحِطْمَةُ والحُطامُ: مَا تحَطَّمَ من ذَلِك. وصعدة حِطَمٌ، كَمَا قَالُوا: كسر، كَأَنَّهُمْ جعلُوا كل قِطْعَة مِنْهُ حِطَمَةٌ، قَالَ سَاعِدَة ابْن جؤية:

مَاذَا هُنالك من أسْوَانَ مُكْتَئبٍ ... وساهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ حِطَمِ

وحُطامٌ الْبيض: قشره. قَالَ الطرماح:

كَأَن حُطام قيضِ الصيفِ فِيهِ ... فَرَاشُ صميمِ أقحافِ الشئونِ

والحَطِيمُ: مَا بقى من نَبَات عَام أول ليبسه وتحَطُّمِه، عَن الَّلحيانيّ.

والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطُومُ: السّنة الشَّدِيدَة لِأَنَّهَا تحطم كل شَيْء. وَقيل: لَا تسمى حاطُوما إِلَّا فِي الجدب المتوالي.

وحَطْمَةُ الْأسد فِي المَال: عيثه وفرسه، لِأَنَّهُ يَحْطِمُه. وَأسد حَطُومٌ: يَحْطِمُ كل شَيْء يدقه، وَكَذَلِكَ ريح حَطُومٌ.

وَلَا تَحْطِمْ علينا المرتع، أَي لَا ترع عندنَا فتفسد علينا المرعى.

وإبل حُطَمَةٌ، وغنم حُطَمَةٌ: كَثِيرَة تَحْطِمُ الأَرْض بخفافها وأظلافها، وتَحْطِمُ شَجَرهَا وبقلها فتأكله.

ونار حُطَمَةٌ: شَدِيدَة. وَفِي التَّنْزِيل: (كلا ليُنْبَذنَّ فِي الحُطَمَةِ) وَقيل: الحُطَمَةُ بَاب من أَبْوَاب جَهَنَّم، نَعُوذ بِاللَّه مِنْهَا. وَقَالَ الزّجاج: الحُطَمَةُ اسْم من أَسمَاء النَّار. وكل ذَلِك من الحَطْمِ الَّذِي هُوَ الْكسر والدق.

وَرجل حُطَمٌ وحُطُمٌ: لَا يشْبع، لِأَنَّهُ يحْطِمُ كل شَيْء، قَالَ:

لقد لفَّها اللَّيلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ

وحَطَم فلَانا أَهله: كبر فيهم، فَكَأَنَّهُ بِمَا حملوه من أثقالهم كسروه. وَفِي حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا: بعد مَا حَطَمْتموه. تَعْنِي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، التَّفْسِير للهروي فِي الغريبين. وانحَطَم النَّاس عَلَيْهِ: تزاحموا.

والحَطيمُ: حجر بِمَكَّة، سمي بذلك لانحطامِ النَّاس عَلَيْهِ، وَقيل: لأَنهم كَانُوا يحلفُونَ عِنْده فِي الْجَاهِلِيَّة فيَحْطِمُ الْكَاذِب، وَهُوَ ضَعِيف.

وحَطِمت الدَّابَّة حَطما: هزلت.

وَمَاء حاطُومٌ: ممرئ.

والحُطَمِيَّةُ: دروع تنْسب إِلَى رجل كَانَ يعملها.

وَبَنُو حَطْمَة: بطن.
حطم
حطَمَ يَحطِم، حَطْمًا، فهو حاطم، والمفعول مَحْطوم
• حطَم الشَّيءَ:
1 - كسَرَه، هشمه "حطَم إناءً- {ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لاَ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ} ".
2 - أتَى عليه "حطمتِ الرِّيحُ العُشَّ- حطَم الكِبَرُ فلانًا".
• حطَم النَّاسُ بعضُهم بعضًا: تزاحموا وألحق بعضُهم ببعضٍ الأذى "حطَم النَّاسُ بعضهم بعضًا وهم يفرُّون من الحريق". 

تحطَّمَ يتحطَّم، تحطُّمًا، فهو متحطِّم
• تحطَّمتِ السَّيَّارةُ: مُطاوع حطَّمَ: تكسّرت وتدمّرت "أخذت السُّدود بين الأقطار العربيّة تتحطَّم" ° تحطَّمت آمالُه: يَئِسَ- تحطَّمت قيوده: نال حرّيّتَه- تحطَّم مستقبلُه: ضاع.
• تحطَّم النَّباتُ: يبِس. 

حطَّمَ يحطِّم، تحطيمًا، فهو محطِّم، والمفعول محطَّم
• حطَّم زجاجَ النَّافذة: كسَّره ودمَّره "حطَّمتِ الرِّيحُ الأشجارَ- حطَّم الذَّرة: فلقها- حطّم اللّصوصُ البابَ: اقتحموه- {لاَ يُحَطِّمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ} [ق] " ° حطَّمَ الرَّقم القياسيّ: تجاوزه، قام بعمل ماهر- حطَّمَ الرُّوتين: ألغى تعقيداته- حطَّمَ القيودَ/ حطَّمَ الأغلالَ: نال حريته- حطَّمَ رأسَه: أذلّه- حطَّمَ قلبَه- حطَّمَ مستقبلَه: أضاعه- سفينة تحطيم الجليد: كاسحة الجليد- شَخْصٌ مُحَطَّمٌ: يائس فاقد الأمل في الحياة. 

حُطام [مفرد]:
1 - ما بقي من الشّيء بعد ما تكسَّر وتحطَّم "حُطام طائرة/ سفينة".
2 - ما يبس من النَّبات، هشيم، تِبْن " {ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا} ".
• حُطام الدُّنيا: متاعُها، ما فيها من مال كثير أو قليل لأنَّه يفنى ولا يبقى "ما زُخْرفُ الدُّنيا وزبرجُ أهلها ... إلاّ غرورٌ كُلُّه وحُطامُ". 

حَطْم [مفرد]: مصدر حطَمَ. 

حُطَمة [مفرد]: أكول "رجل حُطَمة".
• الحُطَمة: اسم من أسماء جهنّم؛ لأنّها تَحْطِم ما تَلْقَى وتذهب به " {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ. نَارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ} ". 

حَطوم [مفرد]:
1 - صيغة مبالغة من حطَمَ.
2 - ريحٌ شديدة تكسِّر وتحطِّم كلَّ شيء "ريحٌ حطوم". 

حطيم [مفرد]: ما بقي من نبات ليبسه وتكسُّره.
• الحَطيم: بناءٌ قُبالةَ الميزاب من خارج الكعبة. 

مُحطِّم [مفرد]: اسم فاعل من حطَّمَ.
• مُحطِّم الرَّقم القياسيّ: (رض) الذي يــحقِّق رقمًا يتفوَّق فيه على منافسيه في رياضةٍ ما.
• محطِّم الذَّرَّات: (فز) مسرّع ذرِّيّ يزيد من سرعة الجزيئات المشحونة إلى درجة عالية من الطَّاقة. 

حطم

1 حَطِمَ, aor. ـَ inf. n. حَطَمٌ, It broke, or became broken, in pieces; as also ↓ انحطم (Msb) and ↓ تحطّم: (TA:) or these two, (S, K,) or [correctly] the former [only], (TA,) it broke, or became broken: (S, K, TA:) or they are peculiarly said of that which is dry, or tough; (K, TA;) as a bone and the like. (TA.) b2: [Hence,] حَطِمَتِ الدَّابَّةُ (assumed tropical:) The beast became aged [and emaciated and weak, or broken with age: see حَطِمٌ, below]. (S.) b3: And (assumed tropical:) The beast had a disease (termed حَطَمٌ) in his legs. (TA.) A2: حَطَمَهُ, (S, Msb, K,) aor. ـِ (Msb, K,) inf. n. حَطْمٌ, (S, Msb, K,) He broke it: (S, K:) or it applies peculiarly to that which is dry, or tough; (K, TA;) as a bone and the like: (TA:) as also ↓ حطّمهُ, (K,) inf. n. تَحْطِيمٌ: (S:) or the latter signifies he broke it in pieces, (S,) and so the former; (Msb;) or the latter, he broke it much. (Msb, TA.) b2: He, or it, crushed it, or bruised it; as, for instance, a lion, that which he devours; and as a camel and a sheep or goat, the ground with his feet or hoofs, and the trees and herbs in eating them; and as the wind, that upon which it blows [vehemently]. (TA.) It is said in a trad., رَأَيْتُ جَهَنَّمَ يَحْتِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا [I saw Hell-fire, one part thereof crushing another: or, as though pressing upon another; from what next follows]. (TA.) One says of people crowding together, يَحْطِمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [They crush, bruise, or press upon, one another]. (TA.) and of a vehement driver, يَحْطِمُ المَالَ [He bruises the cattle, or camels &c.]. (A, TA.) b3: One says also, لَا تَحْطِمْ عَلَيْنَا المَرْتَعَ, meaning (tropical:) Spoil not thou to us the pasturage by pasturing upon it. (TA.) b4: And حَطَمَ فُلَانًا أَهْلُهُ (tropical:) His family rendered such a one a broken old man; as though they loaded him with their burdens. (TA.) and حَطَمَتْهُ السِّنُّ (S) (assumed tropical:) Age rendered him infirm. (TA.) 2 حَطَّمَ see 1.5 تَحَطَّمَ see 1. You say also, تحطّم البَيْضُ عَنِ الفِرَاخِ [The eggs broke in pieces so as to disclose the young birds]. (TA.) And تَحَطَّمَتْ الأَرْضُ يُبْسًا The ground, or earth, crumbled by reason of excessive dryness. (TA.) And تحطّم النَّاسُ The people crowded together, crushing, bruising, or pressing upon, one another. (TA.) And ↓ انحطم النَّاسُ عَلَيْهِ The people pressed together, or crowded, upon it, or him. (ISd, TA.) b2: And تحطّم عَلَيْهِ غَيْظًا (tropical:) He became inflamed with wrath, or rage, against him. (K, * TA.) 7 إِنْحَطَمَ see 1: b2: and 5.

حَطَمٌ inf. n. of حَطِمَ [q. v.]. (Msb.) b2: Also A certain disease in the legs of a beast. (K.) حَطِمٌ A thing (Msb) breaking in pieces of itself. (S, Msb, K.) b2: (assumed tropical:) A horse broken by age: (S:) or a horse weak by reason of leanness and old age: (Az, TA:) or an aged beast. (Msb.) حُطَمٌ One who breaks the ranks on the right and left; and الصُّفُوفِ ↓ حَطَّامُ [signifies the same]. (TA.) b2: See also حُطَمَةٌ, in five places.

حُطُمٌ: see حُطَمَةٌ.

حَطْمَةٌ The crowding, thronging, or pressing, of men; and their pushing one another. (TA.) b2: The tide (دُفْعَة) of a torrent; like طَحْمَةٌ. (S.) b3: The havoc of a lion among cattle. (TA.) b4: (tropical:) Dearth, drought, or sterility; or a year of dearth, &c.; (S, K, TA;) because it breaks (تَحْطِمُ) everything; (TA;) as also ↓ حُطْمَةٌ and ↓ حَاطُومٌ: (K:) or this last is not used except as meaning continual dearth &c. (TA.) [See also the last of these words below.]

حُطْمَةٌ: see what next precedes.

حِطْمَةٌ What is broken in pieces, or what one breaks, [accord. to different copies of the K, the former accord. to the reading in the TA,] of a thing that is dry, or tough; (K, TA;) as also ↓ حُطَامَةٌ: (K:) pl. of the former حِطَمٌ: whence صَعْدَةٌ حِطَمٌ [meaning a spear, or spear-shaft, broken in pieces, as is indicated in the TA], in which the term حِطْمَةٌ is regarded as applying to every portion. (K, * TA.) [See حُطَامٌ.]

حُطَمَةٌ A vehement fire, (K,) that breaks in pieces everything that is cast into it. (TA.) Hence, (S, TA,) الحُطَمَةُ a name of Hell, (K,) or of Hell-fire: (S, K:) or, as some say, the fourth stage of Hell: (Har. p. 347:) or a gate of Hell. (K.) b2: (tropical:) A man who eats much; (S, TA;) as also ↓ حُطَمٌ; who breaks everything in eating: (Har p. 580:) and the latter, and ↓ حُطُمٌ, an insatiable man. (TA.) b3: (assumed tropical:) A large number of camels, (T, S, K,) and of sheep or goats: (T, K:) because they break, or crush, (T, S, TA,) the herbage, (T, TA,) or everything, (S, TA,) or the ground with their feet or hoofs, and the trees and herbs in eating them. (TA.) b4: Also, and ↓ حُطَمٌ, (S, K,) (tropical:) A pastor having little mercy upon the cattle; (S, TA;) or who acts injuriously towards them; (K, TA;) causing them to crush, or bruise, one another; (S, K, TA;) or as though he crushed, or bruised, them by his vehement driving: (A, TA:) or the former signifies a pastor who does not allow his beasts to avail themselves of the plentiful pasturages, nor let them disperse themselves in the pasturage: and ↓ the latter, one who is ungentle, or rough; as though he broke, or crushed, or bruised, them when driving them or pasturing them: and ↓ سَوَّاقٌ حُطَمٌ signifies a man who drives beasts vehemently, crushing them, or bruising them, by reason of his vehement driving; but it is used by way of comparison, as meaning (tropical:) cunning and versatile. (TA.) Hence, شَرُّ الرِّعَآءِ الحُطَمَةُ [The worst of pastors is the ungentle, who causes the beasts to crush, or bruise, one another]: (S, K:) accord. to the S, a prov.: accord. to Sgh and the K, not a prov., but a trad.: but many of the trads. are reckoned among provs.: it is applied to him who governs, or manages, ill. (MF, TA.) Hence also what is related in a trad. of 'Alee, that Kureysh, when they saw him in war, or battle, used to say, اِحْذَرُوا الحُطَمَ ↓ اِحْذَرُوا الحُطَمَ [Beware ye of the rough one! Beware ye of the rough one!]. (TA.) حُطَمِيَّاتٌ Coats of mail; so called from a maker thereof named حُطَمَةُ: or such as break the swords: or such as are heavy and wide: (K:) the first of which explanations is the most probable. (TA.) حُطَامٌ What is broken in pieces, of a thing that is dry, or tough. (S, K. [In the CK, by the accidental omission of وَ كَغُرَابٍ, this signification and the next here following, from the K, are assigned to صَعْدَةٌ حِطَمٌ. See حِطْمَةٌ, which, accord. to some copies of the K, is syn. with حُطَامٌ in the sense explained above.]) And Fragments of eggs; (A, TA;) or of an egg-shell; so in a verse of Et-Tirimmáh: (TA:) or the shell of the egg. (K.) b2: [See a tropical usage of it in an ex. cited, from a trad., voce ثُمَامٌ.] b3: حُطَامُ الدُّنْيَا (assumed tropical:) The frail, or perishing, goods, or possessions, of the present world: accord. to Z, from حُطَامٌ signifying the “ fragments ” of eggs: (TA:) or [simply] the goods of the present world. (TA in art. عرض.) حَطُومٌ The lion, (K,) that crushes, or bruises, everything that he devours; (TA;) as also ↓ حَطَّامٌ and ↓ مِحْطَمٌ. (K.) And A wind (رِيح) that crushes everything. (TA.) حَطِيمٌ Herbage remaining from the preceding year: (Lh, K:) because dry, and broken in pieces. (Lh, TA.) b2: الحَطِيمُ The حِجْر [q. v.] (Msb, K) of Mekkeh, (Msb,) [i. e.] of the Kaa-beh; (K;) which is excluded from the Kaabeh; said in the M to be of the part next the spout; and in the T, to be that in [or rather over] which is the spout: so called because it was left broken when the House was raised: or because the Arabs used to throw in it, or upon it, the clothes in which they performed their circuitings, and it remained until it became broken by length of time: (TA:) or the wall of the حِجْر of the Kaabeh; (I' Ab, S, K;) the wall over which is the spout of the Kaabeh; (Ham p. 710;) the wall that [partly] encloses the حِجْر of the Kaabeh, on the western [or rather north-western] side: (Har p. 389:) or the part between the angle [of the Black Stone] and [the well of] Zemzem and the Makám [-Ibrá- heem] and, some add, the حِجْر: or from the Makám to the door: (K:) or the part between the black angle and the door and the Makám, where the people crowd together to offer up their supplications, so that they crush, or bruise, or press upon, one another: (K, * TA:) and there the pagans used to confederate. (K.) حُطَامَةٌ: see حِطْمَةٌ.

حَطَّامٌ: see حَطُومٌ: and حُطَمٌ.

حَاطُومٌ: see حَطْمَةٌ. b2: Also (tropical:) A digestive; syn. هَاضُومٌ. (K, TA. [In the CK, erroneously, حاضوم.]) It is implied in the K that this is also a signification of حَطْمَةٌ and حُطْمَةٌ; which it is not. (TA.) One says, نِعْمَ حَاطُومُ الطَّعَامِ البِطِّيخُ (tropical:) [Excellent, or most excellent, is the digestive of food, the melon, or water-melon]. (A, TA.) مِحْطَمٌ: see حَطُومٌ.

حطم: الحَطْمُ: الكسر في أي وجه كان، وقيل: هو كسر الشيء اليابس خاصَّةً

كالعَظْم ونحوه. حَطَمهُ يَحْطِمُهُ حَطْماً أي كسره، وحَطَّمَهُ

فانْحَطَم وتَحَطَّم. والحطْمَةُ والحُطامُ: ما تَحَطَّمَ من ذلك. الأَزهري:

الحُطامُ ما تَكّسّرَ من اليَبيس، والتَّحْطيمُ التكسير. وصَعْدَةٌ حِطَمٌ

كما قالوا كِسَرٌ كأَنهم جعلوا كل قطعة منها حِطْمةً؛ قال ساعدة بن

جُؤَيَّةَ:

ماذا هُنالِكَ من أسْوانَ مُكْتَئِبٍ،

وساهِفٍ ثَمِلٍ في صَعْدَةٍ حِطَمِ

وحُطامُ البَيْضِ: قِشره؛ قال الطرماح:

كأَنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فيه

فَراشُ صَميمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ

والحَطيمُ: ما بقي من نبات عامِ أَوَّلَ ليُبْسِهِ وتَحَطُّمِهِ؛ عن

اللحياني. الأَزهري عن الأصمعي: إذا تَكَسَّرَ يَبيسُ البَقْل فهو

حُطامٌ.والحَطْمَةُ والحُطْمَةُ والحاطوم: السنة الشديدة لأنها تَحْطِمُ كل

شيء، وقيل: لا تسمى حاطوماً إلا في الجَدْب المتوالي. وأصابتهم حَطْمَةٌ أي

سنة وجَدْبٌ: قال ذو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:

من حَطْمَةٍ أقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا وَرَقاً

نُمارِسُ العُودَ، حتى يَنْبُت الوَرَقُ

وفي حديث جعفر: كنا نخرج سنة الحُطْمةِ؛ هي الشديدة الجَدْبِ. الجوهري:

وحَطْمَةُ السيل مثل طَحْمَتِه، وهي دُفعَتُهُ.

والحَطِمُ: المتكسر في نفسه. ويقال للفرس إذا تَهَدَّمَ لطول عمره:

حَطِمٌ. الأَزهري: فرس حَطِمٌ إذا هُزِلَ وأَسَنَّ

(* قوله «وأسن» كذا في

الأصل بالواو وفي التهذيب أو) فضعف.

الجوهري: ويقال حَطِمَتِ الدابةُ، بالكسر ، أي أَسَنَّتْ، وحَطَمَتْهُ

السِّنُّ، بالفتح، حَطْماً.

ويقال: فلان حَطَمَتْهُ السِّنُّ إذا أَسَنَّ وضعف. وفي حديث عائشة، رضي

الله عنها، أنها قالت: بعدما حَطَمْتُموه، تعني النبي، صلى الله عليه

وسلم. يقال: حَطَمَ فلاناً أَهلُه إذا كَبِرَ فيهم كأَنهم بما حَمَّلُوه من

أَثقالهم صَيَّروه شيخاً مَحْطوماً.

وحُطامُ الدنيا: كلُّ ما فيها من مال يَفْنى ولا يبقى.

ويقال للهاضومِ: حاطُومٌ. وحَطْمَةُ الأَسَد في المال: عَبْثُه

وفَرْسُهُ لأنه يَحْطِمُه. وأَسد حَطُومٌ: يَحْطِمُ كلَّ شيء يَدُقُّه، وكذلك ريح

حَطُومٌ. ولا تَحْطِمْ علينا المَرْتَعَ أي لا تَرْعَ عندنا فتفسد علينا

المَرْعى.

ورجل حُطَمَةٌ: كثير الأكل. وإبل حُطَمَةٌ وغنم حُطَمَةٌ: كثيرة

تَحْطِمُ الأرض بخِفافِها وأَظْلافِها وتَحْطِمُ شجرها وبَقْلَها فتأْكله، ويقال

للعَكَرةِ من الإبل حُطَمَةٌ لأَنها تَحْطِمُ كل شيء؛ وقال الأزهري:

لِحَطْمِها الكَلأَ، وكذلك الغنم إذا كثرت. ونار حُطَمَةٌ: شديدة. وفي

التنزيل: كَلاَّ ليُنْبَذَنَّ في الحُطَمَةِ؛ الحُطَمَة: اسم من أَسماء النار،

نعوذ بالله منها، لأنها تَحْطِمُ ما تَلْقى، وقيل: الحُطَمَةُ باب من

أَبواب جهنم، وكلُّ ذلك من الحَطْمِ الذي هو الكسر والدق. وفي الحديث: أن

هَرِمَ بن حَيَّان غضب على رجل فجعل يَتَحَطَّمُ عليه غَيْضاً أي

يَتَلَظَّى ويتوقَّد؛ مأْخوذاً من الحُطَمَة وهي النار التي تَحْطِمُ كل شيء

وتجعله حُطاماً أي مُتَحَطِّماً متكسراً. ورجل حُطَمٌ وحُطُمٌ: لا يشبع لأنه

يَحْطِمُ كل شيء؛ قال:

قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ

ورجل حُطَمٌ وحُطَمَةٌ إذا كان قليل الرحمة للماشية يَهْشِمُ بعضها

ببعض. وفي المَثَلِ: شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَةُ

(* قوله «وفي المثل شر

الرعاء الحطمة» كونه مثلاً لا ينافي كونه حديثاً وكم من الاحاديث الصحيحة عدت

في الأمثال النبوية، قاله ابن الطيب محشي القاموس راداً به عليه وأقره

الشارح)؛ ابن الأثير: هو العنيفُ برعاية الإبل في السَّوْق والإيراد

والإصْدارِ، ويُلْقي بعضها على بعض ويَعْسِفُها، ضَرَبَهُ مَثَلاً لِوالي

السُّوءِ، ويقال أَيضاً حُطَمٌ، بلا هاء. ومنه حديث عليّ، رضي الله عنه: كانت

قريش إذا رأَتْهُ في حَرْب قالت: احْذَرُوا الحُطَمَ، احذروا القُطَمَ

ومنه قول الحجاج في خطبته:

قد لَفّها الليلُ بسَوّاق حُطَم

أي عَسُوف عنيفٍ. والحُطَمَةُ: من أَبنية المبالغة وهو الذي يَكْثُرُ

منه الحَطْمُ، ومنه سميت النار الحُطَمَةَ لأنها تَحْطِمُ كل شيء؛ ومنه

الحديث: رأَيت جهنم يَحْطِمُ بعضها بعضاً. الأَزهري: الحُطَمةُ هو الراعي

الذي لا يُمَكِّنُ رَعِيَّتَهُ من المراتع الخَصيبة ويقبضها ولا يَدَعُها

تنتشر في المَرْعى، وحُطَمٌ إذا كان عنيفاً كأنه يَحْطِمُها أي يكسرها إذا

ساقها أو أسامها يَعْنُفُ بها؛ وقال ابن بري في قوله:

قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاق حُطَمْ

هو للحُطَمِ القَيْسِيّ، ويروى لأبي زُغْبَة الخَزْرَجيّ يوم أُحُدٍ؛

وفيها:

أنا أَبو زُغُبَةَ أَعْدو بالهَزَمْ،

لن تُمْنَعَ المَخْزاةُ إلاَّ بالأَلَمْ

يَحْمِي الذِّمار خَزْرَجِيٌّ من جُشَمْ،

قد لَفَّها الليلُ بسَوَّاقٍ حُطَمْ

الهَزَمُ: من الاهتزام وهو شدة الصوت، ويجوز أن يريد الهَزِيمة. وقوله

بسواق حطم أي رجل شديد السوق لها يَحْطِمُها لشدة سوقه، وهذا مثل، ولم يرد

إبلاً يسوقها وإنما يريد أنه داهية متصرف؛ قال: ويروى البيت لرُشَيْد بن

رُمَيْضٍ العَنَزِيِّ من أَبيات:

باتوا نِياماً، وابنُ هِنْدٍ لم يَنَمْ

بات يقاسيها غلام كالزَّلَمْ،

خَدَلَّجُ السَّاقَيْنِ خَفَّاقُ القَدَمْ،

ليْسَ بِراعي إبِلٍ ولا غَنَمْ،

ولا بِجَزَّار على ظهر وَضَمْ

ابن سيده: وانْحَطَمَ الناسُ عليه تزاحموا؛ ومنه حديث سَوْدَةَ: إنها

استأْذَنَتْ أن تدفع من مِنىً قبل حَطْمةِ الناس أي قبل أن يزدحموا

ويَحْطِمَ بعضهم بعضاً. وفي حديث توبة كعب بن مالك: إذَنْ يَحْطِمُكم الناسُ أي

يدوسونكم ويزدحمون عليكم، ومنه سمي حَطيمُ مكة، وهو ما بين الركن والباب،

وقيل: هو الحِجْر المُخْرَجُ منها، سمي به لأن البيت رُفِع وترك هو

مَحْطوماً، وقيل: لأن العرب كانت تطرح فيه ما طافت به من الثياب، فبقي حتى

حُطِمَ بطول الزمان، فيكون فَعيلاً بمعنى فاعل. وفي حديث الفتح: قال

للعبَّاس احبس أَبا سُفْيانَ عند حَطْمِ الجَبَل؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءت

في كتاب أبي موسى، وقال: حَطْمُ الجَبَل الموضع الذي حُطِمَ منه أي ثُلِمَ

فَبقي منقطعاً، قال: ويحتمل أن يريد عند مَضِيقِ الجَبَل حيث يَزْحَمُ

بعضهم بعضاً، قال: ورواه أَبو نصر الحميديّ في كتابه بالخاء المعجمة،

وفسرها في غريبه فقال:

الخَطْمُ والخَطْمَةُ أنف الجبل

(* قوله «والخطمة أنف الجبل» مضبوطة في

نسخة النهاية بالفتح، وفي نسخة الصحاح مضبوطة بالضم) النادر منه، قال:

والذي جاء في كتاب البخاري عند حَطْمِ الخَيْلِ، هكذا مضبوطاً، قال: فإن

صَحَّتِ الرِّوايةُ ولم يكن تحريفاً من الكَتَبَةِ فيكون معناه، والله

أعلم، أنه يحبسه في الموضع المتضايق الذي تَتَحَطَّمُ فيه الخَيْلُ أي يدوس

بعضها بعضاً فَيَزْحَمُ بعضُها بعضاً فيراها جميعها وتكثر في عينه بمرورها

في ذلك الموضع الضيق، وكذلك أَراد بحبسه عند خَطْمِ الجبل، على شرحه

الحميديّ، فإن الأَنف النادر من الجبل يُضَيِّقُ الموضع الذي يخرج منه.

وقال ابن عباس: الحَطِيمُ الجِدار بمعنى جدار الكعبة. ابن سيده:

الحَطِيمُ حِجْرُ مكة مما يلي المِيزاب، سُمِّيَ بذلك لانْحِطام الناس عليه،

وقيل: لأنهم كانوا يحلفون عنده في الجاهلية فيَحْطِمُ الكاذِبَ، وهو ضعيف.

الأزهري: الحَطِيمُ الذي فيه المِرْزابُ، وإنما سُمي حَطيماً لأن البيت

رفع وترك ذلك مَحْطوماً.

وحَطِمَتْ حَطَماً: هَزِلَتْ. وماء حاطُومٌ: مُمْرِئٌ.

والحُطَمِيَّةُ: دروع تنسب إلى رجل كان يعملها، وكان لعليّ، رضي الله

عنه، درع يقال لها الحُطَمِيَّةُ. وفي حديث زواج فاطمة، رضي الله عنها:

أَنه قال لعليّ أَيْنَ دِرْعُكَ الحُطَمِيَّةُ؟ هي التي تَحْطِمُ السيوف أي

تكسرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة، وقيل: هي منسوبة إلى بطْنٍ من عبد

القيس يقال لهم حُطَمَةُ بنُ محاربٍ كانوا يعملون الدروع، قال: وهذا أَشبه

الأَقوال.

ابن سيده: وبنو حَطَْمَةَ بطنٌ.

حطم

(الحَطْمُ: الكَسْرُ) هكَذا عَمَّمَه الجوهريُّ، أَي: فِي أَي: وَجْهٍ كَانَ، (أَو خاصٌّ باليابِسِ) كالعَظْمِ وَنَحْوِه.
(حَطَمَهُ يَحْطَمُهُ) حَطْمًا، (وحَطَّمَهُ) ، شُدّد للتَّكْثِيرِ، (فانْحَطَمَ وَتَحَطَّمَ) : انْكَسَرَ وتَكَسَّر، وَفِيه لَفٌّ وَنشر مُرَتِّب.
(والحِطْمَةُ، بالكَسْرِ، و) الحُطامة (كَثُمامَةٍ: مَا تَحَطَّمَ من ذلِكَ) ، أَي: تَكَسَّر، (وصَعْدَةٌ حِطَمٌ، كَكِسَرٍ) كِلَاهُمَا (باعْتِبارِ الأَجْزاءِ) كأنَّهم جعلُوا كُلَّ قِطْعة مِنْهَا حِطْمَةً وَكِسْرَة، والحِطَمُ جمع حِطْمَةٍ، كَقِرْبَةٍ وقِرَب، قَالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَةَ:
(مَاذَا هُنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ ... وساهِفٍ ثَمِلٍ فِي صَعْدَةٍ حِطَمِ)

هكَذا رَوَاهُ الباهِلِيّ، ويُرْوى قِصَمِ.
وَقيل: الحِطَمُ جمع حِطْمَة، مثلُ قِصْدَةٍ وقِصَدٍ، كَمَا نَصَّ عَلَيْهِ الصاغَانِيُّ، كَمَا تَقُول: دَخَل فِي الرُّمْحِ، وَدخل الرُّمْح فِيهِ، وَقد مَرَّ هَذَا الْبَيْت أَيْضا فِي ((س هـ ف)) . (و) الحُطامُ، (كَغُرابٍ: مَا تَكَسَّرَ من اليَبِيسِ. وَمن البَيْضِ: قِشْرُه) وَفِي الأَساس: كُسارُه، قَالَ الطِّرِمّاح:
(كَأَنَّ حُطامَ قَيْضِ الصَّيْفِ فِيهِ ... فَراشُ صَمِيمِ أَقْحافِ الشُّؤُونِ)

(والحَطِيمُ) ، كَأَمِيرٍ: (حِجْرُ الكَعْبِةِ)
المُخْرَج مِنْهَا، وَفِي المُحْكَم مِمّا يَلِي المِيزابَ. وَفِي التَّهْذِيب: الَّذِي فِيهِ المِرْزاب، سُمّى بِهِ؛ لأَنَّ البَيْتَ رُفِعَ وتُرِك هُوَ مَحْطُومًا. وقِيلَ: لأَنَّ العَرَبَ كانَتْ تَطْرحُ فِيهِ مَا طافَتْ بِهِ من الثِّيابِ، فَبَقِيَ حَتّى حُطِمَ بطُولِ الزَّمانِ، فَيكون فِعِيلاً بِمَعْنى فاعِل.
(أَو جِدارُهُ) . وَفِي الصِّحَاح - عَن ابْن عَبّاسٍ -: الحَطِيمُ: الجِدارُ، يَعْنِي جِدارَ حِجْرِ الكَعْبَة.
(أَو) الحَطِيمُ (مَا بَيْنَ الرُّكْنِ وَزَمْزَمَ والمَقامِ، وزادَ بعضُهُم: الحِجْرَ، أَو من المَقامِ إِلَى البابِ، أَو مَا بَيْن الرُّكْنِ الأَسْوَدِ إِلى البابِ إِلَى المَقامِ حيثُ يَتَحَطَّمُ الناسُ للدُّعاءِ) ، أَي: يَزْدَحِمُون فيَحْطِمُ بعضُهم بَعْضًا، (وَكَانَت الجاهِلِيَّةُ تَتَحالَفُ هُناكَ) .
ونَصَّ المُحْكَم: سُمِّي بذلك لانْحِطام الناسِ عَلَيْهِ، وَقيل: لأنّهم كَانُوا يَحْلِفُون عِنْده فِي الجاهِلِيّة فيُحْطَمُ الكاذِبُ، وَهُوَ ضعيفٌ.
(و) الحَطِيمُ: (مَا بَقِيَ من نَباتِ عامِ أَوَّلَ) لِيُبْسِه وتَحَطُّمِه عَن اللّحيانيّ. (و) حُطَيْمٌ، (كَزُبَيْرٍ: تابِعِيٌّ) ، عَن أَنَسِ بن مالِكٍ رَضِي الله عَنْه.
(و) من المَجازِ: (الحَطْمَةُ) ، بِالْفَتْح (ويُضَمُّ، والحاطُومُ) واقْتَصَر الجوهريّ على الأُولَى: (السَّنَةُ الشَّدِيدَةُ) لأَنَّها تَحْطِم كُلَّ شيءٍ؛ وَقيل: لَا تُسَمَّى حاطُومًا إِلاَّ فِي الجَدْب المُتَوالِي. وَأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِذِي الخِرَقِ الطُّهَوِيّ:
(مِنْ حَطْمَةٍ أَقْبَلَتْ حَتَّتْ لنا وَرَقًا ... تُمارِسُ العُودَ حَتَّى يَنْبُتَ الوَرَقُ)

(و) من المَجاز: الحاطُومُ: (الهاضُومُ) يُقَال: نِعْمَ حاطُوم الطَّعامِ البِطِّيخ، كَمَا فِي الأساس، وسِياقُ المصنّف يَقْتَضِي أَن يكونَ كُلٌّ من الأَلْفاظ الثَّلَاثَة بِمَعْنى الهاضُومِ وَلَيْسَ كذلِكَ.
(و) الحَطُومُ، (كَصَبُورٍ وشَدّادٍ ومِنْبَرٍ: الأَسَدُ) يَحْطِمُ كلّ شيءٍ أَتَى عَلَيْهِ، أَي: يَدُقُّه.
(و) الحُطَمَةُ، (كَهُمَزَةٍ: الكَثِيرُ من الإِبِل والغَنَمِ) تَحْطِمُ الأَرْضَ بِخِفافِها وأَظْلافِها، وتَحْطِمُ شَجَرَها وبَقْلَها فَتَأْكُله، وَفِي الصِّحَاح: ويُقال للعَكَرَةِ من الإِبِلِ: حُطَمَةٌ؛ لأنَّها تَحْطِمُ كلَّ شيءٍ، وَقَالَ الأَزْهَرِيّ: لِحَطْمِها الكَلأَ، وَكَذلِكَ الغَنَمُ إِذا كَثُرَت.
(و) الحُطَمَةُ: (الشَّدِيدَةُ من النِّيرانِ) تَجْعَلُ كلَّ شَيْءٍ يُلْقَى فِيهَا حُطامًا، أَي: مُتَحَطِّمًا مُتَكَسِّرًا. (و) قولُه تَعَالَى: {كلا لينبذن فِي الحطمة} هُوَ (اسْمٌ لِجَهَنَّمَ) نَعُوذُ بِاللَّه مِنْهَا، لأنَّها تَحْطِمُ مَا يُلْقَى فِيها، وَهُوَ من أَبْنِيَةِ المُبالَغَةِ، وَفِي الحَديث: ((رَأَيْتَ جَهَنَّمَ يَحْطِمُ بَعْضَها بَعْضًا)) . (أَو بابٌ لَهَا) ، وكُلُّ ذلِكَ من الحَطْمِ، الَّذي هُوَ الكَسْرُ والدَّقُّ.
(و) من المَجاز: الحُطَمَةُ: (الرَّاعِي الظَّلُومُ لِلْماشِيَةِ) وَفِي الصِّحاح: قَلِيلُ الرَّحْمَة للماشِيَة (يَهْشِمُ بَعْضَها بِبَعْضٍ، كالحُطَمِ) ، كَصُرَدٍ، وَمِنْه حَدِيثُ عليٍّ رَضِي اللَّه عَنهُ: ((كَانَت قُرَيْشٌ إِذا رَأَتْهُ فِي الحَرْب قالَت احْذَرُوا الحُطَم، احْذَرُوا القُطَم)) .
وَفِي الأَساس: كأنّه يَحْطِمُ المالَ بَعُنْفِهِ فِي السَّوْق. وقالَ الأَزْهَرِِيّ: الحُطَمَة: هُوَ الرّاعِي الَّذِي لَا يُمَكِّن رَعِيَّتَه من المَراتِع الخَصِيبَة ويَقْبِضُها وَلَا يَدَعُها تَنْتَشِر فِي المَرْعَى، وحُطَمٌ: إِذا كَانَ عَنِيفًا كأنّه يَحْطِمُها أَي: يَكْسِرها إِذا ساقَها أَو أسامَها، يَعْنُفُ بِها، وَأَنْشَد الجوهريُّ للراجز - قالَ ابنُ بَرِّي للحُطَمِ القَيْسِيّ، ويُرْوَى لأبِي زُغْبَةَ الخَزْرَجِيّ يَوْم أُحُدٍ وفيهَا -:

(أَنا أَبُو زُغْبَةَ أَعْدُو بالهَزَمْ ... لَنْ تُمْنَعَ المَخْزاةُ إِلاَّ بالأَلَمْ)
يَحْمِي الذِّمارَ خَزْرَجِيٌّ مِنْ جُشَمْ ... قد لَفَّها اللَّيْلُ بِسَوّاقٍ حُطَمْ)

أَي: رَجُل شِدِيد السَّوْق لَهَا يَحْطِمُها لِشِدَّة سَوْقِهِ، وَهَذَا مَثَلٌ وَلم يُرِدْ إِبِلاً يَسُوقُها، وَإِنَّما يُرِيد أَنَّه داهِيَةٌ مُتَصَرِّفٌ. قَالَ: ويُرْوَى الْبَيْت لرُشَيْدِ ابْن رُمَيْضٍ العَنَزِيّ من أَبْياتٍ:
(بَاتُوا نِيامًا وابنُ هِنْدٍ لَمْ يَنَمْ ... باتَ يُقاسِيها غُلامٌ كالزَّلَمْ)

(خَدَلَّجُ الساقَيْنِ خَفّافُ القَدَمْ ... لَيْسَ بِراعِي إِبِلٍ وَلَا غَنَمْ)

(وَلَا بجَزَّارٍ على ظَهْرِ وَضَمْ ... )

قلتُ: وَأَوْرَدَه الحَجَّاج فِي خُطْبَتِهِ مُتَمَثِّلاً. (و) فِي مجمع البَحْرَين للصاغانيّ: قولُهم (: ((شَرُّ الرِّعاءِ الحُطَمَة)) حديثٌ صِحِيحٌ) رَواهُ عائذُ بن عَمرِو ابْن هِلالٍ المُزَنِيّ أَبُو هُبَيْرَة من صالِحِي الصَّحابَة رَضِي الله عَنهُ، أخرجه مُسْلِمٌ فِي صَحِيحه من طَرِيقه. ((وَوَهِمَ الجَوْهَرِيُّ فِي قَوْله مَثَلٌ) ، ونَصُّ الصاغانِيّ وَقَول الجوهريّ فِي المَثَلِ سَهْوٌ وإِنّما هُوَ حَدِيثٌ. قَالَ شيخُنا: وَهَذَا لَا يُنافِي كَوْنَه مَثَلاً وَكم من الأحاديثِ الصَّحِيحَة عُدَّت فِي الأَمْثالِ النَّبَوِيَّة. وَقد ذكره الزَّمَخْشَرِي فِي المُسْتَقْصَى وَقَالَ: يُضْرَب فِي سُوء المَمْلَكة والسِّياسَة، والميدانيُّ فِي مَجْمَع الأَمْثالِ وَقَالَ: يُضْرَب لِمَنْ يَلِي مَا لَا يُحْسِنُ ولايَتَه.
(وحُطَمَةُ بنُ مُحارِبِ) بن وَدِيعَة ابْن لُكَيْزِ بن أَفْصَى أَبُو بَطْنٍ من
عبد القَيْسِ (كَانَ يَعْمَلُ الدُّرُوعَ، والحُطَمِيّاتُ مِنْهُ) ، كَذَا فِي كِفايَة المُتَحَفّظ، (أَو هِيَ الّتِي تَكْسِرُ السُّيُوفَ، أَو الثَّقِيلَةُ العَرِيضَةُ) ، والأوّل أَشْبَهُ الْأَقْوَال، قَالَه ابنُ الأثِير.
(و) مِنَ المَجاز: (تَحَطَّمَ) عَلَيْهِ (غَيْظًا) أَي: (تَلَظَّى) وَتَوَقَّدَ. وَمِنْه حَدِيثُ هَرِم بن حَيّان: ((أنّه غَضِبَ على رَجُلٍ فَجَعَلَ يَتَحَطَّمُ عَلَيْهِ غَيْظًا)) .
(والحَطَمُ مُحَرَّكَةً: داءٌ فِي قوائِمِ الدّابَّةِ) ، وَقد حَطِمَت، كَفَرِح.
(و) الحَطِمُ، (كَكَتِفٍ: المُتَكَسِّرُ فِي نَفْسِه) ، نَقله الجوهريّ.
(وَبَنُو حُطامَةَ كَثُمامَةٍ: بَطْنٌ) من العَرَب، (وهم غَيْرُ بني خُطامَةَ) بِالْخَاءِ المُعْجَمة.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ: حَطْمَةُ السَّيْلِ: مثل طَحْمَتِه: دُفْعَتُه. ويُقال للفَرَس إِذا تَهَدَّم لطُولِ عُمْرِه حَطِمٌ.
وَيُقَال: حَطِمَت الدابَّةُ، بالكَسْر، أَي: أَسَنَّتْ، كَذا فِي الصّحاح.
وقالَ الأزهريُّ: فَرَسٌ حَطِمٌ: إِذا هُزِلَ وَأَسَنَّ فَضَعُفَ. وَقَالَ الجَوْهَرِيّ: وحَطَمَتْهُ السِّنُّ، بِالْفَتْح حَطْمًا، زَاد غيرُه أَي: أَسَنَّ وضَعُفَ. وَفِي حَدِيث عائشةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّها قَالَت: ((بَعْدَما حَطَمْتُمُوه)) . تَعْنِي النبيَّ
، يُقالُ: حَطَمَ فلَانا أَهْلُه: إِذا كَبِرَ فيهم كَأَنَّهم بِمَا حَمَّلُوه من أَثْقَالِهِم صَيَّرُوه شَيْخًا مَحْطُومًا، وَهُوَ مجَاز.
وحُطام الدُّنْيا: كُلّ مَا فِيها من مالٍ يَفْنَى وَلَا يَبْقَى. قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ: أُخِذ من حُطامِ البَيْضِ، أَي: كُسارِه تَخْسِيسًا لَهُ.
وحَطْمَةُ الأَسَدِ فِي المالِ: عَيْثُه.
ورِيحٌ حَطُومٌ: تَحْطِم كلَّ شيءٍ، أَي: تَدُقُّه.
ويُقال: لَا تَحْطِمْ علينا المَرْتَعَ، أَي: لَا تَرْعَ عندنَا فَتَفْسِدَ علينا المَرْعَى. وَهُوَ مجَاز.
ورَجُلٌ حُطَمَةُ: كثيرُ الأَكْلِ، نَقله الجوهريّ وَهُوَ مجَاز، وَيُقَال أَيْضا: رَجُلٌ حُطَمٌ وحُطُمٌ، كَزُفَرَ وَعُنُقٍ، لِلّذِي لَا يَشْبَعُ.
والحُطَم، كَزُفَر: الَّذِي يَكْسِر الصُّفُوفَ مَيْمَنَةً وَمَيْسَرَةً.
وحَطّامُ الصُّفوفِ كَكَتّانٍ: لَقَبُ عبدِ اللهِ جَدّ كِنانَةَ بنِ جَبَلَة، كَذَا فِي تَارِيخ نَيْسابُور.
ورَجُلٌ سَوّاقٌ حُطَمٌ: داهِيَةٌ مُتَصَرِّف، عَن ابْن بَرِّي.
وانْحَطَم الناسُ عَلَيه: تَزاحَمُوا، نَقله ابنُ سِيدَه. وحَطْمَةُ النّاس: زَحْمَتُهم ودَفْعُ بعضِهم بَعْضًا.
وحَطْمُ الجَبَلِ: المَوْضِعُ الذّي حُطِمَ مِنْهُ، أَي: ثُلِمَ فَبَقِيَ مُنْقَطِعًا، هكذَا جاءَ فِي حَدِيث الفَتْحِ فِي البُخاري: ((قالَ للعَبّاسِ اجْلِس عِنْدَ حَطْمِ الجَبَلِ)) وفسَّرَه أَبُو مُوسَى المَدِينِيّ، قَالَ: وَيحْتَمل أَنْ يُرِيد عِنْد مَضِيقِ الجَبَل حَيْثُ يَزْحَمُ بعضُه بَعْضًا. قَالَ ابنُ الأَثِير: وَرَوَاهُ أَبُو نَصْرٍ الحُمَيْدِيّ فِي كِتَابه بِالْخَاءِ المعجَمَة وفَسّرها فِي غَرِيبه بِأَنْفِ الجَبَل النادِرِ مِنْهُ.
والحُطَمِيَّة، بضَمّ ففَتْح: اسمُ دِرْعٍ كَانَت لِعَلِيٍّ رَضِي الله عَنهُ.
وبَنُو حَطْمَةَ، بالفَتْح: بَطْنٌ، قَالَه ابْن سِيدَه. قَالَ ابنُ السَّمْعانِيّ مِنْ جُذام، وَهُوَ حَطْمَةُ بنُ عَوْفِ بن
أَسْلَمَ بن مالِكِ بن سَوْد بن تَدِيْل بن جشَم بنِ جُذامَ.
والحُطَمُ بنُ عَبِدِ اللهِ: تابِعِيٌّ ثِقَةٌ، عَن عَلِيّ، وَعنهُ حُصَيْن بنُ عبدِ الرَّحْمن.
وتَحَطَّمتِ الأرضُ يُبْسًا: تَفَتَّتَتْ لِفَرْط يُبْسِها.
وتَحَطَّمَ البَيْضُ عَن الفِراخِ.
[] وَمِمّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ:
Learn Quranic Arabic from scratch with our innovative book! (written by the creator of this website)
Available in both paperback and Kindle formats.